انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام موسى الكاظم عليه السلام»

سطر ١١٤: سطر ١١٤:
وفقاً لبعض المصادر فإنّ الإمام الكاظم (ع) أكّد على عدم شرعية الخلفاء العباسيين بطرق مختلفة كالمناظرة وعدم التعاون معهم، وحاول إضعاف ثقة الناس بهم.<ref>جعفریان، حیات سیاسی و فکری امامان شیعه، 1381ش، ص406.</ref> وهناك إجراءات اتخذها الإمام (ع) لنزع الشرعية عن خلافة العباسيين، ومنها:
وفقاً لبعض المصادر فإنّ الإمام الكاظم (ع) أكّد على عدم شرعية الخلفاء العباسيين بطرق مختلفة كالمناظرة وعدم التعاون معهم، وحاول إضعاف ثقة الناس بهم.<ref>جعفریان، حیات سیاسی و فکری امامان شیعه، 1381ش، ص406.</ref> وهناك إجراءات اتخذها الإمام (ع) لنزع الشرعية عن خلافة العباسيين، ومنها:


*لمّا حاول الخلفاء العباسيون لإضفاء الشرعية على حكمهم أن ينسبوا أنفسهم إلى [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي (ص)]]، أظهر الإمام الكاظم (ع) نسبه حتى يشير إلى أنه أقرب إلى النبي (ص) من العباسيين، كما يبدو ذلك في محادثة جرت بين الإمام (ع) وبين هارون العباسي؛ حيث أثبت الإمام الكاظم (ع) استناداً إلى آيات من [[القرآن الكريم|القرآن]] وبما في ذلك [[آية المباهلة]]، نسبته إلى النبي (ص) عن طريق جدته [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|الزهراء (ع)]].<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، 1378هـ، ج1، ص84-85؛ الشبراوي، الإتحاف بحب الإشراف، ص295.</ref>
*لمّا حاول الخلفاء العباسيون لإضفاء الشرعية على حكمهم أن ينسبوا أنفسهم إلى [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي (ص)]]، أظهر الإمام الكاظم (ع) نسبه حتى يشير إلى أنه أقرب إلى النبي (ص) من العباسيين، كما يبدو ذلك في محادثة جرت بين الإمام (ع) وبين [[هارون العباسي]]؛ حيث أثبت الإمام الكاظم (ع) استناداً إلى آيات من [[القرآن الكريم|القرآن]] وبما في ذلك [[آية المباهلة]]، نسبته إلى النبي (ص) عن طريق جدته [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|الزهراء (ع)]].<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، 1378هـ، ج1، ص84-85؛ الشبراوي، الإتحاف بحب الإشراف، ص295.</ref>


*عندما رد [[المهدي العباسي]] [[رد المظالم|المظالم]] إلى أصحابها طالب الإمام الكاظم (ه) منه بفدك.<ref>الطوسي، تهذيب الأحكام، 1407هـ، ج4، ص149.</ref> فطلب [[المهدي العباسي]] من الإمام (ع) أن يحدد فدكا له، فحددها الإمام بحدود خلافة الدولة العباسية آنذاك.<ref>القرشي، حياة الإمام موسی بن جعفر، 1429هـ، ص472.</ref> وذُكرت أيضاً حكاية المطالبة بفدك من قبل الإمام (ع) أنها حدثت في عهد [[هارون العباسي]].<ref>ابن شهر آشوب، المناقب، 1379هـ، ج4، ص320.</ref>
*عندما ردّ [[المهدي العباسي]] [[رد المظالم|المظالم]] إلى أصحابها طالبه الإمام الكاظم (ه) بفدك.<ref>الطوسي، تهذيب الأحكام، 1407هـ، ج4، ص149.</ref> فطلب [[المهدي العباسي]] من الإمام (ع) أن يحدد فدكا له، فحددها الإمام بحدود خلافة الدولة العباسية آنذاك.<ref>القرشي، حياة الإمام موسی بن جعفر، 1429هـ، ص472.</ref> وذُكرت أيضاً حكاية المطالبة بفدك من قبل الإمام (ع) أنها حدثت في عهد [[هارون العباسي]].<ref>ابن شهر آشوب، المناقب، 1379هـ، ج4، ص320.</ref>


*أمر الإمام كاظم (ع) أصحابه بعدم التعاون مع العباسيين، كما منع [[صفوان بن مهران الأسدي|صفوان الجمال]] من تأجير الإبل لهارون العباسي.<ref>الكشّي، رجال، 1409هـ، ص441.</ref> بينما طلب من [[علي بن يقطين]] وهو من وزراء [[الدولة العباسية]]، البقاء في البلاط وخدمة [[التشيع|الشيعة]].<ref>الكشّي، رجال، 1409هـ، ص433.</ref> كما طلب منه الإمام الكاظم (ع) أن يضمن له إكرام أصدقاء أهل البيت (ع)، فضمن له الإمام في المقابل أنه لن يتعرض للقتل أو المشقة أو السجن.<ref>العلامة المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج75، ص350.</ref>
*أمر الإمام كاظم (ع) أصحابه بعدم التعاون مع العباسيين، كما منع [[صفوان بن مهران الأسدي|صفوان الجمال]] من تأجير الإبل لهارون العباسي.<ref>الكشّي، رجال، 1409هـ، ص441.</ref> بينما طلب من [[علي بن يقطين]] وهو من وزراء [[الدولة العباسية]]، البقاء في البلاط لخدمة [[التشيع|الشيعة]].<ref>الكشّي، رجال، 1409هـ، ص433.</ref> كما طلب منه الإمام الكاظم (ع) أن يضمن له إكرام أصدقاء [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت (ع)]]، فضمن له الإمام في المقابل أنه لن يتعرض للقتل أو المشقة أو السجن.<ref>العلامة المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج75، ص350.</ref>


وبالرغم من ذلك كله لم يذكر للإمام الكاظم (ع) موقف معارض للدولة علانية، فكان الإمام (ع) يعمل بالتقية تجاه الحكومة، ويوصي أصحابه بالالتزام بها، كما يظهر ذلك في رسالة الإمام (ع) إلى الخيزران (والدة هادي العباسي)؛ حيث أعرب الإمام عن تعازيه بوفاة ابنها.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج48، ص134.</ref> وفي الرواية أن الإمام الكاظم (ع) لمّا استدعاه هارون، قال: لو لم تكن التقية واجبة في امتثال أمر السلطان فلم أذهب إلى هارون. كما أنه لم يردّ الإمام هدايا هارون لأن يزوّج بها عزّاب [[آل أبي طالب]] ولئلّا ينقطع نسلهم.<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، 1378هـ، ج1، ص77.</ref> وأيضاً طلب الامام الكاظم (ع) من علي بن يقطين خلال رسالة أن يتوضأ فترة على طريقة [[أهل السنة والجماعة|أهل السنة]] حتى لا يهدده خطر.<ref>الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص227-228.</ref>
وبالرغم من ذلك كله لم يذكر للإمام الكاظم (ع) موقف معارض للدولة علانية، فكان الإمام (ع) يعمل بالتقية تجاه الحكومة، ويوصي أصحابه بالالتزام بها، كما يظهر ذلك في رسالة الإمام (ع) إلى الخيزران (والدة هادي العباسي)؛ حيث أعرب الإمام عن تعازيه بوفاة ابنها.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج48، ص134.</ref> وفي الرواية أن الإمام الكاظم (ع) لمّا استدعاه هارون، قال: لو لم تكن التقية واجبة في امتثال أمر السلطان فلم أذهب إلى هارون. كما أنه لم يردّ الإمام هدايا هارون لأن يزوّج بها عزّاب [[آل أبي طالب]] ولئلّا ينقطع نسلهم.<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، 1378هـ، ج1، ص77.</ref> وأيضاً طلب الامام الكاظم (ع) من علي بن يقطين خلال رسالة أن يتوضأ فترة على طريقة [[أهل السنة والجماعة|أهل السنة]] حتى لا يهدده خطر.<ref>الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص227-228.</ref>
confirmed، movedable، templateeditor
١٬٩٨٧

تعديل