هذه مقالة أو قسم تخضع لتحريرٍ مُكثَّفٍ في الفترة الحالية لفترةٍ قصيرةٍ. إذا كانت لديك استفسارات أو ملاحظات حول عملية التطوير؛ فضلًا اطرحها في صفحة النقاش قبل إجراء أيّ تعديلٍ عليها. فضلًا أزل القالب لو لم تُجرَ أي تعديلات كبيرة على الصفحة في آخر شهر. Ali110110 (نقاش) • مساهمات • انتقال 2 يناير 2023 |
هارون العباسي (145 – 193هـ) الشهير بهارون الرشيد خامس خلفاء بني العباس (حكمـ 170-193هـ) عاصر الإمام الكاظم (ع) والرضا (ع). ورد في الأخبار أنه سجن الإمام الكاظم، واستشهد بأمره كما أنه ضيّق على الشيعة. هارون هو أحد أولاد المهدي العباسي وكانت فترة حكومته تعرف بالعصر الذهبي للدولة العباسية، وذلك بسبب الدخل الاقتصادي، وازدهار التجارة، وتقدم العلم، والفسلفة، والانتصارات في الفتوحات، وقد نشب في زمن حكمه حروب خارجية عديدة، منها حربه مع الروم، حيث أجبر ملكة الروم بالصلح في نهايته، ودفعت الجزية لجيش هارون، كما أن الثورات ضد الدولة العباسية تعدّ من أهم الأحداث التي وقعت في زمنه، ومن أهمها ثورة يحيى بن عبد الله أخ النفس الزكية. ومن النشاطات التي شهدتها البلاد في عصره، وكانت لها دور مهم في تقدم العلوم هي ترجمة النصوص العلمية خاصة من اليونانية إلى العربية.
الهوية | |
---|---|
الاسم | هارون |
اللقب | الرشيد |
الأب | المهدي العباسي |
الأم | خيزران |
الأولاد | الأمين، والمأمون، والمعتصم |
الزوجة/الزوجات | الزبيدة |
الدين | الإسلام |
المدفن | سناباد، البقعة الهارونية |
الدولة | |
المنصب | خامس خلفاء بني العباس |
السلالة | بنو العباس |
حدود الدولة | العالم الإسلامي آنذاك من الصين إلى المحيط الأطلسي |
بداية الحكم | 170 هـ |
نهاية الحكم | 190 هـ |
التزامن مع | الإمام الكاظم والإمام الرضا |
أهم الإجراءات | سجن الإمام الكاظم، نهضة التعريب |
قبله | المهدي العباسي |
بعده | محمد الأمين |
نبذة عن السيرة الذاتية
هارون العباسي الشهير بهارون الرشيد أحد خلفاء العباسي يكنى بأبي جعفر. ولد سنة 145 هـ في الري، والده المهدي العباسي وكان في زمن ولادته اميرا على منطقتي الري وخراسان. وأمه جارية تسمى بالخيزران.[١]
تولى هارون الخلافة بعد موت أخيه الهادي سنة 170 للهجرة، وبقي في الحكم حتى سنة 193 هـ.[بحاجة لمصدر]
ويصفه أحمد أمين ويتحدث عن بعض أخلاقه، وأنه كان حاد العاطفة قد يغضب لأتفه سبب، ويقتل لأتفه سبب. ويلهو فتكون له المجالس الرائعة في الغناء والرقص.[٢]
حدود الدولة
حسب ما ورد في المصادر التاريخية أن الدولة العباسية في زمن هارون والمأمون بلغت قوتها وعظمتها،[٣] ويعد هارون من أشهر خلفاء بني العباس، ويعتبر عصر هارون العصر الذهبي للدولة العباسية؛ لما توفر فيه من موارد وأموال وتقدم في العلم والفلسفة وما شهده هذا العصر من انتصارات.[٤]
بلغت حدود دولة هارون الرشيد من جهة الشرق إلى الصين ومن الغرب وصلت إلى المحيط الأطلسي.[بحاجة لمصدر]
مواجهة الروم
وقعت حروب خارجية عديدة في عصر خلافة هارون الرشيد منها حربه مع الروم، وإحدى هذه الحروب وقعت سنة 181 هـ وقد زحف هارون بجيشه حتى آسيا الصغرى وقسطنطنية، فما تمكنت ملكة الروم من مواجهة قوات هارون، واقترحت عليه الصلح و دفع الجزية السنوية.[٥]
واستمر الوضع على هذا الحال حتى نقضه الإمبراطور الرومي الذي خلفها، وشن هارون هجمات متكررة عليه حتى استسلم وخضع لأمر المسلمين.[٦]
وضع الشيعة
بعض الكتب التاريخية تتحدث عن مضايقة هارون للشيعة. وقد أورد أبو الفرج الأصفهاني والطبري أن لهارون احتكاك ونزاعات مختلفة مع العلويين في فترة حكمه حتى قام بتنكيلهم بالقتل والتعذيب.[بحاجة لمصدر]
وروى بعض المؤرخين أن هارون بادر إلى قمع الشيعة، وذلك للحفاظ على حكمه، والحد من ثوراتهم. يقول رجل باسم سفيان بن بزاز أنه أتى يوما ما للمأمون وكان يتحدث في جماعة حوله، وهو يقول أن هارون قد علّمه المذهب الشيعي، وإذا قتل الشيعة، فإنه من أجل الحفاظ على الملك؛ إذ أن الملك عقيم.[٧]
حرث قبر الحسين
أمر هارون بحرث قبر الحسين (عليه السلام) وأن تقطع السدرة التي كانت إلى جوار القبر. وروى الطوسي في أماليه أنه ورد حديث عن النبي (ص) أنه قال: لعن الله قاطع السدرة ، ثلاثا، ثم يتابع الراوي: فلم نقف على معناه حتى الآن؛ لأن القصد بقطعها تغيير مصرع الحسين (عليه السلام) حتى لا يقف الناس على قبره .[٨]
أهم أحداث عصر الهارون
عاصر هارون الإمام الكاظم (ع) وأمر بقتل الإمام،[٩] كما وقعت ثورات شيعية وغير شيعية مناهضة له. وقد بلغت الدولة في زمنه التقدم العلمي والازدهار الاقتصادي.
سجن الإمام الكاظم (ع)
13 سنة من فترة إمامة الإمام الكاظم (ع) كانت في زمن خلافة هارون. ورد أنه في السنوات الأولى من حكمه لم يضايق الإمام، لكنه شيئا فشيئا تغيير موقفه من الإمام موسى بن جعفر. ونقلت الأخبار أن دافع هارون لسجن الإمام أنه بادر لهذا الأمر للحفاظ على حكمه من جهة ومن جهة أخرى مواقف الإمام التي كان يتخذها تجاهه حيث كانت تخالف هارون. ورد أن هارون سجن الإمام مرتين: في المرة الأولى أطلق سراحه بعد مدة قليلة، والمرة الثاني من سنة 179 حتى 183 هـ.[بحاجة لمصدر] وأخيرا استشهد بأمر هارون.[١٠]
نهضة التعريب
حسب المصادر التاريخية، إن هارون بذل الجهود لتطور العلوم وتعريبها، وقد ترجمت كتب عديدة في عصره إلى اللغة العربية، وقد ساند هارون ووزيره يحيى بن خالد مترجمي الأعمال اليونانية، كما وأرسل جماعة إلى الأمبرطورية البيزنطية لشراء المخطوطات اليونانية منهم، ومن هذا الطريق وصلت مخطوطات ثمينة كثيرة إلى بغداد.[بحاجة لمصدر]
ورد أنّه في هذا العصر كان أساس العمل يبتني على تعريب مختلف العلوم من اللغات السريانية والفارسية والهندية، كما بذل وزير هارون يحيى بن خالد البرمكي جهودا كبيرة للحصول على أبرع المترجمين في هذا الخصوص، ففي عهد هارون نقلت مكتبات المدن التي تفتح على يد المسلمين إلى بغداد. كما أن الكتب الأوائل التي عرّبت كانت كتبا يونانية، منها: كتب أصول الهندسة الإقليدية وكتاب المجسطي والذي يعد رسالة بحثية في رياضيات من تأليف بطلميوس.[١١]
استرداد فدك
ذكرت مصادر تاريخية وحديثية أن هارون يوما ما أعلن عن استعداده لاسترداد فدك إلى موسى بن جعفر، فقال هارون للإمام الكاظم "عليه السلام": «حدّ فدكاً حتى أردها إليك»، لكن الإمام قال له إذا ما أحددها فإنك لم تردها، ثم ألح هارون فقال الإمام: أما الحد الأول فعدن ، فتغير وجه الرشيد، وقال: والحد الثاني سمرقند، والحد الثالث أفريقية، والرابع سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينية. هناك من يستنتج من كلام الإمام أنه يشير إلى خلافة النبي وقضية السقيفة- ثم قال هارون: فلم يبق لنا شيء، فاخرج من مجلسنا، فقال الإمام: قد أعلمتك إنني إن حددتها لم تردها ، فعند ذلك عزم على قتله. [١٢]
عزل البرامكة
من أهم الأحداث الأخرى التي حدثت في خلافة هارون الرشيد سقوط البرامكة، تعد البرامكة من الأسر الإيرانية التي ظهرت في عهد الدولة العباسية، واستوزورهم خلفاء بني عباس، وقوي شوكوتهم في عهد هارون الرشيد وبلغت ذورة قوتهم عند حياة خيزران والدة هارون، فلما توفيت سنة 173 هـ اهتز مكانتهم عند هارون حتى نكّل بهم،[١٣] ويعد يحيى بن خالد من أهم شخصيات هذه السلالة. كان يحيى معلّما لهارون في زمن خلافة المهدي العباسي، ثم ارتقى في المناصب واكتسب قوة ومكانة في الدولة، وذلك بعد أن استلم هارون الحكم.[بحاجة لمصدر] وهناك من ذكر لتنكيل هذه الأسرة أسباب منها سياسية ومالية[١٤] نقل إن قوة البرامكة وثروتهم الطائلة جعلت حاشية هارون أن تسيء الظن بهم ويخربون سمعتهم عند هارون، وفي النهاية أمر باعتقال البرامكة ومن يتعلق بهم، ومن ثم قتلهم،[بحاجة لمصدر] ويروي المسعودي واختلت أمور هارون بعد البرامكة، وبان للناس قبح تدبيره وسوء سياسته،[١٥] ثم أن هارون بعد أن نكب بهذه السلالة أظهر الندم على فعلته.
الثورات
حدثت ثورات عديدة في زمن هارون كثورة رافع بن الليث وقد ساند ثورته علي بن عيسى بن ماهان في خراسان فوجّه هارون جيشا إلى تلك المنطقة وسجن هارون، وصادر أمواله، وبقي في السجن حتى موت هارون،[١٦] وقد شهدت مناطق أذربيجان وأرمينيا اضطرابات أخرى في عهد هارون وكان الصراع دائر بين اليمانيين و النزاريين،[١٧] ومن ثورات هذا العصر هي ثورة يحيى بن عبد الله. [١٨]
ثورة يحيى بن عبد الله
كان يحيى بن عبد الله أحد أحفاد الإمام الحسن (ع) وواحد من قادة ثورة واقعة فخ، وقد هرب مع جماعة بعد واقعة إلى منطقة الديلم، واستمر بمعارضته لهارون هناك. فأرسل هارون الفضل بن يحيى بجيش إلى الديلم،الطبري،[١٩] وكتب له أمان بخطه وشهد على ذلك جماعة من العلماء والفقهاء حتى يعود إلى بغداد، وقد ورد أن هارون في بداية الأمر كان لديه موقف إيجابي منه، ثم طلب من الفقهاء أن يصدروا فتوى على خلاف كتاب الأمان، وبعد فترة قتل يحيى.[٢٠]
الوفاة
بحسب بعض المصادر التاريخية توجه هارون الرشية سنة 192 للهجرة إلى خراسان؛ وذلك لمقارعة بعض التمردات التي قام بها رافع بن ليث مما تسبب باضطراب تلك المنطقة، لكنه مرض هارون،[٢١] ومات في قرية تسمى سناباد في طوس في جمادى الأولى سنة 193 هـ وكان عمره 46 سنة، وصلى على جنازته ابنه صالح. واشتهر مدفن هارون بالبقعة الهارونية، ثم دفن الإمام الرضا (ع) إلى جنب هارون، وكان ذلك بأمر المأمون العباسي.[٢٢]
الهوامش
- ↑ طبری، تاریخ، دارالکتب العلمیه، ج8، ص359-347.
- ↑ أمين، هارون الرشيد، ص 143.
- ↑ زیدان، جواهر کلام، 1372ش، ص71.
- ↑ طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص91 .
- ↑ اليعقوبي، البلدان، ص 39.
- ↑ اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، ج 7، ص 548.
- ↑ الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا (ع)، ج 1، ص 84.
- ↑ الشيخ الطوسي، الأمالي، ص 325.
- ↑ أعلام الهداية، ج 9، ص 121 و159.
- ↑ العلامة المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج48، ص248.
- ↑ ابن النديم، الفهرست، ص 327.
- ↑ الزمخشري، ربيع الأبرار و نصوص الأخبار، ج 1، ص 260.
- ↑ طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص 97 وما بعدها.
- ↑ طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص 99.
- ↑ المسعودي، التنبيه والاشراف، ص 299.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 425.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 409؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 6، ص 471.
- ↑ الذهبي، تاريخ الذهبي، ج 11، ص 12.
- ↑ تاريخ الطبري، ج 6، ص 449.
- ↑ تاريخ الطبري، ج 6، ص 454.
- ↑ أمين، هارون الرشيد، ص 8.
- ↑ مفید، الارشاد، 1413 ق، ص464.
المصادر والمراجع
- ابن النديم، محمد بن أبي يعقوب، فهرست ابن النديم، تحقيق: رضا تجدد، د ت.
- أمين، أحمد، هارون الرشيد، القاهرة، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2012 م.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، تحقيق: لجنة من العلماء، بيروت، مؤسسة الأعلمي، د ت.
- طقوش، محمد سهيل، تاريخ الدولة العباسية، بيروت، دار النفائس، الطبعة السابع، 2009 م.
- لجنة التأليف، أعلام الهداية (الإمام موسى بن جعفر الكاظم)، قم، مركز الطباعة في المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، الطبعة الأولى، 1422 هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمر، ربيع الأبرار و نصوص الأخبار، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، الطبعة الأولى، 1412 هـ/1992 م.
- الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا (ع)، بيروت، مؤسسة الأعلمي، 1404 هـ/1984 م.
- الشيخ المفید، محمد بن محمد، الإرشاد فی معرفة حجج الله علی العباد، قم، إصدارات مؤتمر الشیخ مفید الطبعة الأولى، 1413هـ.
- اليعقوبي، اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، د ت.
اليعقوبي، أحمد بن إسحاق، البلدان، بيروت، دار الكتب العلمية، د ت.
- المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، بیروت، دار إحیاء التراث العربي، 1403 هـ.
- الطوسي، محم بن الحسن، الأمالي، تحقيق: مؤسسة البعثة، قم، دار الثقافة، الطبعة الأولى، 1414 هـ.
- اليوسفي الغروي، محمد هادي، موسوعة التاريخ الإسلامي، قم، مجمع الفکر الإسلامي، د.ن.