مناظرة الإمام الرضا عليه السلام مع الزرادشتيين
من المناظرات، الّتي كانت في مجلس المأمون: مناظرته الإمام الرضا مع الزرادشتيين أو الزردشتيين، وفي هذا المناظرة استدل الإمام بدعوى نبوة زردشت أو زرادشت لإبطال ما يدّعونه.
سند الرواية
قال الشيخ الصدوق: حدثنا أبو محمد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه القمي، ثم الإيلاقي، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن علي بن صدقه القمي، قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الأنصاري الكجي، قال: حدثني من سمع الحسن بن محمد النوفلي ثم الهاشمي يقول:[١]
قصّة المناظرة
لما قدم علي بن موسى الرضا (صلوات الله عليه) على المأمون أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات... ليسمع كلامه وكلامهم. فجمعهم الفضل بن سهل، ثم أعلم المأمون باجتماعهم فقال: أدخلهم عليَّ. ففعل، فرحب بهم المأمون ثم قال لهم: إني إنّما جمعتكم لخير وأحببت أن تناظروا ابن عمي هذا المدني القادم عليّ فإذا كان بكره فاغدوا ولا يتخلف منكم أحد فقالوا: السمع والطاعة... فلما أصبحنا أتى الفضل بن سهل فقال له: جعلت فداك ان ابن عمك ينتظرك، وقد اجتمع القوم، فما رأيك في اتيانه ؟ فقال له الرضا: تقدمني فإني صائر إلى ناحيتكم إن شاء الله. فلما دخل على المأمون وإذا المجلس غاصٌّ بأهله... فقام المأمون مستقبلاً، فلم يزل مقبلا عليه يحدّثه ساعة....
نصّ المناظرة
هل كان زردشت نبياً؟
ثم دعا الإمام بالهربذ الأكبر... فقال له الرضا: أخبرني عن زردهشت الذي تزعم أنه نبي، ما حجتك على نبوّته؟
قال: إنّه أتى بما لم يأتنا أحد قبله، ولم نشهده ولكن الأخبار من أسلافنا وردت علينا بأنّه أحلّ لنا ما لم يحلّه غيره فاتبعناه.
- قال : أفليس إنما أتتكم الأخبار فاتبعتموه؟
قال: بلى
- قال: فكذلك سائر الأمم السالفة أتتهم الأخبار بما أتى به النبيون وأتى به موسى بن عمران و عيسى بن مريم و لمحمد، فما عذركم في ترك الإقرار لهم؟
إذ كنتم إنما أقررتم بزردهشت من قبل الأخبار المتواترة بأنه جاء بما لم يجئ به غيره.
الهوامش
المصادر والمراجع
- الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا (ع)، بيروت، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1404 هـ/ 1984 م.
- الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج، تعليق: السيد محمد باقر الخرسان، النجف الأشرف، مطابع النعمان، 1386 هـ/ 1966 م.