صفوان بن مهران الأسدي، المعروف بصفوان الجمّال، هو من رواة الحديث في القرن الثاني الهجري، وأحد أصحاب الإمامين الصادق والكاظم عليهما السلام.

صفوان بن مهران الأسدي
تاريخ ولادةمن أعلام القرن الثاني
إقامةالكوفة
دينالإسلام
مذهبالتشيع
أعمال بارزةمن رواة الحديث في القرن الثاني الهجري، وهو أحد أصحاب الإمامين الصادق والكاظم عليهما السلام

ورد اسمه في سلسلة رواة الأحاديث والزيارات والأدعية، كزيارة الأربعين وزيارة وارث ودعاء علقمة. ولقّب صفوان بالجمّال لأنه كان يؤجّر جِماله.

حياته

لم تتوفر المعلومات الكثيرة عن تاريخ ومكان ولادته، ولكن اعتبر من كبار رجال القرن الثاني الهجري ومن أصحاب الإمام الصادق والإمام الكاظم  ، وبما أنه كان يسمى كوفياً، فمن المحتمل أنه يكون قد ولد في الكوفة.[١]

اصطحب صفوان الإمام الصادق   عدة مرات من المدينة إلى الكوفة، وكان يذهب معه لزيارة أمير المؤمنين  ، وأنه كان يعرف قبر الإمام علي   الذي كان مخفياً في ذلك الوقت.[٢] بناءً على رواية ابن قولوية في كتاب كامل الزيارات أن صفوان كان يزور قبر الإمام علي   ويصلي فيه لمدة عشرين سنة.[٣]

وصفوان هو جد أبي عبد الله الصفواني الذي باهل قاضي الموصل في محضر سيف الدولة الحمداني حول الإمامة، ولما قام القاضي من المجلس أصيب بالحمى، واسودت يده التي كانت ممدودة في يده اثناء المباهلة، ومات في اليوم التالي. وكان شقيقاه الحسين ومسكين من محدثي الشيعة.[٤]

في نظر العلماء

عرض العقائد على الإمام الصادق (ع)

عرض صفوان معتقداته على الإمام الصادق  ، فدعا له الإمام.

روى العلامة المجلسي عن صفوان الجمال أنه قال: «عرضت اعتقادي على الإمام الصادق   وهي ما يلي: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً   رسول الله وحجة على الخلق، ومن بعده علي أمير المؤمنين   حجة على الخلق. فقال الإمام  : رحمك الله. فقلت: بعده الحسن بن علي   حجة على الخلق. فقال الإمام: رحمك الله. فقلت: ومن بعده الحسين بن علي   حجة على الخلق. فقال الإمام: بارك الله فيك. فقلت: من بعده علي بن الحسين   حجة على الخلق، ومن بعده محمد بن علي   حجة على الخلق، وأنت من بعده حجة الله على الخلق. فقال الإمام: رحمك الله».[٨]

ترميم قبر أمير المؤمنين (ع)

يروي صفوان في إحدى أسفاره إلى العراق: أنني كنت مع الإمام الصادق  ، فأظهر لي مكاناً وقال لي هنا قبر جدي أمير المؤمنين علي  ، ثم أعطاني دراهم قليلة، وقال لي: رمّم وأصلح هذا القبر المطهّر.[٩]

روايته للحديث

يُعرف صفوان بأنه كان من رواة الحديث في القرن الثاني الهجري، ويبلغ عدد روايته في الإسناد حوالي 71 رواية.[١٠] حيث نقل رواياته عن الإمامين الصادق والكاظم  ، ثم نقل عنه جماعة من الرواة كأحمد بن أبي نصر البزنطي ومعدان بن مسلم. وزيارة وارث،[١١] وزيارة الأربعين،[١٢] ودعاء علقمة[١٣] من جملة روايات صفوان. وكذلك من رواياته المشهورة رواية تصريح الإمام الصادق   في إمامة الإمام الكاظم  .[١٤]

وله كتاب فيه روايات عن أئمة الشيعة   في الأحكام والتاريخ والحروب والفتوحات وغيرها. وروى عنه النجاشي كتابه بثلاثة وسائط، والشيخ الطوسي بأربعة وسائط.[١٥]

تأجير الجمال لهارون

من الأحاديث المهمة التي جاءت عن صفوان، وبينت مقدار إيمانه وطاعته للأئمة  ، منها حديث تأجير الإبل لهارون العباسي:

كان لصفوان إبل كثيرة يعيش على إيجارها، ولذلك لقب بـ "الجمّال". وفي أحد الأيام ذهب إلى الإمام الكاظم   لخدمته. فقال له الإمام: يَا صَفْوَانُ كُلُّ شَيْ‌ءٍ مِنْكَ حَسَنٌ جَمِيلٌ مَا خَلَا شَيْئاً وَاحِداً. فسأل: جعلت فداك ما هو؟ فقال الإمام: إنك تؤجّر جِمالك لهذا الرجل (وهو هارون الخليفة آنذاك). فقال صفوان: إني لا أفعل هذا طمعاً؛ ولأنه ذاهب إلى الحج فإني أستأجر له جمالي.، كما أني لا أخدمه ولا أرافقه، بل أرسل غلامي معه. فقال الإمام: ألا تأخذ منه الأجرة؟ فقال: نعم. فقال الإمام: أتحب أن يبقى الرجل حتى يبلغك أجرك؟ فقال صفوان: نعم. فقال الإمام: من أحب بقائهم فهو منهم، ومن كان منهم فإن مأواه النار. وبعد هذا الحديث مع الإمام الكاظم   باع صفوان الجمال، جميع جِماله فجأةً.[١٦] فلما بلغ هذا الخبر هارون سأله وقال له: بلغني أنك بعت جِمالك، لماذا فعلت هذا؟ قال: لأني قد كبرت وضعفت وعبيدي لا يستطيعون القيام بهذا العمل. فقال هارون: لا أبداً ! وأنا أعلم أنك بعت جِمالك بناء على اقتراح موسى بن جعفر  ، فلو لم يكن لك حق في مصاحبتي لقتلتك.[١٧]

الهوامش

  1. الطوسي، رجال الطوسي، ص 220 ؛ النجاشي، رجال النجاشي، ص 140؛ الطوسي، معرفة اختیار معرفة الرجال (رجال الکشي)، ص 373.
  2. الحلي، فرحة الغري، ص 85.
  3. ابن قولویه، کامل الزیارات، ص 34.
  4. الطوسي، معرفة اختیار معرفة الرجال (رجال الکشي)، ص 393.
  5. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 216.
  6. العلامة الحلي، خلاصة الأقوال، ص 171.
  7. النجاشي، رجال النجاشي، ص 198.
  8. المجلسي، بحار الأنوار، ج 47، ص 336.
  9. الطوسي، معرفة اختیار معرفة الرجال (رجال الکشي)، ج 2، ص 740.
  10. الطوسي، معرفة اختیار معرفة الرجال (رجال الکشي)، ج 2، ص 145.
  11. المجلسي، بحار الأنوار، ج 98، ص197.
  12. المجلسي، بحار الأنوار، ج 98، ص331.
  13. الطوسي، مصباح المتهجد، ج 2، ص 777-781.
  14. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 216.
  15. الطوسي، فهرست الطوسي، ص 171 ؛ النجاشي، رجال النجاشي، ص 140.
  16. https://lms.motahari.ir/book-page/69/داستان%20راستان،%20ج%202?page=38
  17. الطوسي، معرفة اختیار معرفة الرجال (رجال الکشي)، ج 2، ص 740.

المصادر والمراجع

  • بن قولویه، جعفر بن محمد، کامل الزیارات، تحقیق: عبد الحسین أمیني، النجف الأشرف، دار المرتضویة، 1356 ش.
  • الحلي، عبد الکریم بن أحمد، فرحة الغري، تحقیق: آل شبیب الموسوي، د.ط، د.ت.
  • الحر العاملي، محمد بن الحسن؛ وسائل الشیعة، قم، مؤسسة آل البیت (علیهم السلام)، ط 1، 1409 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، مصباح المتهجد وسلاح المتعبد، بیروت، مؤسسة فقه الشیعة، ط 1، 1411 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، اختیار معرفة الرجال (رجال الكشي)، تحقیق: حسن المصطفوي، مؤسسة جامعة مشهد، ط 1، 1409 هـ.