مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام علي الهادي عليه السلام»
←موقف المتوكل منه
imported>Ali110110 ط (←استدعاؤه إلى سامراء: توئيك وترقيم) |
imported>Ahmadnazem |
||
سطر ٩٥: | سطر ٩٥: | ||
==موقف المتوكل منه== | ==موقف المتوكل منه== | ||
{{Quote box | {{Quote box | ||
|class = <!-- Advanced users only. See the "Custom classes" section below. --> | |class = <!-- Advanced users only. See the "Custom classes" section below. --> | ||
سطر ١١٧: | سطر ١١٦: | ||
|sstyle = | |sstyle = | ||
}} | }} | ||
كانت السياسة المعتمدة في البلاط العباسي قبل تولي [[المتوكل]] لسدة الحكم قائمة على تأييد [[المعتزلة]] ودعم رجالاتها وهي عين السياسة التي اعتمدها [[المأمون العباسي]] من قبلُ في مقابل التضييق على [[أهل الحديث]]، مما وفّر الأرضية المناسبة لتحرك [[العلويين]] سياسياً، إلاّ أنّ تسنم المتوكل لمسند الخلافة قلب الأمور على عقب، وعادت السطحية في التفكير والتضييق على المفكرين والمبدعين مرة أخرى حيث قرب المتوكل إليه أهل الحديث، وأقصى الاتجاه المعاكس لهم المتمثل بالمعتزلة و[[الشيعة]] مع التضييق عليهم بشدة. | |||
{{أهم أحداث حياة الإمام الهادي (ع)}} | |||
وقد أشار [[أبو الفرج الأصفهاني]] إلى موقف المتوكل هذا ووزيره [[عبيد الله بن يحيى بن خاقان]] بقوله: وكان المتوكل شديد الوطأة على [[آل أبي طالب]]، غليظاً على جماعتهم مهتماً بأمورهم شديد الغيظ والحقد عليهم، وسوء الظن والتهمة لهم، واتفق له ان عبيد الله ابن يحيى بن خاقان وزيره يسيء الرأى فيهم، فحسّن له القبيح في معاملتهم، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء [[بني العباس]] قبله، وكان من ذلك أن كرب قبر الحسين {{عليه السلام}} وعفى أثاره، ووضع على سائر الطرق مسالح له، لا يجدون أحداً زاره إلاّ أتوه به فقتله أو أنهكه عقوبة.<ref>الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 478 .</ref> وما ذلك إلاّ للمنزلة الكبيرة التي حظي بها مرقد الإمام الحسين {{عليه السلام}} في قلوب المؤمنين حتى أنّه يمثل الرمز العاطفي للربط بين الشيعة و[[أئمة الشيعة|أئمتهم]] (ع). | وقد أشار [[أبو الفرج الأصفهاني]] إلى موقف المتوكل هذا ووزيره [[عبيد الله بن يحيى بن خاقان]] بقوله: وكان المتوكل شديد الوطأة على [[آل أبي طالب]]، غليظاً على جماعتهم مهتماً بأمورهم شديد الغيظ والحقد عليهم، وسوء الظن والتهمة لهم، واتفق له ان عبيد الله ابن يحيى بن خاقان وزيره يسيء الرأى فيهم، فحسّن له القبيح في معاملتهم، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء [[بني العباس]] قبله، وكان من ذلك أن كرب قبر الحسين {{عليه السلام}} وعفى أثاره، ووضع على سائر الطرق مسالح له، لا يجدون أحداً زاره إلاّ أتوه به فقتله أو أنهكه عقوبة.<ref>الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 478 .</ref> وما ذلك إلاّ للمنزلة الكبيرة التي حظي بها مرقد الإمام الحسين {{عليه السلام}} في قلوب المؤمنين حتى أنّه يمثل الرمز العاطفي للربط بين الشيعة و[[أئمة الشيعة|أئمتهم]] (ع). | ||
===استدعاؤه إلى سامراء=== | ===استدعاؤه إلى سامراء=== | ||
سطر ١٣٣: | سطر ١٣٤: | ||
وما أن دخل الإمام {{عليه السلام}} [[سامراء]] حتى وضع رحله في دار [[خزيمة بن حازم]].<ref>المسعودي، إثبات الوصية، ص 200.</ref> وحسب رواية [[الشيخ المفيد]]: «إنّه لما وصل الإمام {{عليه السلام}} إلى سامراء تقدم المتوكل بأن يحجب عنه في يومه، فنزل في خان يعرف بخان الصعاليك، وأقام فيه يومه، ثم تقدّم المتوكل بإفراد دار له، فانتقل إليها».<ref>محل نزول القوافل.</ref> وعن [[صالح بن سعيد]]– أحد أصحاب الإمام {{عليه السلام}}- إنّما قام المتوكل بإنزال الإمام {{عليه السلام}} هذا الخان الأشنع خان الصعاليك إطفاءً لنوره والتقصير به {{عليه السلام}}، أي: تحقيره والتقليل من شأنه.<ref>المفيد، الإرشاد، ص 648.</ref> | وما أن دخل الإمام {{عليه السلام}} [[سامراء]] حتى وضع رحله في دار [[خزيمة بن حازم]].<ref>المسعودي، إثبات الوصية، ص 200.</ref> وحسب رواية [[الشيخ المفيد]]: «إنّه لما وصل الإمام {{عليه السلام}} إلى سامراء تقدم المتوكل بأن يحجب عنه في يومه، فنزل في خان يعرف بخان الصعاليك، وأقام فيه يومه، ثم تقدّم المتوكل بإفراد دار له، فانتقل إليها».<ref>محل نزول القوافل.</ref> وعن [[صالح بن سعيد]]– أحد أصحاب الإمام {{عليه السلام}}- إنّما قام المتوكل بإنزال الإمام {{عليه السلام}} هذا الخان الأشنع خان الصعاليك إطفاءً لنوره والتقصير به {{عليه السلام}}، أي: تحقيره والتقليل من شأنه.<ref>المفيد، الإرشاد، ص 648.</ref> | ||
وأقام أبو الحسن {{عليه السلام}} بـ[[سامراء|سر من رأى]] أكثر من عشرين سنة، وكان - كما ذكر [[الشيخ المفيد]] - مكرماً في ظاهر حاله يجتهد المتوكل في إيقاع حيله به، فلا يتمكن من ذلك.<ref>المفيد، الإرشاد، ص 649.</ref> وقد تمكن الإمام {{عليه السلام}} طيلة وجوده في سامراء من النفوذ إلى قلوب الناس وانتزاع إعجاب كبار العلماء والمؤرخين من مسلمين وغيرهم على اختلاف نزعاتهم ونحلهم وميولهم من عبارات التقدير والإكبار لشخصه الكريم وشخصيته الفذة، والتي تمثل بعض صفاته الرفيعة وسجاياه الحميدة، وتفوّقه على سائر المعاصرين له، فلم ير مثله في عبادته وتهجده وطاعته لربه بالإضافة إلى زهده وتقواه، وحسن سيرته، وسلوكه القويم، ورسوخ اليقين في نفسه، وعلمه الجم وحكمته، وفصاحته وبلاغته.<ref>الشاكري، كتاب الإمام علي الهادي عليه السلام، ص 455.</ref> | وأقام أبو الحسن {{عليه السلام}} بـ[[سامراء|سر من رأى]] أكثر من عشرين سنة، وكان - كما ذكر [[الشيخ المفيد]] - مكرماً في ظاهر حاله يجتهد المتوكل في إيقاع حيله به، فلا يتمكن من ذلك.<ref>المفيد، الإرشاد، ص 649.</ref> وقد تمكن الإمام {{عليه السلام}} طيلة وجوده في سامراء من النفوذ إلى قلوب الناس وانتزاع إعجاب كبار العلماء والمؤرخين من مسلمين وغيرهم على اختلاف نزعاتهم ونحلهم وميولهم من عبارات التقدير والإكبار لشخصه الكريم وشخصيته الفذة، والتي تمثل بعض صفاته الرفيعة وسجاياه الحميدة، وتفوّقه على سائر المعاصرين له، فلم ير مثله في عبادته وتهجده وطاعته لربه بالإضافة إلى زهده وتقواه، وحسن سيرته، وسلوكه القويم، ورسوخ اليقين في نفسه، وعلمه الجم وحكمته، وفصاحته وبلاغته.<ref>الشاكري، كتاب الإمام علي الهادي عليه السلام، ص 455.</ref> | ||