جعفر بن علي الهادي
الاسم | جعفر بن علي الهادي |
---|---|
سبب الشهرة | ادعائه للإمامة بعد استشهاد أخيه الإمام العسكري |
تاريخ الميلاد | بعد 232 هـ |
تاريخ الوفاة | 271هـ |
مكان الدفن | سامراء - حرم العسكريين |
الألقاب | الكذّاب |
الأب | الإمام الهادي |
العباس بن علي(ع) · زينب الكبرى · علي الأكبر · فاطمة المعصومة . السيدة نفيسة · السيد محمد · عبد العظيم الحسني · أحمد بن موسى · موسى المبرقع |
جعفر بن علي الهادي، (ت 271 هـ) المعروف بـجعفر الكذّاب ابن الإمام الهادي، والذي ادعى الإمامة بعد استشهاد أخيه الإمام العسكري، فلقّبه الشيعة الإثنا عشرية بالكذّاب.
وأنكر جعفر ولادة الإمام المهدي تثبيتا لإمامة نفسه، وادعى أنه الوارث للإمام العسكري. روي أنه أراد أن يصلي على جنازة الإمام الحادي عشر إلا أن الإمام المهدي منعه، وصلى بنفسه على أبيه.
وسمي أتباع جعفر بالجعفرية، واختلفوا فيما بينهم هل أنه خليفة الإمام الهادي أو خليفة السيد محمد أو خليفة الإمام العسكري .
النسب والألقاب
هو جعفر بن الإمام الهادي الإمام العاشر وأخو الإمام العسكري.[١] لم تذكر المصادر التاريخية عام ولادته، وبما أنه كان أصغر سناً من أخيه العسكري ذهب البعض أنه ولد بعد سنة 232 هـ وهي سنة ولادة الإمام العسكري .[٢] توفى جعفر سنة 271 هـ في سامراء، ودفن في بيت أبيه[٣] الذي يشتهر اليوم بحرم العسكريين.[٤]
لقّبه الشيعة الاثنا عشرية بالكذّاب نظرا لإدعائه الإمامة،[٥] وهناك رواية عن النبي (ص) وردت أنه (ص) لقّبه بالكذاب لإدعائه الإمامة، وأخبر بما سيصدر عنه، كما لقّب (ص) جعفر بن محمد (الإمام السادس) بـالصادق؛ ليميز بينهما.[٦] وقالو أيضا إن سبب تلقيبه بالكذاب هو إدعائه الوراثة لأخيه العسكري وإنكار وجود ولد له،[٧] ورغم هذا أطلق عليه أتباعه الزكيّ.[٨]
كنيته أبو عبد الله،[٩] وقال ابن عنبة: يُدعى جعفر بأبي كرّين أو أبي البنين؛ لأنه وُلد من نسله مائة وعشرون ولدا.[١٠]
ولُقّب أيضا بزُقّ الخَمر؛ لأنه كان متهما بشرب الخمر.[١١] ويرجح البعض أن سبب هذة تسمية تعود إلى العداء بين أتباع جعفر والشيعة الاثنى عشرية،[١٢] كما حمل أتباعُ جعفر على الإمام العسكري وشيعته بالتكذيب والتكفير.[١٣]
إدعاؤه للإمامة
ذكرت المصادر أن جعفر ادعى الإمامة بعد استشهاد أخيه الإمام العسكري،[١٤] لكن اختلف أتباعه في أنه خلف لأيّ إمام[١٥] فاعتقد البعض أنه خلف لأبيه الهادي ،[١٦] وقال آخرون هو خليفة أخيه السيد محمد الذي توفي في حياة أبيه، واعتقد هؤلاء أنه الإمام بعد أبيه الهادي،[١٧] فيما اعتبره فريق منهم أنه خليفة أخيه العسكري .[١٨] سعى جعفر لتثبيت ادعائه الإمامة، إلا أن محاولاته باءت بالفشل، كما قال الشيخ المفيد،[١٩] ومما قام به جعفر:
- أراد أن يصلي على جنازة أخيه العسكري إلا أن الإمام المهدي الذي كان صبيا آنذاك منعه، وقال له: تَأَخَّرْ يَا عَمِّ؛ فَأَنَا أَحَقُّ بِالصَّلَاةِ عَلَى أَبِي.[٢٠] حيث اعتبر بعض المؤلفين هذا الفعل من جعفر لتأكيد ادعائه بالإمامة. [٢١]
- شجّع المعتمد العباسي؛ ليفتّش بيت الإمام العسكري عن ولده المهدي، واعتقل عمّاله جارية للإمام العسكري.[٢٢] حدث هذا العمل من قبل جعفر بعد أن ذهبت مجموعة من القميين إلى سامراء لمقابلة الإمام العسكري وواجهوا نبأ استشهاده [٢٣] وقدموا جعفر كإمام من بعده. يقول الشيخ صدوق: وحينما سألوا جعفر عن أشياء ولم يجبهم فعتبروه ليس أهلا للإمامة وحصلوا على إجاباتهم من الإمام المهدي.[٢٤]
- ادعى جعفر بعد دفن الإمام العسكري أنه يرثه، مع أن والدة الإمام كانت على قيد الحياة،[٢٥] مع أن في الفقه الجعفري إذا كان أحد الورّاث في الطبقة الأولى حياً (كالأبناء والوالدين)، فلا يرث من كان في الطبقة الثانية (كالأخ).[٢٦]
- اقترح جعفر على الحكومة العباسية أن يدفع لها سنوياً عشرين ألف دينارا؛ لتؤيد الدولة إمامته.[٢٧]
موضع الشيعة
حسب ما نقله الشيخ الصدوق اختبر الشيعة مؤهلات جعفر بن علي للإمامة،[٢٨] فلم يقبلوا إدعائه، ولم يروه مؤهلاً لهذا المنصب كما استندوا في الردّ عليه بالأحاديث التي وردت في الرد على الفطحية،[٢٩] فبناءا على هذه الروايات لا تجوز الإمامة في أخوين بعد الحسنين.[٣٠]
خصوصياته
وردت في المصادر روايات عن فسق جعفر وضلاله،[٣١] فنقل الطوسي في كتابه الغيبة أن الإمام الهادي أخبر عند ولادة جعفر أنه سيُضلّ عددا كثيرا.[٣٢] وقد نُقل عن الإمام المهدي في توقيع صدر منه أن جعفر لا علم له بأحكام الدين، ولا يستطيع التمييز بين الحلال والحرام، وأنه ترك الصلاة اربعين يوما؛ لطلب الشَعبَذَة،[٣٣] وكان يوالي فارس بن حاتم القزويني، ويزكّيه،[٣٤] وقد لعن الإمام الهادي فارساً، وأمر بقتله؛[٣٥]
توبته
وذكر البعض أن جعفرا تاب قبل موته؛[٣٦] واستندوا[٣٧] في ذلك بتوقيع صدر عن الإمام المهدي يشبّه عمله بعمل إخوة يوسف: «أما سبيل عمي جعفر فسبيل إخوة يوسف»،[٣٨] ويعتقد بعض المحققين استنادا إلى ما قاله الشيخ المفيد بخصوص إدعاء جعفر الإمامة،[٣٩] المراد مما ورد في هذا التوقيع هو أن للضلال سابقة بين أولاد الأنبياء.[٤٠]
فرقة الجعفرية
اشتهر أتباع جعفر في التاريخ بـالجعفرية.[٤١] وقد استخدم هذه التسمية من قبلهم على شيعة الإمام الصادق.[٤٢] كما أُطلق هذا العنوان على أولاد جعفر الطيار، وعلى أتباع جعفر بن حَرب الهمداني (أحد زعماء المعتزلة المتوفى سنة 236هـ)، وجعفر بن مُبَشِّر الثقفي (أحد زعماء المعتزلة في بغداد توفى سنة 234هـ).[٤٣]
واعتقد أتباع الفطحية (الذين جوّزوا أن تكون الإمامة في الأخوين) بإمامة جعفر،[٤٤] ومن هنا عدّ الشيخ الصدوق جعفراً بأنه الإمام الثاني للفطحية.[٤٥]
بعد أن توفي جعفر رجع بعض مواليه إلى ابنه علي أبي الحسن،[٤٦] والذي كان سيد النقباء ببغداد،[٤٧] واعتقد البعض منهم أن الإمامة توزعت بين علي هذا وأخته فاطمة، ومن ثم انتقلت إلى بقية ذرية جعفر.[٤٨] كتب سعد بن عبد الله الأشعري كتاب الضِّياء في الردِّ على علي المُحمَّدية والجَعفَرية في دحض آراء المذهب الجعفري.[٤٩] ويعتبر علي الطحان من زعماء الفرقة الجعفرية.[٥٠]
اشتهر أولاد جعفر بسبب انتسابهم إلى الإمام الرضا ببني الرضا[٥١] أو الرضويين،[٥٢] وقال الشيخ المفيد في كتابه الفصول العشرة أنه لم يجد في عصره من أولاد جعفر إلا وأنهم اعتنقوا الإمامية الاثني عشرية.[٥٣]
الدراسات
كتاب (طُهْر مُطهَّر) كُتب من أجل تنزيه جعفر عن الانحراف الذي نُسب إليه. حيث اعتبر مؤلف الكتاب أن العديد من الروايات التي تُدين جعفر مجعولة. في هذا الكتاب، تم تقديم بعض ادعاءات جعفر على أنها من باب التقية؛ من أجل الحفاظ على حياة الإمام صاحب العصر والزمان.[٥٤]
مواضيع ذات صلة
الهوامش
- ↑ العمري، المجدي، ص 134 - 135.
- ↑ هوشنگي، «جعفر بن علي»، ص 169.
- ↑ العمري، المجدي، ص 134 - 135.
- ↑ قائدان، عتبات عالیات عراق، ص 206.
- ↑ ابن عنبة، عمدةالطالب، ص 180؛ النوبختي، فرق الشیعة، ص 95، هامش رقم 1.
- ↑ الصدوق، كمال الدين، ج 1، ص 319 - 320.
- ↑ البحراني، حلية الأبرار، ج 6، ص 90، الهامش رقم 3.
- ↑ العرشي، بلوغ المرام، ص 51.
- ↑ النوبختي، فرق الشيعة، ص 95، الهامش رقم 1.
- ↑ ابنعنبة، عمدة الطالب، ص 180؛ النوبختي، فرقالشيعة، ص 95، الهامش رقم 1.
- ↑ العمري، المجدي، ص 131.
- ↑ السعيدي، «جعفر بن علي»، ج 1، ص 412.
- ↑ الأشعري، المقالات والفرق، ص 113؛ الشهرستاني، الملل والنحل، ج 1، ص 199 - 200.
- ↑ الصدوق، كمال الدين، ج 1، ص 319.
- ↑ الأشعري، المقالات والفرق، ص 102 - 116.
- ↑ الأشعري، المقالات والفرق، ص 101.
- ↑ الأشعري، المقالات والفرق، ص 112.
- ↑ الأشعري، المقالات والفرق، ص 110.
- ↑ المفيد، الارشاد، ج 2، ص 337.
- ↑ الصدوق، كمال الدين، ج 2، ص 475.
- ↑ ابوالحسني، «مهدی از نگاه اهل سنت»، ص 84.
- ↑ الصدوق، كمال الدين، ج 2، ص 476.
- ↑ الصدوق، كمال الدين، ج 2، ص 475.
- ↑ الصدوق، كمال الدين، ج 2، ص 476.
- ↑ ابن شهر آشوب، المناقب، ج 4، ص 422؛ الصدوق، كمال الدين، ج 2، ص 43.
- ↑ نصير الدين الطوسي، جواهر الفرايض، ج 1، ص 19.
- ↑ الصدوق، كمال الدين، ج 2، ص 43 - 44.
- ↑ الصدوق، كمال الدين، ج 2، ص 476.
- ↑ الطوسي، الغيبة، ص 84.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 1، ص 285 - 286؛ الصدوق، كمال الدين، ج 2، ص 414 - 417.
- ↑ عمري، المجدي، ص ۱۳۱ ـ ۱۳۶.
- ↑ الطوسي، الغيبة، ص 226 - 227.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار ج 50، ص 228 - 331.
- ↑ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ج 1، ص 58.
- ↑ الطوسي، رجال الكشي (اختيار معرفة الرجال)، ص 524.
- ↑ العمري، المجدي، ص 130.
- ↑ ابنعنبة، عمدةالطالب، ص 180، الهامش رقم 1؛ البحراني، حلية الأبرار، ج 6، ص 90، الهامش رقم 3؛ النوبختي، فرق الشيعة، ص 95، الهامش رقم 1.
- ↑ الصدوق، كمال الدين، ج 2، ص 484.
- ↑ المفید، الفصول العشره، ص 61 - 62.
- ↑ السعيدي، «جعفر بن علي»، ج 1، ص 412.
- ↑ الأشعري، المقالات والفرق، ص 101؛ الفخر الرازي، اعتقادات فرق المسلمين والمشركين، ص 43.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 47، ص 9.
- ↑ السمعاني، الأنساب، ج 3، ص 290.
- ↑ الأشعري، المقالات والفرق، ص 110.
- ↑ الصدوق، معاني الاخبار، ص 65.
- ↑ الشهرستاني، الملل والنحل، ج 1، ص 200.
- ↑ الفخر الرازي، الشجرة المباركة، ص 93.
- ↑ الشهرستاني، الملل والنحل، ج 1، ص 200.
- ↑ النجاشي، رجال النجاشي، ص 177.
- ↑ الشهرستاني، الملل والنحل، ج 1، ص 199 ـ 200.
- ↑ العمري، المجدي، ص 134.
- ↑ ابنعنبهة، عمدة الطالب، ص 180.
- ↑ الشيخ المفيد، الفصول العشرة، ص 65.
- ↑ ««طُهر مُطهر در دفاع از عموی امام زمان(عج)»، خبرگزاری ایکنا.
المصادر والمراجع
- ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، قم، مكتبة العلامة، ط 1، 1379 هـ.
- ابن عنبة الحسني، أحمد بن علي، عمدة الطالب في انساب آل ابي طالب، قم، انصاريان، 1417 هـ.
- أبوالحسني، رحیم، «مهدی (علیهالسلام) از نگاه اهل سنت»، رواق اندیشه، العدد 18، ربيع 1382 ش.
- الأشعري، سعد بن عبدالله، المقالات والفرق، د.م، مركز انتشارات علمي وفرهنگي، 1360 هـ.
- البحراني، هاشم بن سليمان، حلية الأبرار في أحوال محمد وآله الأطهار عليهمالسلام، قم، مؤسسة المعارف الإسلامية، 1411 هـ.
- السعيدي، فريده، «جعفر بن علي» في دانشنامه جهان اسلام (دائرة معارف العالم الإسلامي)، طهران، بنياد دائرة المعارف الإسلامي، 1375 ش.
- السمعاني، عبدالكريم بن محمد، الأنساب، تحقيق: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، حيدر آباد، مجلس دائره المعارف العثمانية، 1382 هـ.
- الشهرستاني، محمد بن عبدالكريم، الملل والنحل، التحقيق: محمد بدران، قم، الشريف الرضي، 1364 هـ ش.
- الصدوق، محمد بن علي، كمال الدين وتمام النعمة، تصحيح: علي اكبر الغفاري، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1395 هـ.
- الصدوق، محمد بن علي، معاني الاخبار، تصحيح: علي أكبر الغفاري، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1403 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، الغيبة، تصحيح: عباد الله طهراني وعلي أحمد ناصح، قم، دار المعارف الاسلامية، 1411 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الكشي (اختيار معرفة الرجال)، مشهد، دانشگاه مشهد، 1348 ش.
- الطوسي، نصير الدين محمد بن محمد، جواهر الفرايض، قم، مؤسسة دائرة المعارف فقه اسلامي بر مذهب اهل بيت عليهمالسلام، 1426 هـ.
- العرشي، حسين بن أحمد، بلوغ المرام في شرح مسك الختام في من تولّي ملك اليمن من ملك وامام، القاهره، طبعة انستاس ماري كرملي، 1939 م.
- العمري، علي بن محمد، المجدي في انساب الطالبيين، قم، طبعة أحمد مهدوي دامغاني، 1409 هـ.
- الفخر الرازي، محمد بن عمر، اعتقادات فرق المسلمين والمشركين، القاهرة، مكتبة مدبولي، 1413 هـ.
- الفخر الرازي، محمد بن عمر، الشجرة المباركة في أنساب الطالبية، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، 1419 هـ.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تصحيح: علياكبر الغفاري، طهران، دار الكتب الاسلامية، 1407 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار احياء التراث العربي، 1403 هـ.
- المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، تصحيح: مؤسسه آل البيت، قم، كنگره شيخ مفيد، 1413 هـ.
- المفيد، محمد بن محمد، الفصول العشرة في الغيبة، قم، مؤتمر الشيخ مفيد، 1413 هـ.
- النجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 6، 1418 هـ.
- النوبختي، الحسن بن موسي، فرق الشيعة، بيروت، دار الأضواء، 1404 هـ.
- قائدان، أصغر، عتبات عالیات عراق (العتبات العالية في العراق)، طهران، مشعر، 1387 ش.