الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام موسى الكاظم عليه السلام»
imported>Ali110110 |
imported>Ali110110 ط ←المصادر والمراجع: نسخ محتمل |
||
سطر ٢٥٩: | سطر ٢٥٩: | ||
==المصادر والمراجع== | ==المصادر والمراجع== | ||
* ابن شعبة الحراني، الحسن بن علي، تحف العقول عن آل الرسول(ص)، تصحيح: على اكبر الغفاري، طهران، 1376هـ. | * ابن شعبة الحراني، الحسن بن علي، تحف العقول عن آل الرسول(ص)، تصحيح: على اكبر الغفاري، طهران، 1376هـ. | ||
* | * ابن شهرآشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، قم، دار علامة للنشر والتوزيع، 1379 هـ. | ||
* الأحمدي الميانجي، علي، مكاتيب الأئمة عليهم السلام. قم، دار الحديث، 1426 هـ. | * الأحمدي الميانجي، علي، مكاتيب الأئمة عليهم السلام. قم، دار الحديث، 1426 هـ. | ||
* | * الأصفهاني، أبو الفرج، '''مقاتل الطالبيين'''، النجف، المكتبة الحيدرية، 1385 هـ . | ||
* الأمين، محسن، '''أعيان الشيعة'''، بيروت، دار التعارف، 1403 هـ . | |||
* الأميني، عبد الحسين، '''الغدير في الكتاب والسنة والأدب'''، قم: مركز الغدير للدراسات الإسلامية، 1416هـ ق/1995م. ترجمه الغدير، المترجم: مجموعة من المترجمين، طهران: بعثت، 1391 ش. | |||
* الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، قم، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، 1409 هـ. | * الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، قم، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، 1409 هـ. | ||
* الصدوق، محمد بن علي، '''عيون أخبار الرضا{{ع}}'''، بيروت، الأعلمي، 1404 هـ . | * الصدوق، محمد بن علي، '''عيون أخبار الرضا{{ع}}'''، بيروت، الأعلمي، 1404 هـ . | ||
* | * العطاردي، عزيز الله، مسند الإمام الكاظم أبي الحسن موسی بن جعفر عليهما السلام، مشهد، العتبة الرضوية المقدسة، 1409 هـ. | ||
* حسين الحاج حسن، '''باب الحوائج موسى بن جعفر'''، ص 83- 84، المدرج في القرص المدمج المكتبة الشاملة. | * حسين الحاج حسن، '''باب الحوائج موسى بن جعفر'''، ص 83- 84، المدرج في القرص المدمج المكتبة الشاملة. | ||
* المازندراني، ابن شهر آشوب، '''مناقب آل أبي طالب'''، قم، علامه، 1379 هـ . | * المازندراني، ابن شهر آشوب، '''مناقب آل أبي طالب'''، قم، علامه، 1379 هـ . | ||
سطر ٢٨٠: | سطر ٢٧٦: | ||
* الكليني، محمد بن يعقوب، '''الكافي'''، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1363 ش. | * الكليني، محمد بن يعقوب، '''الكافي'''، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1363 ش. | ||
* الطوسي، محمد بن الحسن، '''رجال الطوسي'''، قم، جامعة الـمدرسين، 1415 هـ . | * الطوسي، محمد بن الحسن، '''رجال الطوسي'''، قم، جامعة الـمدرسين، 1415 هـ . | ||
* الطوسي، محمد بن الحسن، فهرست كتب الشيعة وأصولهم وأسماء المصنفین وأصحاب الأصول، قم، مکتبة المحقق الطباطبائي، 1420 هـ. | |||
* القرشي، باقر، '''حياة الإمام موسى بن جعفر{{هما}}'''، بيروت، دار البلاغة، 1413 هـ . | * القرشي، باقر، '''حياة الإمام موسى بن جعفر{{هما}}'''، بيروت، دار البلاغة، 1413 هـ . | ||
* | * المجلسي، محمد باقر، '''بحار الأنوار'''، بيروت، دار الوفاء، 1403 هـ . | ||
* المفيد، محمد بن محمد، '''الإرشاد في معرفة حجج الله علي العباد'''، بيروت، دار المفيد، 1414 هـ . | |||
* المقدسي، يد الله، '''بازپژوهي - دراسة تجديدية لـتاريخ ولادة وشهادة المعصومين'''، قم، دفتر تبليغات اسلامي حوزه علميه قم، 1391 ش. | |||
* الهيتمي، ابن حجر، '''الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة'''، مكتبة القاهرة، د.ت. | |||
{{الإمام الكاظم}} | {{الإمام الكاظم}} |
مراجعة ١١:٢٥، ١٩ فبراير ٢٠٢٣
![]() | |
الترتيب | الإمام السابع |
---|---|
الكنية | أبو الحسن الأوّل |
تاريخ الميلاد | 7 صفر سنة 128 هـ |
تاريخ الوفاة | 25 رجب سنة 183 هـ |
مكان الميلاد | الأبواء |
مكان الدفن | الكاظمية في شمال بغداد |
مدة إمامته | 35 عاماً |
مدة حياته | 55 عاماً |
الألقاب | الكاظم، باب الحوائج |
الأب | الإمام جعفر الصادق ![]() |
الأم | حميدة البربرية |
الزوج | نجمة |
الأولاد | الإمام الرضا، أحمد بن موسى، حمزة بن موسى، القاسم، عبد الله، فاطمة المعصومة، حكيمة |
المعصومون الأربعة عشر | |
النبي محمد · الإمام علي · السيدة الزهراء . الإمام الحسن المجتبي · الإمام الحسين · الإمام السجاد · الإمام الباقر · الإمام الصادق · الإمام الكاظم · الإمام الرضا · الإمام الجواد · الإمام الهادي · الإمام الحسن العسكري · المهدي المنتظر |
الإمام موسى الكاظم عليه السلام، (127 أو 128 - 183هـ)، هو موسى بن جعفر، الملقب بـالكاظم سابع أئمّة الشيعة الإثني عشرية. تصدّى لمنصب الإمامة بعد استشهاد أبيه الإمام الصادق سنة 148 هـ، واستمرت إمامته 35 سنة إلى أن استشهد مسموماً في 25 رجب سنة 183 هـ في بغداد.
اقترنت إمامة الإمام الكاظم (ع) مع اقتدار وبطش الدولة العباسية، فكان الإمام يعمل بالتقية تجاههم، ويوصي أصحابه بالالتزام بها، ومن هذا المنطلق لم يذكر للإمام موقف معارض للدولة علانية، ولا موقف مساند للثورات العلويّة آنذاك كثورة فخّ، إلّا أنّه كان يسعى من خلال مناظراته مع العباسيين وغيرهم إزالة الشرعيّة عن حكومتهم، وله مناظرات علميّة مع علماء اليهود والنصارى أتت إجابةً لأسئلتهم. وتمّ جمع ما يزيد عن 3000 من أحاديث الإمام الكاظم (ع) في كتاب مُسند الامام الكاظم، وقد رَوى قسماً منها أصحاب الإجماع.
بادر الإمام (ع) في توسيع مؤسسة الوكالة، فعيّن أشخاصاً في مختلف المناطق كَوُكَلاء عنه وذلك من أجل تسهيل تواصل الشيعة بإمامهم، واقترنت فترة إمامته بتشعّب الفرق الشيعية، حيث نشأت في بداية إمامته الفرقة الإسماعيلية والفطحية والناووسية، كما ظهرت الفرقة الواقفية بعد شهادته.
أشادت مصادر الشيعة وأهل السنة بعلمه وعبادته وبجوده وحلمه، ولُقّب بالكاظم لشدة كظمه الغيض، كما عُرف بالعبد الصالح، واشتهر بباب الحوائج أيضاً، ويحظى الإمام باحترام علماء السنّة باعتبار أنّه عالم وفقيه، ويقصد ضريحه السنّة والشيعة في الكاظمية ببغداد والذي يعرف بالعتبة الكاظمية.
ورد أن لأبي الحسن الكاظم سبعة وثلاثون ولداً بين ذكر وأنثى أشهرهم: الإمام الرضا
، وأحمد بن موسى، ومن أشهر بناته فاطمة المعصومة
.
![]() | |
7 صفر 128 هـ | الولادة |
145 هـ | قيام النفس الزكية |
25 شوال 148 هـ | شهادة الإمام الصادق (ع) وبداية إمامة الإمام الكاظم (ع) |
11 ذي القعدة 148 هـ | ولادة الإمام الرضا (ع) |
أوائل محرم 149 هـ | وفاة عبد الله الأفطح ورجوع أتباعه إلى إمامة الإمام الكاظم (ع)[١] |
160-169 هـ | إشخاص الإمام الكاظم (ع) إلى بغداد مرتين بأمر المهدي العباسي واعتقاله لمدة قصيرة، وقد طالب الإمام (ع) فدكاً من المهدي العباسي في لقائه معه.[٢] |
169 هـ | قيام فخ |
ربيع الثاني 170 هـ | رسالة الإمام الكاظم إلى خيزران والدة الهادي العباسي، يعزيها بابنها.[٣] |
172 هـ | قيام دولة الأدارسة في المغرب وهي أول دولة شيعية |
176 هـ | رسالة يحيى بن عبد الله بعد قيامه في طبرستان إلى الإمام الكاظم شاكيا فيها عدم مسايرته للقيام.[٤][٥] |
شوال 179 هـ | توجه هارون الرشيد في رمضان إلى مكة للعمرة، ثم إلى المدينة، وقوله عند قبر النبي (ص) مفتخرا «السلام عليك بابن عمّ»، فيقترب الإمام من القبر قائلا: السلام عليك يا أبه، فيتغير وجه هارون.[٦] |
20 شوال 179 هـ | إشخاص الإمام إلى العراق بأمر هارون.[٧] |
7 ذي الحجة 179 هـ | حبس موسى بن جعفر (ع) في البصرة في بيت عيسى بن جعفر[٨] |
أواخر 180 هـ | كتب هارون لعيسى بن جعفر يأمره بقتل الإمام الكاظم، إلا أنه لم يقبل.[٩] |
22 رجب 183 هـ | دسّ السمّ للإمام (ع) في سجن السندي بن شاهك[١٠] |
25 رجب 183 هـ | استشهاده (ع) [١١] |
سيرته الذاتية
هو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب والده الإمام جعفر الصادق
وأمّه أمّ ولد يقال لها حميدة البربرية.[١٢]
وكان يكنّى أبا إبراهيم وأبا الحسن وأبا علي، ويعرف بالعبد الصالح، وينعت أيضاً بالكاظم.[١٣] ومن أشهر كناه أبو الحسن الأوّل وأبو الحسن الماضي. ولقّب بالكاظم لكظمه عمّا فعل به الظالمون من التنكيل والإرهاق. ويعرف بين الشيعة بـباب الحوائج.[١٤]
- الولادة والوفاة
كان مولده بـالأبواء - وقيل في المدينة - في السابع من صفر سنة ثمان وعشرين ومائة وقيل تسع وعشرين.[١٥] وقبض (ع) – شهيداً - ببغداد في حبس السندي بن شاهك في الخامس والعشرين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة، وله يومئذٍ خمس وخمسون سنة.[١٦]
وكان رجلاً مربوعاً أسمر حلو السمرة حسَن الوجه مشرق متلألئ.[١٧]
وروى الصدوق أنّ نقشَ خاتمه «حَسْبِيَ اللَّه»،[١٨] وفي رواية أخرى «الملك لله وحده».[١٩] وقد وصفه الشيخ المفيد بالقول: «كان أبو الحسن موسى أعبد أهل زمانه وأفقههم وأسخاهم كفاً وأكرمهم نفساً».[٢٠]
أزواجه وأولاده
لم تسجل المصادر شيئاً عن عدد أزواجه، ولكن الغالب عليهن كونهن أمّهات أولاد -إماءً- كان يشتريهنّ، ثمّ يعتقهنّ، ويتزوجهنّ. أولاهن السيدة نجمة التي أنجبت له الإمام الرضا .[٢١]
وقد اختلفت كلمة المؤرخين في عدد أولاده، فمنهم كـالشيخ المفيد أوصلهم إلى سبعة وثلاثين موزعين على ثمانية عشر ولداً ذكراً وتسع عشرة أنثى،[٢٢] هم:
1. علي الرضا
2. إبراهيم
3. عباس
4. قاسم المدفون في مدينة الحلة وسط العراق، لأمّهات أولاد.
5. إسماعيل
6. جعفر
8. هارون المدفون في مدينة ساوة، أمهم أمّ ولد.
9. أحمد المدفون في شيراز
10. محمد المدفون في شيراز
11.حمزة المدفون في الري، أمّهم أمّ ولد.
12. عبد الله المدفون في مدينة اوجان
13. إسحاق المدفون في ساوة
14.عبيد الله
15. زيد
16. الحسن
17. الفضل المدفون في مدينة آوة
18.سليمان المدفون في آوه، أمهم أمّ ولد.
19. فاطمة الكبرى الملقّبة بالمعصومة
20. فاطمة الصغرى
21. رقية
22. حكيمة
23. أم أبيها
24. رقية الصغرى
25. كلثم
26.أمّ جعفر
27. لبابة
28. زينب
29.خديجة
30. علية
31. آمنة
32. حسنة
33. بريهة
34. عائشة
35. أمّ سلمة
36.ميمونة
37.أم كلثوم، أمهاتن أمهات أولاد.
وكان أفضل وأعلم ولد أبي الحسن موسى هو الإمام أبا الحسن علي بن موسى الرضا
إمامته
تصدّى لمنصب الإمامة بعد شهادة أبيه الإمام جعفر الصادق
سنة 148 هـ، فكانت مدّة خلافته ومقامه في الإمامة بعد أبيه
خمساً وثلاثين سنة.[٢٣] ورغم أنّ الإمام الصادق
قد أوصى - لدواع أمنية ولحفظ حياة الإمام الكاظم
- إلى خمسة، هم: أبو جعفر المنصور ومحمد بن سليمان وعبد الله وموسى وحميدة[٢٤]، إلاّ أنّ تشخيص الإمام
الحق من بين هؤلاء لم يكن بالأمر الصعب على علماء وكبار رجال مذهب أهل البيت
.
دليل إمامته
روى كبار المقربين والمحدثين عن الإمام الصادق تصريحه بإمامة ابنه الكاظم
منهم: مفضل بن عمر الجعفي، معاذ بن كثير، عبد الرحمن بن الحجاج، فيض بن المختار، يعقوب السراج، سليمان بن خالد، صفوان الجمال. ومن تلك الروايات ما رواه أبو بصير عن الإمام الصادق
أنّه قال يوم ولد الإمام الكاظم
: «وهبَ اللهُ لي غُلاماً وهو خيرُ من بَرَأ الله».[٢٥] وفي رواية أخرى عنه
: «وَدِدْتُ أن ليس لي ولدٌ غيرُه حتّى لا يَشرَكَهُ في حُبّي له أحد».[٢٦]
الخلفاء المعاصرون له

11-40
40-50
50-61
61-95
95-114
114-148
148-183
183-203
203-220
220-254
13-25
25-35
41-61
65-85
86-96
105-125
136-158
158-169
170-193
198-218
232-247
عاصر إبّان إمامته أربعة من خلفاء بني العباس، هم:[٢٧]
- المنصور الدوانيقي (136- 158 هجرية)
- المهدي العباسي ( 158- 169 هجرية)
- الهادي العباسي ( 169- 170هجرية)
- هارون الرشيد ( 170- 193 هجرية).
ظهور بعض الفرق الشيعية
ذهبت طائفة من الشيعة في حياة الإمام الصادق إلى القول بأنّ الإمام من بعده ولده إسماعيل باعتباره الولد الأكبر، ولكن لمّا توفي إسماعيل في حياة أبيه أنكروا وفاته في بادئ الأمر، وقالوا: إنّه حي يرزق، ولمّا يئسوا من حياته ذهبوا إلى القول بإمامة ابنه محمد بن إسماعيل، ومن هنا سمّوا بـالإسماعيلية.
وذهب فريق آخر إلى القول بإمامة عبد الله الافطح ابن الإمام الصادق عرفوا بـالفطحية.
وظهرت فرقة أخرى تسمّى الناووسية؛ وإنما سميت بذلك لأنّ رئيسهم في هذه المقالة رجل من أهل البصرة يقال له عبد الله بن ناووس.
وهناك فريق آخر ذهب إلى القول بإمامة محمد بن جعفر المعروف بـالديباج.
وبعد استشهاد الإمام الكاظم أنكر فريق من الشيعة وفاته، وقالوا: «لم يمت وأنّه مهدي هذه الأمة»، ووقفوا عند الإمام السابع، ولم يؤمنوا بإمامة الرضا
، فعرفوا بـالواقفية.[٢٨] ولاريب أن فكرة المهدوية تعد من أساسيات الفكر الإمامي وأنّ الشيعة يؤمنون بها منذ نشأة التشيع التي تعود إلى عصر النبي الأكرم
، حيث طفحت كلماته
وكلمات سائر الأئمة بالتبشير بالمهدي الموعود من أهل البيت (ع) ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
الثورات الشيعية المعاصرة للإمام
عاصر الإمام من الثورات الشيعية ثورة فخّ التي تعتبر من أشدّ الحوادث التاريخية إيلاماً في تاريخ التشيع، وكانت بقيادة الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي
المعروف بـصاحب فخّ، سنة 169 هـ ضد الهادي العباسي في منطقة فخّ القريبة من مكة المكرمة.[٢٩] وروى الكليني: «إنّه لمَّا خرج الحسين بن عليٍّ المقتولُ بفخٍّ جاء إلى الإمام
، فَقال له أَبو الحسن موسى بن جعفر حين ودَّعهُ: يا ابن عمِّ إنَّك مقتولٌ فأَجِدَّ الضِّرابَ فإنَّ القوم فُسَّاقٌ يُظهرونَ إِيماناً ويستُرونَ شركاً وإِنَّا للّهِ وإِنَّا إِليه راجعون أَحتسِبُكُمْ عند الله مِن عُصْبَة».[٣٠]
اعتقال الإمام وإيداعه السجن
اختلفت كلمة المؤرخين في السبب وراء اعتقال الإمام وإيداعه السجن إلاّ أنّها متفقة على مكانة الإمام
ومنزلته في الوسط الشيعي وكثرة الوشاة عليه.
الوشاية بالإمام
عمد البعض من أعداء الإمام الكاظم (ع) إلى السعي بالإمام (ع) والوشاية به عند هارون ليتزلّفوا إليه بذلك. من هؤلاء مَن أبلغ هارون بأن الإمام تجبى له الأموال الطائلة من شتّى الأقطار الإسلامية فأثار ذلك كوامن الحقد عند هارون. وفريق آخر من هؤلاء سعوا بالإمام
إلى هارون، فقالوا له: «إن الإمام
يطالب بـالخلافة، ويكتب إلى سائر الأقطار الإسلامية يدعوهم إلى نفسه، ويحفّزهم ضد الدولة العباسية»، وكان في طليعة هؤلاء الوشاة يحيى البرمكي - وقيل بعض أبناء أخوة الإمام
، فأثار هؤلاء كوامن الحقد على الإمام
.
ومن الأسباب التي زادت في حقد هارون على الإمام وسبّبت في اعتقاله احتجاجه
عليه بأنّه أولى بـالنبي العظيم
من جميع المسلمين، فهو أحد أسباطه ووريثه، وأنّه أحقّ بالخلافة من غيره وقد جرى احتجاجه
معه في مرقد النبي
.[٣١]
وقد اعتقل الإمام مرتين لم نعرف عن تاريخ الأولى منهما والمدة التي قضاها
في السجن شيئاً، فيما وقعت الثانية سنة 179 هجرية وانتهت بشهادة الإمام
في السجن سنة 183هجرية،[٣٢] حيث استدعى هارون الرشيد الإمام سنة 179 هـ من المدينة، وأمر بالتوجه به إلى البصرة التي وصلها في السابع من ذي الحجة، فأودعوه في سجن عيسى بن جعفر، وبعد فترة انتقلوا به إلى سجن الفضل بن الربيع في بغداد ومنه إلى سجن الفضل بن يحيى وسجن السندي بن شاهك الذي كانت نهاية الإمام
فيه.[٣٣]
كيفية شهادته
استشهد الإمام في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183 هـ في بغداد في سجن السندي بن شاهك الذي أمر بوضع جنازة الإمام
على الجسر ببغداد ونودي عليه - تمويها على قتله - هذا إمام الرافضة فاعرفوه، فإنّه موسى بن جعفر
وقد مات حتف أنفه، ألا فانظروا إليه. فحفّ به الناس، وجعلوا ينظرون إليه.[٣٤]
ذهب مشهور المؤرخين إلى أنّه أستشهد مسموماً في حبس هارون على يد يحيى بن خالد أو السندي بن شاهك .[٣٥]
مرقده وثواب زيارته
يوم تشييع الإمام موسى يوم أغر لم تر مثله بغداد في أيامها يوم مشهود حيث هرعت الجماهير من جميع الشرائح إلى تشييع ريحانة رسول الله
، فقد خرج لتشييع جثمانه الطاهر جمهور المسلمين على اختلاف طبقاتهم يتقرّبون إلى الله جل جلاله بحمل جثمان سبط النبي
، وسارت المواكب متجهة إلى محلة باب التبن إلى المقر الأخير، وقد أحاطت الجماهير الحزينة بالجثمان المقدس وهي تتسابق على حمله للتبرك به، فحفر له قبر في مقابر قريش، وأنزله سليمان بن أبي جعفر في مقره الأخير، وبعد فراغه من مراسيم الدفن، أقبل إليه الناس تعزّيه وتواسيه بالمصاب الأليم.[٣٦] ومن ذلك الحين حتى يومنا هذا واصلت الشيعة وغيرهم من المسلمين التوافد على زيارته والتبرك بمرقده الشريف لما انتهى لهم من عظيم مكانته، وحثّ الأئمة المعصومين (ع) على زيارته، كالمروي عن الإمام الرضا
: «من زار قبرَ أبي ببغداد كمن زار قبرَ رسول الله
وقبرَ أمير المؤمنين
إلاّ أنّ لرسول الله ولأمير المؤمنين صلوات الله عليهما فضلَهما».
وفي رواية أخرى: «زيارة قبر أبيالحسن كزيارة قبر الحسين
».[٣٧]
كلام الخطيب البغدادي
روى الخطيب البغدادي عن الحسن بن إبراهيم أبي علي الخلال يقول: «ما همَّني أمرٌ فقصَدتُ قبرَ موسى بنِ جعفرٍ، فتوسّلتُ به إلّا سهّل اللهُ تعالى لي ما اُحبّ».[٣٨]
أصحابه والرواة عنه
سجّلت الكتب الحديثية والرجالية أسماء الكثير من أصحابه والراوين عنه ، حتى قال الشيخ المفيد: «أكثر الناس في الرواية عنه، وكان أفقه أهل زمانه وأحفظهم لكتاب الله، وأحسنهم صوتاً بتلاوة القرآن».[٣٩] فيما أوصل الشيخ الطوسي عدد الرواة عنه إلى 272 راوياً.[٤٠]، منهم:
النشاطات العلمية
ذكرت نشاطات علمية مختلف للإمام الكاظم(ع)، حيث نقلت الكتب الحديثية هذه النشاطات في شكل روايات، ومناظرات، وحوارات علمية.[٤٢]
قال الإمام الكاظم(ع):
مَنْ أَحَبَّ اَلدُّنْيَا ذَهَبَ خَوْفُ اَلْآخِرَةِ مِنْ قَلْبِهِ. وَمَا أُوتِيَ عَبْدٌ عِلْماً، فَازْدَادَ لِلدُّنْيَا حُبّاً إِلاَّ اِزْدَادَ مِنَ اَللَّهِ بُعْداً، وَاِزْدَادَ اَللَّهُ عَلَيْهِ غَضَباً.
ابن شعبة الحراني ، تحف العقول، 1404هـ، ص 399.
هناك أحاديث كثيرة وردت عن الإمام الكاظم(ع) في المصادر الحديثية للشيعة؛ وموضوع هذه الروايات غالبا في علم الكلام كالتوحيد، [٤٣]والبداء،[٤٤] والإيمان،[٤٥] ومواضيع أخلاقية.[٤٦] وقد روي عنه بعض المناجاة والأدعية منها دعاء الجوشن الصغير. وذكر الإمام في سند هذه الروايات تحت تسميات كالكاظم، وأبي الحسن، وأبي الحسن الأول، وأبي الحسن الماضي، والعالم،[٤٧] والعبد الصالح، وقد جمع عزيز الله العطاردي 3134 حديثا عنه في كتاب سماه مسند الإمام الكاظم. وأورد أبو عمران المروزي البغدادي (حي 299 هـ) وهو من علماء السنة عددا من أحاديث الإمام السابع في مسند الإمام موسى بن جعفر.[٤٨]
وروي أيضا أعمال أخرى للإمام موسى بن جعفر:
هناك كتاب تحت عنوان المسائل لأخ الإمام الكاظم(ع) علي بن جعفر فيه مسائل سألها الإمام الكاظم(ع) وأجاب الإمام عليها،[٤٩] موضوع هذا الكتاب مسائل فقهية،[٥٠] وقد صدر هذا الكتاب عن مؤسسة آل البيت تحت عنوان مسائل علي بن جعفر ومستدركاتها.
- رسالة في العقل كتبها للهشام بن الحكم[٥١]
- رسالة في التوحيد في الرد على أسئلة فتح بن عبد الله[٥٢]
- تعلم علي بن يقطين مسائل من موسى بن جعفر جمعها في كتاب تحت عنوان مسائل عن أبي الحسن موسى بن جعفر.[٥٣]
المناظرات والحوارات
روي للإمام الكاظم (ع) مناظرات وحوارات مع بعض خلفاء بني العباس،[٥٤] وعلماء اليهود،[٥٥] والمسيحيين،[٥٦] وأبي حنيفة،[٥٧] وآخرين. وقد أورد باقر شريف القرشي 8 احتجاجات للإمام الكاظم (ع) تحت عنوان مناظرات واحتجاجته.[٥٨] وهناك مناظرات جرت للإمام الكاظم (ع) مع المهدي العباسي حول فدك وتحريم شرب الخمر في القرآن،[٥٩] وله مناظرات أيضا مع هارون العباسي. بما أن هارون كان يسعى ليظهر أنه أقرب للنبي (ص) من الإمام، فقد صرح الإمام بقرابته إلى النبي (ص) وانتسابه إليه أمام هارون،[٦٠] كما وردت مناظرات لموسى بن جعفر مع علماء الأديان الأخرى، وقد جاءت غالبا في الرد على أسئلتهم، وكان نهايتها أدت إلى اعتناق هؤلاء للإسلام.[٦١]
روابط خارجية
الإمام السابق الإمام الصادق(ع) |
الإمام الكاظم(ع) (128 - 183 هـ) |
الإمام اللاحق الإمام الرضا (ع) |
الهوامش
- ↑ الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ج 2، ص 525.
- ↑ جمع من المحققين، مجموعه مقالات همايش سيره وزمانه امام كاظم، ج 2، ص 446-451.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 48، ص 134.
- ↑ الكليني، الكافى، ج 1، ص 367.
- ↑ جمع من المحققين، مجموعه مقالات همايش سيره وزمانه امام كاظم، ج 2، ص 478.
- ↑ ابن الأثير، الكامل،ج6 ، ص 164
- ↑ النوبختي، فرق الشيعة، ص 84.
- ↑ الصدوق، عيون أخبار الرضا (ع)، ج 1، ص 86.
- ↑ المفيد، الارشاد، ج2 ، ص 239.
- ↑ المفيد، الارشاد، ج 2، ص 242.
- ↑ المفيد، الارشاد، ج 2، ص 215.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 215.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج 2، صص 215-216.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 236 و227؛ الطبرسي، اعلام الورى، ج 2، ص 6- ابن شهر آشوب، المناقب، ج 4، ص 323؛ الشيخ عباس القمي، الأنوار البهية، ص 177..
- ↑ بازپژوهي[دراسة جديدة لـ] تاريخ ولادة وشهادت [الـ]معصومين، ص 401.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 215.
- ↑ السيد محسن الأمين، أعيان الشيعة، ج 2، ص 6.
- ↑ الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 1، ص 31.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 48، ص 10 و11.
- ↑ المفيد، الارشاد، ج 2، ص 231.
- ↑ محمد تقي الشوشتري، رساله في تواريخ النبي والآل، ص 75.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 244.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 215
- ↑ الغيبة للطوسي، ص 198
- ↑ المجلسي، بحارالانوار، ج 48، ص 2.
- ↑ المجلسي، بحارالانوار، ج 75، ص 209.
- ↑ محسن الأمين، أعيان الشيعة، ج 1،ص100
- ↑ نوبختي، فرق الشيعة، ص 77. رسول جعفريان، حيات فكري وسياسي ائمه، ص 379-384.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 1، ص 366.
- ↑ علي اكبر تشيد، قيام سادات علوي؛ مهدي پيشوايي، سيره پيشوايان، ص 426-429.
- ↑ الحاج حسن، حسين، باب الحوائج موسى بن جعفر، ص 83- 84.
- ↑ رسول جعفريان، حيات فكري وسياسي ائمه، ص 393.
- ↑ الشيخ عباس القمي، الأنوار البهية، ص 192– 196.
- ↑ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 215.
- ↑ باقر شريف القرشي، حياة الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام، ج 2، ص 508 - 510.
- ↑ انظر: حسين الحاج حسن، باب الحوائج موسى بن جعفر، ص 83- 84.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 4، ص 583.
- ↑ الأميني، الغدير، ج 5، ص 279.
- ↑ المفيد، الارشاد، ج 2، ص 215.
- ↑ الطوسي، رجال الطوسي، ص 329-347.
- ↑ باقر شريف القرشي، حياة الإمام موسى بن جعفر، ج 2، ص 225-321. السيد محسن الأمين، أعيان الشيعة، ج 2، ص 9.
- ↑ طبرسی، الاحتجاج، ج 2، ص 385-396؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 10، ص 234-249.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 1، ص 141.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 2، ص 38-39.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 2، ص 38-39.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 2، ص 38-39.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 1، ص 149.
- ↑ المروزي، مسند الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، ص 187-232.
- ↑ الطوسي، الفهرست، 1420هـ، ص 264.
- ↑ النجاشي، رجال النجاشي، 1365ش، ص 252.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 1، ص 13-20؛ الأحمدي الميانجي، مکاتيب الأئمة، ج 4، ص 483-501.
- ↑ الأحمدي الميانجي، مکاتيب الأئمة، ج 4، ص 357-359؛ القرشي، حياة الإمام موسى بن جعفر، ج 2، ص 238.
- ↑ الطوسي، الفهرست، ص 271.
- ↑ ابن شهرآشوب، المناقب، ج 4، ص 312-313؛ الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 1، ص 84-85؛ الكليني، الكافي، ج 6، ص 406.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 10، ص 244-245.
- ↑ ابن شهرآشوب، المناقب، ج 4، ص 311-312.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 3، ص 297.
- ↑ القرشي، حياة الإمام موسى بن جعفر، ج 1، ص 278-294.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 6، ص 406؛ الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 25، ص 301.
- ↑ الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 1، ص 84-85؛ الشبراوي، الاتحاف بحب الأشراف، ص 295؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 10، ص 241-242.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 10، ص 244-245؛ ابن شهرآشوب، المناقب، ج 4، ص 311-312؛ الصدوق، التوحيد، ص 270-275.
المصادر والمراجع
- ابن شعبة الحراني، الحسن بن علي، تحف العقول عن آل الرسول(ص)، تصحيح: على اكبر الغفاري، طهران، 1376هـ.
- ابن شهرآشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، قم، دار علامة للنشر والتوزيع، 1379 هـ.
- الأحمدي الميانجي، علي، مكاتيب الأئمة عليهم السلام. قم، دار الحديث، 1426 هـ.
- الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، النجف، المكتبة الحيدرية، 1385 هـ .
- الأمين، محسن، أعيان الشيعة، بيروت، دار التعارف، 1403 هـ .
- الأميني، عبد الحسين، الغدير في الكتاب والسنة والأدب، قم: مركز الغدير للدراسات الإسلامية، 1416هـ ق/1995م. ترجمه الغدير، المترجم: مجموعة من المترجمين، طهران: بعثت، 1391 ش.
- الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، قم، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، 1409 هـ.
- الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا
، بيروت، الأعلمي، 1404 هـ .
- العطاردي، عزيز الله، مسند الإمام الكاظم أبي الحسن موسی بن جعفر عليهما السلام، مشهد، العتبة الرضوية المقدسة، 1409 هـ.
- حسين الحاج حسن، باب الحوائج موسى بن جعفر، ص 83- 84، المدرج في القرص المدمج المكتبة الشاملة.
- المازندراني، ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، قم، علامه، 1379 هـ .
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، أعلام الورى، قم، آل البيت، 1417 هـ .
- القمي، عباس، الأنوار البهية، قم، جامعة [الـ]مدرسين، 1417 هـ.
- الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا، بيروت، الأعلمي، 1404 هـ .
- الشوشتري، محمد تقي، رسالة في تواريخ النبي والآل، قم، جامعة الـمدرسين، 1423 هـ ق.
- جعفريان، رسول، الـحياة الـفكرية والـسياسية للائمة، قم، انصاريان، 1381 ش.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1363 ش.
- الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي، قم، جامعة الـمدرسين، 1415 هـ .
- الطوسي، محمد بن الحسن، فهرست كتب الشيعة وأصولهم وأسماء المصنفین وأصحاب الأصول، قم، مکتبة المحقق الطباطبائي، 1420 هـ.
- القرشي، باقر، حياة الإمام موسى بن جعفر
، بيروت، دار البلاغة، 1413 هـ .
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار الوفاء، 1403 هـ .
- المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله علي العباد، بيروت، دار المفيد، 1414 هـ .
- المقدسي، يد الله، بازپژوهي - دراسة تجديدية لـتاريخ ولادة وشهادة المعصومين، قم، دفتر تبليغات اسلامي حوزه علميه قم، 1391 ش.
- الهيتمي، ابن حجر، الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة، مكتبة القاهرة، د.ت.