مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الصحابة»
ط
←فضل ومكانة أصحاب النبي (ص)
imported>Bassam |
imported>Bassam |
||
سطر ٤١٥: | سطر ٤١٥: | ||
=== عند الشيعة === | === عند الشيعة === | ||
لأصحاب [[النبي محمد|النبيّ محمد]] {{صل}}الصادقين المنتجبين مكانة كبيرة في نفوس [[الشيعة]]، وكذلك يرونَ لهم الفضل في تركيز دعائم [[الإسلام|دين الإسلام]] في مراحل ظهوره الأولى، ولم يقف الأمر عند ذالك بل إنّهم يكنون كلّ الإحترام ويرون الفضل في إيصال الدين أيضًا لأصحاب [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) وكلّ أصحاب [[أئمة أهل البيت]] (ع) الصادقين المخلصين الذين لم يحيدوا عن الصراط المستقيم، وبذلوا الكثير لايصال هذا الدين لنا ويُرتّبون على ذالك الإحترام والتقدير الكبيرين والتبجيل والتقديم لهم، لِمَا بذلوه من تضحيات جسام، حفاظًا على هذا الدين والخط المحمّدي الأصيل. | لأصحاب [[النبي محمد|النبيّ محمد]] {{صل}}الصادقين المنتجبين مكانة كبيرة في نفوس [[الشيعة]]، وكذلك يرونَ لهم الفضل في تركيز دعائم [[الإسلام|دين الإسلام]] في مراحل ظهوره الأولى، ولم يقف الأمر عند ذالك بل إنّهم يكنون كلّ الإحترام ويرون الفضل في إيصال الدين أيضًا لأصحاب [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) وكلّ أصحاب [[أئمة أهل البيت]] (ع) الصادقين المخلصين الذين لم يحيدوا عن الصراط المستقيم، وبذلوا الكثير لايصال هذا الدين لنا ويُرتّبون على ذالك الإحترام والتقدير الكبيرين والتبجيل والتقديم لهم، لِمَا بذلوه من تضحيات جسام، حفاظًا على هذا الدين والخط المحمّدي الأصيل. | ||
غير أنّ [[الشيعة]] لا يرون قداسة لأحدٍ بحيث يكون خارج دائرة البحث والتدقيق عن حال عدالته ووثاقته، إلاّ [[النبي محمد|النبيّ محمد]] (ص) و [[أئمة أهل البيت]] (ع) لِمَا لهم من [[العصمة|عصمة]] مانعة لهم مِنَ الوُقُوع في الخطأ والذنب بنصٍّ مِنَ [[القرآن الكريم|القرآن]] في [[آية التطهير]]، أمّا ماعدى هؤلاء - سواء كانوا مِن [[الصحابة|أصحاب النّبيّ]] أو [[الأئمة]] - فهم خاضعون لِلْجَرْحِ والتَعْدِيل، والبحث والتحقيق عن حال عدالتهم ووثاقتهم، فمن ثبتت استقامته على طبق ما يقتضيه [[الإسلام|دين الإسلام]] فهو محترم ومبجّل ومُعْترف بفضله، ومَن ثَبُتَ فيه عكس ذالك، بحيث تجاوز حدود الله وَحَادَ عمّا تقتضيه التقوى التي فرضها الله {{عز وجل}} فتسقط عدالته عند الشيعة ويُصْبِحُ حاله كحال أي فردٍ من عصات أمَّةِ [[النبي محمد|محمد]] {{صل}}، بل أمرهم أشدّ بالنسبة لما عليه باقي أفراد الأمّة العُصُاة، الذين لم يرو ولم يشاهدوا [[النبي الأعظم|النبيّ]] (ص) أو أحد [[أئمة أهل البيت]] (ع) <ref> | غير أنّ [[الشيعة]] لا يرون قداسة لأحدٍ بحيث يكون خارج دائرة البحث والتدقيق عن حال عدالته ووثاقته، إلاّ [[النبي محمد|النبيّ محمد]] (ص) و [[أئمة أهل البيت]] (ع) لِمَا لهم من [[العصمة|عصمة]] مانعة لهم مِنَ الوُقُوع في الخطأ والذنب بنصٍّ مِنَ [[القرآن الكريم|القرآن]] في [[آية التطهير]]، أمّا ماعدى هؤلاء - سواء كانوا مِن [[الصحابة|أصحاب النّبيّ]] أو [[الأئمة]] - فهم خاضعون لِلْجَرْحِ والتَعْدِيل، والبحث والتحقيق عن حال عدالتهم ووثاقتهم، فمن ثبتت استقامته على طبق ما يقتضيه [[الإسلام|دين الإسلام]] فهو محترم ومبجّل ومُعْترف بفضله، ومَن ثَبُتَ فيه عكس ذالك، بحيث تجاوز حدود الله وَحَادَ عمّا تقتضيه التقوى التي فرضها الله {{عز وجل}} فتسقط عدالته عند الشيعة ويُصْبِحُ حاله كحال أي فردٍ من عصات أمَّةِ [[النبي محمد|محمد]] {{صل}}، بل أمرهم أشدّ بالنسبة لما عليه باقي أفراد الأمّة العُصُاة، الذين لم يرو ولم يشاهدوا [[النبي الأعظم|النبيّ]] (ص) أو أحد [[أئمة أهل البيت]] (ع).<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 1، ص 113.</ref> | ||
=== عند السنّة === | === عند السنّة === | ||
تَبَنَّى السواد الأعظم من [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة والجماعة]] رأيًا وموقفًا نحو [[الصحابة|أصحاب رسول الله]] (ص) تَصِفُه [[الشيعة]] [[الغلو|بالغلو]] البالغ حدّ التناقض، فأهل السنّة والجماعة رغم كونهم من الناحية النظرية لا يقولون [[العصمة|بعصمة]] [[أصحاب الرسول|أصحاب رسول الله]] (ص)، والتي أيضًا ينفونها عن [[النبي الأعظم|النّبيّ الأعظم]] (ص)، إلاّ أنّهم ومن الناحية العملية يضعونهم في مقام المعصوم الذي لا يخطئ، وإن أخطأ فخطأه مبرّر وغير قادحٍ في [[عدالة الصحابة|عدالته]].<ref>ابن الصلاح، مقدمة ابن الصلاح، ص 491.</ref> | |||
كما أيضًا يرون لزوم تفضيل [[الصحابة]] وتقديسهم لدرجة أنّهم يوجبون الأخذ بكل ما يَرْوُونَهُ عن [[النبي الأعظم|النّبيّ]] (ص) بدون البحث عن صدقهم في ذلك،<ref>العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 1، ص 23- 30.</ref> كما أنّهم يحافظون ويدافعون عن هذه القداسة مهما كانت درجة شناعة فعل الصحابيّ، فتراهم يقدّسون لدرجة التَرَضِّي على الإمام «[[علي بن أبي طالب]] (ع)» في الوقت الذي يترضون فيه على «[[معاوية بن أبي سفيان]]»، وقد قامت حرب طويلة بينهما مات فيها الألوف من [[المسلم|المسلمين]]، منهم الكثير من الصحابة كـــ «[[عمار بن ياسر|عمّار بن ياسر]]» رضي الله عنه، بل وصل الأمر أن يترضوا على «[[معاوية بن أبي سفيان]]» القاتل، في الوقت الذي يترضون فيه على «[[حجر بن عدي|حجر بن عُدي]]» الذي قتله معاوية بن أبي سفيان مع مجموعة من أصحابه وصلبهم في الممرّات، لأنّهم رفضوا سبّ ولعن وإعلان البراءة من [[الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) الذي يترضون عنه أيضًا.{{بحاجة لمصدر}} | |||
وكذلك، يدافعون ويحافظون على فضل ومكانة الصحابي حدّ الترضي عليه، ولو ارتكب الكبيرة التي حرّمها الإسلام وفسّق صاحبها، أو قَتَلَ النّفس المؤمنة بدون وجه حقّ، فتجدهم يترضون على «الوليد بن عُقبة» الذي ولاّه [[عثمان بن عفان|عثمان بن عفّان]] على [[الكوفة]] زمن خلافته، رغم ثبوت أنّه صلّى [[المسلم|بالمسلمين]] [[صلاة الصبح|صلاة الصُبح]] أربعة ركعات وهو في حالة سُكْرٍ، وعندما أكمل ونَبَّهَهُ البعض لذالك التفت للنّاس وهو سكران وقال لهم: هل أزيدكم، وهذا نص الرواية.{{بحاجة لمصدر}} | |||
: أخرج [[أحمد بن حنبل]] في مسنده، قال: «'''حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا سعيد بن أبي عروبة عن عبد الله الداناج عن حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة أن الوليد بن عقبة صلى بالناس الصبح أربعا ثم التفت إليهم فقال أزيدكم فرفع ذلك إلى عثمان فأمر به أن يجلد فقال علي للحسن بن علي قم يا حسن فاجلده قال وفيم أنت وذاك فقال علي بل عجزت ووهنت قم يا عبد الله بن جعفر فاجلده فقام عبد الله بن جعفر فجلده وعلي يعد فلما بلغ أربعين قال له أمسك ثم قال ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر أربعين وضرب أبو بكر أربعين وعمر صدرا من خلافته ثم أتمها عمر ثمانين وكل سنة'''».<ref>ابن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، ص136، رقم الحديث 1230.</ref> | |||
وكذلك، يدافعون ويحافظون على فضل ومكانة الصحابي حدّ الترضي عليه، ولو ارتكب الكبيرة التي حرّمها الإسلام وفسّق صاحبها، أو قَتَلَ النّفس المؤمنة بدون وجه حقّ، فتجدهم يترضون على «الوليد بن عُقبة» الذي ولاّه [[عثمان بن عفان|عثمان بن عفّان]] على [[الكوفة]] زمن خلافته، رغم ثبوت أنّه صلّى [[المسلم|بالمسلمين]] [[صلاة الصبح|صلاة الصُبح]] أربعة ركعات وهو في حالة سُكْرٍ، وعندما أكمل ونَبَّهَهُ البعض لذالك التفت للنّاس وهو سكران وقال لهم: هل أزيدكم، وهذا نص الرواية. | |||
: أخرج [[أحمد بن حنبل]] في مسنده، قال: «'''حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا سعيد بن أبي عروبة عن عبد الله الداناج عن حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة أن الوليد بن عقبة صلى بالناس الصبح أربعا ثم التفت إليهم فقال أزيدكم فرفع ذلك إلى عثمان فأمر به أن يجلد فقال علي للحسن بن علي قم يا حسن فاجلده قال وفيم أنت وذاك فقال علي بل عجزت ووهنت قم يا عبد الله بن جعفر فاجلده فقام عبد الله بن جعفر فجلده وعلي يعد فلما بلغ أربعين قال له أمسك ثم قال ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر أربعين وضرب أبو بكر أربعين وعمر صدرا من خلافته ثم أتمها عمر ثمانين وكل سنة'''»<ref>مسند أحمد بن حنبل، | |||
ونقل [[الحديث]] أيضا: | ونقل [[الحديث]] أيضا: | ||
{{Div col|2}} | {{Div col|2}} | ||
*مسلم في صحيحه<ref>صحيح مسلم، | *مسلم في صحيحه.<ref>النيشابوري، صحيح مسلم، ص 676، حديث رقم 1707</ref> | ||
*البخاري في صحيحه<ref> صحيح البخاري، | *البخاري في صحيحه.<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 5، ص 17- 18.</ref> | ||
*أبو داود في سننه<ref>سنن أبي داود، | *أبو داود في سننه.<ref>أبو داود، سنن أبي داود، ج 4، ص 163-164، رقم الحديث 4480.</ref> | ||
*ابن ماجه في سُننه<ref>سنن ابن ماجه، | *ابن ماجه في سُننه.<ref>ابن ماجه، سنن ابن ماجه، ص 436، رقم الحديث 2571.</ref> | ||
*البيهقي في سُننه الكبرى<ref>السنن الكبرى، | *البيهقي في سُننه الكبرى.<ref>البيهقي، السنن الكبرى، ج 8، ص 552-553، رقم الحديث 17529 و17530و 17531.</ref> | ||
{{Div col end}} | {{Div col end}} | ||