مسجد الخيف

مسجد الخَيف من أهم المساجد في أرض منى في مكة، حيث صلى فيه رسول الله، وألقى إحدى خطبه أثناء حجة الوداع. وقد ورد ذكر هذا المسجد أيضًا في دعاء السمات، واليوم تم تجديد هذا المسجد على مساحة 25 ألف متر مربع، وهو مفتوح للمصلين فقط أثناء الحج.

مسجد الخيف

المعلومات العامة
المدينة	مكة
البلد	السعودية
المشخصات
المساحة	25 ألف متر مربع
عدد المآذن	4
الهندسة المعمارية
إعادة بناء	في فترات مختلفة

المصطلح

خَيْف (بفتح الخاء وسكون الياء): في اللغة يُطلق على سفح الجبل، أو الأرض التي بين جبلين، أو الارض التي تكون أعلى من الأراضي المجاورة لها. ولهذا السبب سمي المسجد الذي تم بناءه على سفح جبل الصفائح (الصابح) في منى بمسجد الخيف.

أهمية هذا المسجد

وفي حديث عن الإمام الباقر صلى في هذا المسجد سبعمائة نبي، وفي حديث آخر صلى فيه ألف نبي. وفي بعض الروايات التي وردت عن طريق أهل السنة أنَّه صلى فيه سبعون نبيًا. كما صلى نبي الإسلام في هذا المسجد، وألقى فيه إحدى خطبه أثناء حجة الوداع.

وجاء في دعاء السمات أن الله تعالى تجلى في هذا المكان للنبي إبراهيم،

وَبِمَجْدِكَ الَّذى تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوسى كَليمِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ في طُورِ سَيْناءَ، وَلإِبْراهيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ خَليلِكَ مِنْ قَبْلُ في مَسْجِدِ الْخَيْفِ

---

مفاتيح الجنان، دعاء السمات

والمرة الثانية التي أمر فيها جبريل النبي بإعلان ولاية وخلافة الإمام علي، وأخذ البيعة له في حجة الوداع، كانت في هذا المسجد أيضًا.

وكان مكان مصلى رسول الله في هذا المسجد أمام المنارة الحالية، التي كانت قديمًا تعلوها قبة كبيرة. وقد أوصى الإمام الصادق بالصلاة في هذا المسجد، وورد أن الصلاة والتسبيح والتهليل والتحميد مائة مرة في هذا المسجد له ثواب عظيم، وقد نُهي عن جمع الحصى من هذا المسجد لرامي الجمرات.

وبحسب مصادر أهل السنة، فإن النبي آدم مع سبعين نبيًا آخر، تم دفنهم في هذا المسجد.

تاريخ المسجد

في السنة الخامسة للهجرة، تحالف مشركو مكة، وبتحريض من اليهود، مع بعض القبائل العربية لمهاجمة المدينة المنورة وتدمير جذور الإسلام، وقد عرف هذا الهجوم باسم معركة الخندق. والمكان الذي اختاروه المشركون لتوقيع هذه التحالف، هو نفس المكان الذي تم فيه بناء مسجد الخيف فيما بعد، وكانت مساحته الأصلية حوالي 1500 متر مربع، وفي سنة 240هـ دمره السيل، ثم تم بناء مسجد مكانه، وبناء سد لحماية المسجد، وحتى هذا الوقت كان طول المسجد 120 مترًا، وعرضه 55 مترًا، مما جعل مساحته الإجمالية أكثر من 6380 مترًا مربعًا. وهذه المساحة جعلت مسجد الخيف من أكبر مساجد شبه الجزيرة، وكان حتى أكبر من المسجد الحرام في ذلك الوقت.

مسجد الخَيف في عام 1325هـ

أعيد بناء هذا المسجد عام 874هـ على يد السلطان قايتباي أحد سلاطين المماليك في مصر، بعد أن تعرض لأضرار كبيرة، وبنيت جدرانه من الحجر والجص. كما تم بناء قبة كبيرة وعالية فوق المحراب، كما تم بناء قبة في وسط المسجد. وكان بناء المسجد القديم والضخم قائما حتى العصر الحديث، وكان في وسطه قبر له منارة وكان يعرف بمقام إبراهيم. وفي إعمار عام 1392هـ تم بناء عدة أروقة له، وبلغت مساحته الإجمالية حوالي 23660 مترًا مربعًا.

وفي عام 1407هـ بدأ مشروع تطوير وتوسعة المسجد، حيث بلغت مساحته حوالي 25 ألف متر مربع. واليوم يحتوي على أربع منارات متباعدة جدًا عن بعضها البعض، في جانب الجبل، على طريق الجمرات الثلاث حيث أعطت للمسجد مظهرًا جميلًا. ولا يفتح باب هذا المسجد إلا في أيام البيتوتة في منى ويكاد يكون مغلقا خلال العام.

المصادر والمراجع

• ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي بن محمد، المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، الرياض، دار العاصمة للنشر والتوزيع - دار الغيث للنشر والتوزيع، ط1، 1419 هـ/ 1998 م.
• الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان، بيروت، دار صادر، ط2، 1995 م.
• الطبرسي، أحمد بن علي بن أبي طالب، الإحتجاج على أهل اللجاج، مشهد، نشر المرتضى، ط1، 1403 هـ.
• الفاكهي، ابي عبد الله محمد بن إسحاق، أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، تحقيق: عبد الملك عبد الله دهيش، بيروت، دار خضر، 1419 هـ.
• الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تصحيح: علي أكبر الغفاري ومحمد الآخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط 4، 1407هـ.
• جعفريان، رسول، آثار إسلامي مكة ومدينة، طهران، مشعر، 1382 ش.
• قائدان، أصغر، تاریخ وآثار إسلامي مکه مکرمه ومدینه منوره، طهران، مشعر، 1384 ش.