أبو سفيان

من ويكي شيعة
أبو سفيان
معلومات شخصية
الاسم الكاملصَخر بن حَرب بن اُمَی‍ـَّة
الكنيةأبو سفيان - أبو حنظلة
تاريخ الولادة10 سنوات قبل عام الفيل (560 م)
الموطنمكة - المدينة
النسب/القبيلةبنو أمية
الأقرباءابنه معاوية
الوفاة/الاستشهادسنة 30 هـ - المدينة المنورة
المدفنالمدينة
معلومات دينية
زمن الإسلامبعد فتح مكة
كيفية الإسلامالاستسلام بعد فتح مكة من المسلمين
المشاركة في الحروبمشاركته في كل من معركة بدر وأحد والخندق ضد المسلمين
سبب الشهرةمن أعداء رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم - من الطلقاء - والد معاوية بن أبي سفيان
الأعمال البارزةمن المؤيدين والمدافعين عن عثمان بن عفان وحكمه وأعماله


أبو سُفيان، صَخر بن حَرب بن أمي‍ة بن عبد الشمس بن عبد مَناف، من رجال قريش المعروفين إبّان بعثة النبي الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم وكان من أشد المناوئين له، وقد لعب دورا بارزاً في تأليب المشركين على النبي (ص) والمؤمنين معه في كل من بدر وأحد والخندق، ثم أسلم بعد فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، وكان على وئام مع الخليفتين الأول والثاني ومن المدافعين عن خلافة عثمان بن عفان.

الولادة والنسب

يكنى أبو سفيان أحياناً بأبي حنظلة،[١] ولم تذكر المصادر التي أرّخت له على تاريخ ولادته إلاّ ما قيل من أنّه ولد قبل عام الفيل بعشر سنين.[٢]

أمه هي صفية بنت حَز‍‌ن بن بُجَير بن هُزَم ، وأبوه هو حرب بن أمية كان قائد بني أمية ومن مالأهم في يوم الفجار.[٣]


شخصيته السياسية والاجتماعية

رغم اشتهار أبي سفيان بعد الإسلام ، إلاّ أنّ المصادر التاريخية لم تذكر عن شخصيته قبل البعثة المكرمة وكل ما ذكر نتفاً هنا وهناك وعموميات كالقول بأنه كان من رجال قريش وله سابقة تجارية،[٤] وعدّه ابن حبيب ضمن الحكّام من قريش،[٥] وقال إبن عبد البر: كان عتبة بن ربيعة وشيبة إبن ربيعة، وأبو جهل، وأبو سفيان لا يسقط لهم رأي في الجاهلية، فلما جاء الإسلام لم يكن لهم رأي، وظهر عليهم السقوط والضعف والهلاك في الرأي.[٦]

وكان من الجماعة الذين لهم عداوة مع رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم كأبي جهل ، و أبي لهب، وعقبة،[٧] ومع أنه أسلم يوم الفتح عام ثمانية للهجرة إلاّ أنّ المؤرخين نسبوا له في حوادث الردّة ما يكشف عن بقائه على ما كان عليه قبل الإسلام،[٨] وأدرجه إبن حبيب في زنادقة قريش،[٩] وورد أنّ أبا سفيان كان قد روى عن النبيصلی الله عليه وآله وسلم بعض الأحاديث.[١٠]

مواجهته للنبي الأكرم

في معركة بدر

بلغ النبي (ص) خبر رجوع قافلة قريش التي كان فيها أبو سفيان عائدة من الشام في السنة الثانية للهجرة فخرج إليها مع أصحابه ، فلما بلغ أبا سفيان مسيره أحجم عن الإقتراب من بدر ، وأرسل من يأتي قريشاً بمكة فيستنفرهم ويخبرهم أنّ محمداًصلی الله عليه وآله وسلم قد اعترض عِيرهم مع أصحابه، ثم قام أبو سفيان بتغيير مسير القافلة. ولما علم أبو جهل بذلك استشاظ غضبا وقرر مواجهةالنبي (ص) عسكريا رغم أن قافلتهم التجارية قد أفلتت،[١١] وهكذا وقعت معركة بدر التي انتهت بهزيمة قريش وقتل الكثير من رجالها منهم حنظلة بن أبي سفيان وأسر مجموعة من المشركين منهم عمرو بن أبي سفيان، ثم أطلق سراحه مع سائر الأسرى.[١٢]

إحراق نخل المدينة

كانت هزيمة قريش في معركة بدر كالصاعقة التي نزلت على رؤوس المشركين وأضرمت نار الحقد في قلوبهم، ومن هنا قرروا إعادة المواجهة مع النبي الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم فخرج أبو سفيان في مائتي راكب من قريش ، سلك بهم النّجدية، حتى نزل بصدر قناة إلى جبل يقال له: ثيب، ثم خرج من اللّيل، حتى أتى بني النّضير تحت اللّيل، فأتى حييّ ابن أخطب، فضرب عليه بابه، فأبى أن يفتح له بابه وخافه، فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم، وكان سيّد بني النّضير في زمانه ذلك، فاستأذن عليه، فأذن له، ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه، فبعث رجالا من قريش إلى المدينة، فأتوا ناحية منها، يقال لها: «العريض»، فحرقوا في أصوار من نخل بها، ثم انصرفوا راجعين، فخرج رسول الله(ص) في طلبهم إلاّ أنّه لم يدركهم‏ فانصرف راجعاً، وقد فاته أبو سفيان وأصحابه‏.[١٣]

معركة أحد

في السنة الثالثة للهجرة خرج أبو سفيان على رأس جيش كبير متجها صوب المدينة المنورة،[١٤] فالتقى الجيشان في منطقة جبل أحد على مقربة من المدينة، ودارت بين الطرفين معركة حامية انهزم فيها المسلمون في نهاية الأمر وسقط عدد من الشهداء من بينهم حمزة عم النبي الأكرم (ص)، وحينها صعد أبو سفيان الجبل وأظهر الفرح والسرور وأخذ ينادي بأعلى صوته: «اُعلُ هُبَل، اُعلُ هُبَل»!! ومتوعدا المسلمين بقوله: يا محمّد موعدنا بيننا وبينك موسم بدر الصغرى العام القابل،[١٥] فلمّا كان العام المقبل خرج رسول الله (ص) ، وخرج أبو سفيان في أهل مكّة ثمَّ القى الله عليه الرعب فبدا له في الرجوع فرجع.[١٦]

معركة الخندق

في السنة الخامسة من الهجرة تحالفت قريش مع يهود المدينة لغزو المدينة في المعركة التي عرفت بمعركة الخندق،[١٧] والتي إنتهت بتدبير من النبي الأكرم (ص) بهزيمة الاحزاب من مشركي قريش ومن حالفهم ورجوعهم خائبين الى مكّة.[١٨]

صلح الحديبية

ورغم أن أبا سفيان لم يكن له دور في صلح الحديبية إلاّ أنّه لما نقضت قريش الصلح بقضية خزاعة المعروفة أحسّت قريش بخطورة ما قامت به، فقال أبو سفيان: والله ليغزونا محمد إن صدقني ظنّي، وهو صادق، ولابدّ من أن آتي محمداً فأكلمه أن يزيد في الهدنة و يجدّد العهد.[١٩] إلا أنّه فشل فشلا ذريعاً في مسعاه ولم يتمكن من تمديد فترة الصلح بين الجانبين.

إسلام أبي سفيان

في السنة الثامنة وعند فتح مكة رأى أبو سفيان أنّ مكره وكل ما قام به من كيد للرسالة لم يصل به إلى النتيجة التي يريدها ، وأنّه منهزم أمام النبي الأكرم (ص) ، من هنا قرر الاستسلام فجاء الى النبي (ص) بوساطة من العباس بن عبد المطلب ليعلن عن إسلامه.[٢٠]

حينها قال النبيصلی الله عليه وآله وسلم: من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن،[٢١] فأظهر هو وأسرته الإسلام وزعم البعض أن النبي (ص) كان قد استعمله على نجران‏.[٢٢] لكن الواقدي يرفض هذه الدعوى ويقول: أصحابنا ينكرون ولاية أبي سفيان على نجران في حين وفاة النبي (ص) ، ويقولون : كان أبو سفيان بمكة وقت وفاة النبي (ص) ، وكان عامله على نجران يومئذ عمرو بن حزم.‏[٢٣]

واشترك في معركة حنين ولما انهزم المسلمون في أول الأمر قال شامتا ومتشفيا : لاتنتهي هزيمتهم دون البحر!.[٢٤] وبعد أن دارت الدائرة على المشركين وانهزموا جاء أبو سفيان، وقال للنبيصلی الله عليه وآله وسلم: اعطني من هذا المال يا رسول الله (ص)،[٢٥] واستعمله رسول الله (ص) على الصدقات‏ في الطائف.[٢٦]

أبو سفيان والخلفاء الثلاثة

ذكر أن مصادر غير مؤكدة تحدثت عن أنّ الرسول صلی الله عليه وآله وسلماستعمل أبا سفيان على نجران فكان فيها عند وفاة النبي (ص)، [٢٧] ثم عاد الى مكة ومنها انتقل الى المدينة وتوطّنها.

أبو سفيان وخلافة أبي بكر

لما سمع أبو سفيان بتصدّي أبي بكر للخلافة أقبل وهو يقول: والله إني لأرى عجاجه لا يطفئها إلاّ دم! يا آل عبد مناف فيم أبو بكر من أموركم!. ما بال هذا الأمر في أقلّ حيّ من قريش؟[٢٨] إلاّ أنّ تحمسه هذا لم يدم طويلا حيث إنقلب مواليا للخليفة - لأسباب ذكرها المؤرخون- واشترك في معركة اليرموك عام 15 هجرية والتي كانت بقيادة ولده يزيد بن أبي سفيان.[٢٩]

أبو سفيان وخلافة عمر بن الخطاب

سجّلت بعض المصادر التاريخيّة أنّ أبا سفيان كان يحذر ولده معاوية من مخالفة الخليفة الثاني، ويأمره باطاعته واتباع أوامره.[٣٠]

أبو سفيان وخلافة عثمان بن عفان

سجلت المصادر التاريخية أنّه لما تسنّم عثمان منصب الخلافة بعد عمر بن الخطاب ، دخل أبو سفيان على عثمان وهو مكفوف، ثم خرج من عنده و هو يقول: تلقّفوها يا بني أميّة تلقّف الكرة فما من جنّة ولا نار.[٣١]

وفاته

لم تسجل المصادر التاريخية، تاريخ وفاته بالتحديد، فقد ذهب البعض[٣٢] إلى القول بأنها كانت قبل مقتل عثمان بخمس سنين يعني سنة 30 هجرية، وهناك من ذهب إلى القول بأن وفاته كانت سنة 31 ومنهم من قال 33 هـ.[٣٣]

أبناءه

لأبي سفيان مجموعة من الأولأد أشهرهم معاوية الذي لعب دوراً كبيراً في تاسيس الدولة الأموية وترسيخ دعائمها وتحويل الخلافة الى ملك عضوض، والثاني من أبنائه يزيد بن أبي سفيان الذي عينه أبو بكر قائدا للجيش ثم نصبه عمر والياً، ومن أبنائه عتبه الذي شهد الجمل مع عائشة ثم هرب فنصبه أخوه معاوية أميراً على مصر،[٣٤] وأما بناته فمنهن أم حبيبة التي كانت من المهاجرات إلى الحبشة وبعد عودتها الى المدينة تزوجها النبي(ص).[٣٥]

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. الواقدي، المغازي، ج 2، ص 817.؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 12.
  2. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 4، ص 13.
  3. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، ج 6، ص 341.؛ ابن قدامة المقدسي، التبيين في أنساب القرشيين، ص 202.
  4. البلاذري، فتوح البلدان، ص 129.
  5. ابن حبيب، المنمق في أخبار قريش، ص 368.
  6. عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 715.
  7. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 124.
  8. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 4، ص 13.
  9. ابن حبيب، المنمق في أخبار قريش، ص 388.
  10. البخاري، صحيح البخاري، ج 1، ص 91.؛ المزي، تحف‍ـة الأشراف، ج 4، صص 158 - 159.
  11. ابن الزبير، مغازي رسول الله(ص)، ص 131 - 137.
  12. ابن هشام، السيرة النبوي‍ـة، ج 2، صص 305 - 306.؛ ابن قتيبة، المعارف، صص 344 - 345.
  13. ابن اسحاق، السير والمغازي، صص 310 - 312.؛ الواقدي، المغازي، ج 1، ص 181.؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 310.
  14. البلاذري، أنساب الأشراف ، ج 1، ص 312.
  15. ابن اسحاق، السير والمغازي، صص 333 - 334.؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 3، صص 99 - 100.؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 327.
  16. ابن هشام، السيرة النبوية، ج 3، صص 220 - 221.
  17. ابن هشام ، السيرة النبوية، ج 3، صص 225 - 226.
  18. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، صص 343 - 345.
  19. ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، صص 37 - 39..
  20. الواقدي، المغازي، ج 2، صص 817 - 818.
  21. الواقدي، المغازي، ج 2، صص 817 - 818.؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 46.
  22. ابن الكلبي، جمهرة أنساب العرب، ص49.
  23. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج ‏2، ص 714.
  24. ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 443.
  25. الواقدي، المغازي، ج 2، صص 944 - 945.؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 1، ص 1679.
  26. ابن قتيبة، المعارف، ص 344.؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 530.
  27. ابن الكلبي، جمهرة أنساب العرب، ص 49.؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 4، ص 12.
  28. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، صص 529 - 588.؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 1، ص 1827.
  29. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 4، ص 11.؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 13.
  30. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 4، ص 9.
  31. البلاذري، أنساب الأشراف ، ج 4، ص 12.؛ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، ج 6، ص 356.
  32. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 4، ص 13.
  33. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 4، ص 13.؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 1، ص 2871.
  34. ابن قتيبة، المعارف، صص 344 - 345.
  35. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 96.

المصادر والمراجع

  • ابن إسحاق، محمد بن إسحاق، السير والمغازي، تحقيق سهيل زكار، دمشق، 1398 هـ/ 1978 م.
  • ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغاب‍ـة، القاهرة، 1280 هـ.
  • ابن الزبير، عروة بن الزبير، مغازي رسول الله (ص)، تحقيق محمد مصطفى أعظمي، الرياض، 1401 هـ/ 1981 م.
  • ابن حبيب، محمد بن حبيب، المنمق في أخبار قريش، تحقيق خورشيد احمد فارق، بيروت، 1405 هـ/ 1985 م.
  • ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار صادر.
  • ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب، تحقيق علي محمد البجاوي، القاهرة، 1380 هـ/ 1960 م.
  • ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم، المعارف، ‌تحقيق ثروت عكاشه، القاهرة، 1960 م.
  • ابن قدامه المقدسي، عبد الله بن أحمد، التبيين في أنساب القرشيين، تحقيق محمد نايف الدليمي، بيروت، 1408 هـ/ 1988 م.
  • ابن هشام، عبد الملك بن هشام، السيرة النبوي‍ـة، تحقيق ابراهيم ابياري وأخرين،‌ القاهرة، 1375 هـ/ 1955 م.
  • أبو الفرج الإصفهاني، علي بن الحسين، الأغاني، القاهرة، دارالكتب المصري‍ـة.
  • البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، بولاق، 1315 هـ.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج 1، تحقيق محمد حميد الله، القاهرة، 1959 م.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، فتوح البلدان، تحقيق دخويه، ليدن، 1866 م.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب ارنؤوط، بيروت، 1405 هـ/ 1985 م.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، تحقيق دخويه ومحققين آخرين، ليدن، 1964 م.
  • الكلبي، هشام بن محمد، جمهرة النسب، تحقيق ناجي حسن، بيروت، 1407 هـ/ 1986 م.
  • المزّي، يوسف بن عبد الرحمن، تحف‍ـة الأشراف، بمبئي، 1396 هـ/ 1976 م.
  • الواقدي، محمد بن عمر، المغازي، تحقيق مارسدن جونز، لندن، 1966 م.