عمرو بن الحمق الخزاعي

من ويكي شيعة
عمرو بن الحمق الخزاعي
معلومات شخصية
تاريخ الولادةحوالی 30 قبل الهجرة النبوية
الموطنالكوفة - الشام
النسب/القبيلةالخزاعة
الأقرباءآمنة بنت شريد
الوفاة/الاستشهادسنة 50 هـ - قتل على يد عمّال معاوية
المدفنالموصل
معلومات دينية
زمن الإسلامبعد صلح الحديبية
المشاركة في الحروبصفين - الجمل - نهروان
سبب الشهرةمن خواص أصحاب الإمام علي (ع)


عَمرو بن الحَمِق الخُزاعي (وفاة 50 هـ)، من صحابة النبي (ص) ومن أصحاب الإمام علي والإمام الحسنعليهما السلام، وكان في معسكر أمير المؤمنين (ع) في معركة الجمل وصفين ونهروان. كان عمرو من رواة الحديث من رسول الله (ص)، ومما رواه حديث الغدير.

قتل عمرو بن الحمق على يد عمّال معاوية سنة 50 هـ، وكان أول من طيف برأسه في الإسلام.

مكانته

عمرو بن الحمق من المقربين للإمام علي[١] والإمام الحسن[٢]عليهما السلام، وله دور في خلع عثمان من الخلافة،[٣] وقُتل عمرو على يد عمّال معاوية سنة 50 هـ.[٤] فاحتجّ عليه الإمام الحسين عليه السلام في رسالة كتبها لمعاوية.[٥]

السيرة الذاتية

عمرو بن الحمق ابن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي، فهو من قبيلة الخزاعة.[٦] لم يرد في المصادر شيء عن حياته قبل الإسلام، فعاش ثمانين عاما،[٧] وقتل سنة 50 هـ،[٨] فتكون ولادته حوالي ثلاثين قبل الهجرة.

ذكر ابن الأثير قولين في إسلام عمرو، فقال أسلم بعد صلح الحديبية أو بعد حجة الوداع، لكنّه اعتبر الأول أصحّ القولين.[٩] فكان من أصحاب النبي (ص) وروى عنه أحاديث، وممن روي عنه جبير بن نُفَير ورفاعة بن شداد.[١٠] كما أنه من رواة حديث الغدير.[١١]

وذكر أنّ عمرو بن الحمق سقى يوماً رسول الله (ص)، فدعا له قائلا: «اَللّهُمَّ مَتِّعهُ بِشَبابِه»، فعاش ثمانين عاما ولم تبيض شعرة في وجهه.[١٢]

وبعد وفاة رسول الله (ص) أقام عمرو بن الحمق في الشام[١٣] وعلى قول آخر في مصر،[١٤] ثم ذهب إلى الكوفة وأقام بها.[١٥]

وكان عمرو من المخالفين لعثمان الخليفة الثالث، فذكر الطبري أن عمرو بن الحمق وبعض أشراف الكوفة اجتمعوا وشرعوا بذكر مثالب عثمان، فكتب سعيد بن العاص والي الكوفة إلى عثمان يخبره بالأمر، فأمر عثمان بنفيهم إلى الشام.[١٦] وذكر ابن عبد البرّ أن عمرو كان ممن توجهوا إلى المدينة للاعتراض على عثمان، وكان من الأربعة الذين هجموا على دار عثمان،[١٧] كما اعتبر البعض أنه قاتل عثمان، وطعنه تسع طعنات.[١٨]

صحبته للإمام علي (ع)

قال عمرو بن الحمق لعلي(ع) في صفين:


إِنِّي وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَجَبْتُكَ وَلَا بَايَعْتُكَ عَلَى قَرَابَةٍ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ، وَلَا إِرَادَةِ مَالٍ تُؤْتِينِيهِ، وَلَا الْتِمَاسِ سُلْطَانٍ يُرْفَعُ ذِكْرِي بِهِ، وَلَكِنْ أَحْبَبْتُكَ لِخِصَالٍ خَمْسٍ:
إِنَّكَ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ،
وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ،
وَزَوْجُ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْأُمَّةِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ،
وَأَبُو الذُّرِّيَّةِ الَّتِي بَقِيَتْ فِينَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ،
وَأَعْظَمُ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ سَهْماً فِي الْجِهَادِ،
فَلَوْ أَنِّي كُلِّفْتُ نَقْلَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي وَنَزْحَ الْبُحُورِ الطَّوَامِي حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيَّ يَوْمِي فِي أَمْرٍ أُقَوِّي بِهِ وَلِيَّكَ وَأُوهِنُ بِهِ عَدُوَّكَ مَا رَأَيْتُ أَنِّي قَدْ أَدَّيْتُ فِيهِ كُلَّ الَّذِي يَحِقُّ عَلَيَّ مِنْ حَقِّك‏.



نصر بن مزاحم، وقعة صفين، ص 103.

بناء على رواية عن الإمام الكاظم (ع) كان عمرو من حواريّي الإمام علي (ع)،[١٩] وقيل أنّه كان من الإمام علي بمنزلة سلمان من رسول الله،[٢٠] واعتبره البرقي في رجاله من شرطة الخميس.[٢١] وقد شارك في جميع معارك الإمام علي (ع) فترة خلافته: الجمل وصفين ونهروان.[٢٢] وروي أنّ الإمام قال له في صفين: «ليت أنّ في جندي مائة مثلك‏»، ودعا له: «اللهم نوّر قلبه، واهده إلى الصراط المستقيم».[٢٣]

مقتله

عندما وصل معاوية بن أبي سفيان إلى الحكم (وذلك بعد صلحه مع الإمام الحسن عليه السلام) نصب زياد بن أبيه لإمارة الكوفة، فأخذ زياد يطارد رجال الشيعة ويقتلهم، فهرب عمرو بن الحمق من الكوفة، لكنّه قتل أخيرا سنة 50 هـ على يد عمال معاوية.[٢٤]

وعن كيفية مقتله هناك خلاف في المصادر، فقال البعض قتله معاويه بعد أن أعطاه الأمان، ويؤيد هذا القول ما ورد في رسالة احتجاجية كتبها الإمام الحسين (ع) لمعاوية، حيث قال فيها:

«أو لست بقاتل عمرو بن الحمق، الذي أخلقت، وأبلت وجهه العبادة، فقتلته من بعدما أعطيته من العهود ما لو فهمته العصم[ملاحظة ١]نزلت من شعف الجبال.[٢٥]

وبناء على رواية الطبري هرب عمرو مع رفاعة بن شداد إلي الموصل، واختفيا في جبل، لكن قُبض على عمرو -وهو شيخ مريض- وبُعث به إلى حاكم الموصل عبد الرحمن بن عبد الله الثقفي، فكتب عبد الرحمن إلى معاوية يخبره بالأمر، فاتهم معاوية عمروً بقتل عثمان بتسع طعنات، وأمر بأن يطعن عمرو بتسع طعنات كما طعن عثمان، فمات عمرو في الطعنة الأولى أو الثانية[٢٦]

وورد في رواية أخرى أنّ عمرو دخل غارا، فنهشته حيّة؛ فمات، فوجده عامل الموصل، فقطع رأسه، وبعث به إلى زياد، وبعث به زياد إلى معاوية.[٢٧]

الطوف برأسه في البلاد

وذكرت المصادر أن رأس عمرو بن الحمق أول رأس حمل في الإسلام من بلد إلى بلد،[٢٨] كما أنّه أول رأس أهدى في الإسلام، بعث به زياد إلى معاوية[٢٩]

وبعدما وصل الرأس إلى معاوية بعث به إلى زوجة عمرو، وقد أمر بحبسها من قبل في سجن دمشق.[٣٠]

مدفنه

ذكر ابن الأثير (المتوفى سنة 630 هـ) أن قبر عمرو بن الحمق مشهور في الموصل، وله مزار كبير، بناه سعيد بن الحمدان وهو ابن عمّ سيف الدولة الحمداني سنة 336 هـ.[٣١]

الهوامش

  1. الطوسي، إختيار معرفة الرجال، ص 210.
  2. الطوسي، رجال الطوسي، ص 69.
  3. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 258؛ ابن كثير،‌ البداية والنهاية، ج 7، ص 188.
  4. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 258.
  5. الدينوري، الإمامة والسياسة، ص 156.
  6. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 367.
  7. المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 11، ص 348 - 349.
  8. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 367.
  9. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 367.
  10. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 257.
  11. الأميني، الغدير، ج 1، ص 137.
  12. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 367.
  13. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 257؛ ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 2، ص 526.
  14. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 367.
  15. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 367.
  16. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج ‏ 4، ص 326.
  17. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 258.
  18. ابن كثير،‌ البداية والنهاية، ج 7، ص 188.
  19. الطوسي، إختيار معرفة الرجال، ص 210.
  20. مجلسي، بحار الأنوار، ج 34، ص 274.
  21. البرقي، رجال البرقي، ص 4.
  22. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 258.
  23. نصر بن مزاحم، وقعة صفين، ص 103-104.
  24. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 258.
  25. الدينوري، الإمامة والسياسة، ص 156.
  26. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج‏ 5، ص 265.
  27. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 258.
  28. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج‏ 11، ص 546؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج ‏6، ص 102؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 258
  29. الإصابة، ابن حجر العسقلاني ،ج‏4،ص:515
  30. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 368
  31. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 368.

ملاحظات

  1. العصم جمع أعصم وهي الوعول

المصادر والمراجع

  • ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت، دار المعرفة، 2001 م.
  • ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، بيروت، دار الكتاب العربي، د.ت.
  • ابن‌ عبد البر، يوسف‌ بن‌ عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، بيروت، دار الكتب العلمية، 1995 م.
  • ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم، الإمامة والسياسة، تحقيق: طه محمد الزيني، د. م، موسسة الحلبي وشركاه، د. ت.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، بيروت،‌ دار الفكر، 1407 هـ.
  • الأميني، عبد الحسين، الغدير، قم، مركز الغدير للدراسات‏ الإسلامية، .1416 هـ.
  • البرقي، أحمد بن محمد بن خالد، رجال البرقي-الطبقات، طهران، منشورات جامعة طهران، د. ت.
  • الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال، قم، منشورات الشريف الرضي، 1412 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي، قم، منشورات الشريف الرضي، الأوفست من طبعة مكتبة الحيدرية، النجف، 1961م.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي)، مشهد، مؤسسه نشر دانشگاه مشهد، 1409هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار،‌ بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403 هـ.
  • مفيد، محمد بن محمد، الإختصاص، تصحيح غفاري، علي‌اكبر ومحرمي زرندي، محمود، الموتمر العالمي لالفية الشيخ المفيد، قم، 1413 هـ.
  • المفيد، محمد بن محمد، الفصول المختارة، تحقيق: علي مير شريفي، قم، مؤتمر الشيخ المفيد، 1413 هـ.
  • المقريزي، تقي الدين، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع‏، بيروت، دار الكتب العلمية، 1420 هـ.
  • المنقري، نصر بن مزاحم، وقعة صفين، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، 1404 هـ.
  • ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 2، 1418 هـ.
  • الطبري، محمد بن الجرير، تاريخ الأمم والملوك، بيروت، دار التراث، ط 2، ۱۳۸۷ هـ.
  • ابن حجر العسقلاني، احمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، بيروت، دار الكتب العلمية، 1415 هـ.