انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحر بن يزيد الرياحي»

ط
imported>Foad
imported>Foad
سطر ٥٣: سطر ٥٣:


===المواجهة مع الحسين (ع)===
===المواجهة مع الحسين (ع)===
التقى الحر مع [[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]] (ع) عند جبل [[ذي حسم]].<ref>البلاذري، ج 2، ص 472؛ الطبري، ج 5، ص400؛ قس المفيد، ج 2، ص 69، 78؛ أخطب خوارزم، ج 1، ص 327، 330.</ref> ولم يؤمر الحر حينها بقتال الحسين (ع) وإنما أمر بأن لايفارقه أو يقدم به وبأصحابه على ابن زياد، وقد أشار [[الشيخ المفيد]] وغيره إلى هذا المعنى حيث قال: وجاء القوم زهاء ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي حتى وقف هو وخيله مقابل الحسين (ع).... فلم يزل الحر موافقا للحسين (ع) حتى حضرت صلاة الظهر.<ref>راجع: البلاذري، ج 2، ص 473؛ الدينوري، ص 249ـ250؛ المفيد، ج 2، ص80؛ أخطب خوارزم، ج 1، ص 332.</ref>
التقى الحر مع [[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]] (ع) عند جبل [[ذي حسم]].<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 472؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 400؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 69، 78؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 1، ص 327 ــ  330.</ref> ولم يؤمر الحر حينها بقتال الحسين (ع) وإنما أمر بأن لايفارقه أو يقدم به وبأصحابه على ابن زياد، وقد أشار [[الشيخ المفيد]] وغيره إلى هذا المعنى حيث قال: وجاء القوم زهاء ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي حتى وقف هو وخيله مقابل الحسين (ع).... فلم يزل الحر موافقا للحسين (ع) حتى حضرت صلاة الظهر.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 473؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 249 ــ 250؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 80؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 1، ص 332.</ref>


وروى [[أبو مخنف]] عن الأسديين، قالا كنا نساير الحسين (ع)، فنزل [[شراف]] وأمر فتيانه باستقاء الماء والإكثار منه، ثم ساروا صباحا، حتى شاهدوا هوادي جيش الحر، فقال الحسين (ع): أما لنا ملجأ نجعله في ظهورنا، ونستقبل القوم من وجه واحد؟ قلنا: بلى هذا ذو حسم عن يسارك تميل إليه فان سبقت القوم، فهو كما تريد. فأخذ ذات اليسار، فسبقناهم إلى ذي حسم، فضربت أبنية الحسين(ع)، وجاء القوم فاذا الحر في ألف فارس، فوقف مقابل الحسين في حر الظهيرة والحسين(ع) وأصحابه معتمون متقلدو أسيافهم، فقال الحسين (ع) لفتيانه: اسقوا القوم، ورشفوا الخيل، فسقوهم ورشفوا خيولهم...
وروى [[أبو مخنف]] عن الأسديين، قالا كنا نساير الحسين (ع)، فنزل [[شراف]] وأمر فتيانه باستقاء الماء والإكثار منه، ثم ساروا صباحا، حتى شاهدوا هوادي جيش الحر، فقال الحسين (ع): أما لنا ملجأ نجعله في ظهورنا، ونستقبل القوم من وجه واحد؟ قلنا: بلى هذا ذو حسم عن يسارك تميل إليه فان سبقت القوم، فهو كما تريد. فأخذ ذات اليسار، فسبقناهم إلى ذي حسم، فضربت أبنية الحسين(ع)، وجاء القوم فاذا الحر في ألف فارس، فوقف مقابل الحسين في حر الظهيرة والحسين(ع) وأصحابه معتمون متقلدو أسيافهم، فقال الحسين (ع) لفتيانه: اسقوا القوم، ورشفوا الخيل، فسقوهم ورشفوا خيولهم...
سطر ٦٨: سطر ٦٨:
:قال الحر إذن لا أدعك؟ ثم قال الحر: إني لم اؤمر بقتالك، وإنما أمرت أن لا أفارقك حتى أقدمك الكوفة، فإن أبيت، فخذ طريقا لا تدخلك الكوفة، ولا يردك إلى المدينة تكون بيني وبينك نصفاً حتى أكتب إلى ابن زياد.
:قال الحر إذن لا أدعك؟ ثم قال الحر: إني لم اؤمر بقتالك، وإنما أمرت أن لا أفارقك حتى أقدمك الكوفة، فإن أبيت، فخذ طريقا لا تدخلك الكوفة، ولا يردك إلى المدينة تكون بيني وبينك نصفاً حتى أكتب إلى ابن زياد.


وتكتب إلى يزيد إن شئت، أو إلى ابن زياد إن شئت فلعل الله أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن أبتلي بشيء من أمرك، فتياسر الحسين عن طريق [[عذيب الهجانات|العذيب]] و[[القادسية]] والحر يسايره.<ref>البلاذري، ج 2، ص 472ـ473؛ الدينوري، ص 249ـ250؛ الطبري، ج 5، ص 402ـ403؛ المفيد، ج 2، ص 78ـ80.</ref>
وتكتب إلى يزيد إن شئت، أو إلى ابن زياد إن شئت فلعل الله أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن أبتلي بشيء من أمرك، فتياسر الحسين عن طريق [[عذيب الهجانات|العذيب]] و[[القادسية]] والحر يسايره.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 472 ــ 473؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 249 ــ 250؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 402 ــ 403؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 78ــ 80.</ref>


والحر وإن لم يكن مأموراً بقتال الحسين (ع) إلاّ أنه كان يخشى المواجهة معه (ع)، وكان يقلقه هذا الأمر حتى أنه حذر الإمام (ع) من القتل، قائلا: أذكرك الله - يا أبا عبد الله - في نفسك فإني أشهد لئن قاتلتك لتقتلن، ولئن قوتلت لتهلكن فيما أرى! فقال له الحسين (ع): أفبالموت تخوفني، ثم تمثل بشعر الأوسي لابن عمّه حين لقيه، وهو يريد نصرة [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]] (ص) قال له: أين تذهب فانك مقتول؛ فقال:
والحر وإن لم يكن مأموراً بقتال الحسين (ع) إلاّ أنه كان يخشى المواجهة معه (ع)، وكان يقلقه هذا الأمر حتى أنه حذر الإمام (ع) من القتل، قائلا: أذكرك الله - يا أبا عبد الله - في نفسك فإني أشهد لئن قاتلتك لتقتلن، ولئن قوتلت لتهلكن فيما أرى! فقال له الحسين (ع): أفبالموت تخوفني، ثم تمثل بشعر الأوسي لابن عمّه حين لقيه، وهو يريد نصرة [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]] (ص) قال له: أين تذهب فانك مقتول؛ فقال:
سطر ٨٠: سطر ٨٠:
وأقبل إليهم الحرُّ بن يزيد فقال: إنّ هؤلاء النفر الذين من أهل الكوفة ليسوا ممّن أقبل معك، وأنا حابسهم أو رادّهم!
وأقبل إليهم الحرُّ بن يزيد فقال: إنّ هؤلاء النفر الذين من أهل الكوفة ليسوا ممّن أقبل معك، وأنا حابسهم أو رادّهم!


فقال له الحسين (ع): لأمنعنّهم ممّا أمنعُ منه نفسي! إنّما هؤلاء أنصاري وأعواني، وقد كنت أعطيتني ألاّ تعرض لي بشيء حتّى يأتيك كتاب من ابن زياد... فكفّ عنهم الحُرّ. فاخبروا الحسين (ع) بمقتل [[قيس بن مسهر الصيداوي|قيس بن مُسهّر الصيداوي]].<ref>راجع: البلاذري، ج 2، ص 473ـ474؛ الطبري، ج 5، ص 403ـ406؛ أخطب خوارزم، ج 1، ص 331ـ333.</ref>
فقال له الحسين (ع): لأمنعنّهم ممّا أمنعُ منه نفسي! إنّما هؤلاء أنصاري وأعواني، وقد كنت أعطيتني ألاّ تعرض لي بشيء حتّى يأتيك كتاب من ابن زياد... فكفّ عنهم الحُرّ. فاخبروا الحسين (ع) بمقتل [[قيس بن مسهر الصيداوي|قيس بن مُسهّر الصيداوي]].<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 473 ــ 474؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 403 ــ 406؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 1، ص 331 ــ 333.</ref>


وقد انتهى الاتفاق بين الحر والإمام في اليوم الثالث من [[المحرم]]<ref>قس الدينوري، ص :253 أول محرّم.</ref> حينما وصل كتاب ابن زياد إلى الحر - وهو في [[نينوى]]- يأمره بالتّضييق على الحسين(ع)، وأنْ يُنزله بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء.<ref>الدينوري، ص 251؛ الطبري، ج 5، ص408ـ 409؛ المفيد، ج 2، ص 81ـ84؛ قس أخطب خوارزم، ج 1، ص 334.</ref> وكان في كتاب ابن زياد للحر: أما بعد فجعجع بالحسين (ع) حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي ولا تنزله إلا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء فقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري والسلام. فلما قرأ الكتاب قال لهم الحر: هذا كتاب الأمير عبيد الله يأمرني أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتي كتابه وهذا رسوله وقد أمره ألا يفارقني حتى أنفذ أمره. فقال له الحسين (ع): دعنا ننزل في هذه القرية أو هذه يعني [[نينوى]] و[[الغاضرية]] أو هذه يعني شفنة. قال الحر – تحت ضغط الرقيب-: لا والله ما أستطيع ذلك هذا رجل قد بعث إلي عينا عليّ. فنزل الإمام (ع) [[كربلاء]] وفي بعض الروايات في قرية تسمى [[عقر]] إلى جانب [[الفرات]].<ref>الدينوري، ص 251ـ252؛ الطبري، المصدر المذكور؛ المفيد، ج 2، ص 84؛ أخطب خوارزم، المصدر المذكور.</ref>
وقد انتهى الاتفاق بين الحر والإمام في اليوم الثالث من [[المحرم]]<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص 253 أول محرّم.</ref> حينما وصل كتاب ابن زياد إلى الحر - وهو في [[نينوى]]- يأمره بالتّضييق على الحسين(ع)، وأنْ يُنزله بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء.<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص 251؛ الطبري، تاريخ الطبري،  ج 5، ص 408 ــ 409؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 81 ــ 84؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 1، ص 334.</ref> وكان في كتاب ابن زياد للحر: أما بعد فجعجع بالحسين (ع) حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي ولا تنزله إلا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء فقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري والسلام. فلما قرأ الكتاب قال لهم الحر: هذا كتاب الأمير عبيد الله يأمرني أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتي كتابه وهذا رسوله وقد أمره ألا يفارقني حتى أنفذ أمره. فقال له الحسين (ع): دعنا ننزل في هذه القرية أو هذه يعني [[نينوى]] و[[الغاضرية]] أو هذه يعني شفنة. قال الحر – تحت ضغط الرقيب-: لا والله ما أستطيع ذلك هذا رجل قد بعث إلي عينا عليّ. فنزل الإمام (ع) [[كربلاء]] وفي بعض الروايات في قرية تسمى [[عقر]] إلى جانب [[الفرات]].<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص 251 ــ 252؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 84.</ref>


فقال زهير بن القين: إني - والله - ما أراه يكون بعد الذي ترون إلا أشد مما ترون يا ابن رسول الله (ص) إن قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا بعدهم، فلعمري ليأتينا بعدهم ما لا قبل لنا به! فقال الحسين (ع): ما كنت لأبدأهم بالقتال.
فقال زهير بن القين: إني - والله - ما أراه يكون بعد الذي ترون إلا أشد مما ترون يا ابن رسول الله (ص) إن قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا بعدهم، فلعمري ليأتينا بعدهم ما لا قبل لنا به! فقال الحسين (ع): ما كنت لأبدأهم بالقتال.
مستخدم مجهول