النظر الحرام

بعض الأحكام العملية والفقهية

فروع الدين
الصلاة
الواجبة	الصلوات اليومية • صلاة الجمعة • صلاة العيد • صلاة الآيات • صلاة القضاء • صلاة الميت
المستحبة	صلاة الليل • صلاة الغفيلة • صلاة جعفر الطيار • بقية الصلوات • صلاة الجماعة • صلوات ليالي شهر رمضان
بقية العبادات
الصوم • الخمس • الزكاة • الحج • الجهاد • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر • الولاية • البراءة
أحكام الطهارة
الوضوء • الغسل • التيمم • النجاسات • المطهرات
الأحكام المدنية
الوكالة • الوصية • الضمان • الحوالة • الكفالة • الصلح • الشركة • الإرث
أحكام الأسرة
النكاح • المهر • الزواج المؤقت • تعدد الزوجات • الرضاع • الحضانة • الطلاق • الخلع • المباراة • الظهار • اللعان • الإيلاء
الأحكام القضائية
القضاء • الشهادات • الديات • الحدود • القصاص • التعزير
الأحكام الاقتصادية
العقود	التجارة • البيع • الإجارة • القرض • الربا • المضاربة • المزارعة
أحكام أخرى
الصدقة • النذر • التقليد • الأطعمة والأشربة • الوقف
روابط ذات صلة
الفقه • الأحكام الشرعية • الرسالة العملية • التكليف • الواجب • الحرام • المستحب • المباح • المكروه

النظر الحرام هو النظر بشهوة إلى غير الزوجة، ويُعدّ من المحرمات في الفقه الإسلامي. ويوصي القرآن الكريم المؤمنين بتجنب النظر الحرام إلى الآخرين. هناك روايات كثيرة تذم هذا النوع من النظر. وفي حديث عن رسول الله ذكر فيه أن النظر المحرم سهم من سهام الشيطان المسمومة.

ذكر علماء الإسلام أن النظر بين الرجل والمرأة الأجنبية ينبغي أن يقتصر على قدر الحاجة في المخالطة، ولا يكون من باب الشهوة. ذكر أساتذة الأخلاق أن الكثير من الانحرافات الجنسية تبدأ بالنظر المحرم.

النهي عن النظر الحرام في النصوص الدينية

تأمر الآيات القرآنية المؤمنين والمؤمنات بغض النظر عن المحرمات. إن غض البصر كما ورد في القرآن الكريم لا يعني إغلاق العينين، بل يعني الامتناع عن النظر إلى الأشياء المحرمة التي تؤدي إلى الفتنة.

الآيتان 30 و31 من سورة النور تنهيان عن النظر بشهوة، وتأمران بغض البصر عن المحرمات، وهذه الآيات تحرم نظر الرجل إلى المرأة الأجنبية، ونظر المرأة إلى الرجل الأجنبي. وذكر بعضهم أن المراد من هاتين الآيتين هو النظر إلى ما يحرم النظر إليه. إن القرينة بين غض البصر وحفظ الفرج في هاتين الآيتين يدل على أن النظر الحرام، ربما يؤدي إلى الزنا. وذكر المفسرون أن المؤمن لا يحدق في المحرمات الإلهية، ويغض بصره عن النظر الحرام. ويدعو القرآن المؤمنين والمؤمنات إلى حفظ أبصارهم، والامتناع عن النظر إلى ما حرم الله تعالى. وكما أن النظر بريبة محرم على الرجال فكذلك محرم على النساء.

الروايات

في الأحاديث الإسلامية توجد الكثير من التوصيات التي تدعو إلى تجنب النظر الحرام، حيث ورد عن رسول الله أن النظر سهم مسموم من سهام إبليس، فمن تركها خوفا من الله أعطاه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه.

وروي عن الإمام علي أن العيون مصايد الشيطان، وغض الأبصار يمنع عن الشهوات. وقال رسول الله لكل عضو من ابن آدم حظًا من الزنا، فالعين زناها النظر (وهو النظر إلى غير المحارم بنظرة شهوانية). وعن الإمام الباقر أن رسول الله لعن الرجل الذي ينظر إلى عورة المرأة الأجنبية.

البحث الفقهي

يرى الفقهاء حرمة النظر إلى عورة الأخرين بشكل مطلق، سواء كانوا من نفس الجنس أم لا، وسواء كانوا من المحارم أو غير المحارم.

ذكر مراجع الدين أنه يحرم على الرجل أن ينظر إلى جسد المرأة الأجنبية سواء بقصد التلذذ أو بغير قصد، ولكن لا إشكال في النظر إلى وجه المرأة الأجنبية وكفيها إلى المعصمين، ما لم يكن بتلذذ ولا يؤدي إلى الفساد والمعصية، ويحرم على المرأة أن تنظر إلى جسد الرجل الأجنبي بقصد التلذذ أو بغير قصد، ولكن لا بأس بالنظر إلى جسد الرجل الأجنبي إلى الحد الذي لا يكون مغطى عادة، كالرأس والوجه والرقبة وبعض القدمين واليدين، ما لم يكن هنالك مفسدة. ويحرم النظر إلى جسد شخص من نفس الجنس بقصد التلذذ.

قالوا إن من الاحتياط المستحب هو عدم النظر إلى وجه المرأة أو يديها إلى المعصمين، ولو من غير شهوة أو خوفًا من الوقوع في المعصية. ويرى البعض أنه من الاحتياط الواجب عدم جواز نظر المرأة إلى جسد الرجل الأجنبي بدون شهوة. ولا بأس بالنظر إلى أجساد النساء الجريئات اللاتي لا ينتهين إذا أمرهن أحد بارتداء الحجاب، بشرط أن يكون ذلك من دون شهوة أو الخوف من الوقوع في الحرام، ولا فرق في هذا الحكم بين النساء الكافرات وغيرهن من النساء، ولا فرق أيضًا بين اليدين والوجه وغيرهما من أعضاء الجسم التي لا تُغطى عادة.

عواقب النظر الحرام

ذكر علماء الإسلام حول العلاقة بين الرجل والمرأة من غير المحارم، إن النظر بين الأفراد ينبغي أن يقتصر على القدر اللازم للتواصل الاجتماعي، فلا ينظر أحدهما إلى الآخر، ولا يحدق أحدهما في الآخر، ولا ينظر إليه بشهوة. ويرون أن السبب في ذلك حتى لا يتم تحفيز الغريزة الجنسية الإنسانية بشكل غير طبيعي، ولا يوفر الأرضية للتلوث والفساد الجنسي. وورد أن التحديق بالعين يقود الإنسان إلى الفساد الجنسي. وفي رواية عن الإمام الصادق حول النظر إلى الأجنبية أن أول نظرة لا إشكال فيها (لأنها لم تكن متعمدة ووقع النظر بدون قصد)، والنظرة الثانية فيها الضرر (لأنها كانت متعمدة)، واعتبر النظرة الثالثة فيها الهلاك.

إنَّ الكثير من الانحرافات الجنسية تبدأ بالنظر، وإذا استطاع الإنسان حفظ عينيه وراقب نفسه من النظر فإنه سيكون مصونًا وبشكل كبير ضد الانحرافات الجنسية. إن النظر إلى غير المحرم معصية في حد ذاته، ولكن هذه المعصية الصغيرة مقدمة لذنوب أخرى أكبر؛ لذلك، ومن أجل تجنب هذه المضاعفات اللاحقة، يجب على الشخص التحكم في نظره منذ البداية.

يعدّ أساتذة الأخلاق أن لفت الأنظار هو أحد فخاخ الشيطان التي توقع الإنسان في الفجور، وتسيطر على إرادته. وورد أن النظر الحرام هو مقدمة للوقوع في الفسق والانحلال. ومن أهم عواقب النظر الحرام إثارة الشهوة. وإن التلذذ بجمال الآخرين هو الدافع والمحرك للفتنة. تعتبر هذه النظرات سببًا للذنوب والأخطاء الجسيمة.