غصب الخلافة

من ويكي شيعة
معتقدات الشيعة
‌معرفة الله
التوحيدالتوحيد الذاتيالتوحيد الصفاتيالتوحيد الأفعاليالتوحيد العبادي
الفروعالتوسلالشفاعةالتبرك
العدل
الحسن والقبحالبداءالجبر والتفويض
النبوة
عصمة الأنبياءالخاتمية نبي الإسلامعلم الغيبالإعجازعدم تحريف القرآنالوحي
الإمامة
الاعتقاداتالعصمةعصمة الأئمةالولاية التكوينيةعلم الغيبالغيبةالغيبة الصغرىالغيبة الكبرىإنتظار الفرجالظهورالرجعةالولايةالبراءةأفضلية أهل البيت(ع)
الأئمةالإمام علي عليه السلام

الإمام الحسن عليه السلام
الإمام الحسين عليه السلام
الإمام السجاد عليه السلام
الإمام الباقر عليه السلام
الإمام الصادق عليه السلام
الإمام موسى الكاظم عليه السلام
الإمام الرضا عليه السلام
الإمام الجواد عليه السلام
الإمام الهادي عليه السلام
الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عج
المعاد
البرزخالقبرالنفخ في الصورالمعاد الجسمانيالحشرالصراطتطاير الكتبالميزانيوم القيامةالثوابالعقابالجنةالنارالتناسخ
مسائل متعلقة بالإمامة
أهل البيت المعصومون الأربعة عشرالتقية المرجعية الدينية


غصب الخلافة هو أحد أهمّ المعتقدات الشيعية، وتعني أن الخلافة وحكم المجتمع كانت حقّاً للإمام عليعليه السلام والأئمة المعصومين عليهم السلام، ولكنها سُلبت منهم بغير وجه حق. ويتجلى هذا الاعتقاد في أدبيات أئمة الشيعة في الخطبة الشقشقية والخطبة الفدكية وكتاب الإمام الحسين إلى أهل البصرة وبعض الأحاديث الأخرى. ويعتقد الشيعة أن النبيصلی الله عليه وآله وسلم قد مهّد في آخر أيام حياته لخلافة عليعليه السلام بإعلان ولايته يوم الغدير، وتكراره لحديث الثقلين، وإرسال بعض الصحابة مع جيش أسامة إلى خارج المدينة المنورة. ويعتبر الشيعة أنّ غصب الخلافة هو الأساس لانحرافات وقعت لاحقاً في المجتمع الإسلامي، واستشهاد فاطمة بنت النبي، وواقعة كربلاء.

ووفقاً لتحليل علماء الشيعة، فإن عملية غصب الخلافة قد بدأت قبل وفاة النبيصلی الله عليه وآله وسلم على يد عدد من الصحابة. ويتقفّى الشيعة آثار هذا التحليل في رفض البعض للمشاركة في جيش أسامة، وبمنع كتابة وصية النبي، وإنكار وفاة رسول الله أوائل إعلانها، ومسألة الصحيفة الملعونة. ومن الأسباب الأخرى التي دفعت الشيعة إلى الاعتقاد بغصب الخلافة قضية سقيفة بني ساعدة، ورفض بعض الصحابة مبايعة أبي بكر، والهجوم على دار علي وفاطمة من قبل أتباع أبي بكر، ومواقف الإمام علي في الشورى السداسية التي أعقبت وفاة الخليفة الثاني عمر.

استمر غصب الخلافة في عهد جميع الأئمة، باستثناء فترة قصيرة في عهد الإمام علي والإمام الحسن المجتبىعليهما السلام، وقد سلب الخلفاء الأمويون والعباسيون الخلافة من أهل البيت بأساليب مختلفة.

كما أثّر الاعتقاد بغصب الخلافة على الفكر السياسي لفقهاء الشيعة، حيث اعتبروا أي حاكم يحكم من غير أهل البيت أو بأمر منهم غير شرعي ومن حكام الجور. وحرّموا التعاون مع مثل هذا الحاكم إلا في ظروف معينة.

أهمية مسألة غصب الخلافة

إن قضية غصب الخلافة هي أحد أركان العقائد الشيعية،[١] وخاصة عند الشيعة الاثني عشرية.[٢] ويعتقد الشيعة أنّ النبي صلی الله عليه وآله وسلم عيّن علي بن أبي طالب عليه السلام خليفة له بأمر من الله،[٣] ولا يرون حق الخلافة الإلهية إلا لعلي وبعض أبنائه.[٤] وتعتبر هذه الخاصية هي الملاك في تعريف الشيعة اصطلاحاً.[٥] في حين يرى أهل السنة أنّ النبي لم يعين أحداً من بعده، وأن الصحابة تشاوروا فيما بينهم وعينوا أبا بكر للخلافة.[٦] ويرى السيد مرتضى العسكري، الباحث في قضايا الإمامة، أنّ الخلافة منصب إلهي كالنبوة، ولا يمكن لأحد أن يغصبها، وينبغي استعمال مصطلح غصب الحكم بدلاً من غصب الخلافة.[٧]

وفي اعتقاد الإمامية، فقد تم غصب الخلافة ولم يتم قبول شرعية حكم الخلفاء في تلك الفترة أبداً باستثناء فترة محدودة في حالة الإمام علي والإمام الحسن عليهما السلام.[٨] وقد صرح مسلم بن عقيل في الحديث الذي دار بينه وبين ابن زياد بأن معاوية اغتصب الخلافة من وصيّ النبي بالمكر والخديعة.[٩] كما نُقل عن الإمام جعفر بن محمد الصادق، الإمام السادس للشيعة، أنه كان يعتبر الخلافة حقاً مسلوباً منه.[١٠] وفي اعتقاد الشيعة، فإن غصب الخلافة هو انحراف عن المسار النبوي وأساس للحوادث اللاحقة، بما في ذلك استشهاد السيدة فاطمة[١١] وحادثة الطف.[١٢]

وقد ذكرت مصادر مختلفة عدداً من صحابة رسول الله الذين لم يبايعوا الخليفة أبا بكر في المرحلة الأولى، وكانوا يعتقدون أنّ الخلافة من حق علي.[١٣] وقد جمع منهم بعض الباحثين أسماء 13 من كبار الصحابة، ممّن ذُكروا في المصادر التاريخية.[١٤] كما نُقل عن الزهري - محدث أهل السنة - أن فاطمة بنت النبي لم تقبل خلافة أبي بكر أيضاً.[١٥] وورد أنّ زيد بن علي زعيم الحركة الزيدية في القرن الثاني الهجري كان يعتقد بمسألة غصب الخلافة أيضاً.[١٦]

كما يصرّح المفسر السني رشيد رضا (وفاة: 1354هـ) في تفسير المنار أنّ أهل البيت كانوا يعتبرون أنفسهم أحق بالخلافة، ولم يؤيّدوا الحكام إلا من أجل حفظ مصالح المسلمين،[١٧] مع أن معظم علماء السنة لا يرون هذا الرأي.[١٨] ويقدم محمود إسماعيل، المؤرخ المصري، في كتابه "الحركات السرية في الإسلام" المعتزلة على أنهم أعداء الأمويين لأنهم اعتبروهم طغاة اغتصبوا الخلافة وفرضوا حكمهم على الناس بقوة السيف، وكانوا يعتبرون حكمهم مبنياً على إرادة الله وقضائه.[١٩]

غصب الخلافة في أدبيات الشيعة

لقد اهتم العديد من مؤرخي الشيعة بمسألة غصب الخلافة في كتبهم، وقاموا بنقلها وتحقيقها وتحليلها.[٢٠] ومن أقدم النصوص الشيعية التي تتعرض لهذه المسألة هي الخطبة الشقشقية التي ينكر علي بن أبي طالب عليه السلام فيها على الخلفاء الثلاثة، ويقدم نفسه على أنه الأحق بالخلافة،[٢١] ويصرّح فيها أنهم سلبوه حقّه وميراثه. وقبل ذلك، كانت السيدة فاطمة عليها السلام قد أشارت إلى غصب الخلافة في خطبتها في مسجد المدينة المنورة المعروفة بالخطبة الفدكية.[٢٢] كما وردت إشارة في كتاب الإمام الحسين إلى أهل البصرة حول هذه المسألة.[٢٣]

ويستدل جماعة من الشيعة بكتاب سليم بن قيس الذي يعتبرونه نصاً قديماً يرجع إلى القرن الأول الهجري.[٢٤] وقد جُمعت في هذا الكتاب أخبار متعددة حول حادثة السقيفة ومصير الخلافة،[٢٥] والتي تعتبر من أقدم الأحداث المتعلقة بغصب الخلافة.[٢٦] كما قام العلامة المجلسي محدث القرن الحادي عشر الهجري بتخصيص جزء من كتاب بحار الأنوار تحت عنوان كتاب الفتن، وتضمن روايات غصب الخلافة والأحداث المتعلقة بها.[٢٧]

ويرى بعض الشيعة أنّ التخطيط لغصب الخلافة يرجع إلى ما قبل وفاة نبي الإسلام،[٢٨] ويستشهدون بأخبار تشير إلى اتفاق جماعة من الصحابة على غصب الخلافة. كما عقد العلامة المجلسي باباً من المجلد 28 من بحار الأنوار بعنوان "باب تمهيد غصب الخلافة والصحيفة الملعونة" وجمع فيه 7 روايات مطوّلة حول التمهيد لغصب الخلافة والصحيفة الملعونة.[٢٩] وقد نُقل أيضاً في هذا السياق كلام للخليفة العباسي المأمون يتضمّن هذا المعنى.[٣٠] كما أشار الباحثون من غير المسلمين مثل هنري لامنس ومن بعده ولفرد مادلنج إلى هذه المسألة.[٣١] وأكد المستشرق الإيطالي ليون كايتاني نظرية لامانس، حيث كان يعتقد أن عمر كان بإمكانه توقّع وفاة النبي صلی الله عليه وآله وسلم والتخطيط لخلافته.[٣٢] ووفقاً لمادلنج، فإن عمر كان هو المخطّط الرئيسي لغصب الخلافة، ولكن نظراً إلى مكانة أبي بكر، قام بتقديمه للخلافة.[٣٣]

تمهيد النبي(ص) لخلافة علي(ع)

بحسب اعتقادات الشيعة فإنّ النبي قد بذل جهوداً كبيرة في أواخر أيام حياته للتمهيد لخلافة وحكم علي بن أبي طالب.[٣٤] ونظراً للأهمية الكبيرة لمسألة خلافة النبي،[٣٥] فقد وُصفت الأحداث التي تزامنت مع وفاة نبي الإسلام بأنها من أكثر الأحداث حساسية، والمليئة بالسرية والتعقيدات،[٣٦] وهو ما يظهر في سلوك نبي الإسلام صلی الله عليه وآله وسلم من جهة، وفي سلوك بعض الصحابة من جهة أخرى.[٣٧]

ووفقاً للمصادر التاريخية، فإن النبي كان يعلم أنّ أجله قد دنا، وقد أعلن أن زمان وفاته قد اقترب عدة مرات خلال رحلة الحج الأخيرة وبعد عودته إلى المدينة المنورة.[٣٨] ومن جهة أخرى، وبحسب بعض المصادر الشيعية، فقد علم النبي بتحالف جماعة من الصحابة لمنع خلافة علي،[٣٩] بل وأشار إلى ذلك في خطبة غدير خم.[٤٠]

تجهيز جيش أسامة

يعدّ تحضير جيش أسامة من الأحداث المهمة أواخر حياة النبي. وبحسب المصادر، فإن النبي بعد عودته من حجة الوداع إلى المدينة المنورة، أمر بتجهيز جيش بقيادة أسامة بن زيد للاستعداد للحرب ضد الإمبراطورية الرومانية،[٤١] وكلّف كبار الأنصار والمهاجرين بالمشاركة في هذا الجيش.[٤٢] وبحسب الشيخ المفيد، فإنّ إرسال هذا الجيش في آخر أيام حياة النبي صلی الله عليه وآله وسلم يمكن أن يكون له غايات أخرى، كإفراغ المدينة المنورة من الصحابة الطامعين في الخلافة.[٤٣] لكن البعض اعترضوا[٤٤] واحتجوا بصغر سن أسامة.[٤٥] وقد روى الشيخ المفيد اعتراض البعض مثل أبي بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب، وتوبيخهم من قبل النبي صلی الله عليه وآله وسلم.[٤٦] وعلى الرغم من إصرار النبي وتأكيده، لم يتحرك هذا الجيش نحو الشام إلا بعد وفاته.[٤٧]

محاولة كتابة الوصية

وبحسب رواية صحيحة عن البخاري الذي يعدّ من أهم كتب أهل السنة؛ فإنّ النبي في آخر أيام حياته حين ذهب جماعة من الصحابة ليعودوه قال: "هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده". فقال بعضهم: أن رسول الله قد غلبه الوجع، وعندنا القرآن، فحسبنا كتاب الله.[٤٨] فاختلف من في البيت واختصموا، فمنهم من يقول: ليكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده، ومنهم من يقول غير ذلك، فلما كثر اللغط والاختلاف، قال رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم: "قوموا عني".[٤٩]

وجاء في صحيح مسلم - وهو من أهم المصادر الروائية السنيّة الأخرى - أنّ الشخص الذي عارض كلام النبي هو عمر بن الخطاب.[٥٠] وجاء في هذين الكتابين أن ابن عباس كان يتحسّر باستمرار على هذه الحادثة ويعدّها مصيبة عظيمة،[٥١] وتُعرف هذه الحادثة في المصادر التاريخية باسم رزية الخميس.[٥٢]

تكرار حديث الثقلين

روى الشيخ المفيد في كتابه الأمالي أنّ النبي بلغ المسجد بمشقة بالغة أثناء مرضه، وردّد في خطبته الأخيرة هناك قبيل وفاته حديث الثقلين: " إِنِّي تَارِكٌ فِيكمُ الثَّقَلَيْن..." (القرآن وأهل البيت).[٥٣] كما روى ابن حجر الهيثمي أحد علماء أهل السنة هذا الحديث بصيغة أخرى.[٥٤]

وقد روي حديث الثقلين عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم في مناسبات متعددة.[٥٥] وذكر السيد عبد الحسين شرف الدين خمسة مواضع قيل فيها هذا الحديث: يوم عرفة، وفي غدير خم، وعند الرجوع من الطائف، وفي المدينة على المنبر، وفي حجرة النبي عندما كان مريضاً.[٥٦]

تعيين الوصي

كان من بين الأعمال التي قام بها النبي في آخر أيام مرضه تعيين وصيّ له. وجاء في كتاب الإرشاد أن النبي قال لعلي بعد حادثة رزية الخميس وخروج الصحابة من بيته: "يا أخي، أتقبل وصيتي وتفي بعهودي وتؤدي ديوني؟" فقبل علي. فأخذه النبي بين ذراعيه وأعطاه خاتمه وسيفه ودرعه.[٥٧] وفي الغد قال النبي: "ائتوني بأخي وصاحبي. فدعت عائشة وحفصة أبواهما، فكرر النبي طلبه حتى أبلغتا علياً بناء على اقتراح من أم سلمة. فتناجى النبي وعلي لمدّة، وعندما سألوا علياً ماذا قال النبي صلی الله عليه وآله وسلم؟ فقال: علمني ألف باب من العلوم، يُفتح من كل باب ألف باب آخر، وأوصاني بوصايا سأنفذها.[٥٨] وقد روى الذهبي وابن كثير من مؤرخي أهل السنة هذا الخبر أيضاً مع اختلافات في النقل.[٥٩]

قطع صلاة جماعة أبي بكر

لم يستطع النبي صلی الله عليه وآله وسلم حضور صلاة الجماعة في أحد أيام مرضه لاشتداد المرض عليه، فأمّ أبو بكر المصلين. وبعد أن علم النبي بذلك خرج بنفسه من حجرته وصلى بالناس. وقد اعتبر رسول جعفريان أنّ صلاة أبي بكر هذه كانت بغير إذن من النبي.[٦٠] في حين ترى بعض المصادر السنية، استناداً إلى الروايات، أنها كانت بوصية من رسول الله،[٦١] واعتبر فريق منهم أن هذه الصلاة علامة على تزكية ووصية النبي لأبي بكر بالخلافة.[٦٢] لكن الشيعة اعتبروا تدخل النبي ومنعه من هذه الصلاة علامة واضحة على عدم رضاه بهذا العمل.[٦٣]

وقد نُقلت رواية أخرى حول تلك الفترة بأن عمر بن الخطاب أيضاً صلى الجماعة بدلاً من النبي.[٦٤] ويرى مادلنج أنّ النبي لم يمنع أحداً من أداء صلاة الجماعة لأنه لم يكن يعتبرها دليلاً على الخلافة.[٦٥] ويرى أنّ عائشة لما ظنّت أنّ إقامة الجماعة عوضاً عن النبي يمكن أن تكون علامة على خلافته، فاختلقت حديثاً يقول أنّ النبي لم يكن راضياً عن صلاة عمر.[٦٦]

عملية غصب الخلافة


يرى بعض الشيعة أن عملية غصب الخلافة كان معداً لها قبل وفاة نبي الإسلام.[٦٧] وبحسب بعض مؤرخي الشيعة، فإن هذا البرنامج تم تنفيذه بتوافق مجموعة من الصحابة قبل وبعد واقعة الغدير، ورفض المشاركة في جيش أسامة، ومنع كتابة وصية النبي، وإنكار وفاة النبي حين وقوعها، وتشكيل السقيفة ومبايعة أبي بكر،[٦٨] وانتهاءً بقمع المعارضين والهجوم على دار علي وفاطمة والاستيلاء على فدك.[٦٩]

وقد أشار بعض المستشرقين مثل لامانس ومن بعده مادلنج إلى هذا المخطّط في كتاباتهم.[٧٠] كما أكد المستشرق الإيطالي كايتاني نظرية لامانس حول مثلث القوى (أبو بكر، عمر، أبو عبيدة)، ويعتقد أن عمر كان بإمكانه توقّع وفاة النبي صلی الله عليه وآله وسلم والتخطيط لمسألة خلافته.[٧١] ووفقاً لمادلنج، فإنّ المدبّر الرئيسي لغصب الخلافة كان عمر، ولكن نظراً إلى منصب أبي بكر، قام بتقديمه للخلافة.[٧٢] ويرى المؤرخ المصري عبد المقصود أيضاً أنه من خلال دراسة التاريخ بعناية يمكن العثور على شواهد تؤيد وجود هذا المخطّط.[٧٣]

الصحيفة الملعونة

الصحيفة المعونة أو اتفاق بعض الصحابة في حياة رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم بهدف تحديد أمر الخلافة هي من الأحداث التي ورد ذكرها في بعض مصادر الشيعة مثل كتاب سليم بن قيس،[٧٤] وسفينة البحار،[٧٥] وإرشاد القلوب.[٧٦] حيث عقد العلامة المجلسي باباً في المجلد 28 من بحار الأنوار بعنوان "باب تمهيد غصب الخلافة والصحيفة الملعونة"، وجمع فيه 7 أحاديث مطولة في التمهيد لغصب الخلافة والصحيفة الملعونة.[٧٧] وفي هذا السياق نُقل أيضاً كلام للخليفة العباسي المأمون يحمل نفس المضمون.[٧٨]

وبحسب بعض الباحثين فإن هذا الاتفاق قد تمّ مرة في مكة قبل حادثة الغدير،[٧٩] ومرة أخرى في المدينة بعد ذلك.[٨٠] وقد تعاهد أصحاب هذه الصحيفة عند الكعبة على ألا تصل الخلافة بعد النبي إلى أهل بيته، وأن يتولوا الخلافة بأنفسهم.[٨١] وقد ذُكر جماعة من كبار الصحابة ضمن المشاركين في هذه الصحيفة.[٨٢] وفي المدينة المنورة أيضاً اجتمعت مجموعة مؤلفة من 34 شخصاً[٨٣] في منزل أبي بكر،[٨٤] واتفقوا على خلافة أبي بكر وعمر وأبي عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة بعد رسول الله بحسب ما ورد في بعض المصادر.[٨٥]

إنكار وفاة النبي صلی الله عليه وآله وسلم

إن إنكار عمر بن الخطاب لموت النبي هو أول حدث جدير بالملاحظة بعد وفاة نبي الإسلام. وبحسب المصادر التاريخية، فإنه في اللحظات الأولى لإعلان وفاة النبي صلی الله عليه وآله وسلم، كان عمر بن الخطاب يقسم أنّ رسول الله لم يمت، بل ذهب إلى الله، وكما رجع موسى من جبل الطور، فإن النبي صلی الله عليه وآله وسلم سيعود.[٨٦] وحتى أنّ عمر هدد بقتل من يعارض كلامه هذا.[٨٧] وذكر ابن كثير أنّ ابن أم مكتوم قرأ الآية 144 من سورة آل عمران رداً على عمر، والتي تصرّح بوفاة النبي. وسأل العباس عم النبي عمر أيضاً هل سمعت من النبي شيئا في هذا؟ أجاب: لا. فقال العباس إذاً والله لقد قُبض النبي.[٨٨] إلا أن عمر أصرّ على رأيه، حتى وصل أبو بكر - الذي كان خارج المدينة - وطلب إلى عمر أن يهدأ، وتلا الآية نفسها من سورة آل عمران. فسكت عمر وقال: وكأني لم أسمع هذه الآية من قبل.[٨٩]

وقد حاول أحد كتاب أهل السنة، وهو عبد الفتاح عبد المقصود (وفاة: 1993م)، في تحليل طويل، اعتبار القصة موضوعة.[٩٠] ويرى ابن أبي الحديد – وهو متكلم معتزلي سنّي – أنّ كلام عمر من قبيل الكذب المصلحي، ليمنع الفتنة والنزاع حول مسألة الخلافة.[٩١] وفي هذا الصدد، يرى محمد باقر الصدر، المفكر الشيعي، أن تصرف عمر هذا بمثابة خطة معدّة سلفاً لإيصال أبي بكر إلى السلطة.[٩٢] لأنه رغم أنّ آخرين قرأوا آية سورة آل عمران على عمر، إلا أنه لم يسكت ولم يهدأ إلا عندما جاء أبو بكر وتلا نفس الآية، فأظهر جهله بها.[٩٣] كما ذهب إلى هذا التحليل كلّ من الأميني صاحب موسوعة الغدير،[٩٤] والمظفر في كتاب السقيفة،[٩٥] ورسول جعفريان في تاريخ الخلفاء،[٩٦] والطائي في السقيفة انقلاب أبيض،[٩٧] وبعض المؤلفين الشيعة الآخرين.[٩٨] ويرى المستشرق الألماني مادلنج أنه إذا كان مثلث السلطة (أبو بكر وعمر وأبو عبيدة) قد خطط بالفعل للخلافة، فيمكن قراءة خطوة عمر هذه بما يتماشى مع نفس السياق.[٩٩]

السقيفة ومبايعة أبي بكر

يعدّ اجتماع عدد من الصحابة في سقيفة بني ساعدة مباشرة عقب إعلان وفاة الرسول أهم خطوة في قضية غصب الخلافة.[١٠٠] فبينما كان علي بن أبي طالب عليه السلام وبنو هاشم مشغولين بغسل وتكفين النبي صلی الله عليه وآله وسلم،[١٠١] اجتمع بعض الأنصار وثلاثة من المهاجرين (أبو بكر وعمر وأبو عبيدة) في مكان يدعى سقيفة بني ساعدة، يتداولون في أمر تعيين الخليفة، وخلصوا أخيراً إلى مبايعة أبي بكر خليفة للرسول.[١٠٢] ومن ثمّ شرعوا بأخذ البيعة القسرية من أهل المدينة المنورة.[١٠٣]

النزاع في المدينة والهجوم على دار علي

وفقاً لما ذكره اليعقوبي مؤرخ القرن الثالث الهجري، فقد رفض بعض الصحابة البيعة لأبي بكر بعد حادثة سقيفة بني ساعدة، مثل العباس بن عبد المطلب، والفضل بن العباس، وسلمان الفارسي، وأبي ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، والبراء بن عازب.[١٠٤] وبحسب السيد مرتضى العسكري، مؤرخ القرن الخامس عشر الهجري، فإن الذين لم يبايعوا أبا بكر اجتمعوا إلى الإمام علي عليه السلام في دار فاطمة عليها السلام.[١٠٥] وقد ذكر تاريخ الطبري كلاً من طلحة الزبير من بين المعتصمين.[١٠٦]

وجاء في كتاب الإمامة والسياسة المنسوب لابن قتيبة أن أبا بكر أرسل عمر وقنفذاً إلى دار فاطمة أربع مرات لدعوة علي عليه السلام والمعتصمين في الدار إلى البيعة.[١٠٧] وفي المرة الرابعة ذهب عمر ومعه جماعة إلى بيت فاطمة، فأخرجوا علياً عليه السلام وجاؤوا به إلى أبي بكر.[١٠٨] وبحسب اليوسفي الغروي، الباحث في التاريخ الإسلامي، فإنّ الخليفة وأتباعه قد أعملوا الشدة في المرة الثالثة،[١٠٩] فاستل الزبير - الذي كان من بين المعتصمين في دار فاطمة - سيفه وهاجم عمر، فرماه خالد بن الوليد بحجر، فسقط السيف من يده، فأخذ عمر السيف وضربه بحجر فانكسر.[١١٠]

وبحسب ما ورد في بعض المصادر السنية، ومنها العقد الفريد،[١١١] وتاريخ الطبري،[١١٢] وأنساب الأشراف،[١١٣] و|المصنّف،[١١٤] والإمامة والسياسة،[١١٥] فقد هدد عمر بن الخطاب بإحراق البيت ومن فيه بالنار. وبناءً على قول ابن عبد ربه فإنّ أبا بكر هو الذي أمر القوم بإحضار علي عليه السلام عنوةً.[١١٦]

ووفقاً لما جاء في بعض المصادر الشيعية القديمة، مثل كتاب سليم بن قيس، فإن عمر بن الخطاب نفذ تهديده وأضرم النار في باب دار فاطمة، ودخل البيت وضرب جنب السيدة فاطمة بغمد سيفه.[١١٧] وبحسب كتاب إثبات الوصية فإنهم أخرجوا علياً عليه السلام عنوةً وحصروا سيدة النساء خلف الباب، حتى أجهضت ابنها المحسن.[١١٨] ويقول المحدث الشيعي العياشي إنّ عمر ركل باب الدار ودخل البيت وأخرج علياً عليه السلام مقيداً.[١١٩]

الخلافة في ظل وجود أئمة الشيعة

إنّ زمان حضور أئمة الشيعة يمتد بين السنوات 11هـ إلى 260هـ. وقد عاش في هذه المدة أحد عشر إماماً، ومنذ عام 260هـ وصلت الإمامة إلى الإمام الثاني عشر لكنه غاب. وقد حكم منذ العام 11هـ وحتى عام 35هـ ثلاثة خلفاء (أبو بكر، وعمر، وعثمان). وتزامنت هذه الفترة مع حياة الإمام علي عليه السلام الإمام الأول للشيعة الذين يعتبرون الخلافة حقّاً له. ومن سنة 35هـ إلى بداية سنة 41هـ وصلت الخلافة إلى الإمام علي والإمام الحسن عليهما السلام(ع). وفي سنة 41هـ استولى معاوية على الخلافة من الحسن بن علي، ومنذ تلك السنة حتى نهاية هذه المدة البالغة 250 سنة، لم يصل إلى الحكم أي من أئمة الشيعة الاثني عشر.[١٢٠]

معارضة علي وأصحابه لحكم أبي بكر بادئ الأمر

وبعد حادثة سقيفة بني ساعدة وتولي أبي بكر للخلافة رفض بعض الصحابة مبايعته واعتزلوا مع الإمام علي عليه السلام في دار فاطمة عليها السلام.[١٢١] وحاول الخليفة وأصحابه الحصول على البيعة من هذه الجماعة وأرسلوا أشخاصاً إلى دار علي عدة مرات.[١٢٢] ووفقاً لما جاء في هذا الخبر، فإنّ علياً قال أول الأمر أنّه أقسم ألا يخرج من البيت حتى يجمع القرآن.[١٢٣] ويقال أيضاً أنه كان يذهب إلى بيوت الأنصار ليلاً مع فاطمة ويطلب منهم النصرة.[١٢٤] وبعد الهجوم على دار فاطمة وإجهاضها، مرضت فاطمة وبقيت رهن فراشها، وخلال هذه الفترة رفضت عيادة أبي بكر وعمر لها، وصرّحت أنها مستاءة وغير راضية عن هذين الشخصين. كما أوصت أن تُشيع وتُدفن ليلاً حتى لا يحضر جنازتها الآخرون.[١٢٥]

مبايعة الإمام لأبي بكر

بعد مهاجمة بيت علي وفاطمة ثلاث أو أربع[١٢٦] مرات، اشتدّ الخليفة وأتباعه في الأمر،[١٢٧] فأخذوا علياً عليه السلام إلى أبي بكر وهددوه أنه إن لم يبايع فستُضرب عنقه.[١٢٨] وبحسب ما جاء في كتاب سليم فإنّ علياً احتج في ذلك المجلس وذكّر الناس بكلام النبي صلی الله عليه وآله وسلم يوم الغدير وغير ذلك من الأدلة على خلافته، لكن أبا بكر قال إنه سمع من النبي أنّ النبوة والخلافة لا تجتمعان في أهل بيته.[١٢٩]

وجاء في رواية أنهم عندما هددوا علياً عليه السلام بضرب عنقه إن لم يبايع، أمسك العباس عم النبي بيد علي ومررها على يد أبي بكر لينقذ حياته، فخلّوا سبيله.[١٣٠] وبحسب ما ورد في كتاب الإمامة والسياسة، فإنّ أبا بكر قال إنه لن يجبر علياً على شيء ما دامت فاطمة إلى جانبه.[١٣١] وبحسب الشيخ المفيد، فقد اختلفت الروايات حول مبايعة علي لأبي بكر وعدمها؛ فمنها أنه بايع بعد أربعين يوماً، وقيل ستة أشهر، وقيل بعد استشهاد فاطمة عليها السلام. ويعتقد الشيخ المفيد أن علياً لم يبايع قط.[١٣٢]

علي وشورى الخلافة السداسية

أعضاء الشورى بعد عمر

لاختيار الخليفة الثالث

الإمام علي (ع)
عثمان بن عفان
عبد الرحمن بن عوف
سعد بن أبي وقاص
الزبير بن العوام
طلحة بن عبيد الله


ذكرت المصادر التاريخية أنّ عمر بن الخطاب اغتيل على يد أبي لؤلؤ سنة 23هـ.[١٣٣] وكان عمر يقول وهو على فراش الموت: لو كان معاذ بن جبل أو أبو عبيدة بن الجراح أو سالم مولى أبي حذيفة أحياء لعهد إليهم بالخلافة.[١٣٤] ولكن نظراً لوفاة هؤلاء[١٣٥] قام بتعيين مجلس من ستة أعضاء لتعيين الخليفة من بعده، وهم: علي بن أبي طالب عليه السلام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف،[١٣٦] وذلك لاختيار خليفة من بينهم بموافقة أغلبية أعضاء الشورى، وإذا انقسموا في الرأي إلى فريقين من ثلاثة أشخاص، فيتم قبول رأي المجموعة التي يكون عبد الرحمن فيها.[١٣٧]

ويرى البعض أن تشكيل الشورى كان بطريقة تؤدي في النهاية إلى انتخاب عثمان، لأن سعد بن أبي وقاص لم يكن ليعارض ابن عمه عبد الرحمن، وعبد الرحمن الذي كان صهر عثمان سيصوت له.[١٣٨] ومع انسحاب سعد والزبير وعبد الرحمن وطلحة من الترشح للخلافة، لم يبق إلا علي عليه السلام وعثمان كمرشحين للخلافة،[١٣٩] وأصبح تصويت ورأي عبد الرحمن بن عوف حاسماً. فطلب عبد الرحمن من علي أن يتعهد بالعمل بسيرة الخليفتين السابقين إذا تولى منصب الخلافة. فلم يقبل علي عليه السلام إلا العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلی الله عليه وآله وسلم. فعرض عبد الرحمن شرطه على عثمان فقبل على الفور وتمّ انتخابه للخلافة.[١٤٠]

وذكرت بعض المصادر أن علياً عليه السلام اعتبر شرط ابن عوف نوعاً من الخداع لتصير إليه الخلافة من بعد عثمان، واعتبر ذلك غصباً لحقه، وهو الأمر الذي أصبح سنّةً ضد أهل البيت فيما بعد.[١٤١] ولما بايع الناس عثمان قال أيضاً: "إنكم لتعلمون أني أولى بالخلافة من غيري، ولكن لأسلّمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يقع ظلم على أحد سواي".[١٤٢] هذا وقد أشار عليه السلام إلى مسألة الشورى السداسية بعد سنوات عديدة في خطبته المعروفة بالشقشقية، وصرّح هناك أنهم جعلوني كأحدهم، ورغم ذلك تنازلت وتعاونت معهم حفظاً للإسلام.[١٤٣]

غصب بني أمية للخلافة

بعد استشهاد الإمام علي عليه السلام في الكوفة سنة 40هـ، بايع الناس الإمام الحسن المجتبى عليه السلام،[١٤٤] ولكن لقلة دعم أهل الكوفة في الحرب مع جيش معاوية،[١٤٥] استولى معاوية على الخلافة من خلال اتفاقية صلح،[١٤٦] والتي أصبحت لاحقاً أساساً للخلافة الأموية.[١٤٧] وقد صرح معاوية نفسه بأنه لم يأخذ الخلافة برضا من الناس بل بقوة السيف.[١٤٨]

وبحسب بعض الروايات التاريخية، فقد وافق معاوية على أن تعود الخلافة بعد وفاته إلى الحسن، وإذا مات الحسن فلأخيه الحسين عليهما السلام.[١٤٩] وحكم معاوية عشرين سنة حتى عام 60هـ.[١٥٠] وفي سنة 51هـ - في منتصف مدة حكم معاوية - توفي الحسن بن علي عليهما السلام،[١٥١] وبقي أخوه الحسين يدعي الأحقّية بالخلافة.[١٥٢] لكن معاوية قبل وفاته ببضع سنوات عام 56هـ بدأ يأخذ البيعة لابنه يزيد من بعض كبار الصحابة والمسلمين.[١٥٣]

توفي معاوية سنة 60هـ، وأعلن يزيد نفسه خليفة.[١٥٤] وخالف الحسين بن علي وآخرون مثل عبد الله بن الزبير هذا القرار.[١٥٥] وكان على الحسين أن يذهب من المدينة المنورة إلى مكة[١٥٦] ومن هناك إلى العراق.[١٥٧] وبعد بضعة أشهر من حكم يزيد، قام عبيد الله بن زياد والي الكوفة بتجهيز جيش لملاحقة الحسين، وقاموا بقتله مع أصحابه في كربلاء.[١٥٨] وبعد استشهاد الإمام الحسين، تعرض الشيعة لضغوط شديدة في ظل الحكم الأموي.[١٥٩] وبسبب هذا الوضع والقمع الشديد للمعارضة من قبل الأمويين،[١٦٠] لم يمارس الإمام السجاد[١٦١] والإمام الباقر[١٦٢] اللذين عاصرا تلك الفترة أي نشاط سياسي علني.[١٦٣] وكذلك الإمام الصادق - سادس أئمة الشيعة - الذي تزامن جزء من إمامته مع العهد الأموي، لم يتحرك سياسياً، بل وتجنّب دعم ثورة ابن أخيه زيد علناً.[١٦٤] كما أنه لم يقبل دعوة العباسيين لقيادة انتفاضتهم ضد الأمويين لاحقاً.[١٦٥]

غصب العباسيين للخلافة

يعتبر بنو العباس الذين أصبحوا حكام البلاد الإسلامية منذ عام 132هـ[١٦٦] مغتصبين لخلافة الأئمة من وجهة نظر الشيعة.[١٦٧] ورغم أن العباسيين بدأوا حركتهم ضد الأمويين بشعارات شيعية، إلا أنهم بعد فترة تخلوا عن الفكر الشيعي وأبدوا تفضيلهم للشيخين (أبي بكر وعمر) على علي عليه السلام.[١٦٨] وقاموا بقمع كل تحرك للعلويين سواء من الزيدية أو الإمامية، حيث اعتقل هارون العباسي أربعة من زعماء العلويين وقام بقتلهم.[١٦٩]

وعاش أئمة الشيعة منذ الإمام الصادق ومَن بعده في ظل الحكم العباسي. ولم يُظهر الإمام الصادق الذي لم يقبل اقتراح الخروج على الأمويين تحت قيادته في العصر الأموي أي نشاط سياسي علني في عهد بني العباس.[١٧٠] وقضى الإمام السابع موسى الكاظم، الذي يعتبره الشيعة قائماً من أهل البيت فترة طويلة في السجن، بل واستشهد فيه أيضاً.[١٧١] كما أنّ ثلاثة أئمة شيعة آخرين، التاسع والعاشر والحادي عشر عليهم السلام كانوا تحت المراقبة المشددة في سامراء مركز الخلافة العباسية.[١٧٢]

تم استدعاء الإمام الثامن علي بن موسى الرضا من المدينة المنورة إلى خراسان بأمر من الخليفة العباسي المأمون.[١٧٣] وعرض عليه المأمون في البداية تسليم الخلافة له، لكن الإمام الرضا لم يقبل هذا العرض،[١٧٤] ثم أجبره المأمون على قبول ولاية العهد.[١٧٥] ثمّ ما لبث أن توفي الإمام بعد أقل من عامين.[١٧٦] ونُسبت وفاة الإمام الرضا في خراسان إلى المأمون، حيث أنّ هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى ذلك.[١٧٧] وقد ذكر جماعة من مؤرخي الشيعة أن الإمام الرضا استشهد بالسم وبأمر من المأمون.[١٧٨] كما أن الإمام الثاني عشر المهدي كان مخفيّاً عن الآخرين منذ ولادته، وقد غاب منذ بداية إمامته سنة 260هـ، ولم يكن يتصل بالناس إلا عن طريق أشخاص معيّنين، وبعد سنة 329هـ قطع كل اتصالاته الظاهرية مع الناس، وبدأت فترة غيبته الكبرى.[١٧٩]

غصب الخلافة والنظرية السياسية عند الشيعة

تأثّرت النظريات السياسية الشيعية بنظرية حق أئمة الشيعة في الخلافة واعتبار الآخرين مغتصبين لهذا المنصب.

الأحقية بالحكم في زمان الغيبة

يرى الشيخ الأنصاري (1214-1281هـ) أن جميع حكام فترة الغيبة هم حكام جور، حتى لو كانوا شيعة، لأنهم غصبوا منصب الإمام المعصوم.[١٨٠] كما تبنّى هذا الرأي كل من الآخوند الخراساني (1329-1255هـ). وعبد الله المازندراني (1256-1330هـ) والميرزا حسين الطهراني، واعتبروا كل حاكم غير معصوم حاكماً جائراً.[١٨١] وقد استخدم النائيني أيضاً تعبير (السلطة الجائرة).[١٨٢] وبحسب بعض الباحثين فإن هذه النظرية التي ثبتت صحتها بالاعتماد على قاعدة "حرمة إعانة الظالمين"، أصبحت الأساس لفتوى بعض الفقهاء ضد حكام إيران خلال الحركة الدستورية (المشروطة).[١٨٣]

ويعتبر فقهاء الشيعة، استناداً إلى نظرية حق الخلافة للأئمة الشيعة، أن أي حكم من قبل الآخرين هو حكم مغصوب وغير شرعي.[١٨٤] وتعطي هذه النظرية الأئمة وحدهم الحق في اتخاذ القرارات بشأن شكل النظام السياسي في ظل وجودهم.[١٨٥] لكن علماء الشيعة لم يتفقوا على رأي واحد بشأن الحكم في غيبة الإمام المعصوم، وطرحوا عدة نظريات.[١٨٦] وأشهر هذه النظريات هي الاعتقاد بحق حكم الفقيه بإجازة من الأئمة المعصومين وتعيينهم، وهو ما يُعرف بنظرية ولاية الفقيه.[١٨٧]

التعاطي مع الحكومات غير المشروعة

أما كيفية التعامل والتعاطي مع حكومة غير المعصومين فقد تمت مناقشتها في الفقه السياسي الشيعي منذ زمن الأئمة. وقبل عهد الشيخ المفيد (وفاة: 413هـ)، كثيراً ما كان الشيعة يعتبرون التعاون مع حكام الجور محرّماً.[١٨٨] ولكن منذ هذه الفترة فصاعداً، طُرحت أيضاً نظريات أخرى، تعتبر في بعض الأحيان التعاون مع الحكام مباحاً، بل واجباً في بعض الحالات.[١٨٩]

وهناك أحاديث منقولة عن أئمة الشيعة حول فقه التعاون مع الحكومات الغاصبة وعدمه، والممتلكات التي يحصل عليها الأفراد من هذه الحكومات، والطاعة أو العصيان لأوامر هؤلاء الحكام.[١٩٠] وبعض هذه الأحاديث عامة تحرّم المشاركة في ظلم الآخرين،[١٩١] وبعضها أحاديث تحرّم بعض الأفعال الجزئية والخاصة.[١٩٢]

الهوامش

  1. رستميان، حاكميت سياسي معصومان، ص31.
  2. حاجي‌ تقي، جهاد شيعة در دوره أول عباسي، ص135.
  3. مادلنج، جانشين حضرت محمد(ص)، 1377ش، ص13.
  4. المظفر، تاريخ الشيعة، ص22.
  5. جمعي از مؤلفان، تاريخ تشيع، 1388ش، ج1، ص5-6.
  6. مادلنج، جانشين حضرت محمد(ص)، ص13.
  7. عسكري، نقش أئمة در إحياء دين، ج2، ص459.
  8. پاكتچي، «انديشه سياسي در تعاليم إمام رضا(ع)»، ص143.
  9. ابن‌ أعثم، الفتوح، ج5، ص56.
  10. جعفريان، حيات فكري وسياسي إمامان شيعة، ص367.
  11. العاملي، رنج‌ هاي حضرت زهرا(س)، ص115.
  12. مريجي، «عاشورا پيامد تغيير ارزش‌ ها»، ص17؛ عبد المحمدي، «ريشه هاى فرهنگى، سياسي واجتماعي قيام إمام حسين(عليه السلام)»، ص45.
  13. جعفري، تشيع در مسير تاريخ، ص68.
  14. جعفري، تشيع در مسير تاريخ، ص68-70.
  15. جعفريان، تاريخ خلفا، ص23.
  16. الليثي، جهاد الشيعة في العصر العباسي الأول، ص120.
  17. رضا، تفسير القرآن الكريم، ج8، ص224.
  18. جعفريان، حيات فكري وسياسي إمامان شيعة، ص60.
  19. إسماعيل، الحركات السرية في الإسلام، ص103.
  20. إمامي‌ فر، تاريخ‌ نگاران شيعة، ص56.
  21. جعفري، تشيع در مسير تاريخ، ص80.
  22. تنكابني، ضياء القلوب، ج1، ص338.
  23. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص357.
  24. جلالي، «پژوهشي درباره سليم بن قيس هلالي»، ص90.
  25. سلطاني وفلاح‌ زاده، «بررسي گزارشات چالش‌ برانگيز كتاب سليم...»، ص370.
  26. جعفري، تشيع در مسير تاريخ، 1380ش، ص41.
  27. المجلسي، بحار الأنوار، ج1، ص79.
  28. غلامي، پس از غروب، ص139.
  29. المجلسي، بحار الأنوار، ج28، ص85-174.
  30. مشكوة، تاريخ تشيع در إيران، ص806.
  31. مادلنج، جانشين حضرت محمد(ص)، ص15.
  32. مادلنج، جانشين حضرت محمد(ص)، ص18.
  33. مادلنج، جانشين حضرت محمد(ص)، ص18.
  34. راجع: پورسيد آقايي، چشمه در بستر، ص59-61؛ المظفر، السقيفة، ص75-93.
  35. مادلنج، جانشيني حضرت محمد(ص)، ص13.
  36. غلامي، پس از غروب، ص21.
  37. غلامي، پس از غروب، ص21-22.
  38. غلامي، پس از غروب، ص58؛ الطائي، السقيفة انقلاب أبيض، ص183-186.
  39. أنصاري، غدير در قرآن، ج1، ص239.
  40. الطبرسي، الاحتجاج علي أهل اللجاج، ج1، ص62.
  41. راجع: الواقدي، المغازي للواقدي، ج3، ص1117؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص113؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج1، ص180.
  42. الواقدي، المغازي للواقدي، ج3، ص1117.
  43. الشيخ المفيد، الإرشاد، ج1، ص180.
  44. البلاذري، أنساب الأشراف، ج1، ص474؛ الواقدي، المغازي، ج3، ص1118؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص186.
  45. ابن‌ هشام، السيرة النبوية، ج2، ص650.
  46. الشيخ المفيد، الإرشاد، ج1، ص183.
  47. البلاذري، أنساب الأشراف، ج1، ص474.
  48. البخاري، صحيح البخاري، ج6، ص9، حديث 4432.
  49. البخاري، صحيح البخاري، ج6، ص9، حديث 4432.
  50. النيسابوري، ، صحيح مسلم، ج3، ص 1259، حديث 1637.
  51. البخاري، صحيح البخاري، ج6، ص9، حديث 4432؛ النيسابوري، صحيح مسلم، ج3، ص 1259، حديث 1637.
  52. السبحاني، الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف، ج1، ص469.
  53. المفيد، الأمالي‏، ص135.
  54. ابن‌ حجر الهيثمي، الصواعق المحرقة، ج2، ص438 و 440.
  55. مكارم الشيرازي، پيام قرآن، ج9، ص62، 77؛ شرف‌ الدين، المراجعات، ص70.
  56. شرف‌ الدين، المراجعات، ص70.
  57. الشيخ المفيد، الإرشاد، ج1، ص185.
  58. الشيخ المفيد، الإرشاد، ج1، ص185.
  59. الذهبي، تاريخ الإسلام، ج11، ص224؛ ابن‌ كثير، البداية والنهاية، ج7، ص359.
  60. جعفريان، سيرة رسول‌ خدا، ص679.
  61. ابن‌ سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص214-216؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص196-197.
  62. مادلنج، جانشيني حضرت محمد(ص)، ص38.
  63. مركز الأبحاث العقائدية، موسوعة الأسئلة العقائديّة، ص162-166.
  64. ابن‌ حنبل، مسند أحمد، ج31، ص203.
  65. مادلنج، جانشيني حضرت محمد(ص)، ص44.
  66. مادلنج، جانشيني حضرت محمد(ص)، ص45.
  67. غلامي، پس از غروب، 1388ش، ص139.
  68. الطائي، السقيفة انقلاب أبيض، ص180.
  69. الطائي، السقيفة انقلاب أبيض، ص180 و 187.
  70. مادلنج، جانشين حضرت محمد(ص)، ص15.
  71. مادلنج، جانشين حضرت محمد(ص)، ص18.
  72. مادلنج، جانشين حضرت محمد(ص)، ص18.
  73. عبد المقصود، السقيقة والخلافة، ص246.
  74. سليم بن قيس، أسرار آل محمد(ص)، ص232.
  75. القمي، سفينة البحار، ج5، ص56.
  76. السيد ابن طاووس، طرف من الأنباء والمناقب، ص561-564.
  77. المجلسي، بحار الأنوار، ج28، ص85-174.
  78. مشكوة، تاريخ تشيع در إيران، ص806.
  79. السيد ابن طاووس، طرف من الأنباء والمناقب، ص564.
  80. اميني گلستاني، آيا وچرا، ص 91.
  81. المجلسي، بحار الأنوار، ج28، ص86.
  82. سليم بن قيس، أسرار آل محمد(ص)، ص232.
  83. سليم بن قيس، أسرار آل محمد(ص)، ص232.
  84. سليم بن قيس، أسرار آل محمد(ص)، ص232.
  85. الديلمي، إرشاد القلوب، ج2، ص333.
  86. ابن‌ هشام، السيرة النبوية، ج2، ص655؛ ابن‌ سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص205.
  87. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ص201؛ ابن‌ كثير، البداية والنهاية، ج5، ص242.
  88. ابن‌ كثير، البداية والنهاية، ج5، ص243.
  89. ابن‌ هشام، السيرة النبوية، ج2، ص656؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص200.
  90. عبد المقصود، السقيفة والخلافة، ص81.
  91. ابن‌ أبي‌ الحديد، شرح نهج البلاغة، ج2، ص42-43.
  92. الصدر، فدك في التاريخ، ص62-63.
  93. البوشهري، «راز انكار رحلت پيامبر»، ص50.
  94. الأميني، الغدير، ج7، ص250.
  95. المظفر، السقيفة، ص117.
  96. جعفريان، تاريخ خلفا، ص22.
  97. الطائي، السقيفة انقلاب أبيض، ص185-192.
  98. راجع: غلامي، پس از غروب، ص63-66؛ پورسيد آقايي، چشمه در بستر، ص57-58.
  99. مادلنج، جانشيني حضرت محمد(ص)، ص61.
  100. المظفر، السقيفة، ص24؛ عبد المقصود، السقيفة والخلافة، ص27.
  101. راجع: شهيدي، تاريخ تحليلي إسلام، ص106-107.
  102. ابن‌ قتيبة، الإمامة والسياسة، ج1، ص22؛ ابن‌ الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص327.
  103. راجع: شهيدي، تاريخ تحليلي إسلام، ص106-107.
  104. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص124.
  105. عسكري، سقيفة، ص99.
  106. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج‏3، ص202.
  107. ابن‌ قتيبة، الإمامة والسياسة، ج1، ص30-31.
  108. ابن‌ قتيبة، الإمامة والسياسة، ج1، ص30-31.
  109. اليوسفي الغروي، «تاريخ هجوم به خانه حضرت زهرا»، ص14.
  110. المفيد، الاختصاص، ص186.
  111. ابن‌ عبد ربه، العقد الفريد، ج5، ص13.
  112. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج‏3، ص202.
  113. البلاذري، أنساب الأشراف، ج‏1، ص586.
  114. ابن‌ أبي‌ شيبة، المصنف، ج13، ص469.
  115. ابن‌ قتيبة، الإمامة والسياسة، ج1، ص30.
  116. ابن‌ عبد ربه، العقد الفريد، ج5، ص13.
  117. سليم بن قيس، كتاب سليم بن قيس، ج1، ص150.
  118. المسعودي، إثبات الوصية، ص146.
  119. العياشي، تفسير العياشي، ج2، ص67.
  120. يحتاج لمصدر.
  121. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص124؛ عسكري، سقيفة: بررسي نحوه شكل‌ گيري حكومت پس از پيامبر، ص99؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج‏3، ص202.
  122. اليوسفي الغروي، «تاريخ هجوم به خانه حضرت زهرا»، ص14.
  123. ابن‌ قتيبة، الإمامة والسياسة، ج1، ص30-31.
  124. الأميني، الغدير، ج7، ص108.
  125. المجلسي، بحار الأنوار، ج43، ص192.
  126. ابن‌ قتيبة، الإمامة والسياسة، ج1، ص30-31.
  127. اليوسفي الغروي، «تاريخ هجوم به خانه حضرت زهرا»، ص14.
  128. ابن‌ قتيبة، الإمامة والسياسة، ج1، ص30-31.
  129. سليم بن قيس، كتاب سليم بن قيس، ج1، ص153-155.
  130. العياشي، تفسير العياشي، ج2، ص68.
  131. ابن‌ قتيبة، الإمامة والسياسة، ج1، ص30-31.
  132. المفيد، الفصول المختارة، ص56-57.
  133. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص159-160؛ ابن‌ عبد البر، الاستيعاب، ج3، ص1155-1156؛ المسعودي، مروج الذهب، ج2، ص320-321.
  134. ابن‌ قتيبة، الإمامة والسياسة، ج1، ص42.
  135. ابن‌ سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص344.
  136. السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص129.
  137. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 160.
  138. ابن‌ أبي‌ الحديد، شرح نهج‌ البلاغة، ج1، ص188.
  139. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص296؛ ابن‌ أبي‌ الحديد، شرح نهج‌ البلاغة، ج1، ص188.
  140. ابن‌ الأثير، الكامل في التاريخ، ج3، ص66؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4، ص230-233؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص162.
  141. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص296-302؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص162؛ ابن‌ أبي‌ الحديد، شرح نهج‌ البلاغة، ج1، ص194.
  142. ابن‌ أبي‌ الحديد، شرح نهج‌ البلاغة، ج6، ص168
  143. مكارم الشيرازي، نهج البلاغة با ترجمة روان فارسي، ج1، ص39.
  144. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص158.
  145. آل ياسين، صلح الحسن، ص244-246؛ جعفريان، تاريخ خلفا، ص369.
  146. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص162.
  147. جعفريان، تاريخ خلفا، ص393.
  148. جعفريان، تاريخ خلفا، ص396.
  149. آل ياسين، صلح الحسن، ص259-260.
  150. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص338.
  151. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج11، ص514.
  152. جعفريان، تاريخ خلفا، ص378 و 436.
  153. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص301.
  154. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص338.
  155. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص338-343.
  156. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص343.
  157. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص382.
  158. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص389.
  159. جعفريان، تاريخ خلفا، ص544-545.
  160. جعفريان، حيات فكري وسياسي إمامان شيعة، ص316.
  161. جعفريان، حيات فكري وسياسي إمامان شيعة، ص266.
  162. جعفريان، حيات فكري وسياسي إمامان شيعة، ص316.
  163. الليثي، جهاد الشيعة، ص244.
  164. جعفريان، حيات فكري وسياسي إمامان شيعة، ص362-364.
  165. جعفريان، حيات فكري وسياسي إمامان شيعة، ص367.
  166. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، ص22.
  167. الليثي، جهاد الشيعة، ص408 و 495.
  168. الخضري، الدولة العباسية، ص470.
  169. الليثي، جهاد الشيعة، ص397.
  170. الليثي، جهاد الشيعة، ص247.
  171. الليثي، جهاد الشيعة، ص400-405.
  172. الخضري، الدولة العباسية، ص472؛ محرمي، تاريخ تشيع، ص132.
  173. جعفريان، حيات فكري وسياسي إمامان شيعة، ص436.
  174. الصدوق، الأمالي، ص68-69؛ العاملي، الحياة السياسية للإمام الرضا، ص277.
  175. العاملي، الحياة السياسية للإمام الرضا، ص280.
  176. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص453.
  177. الخضري، الدولة العباسية، ص470.
  178. العاملي، الحياة السياسية للإمام الرضا، ص422؛ جعفريان، حيات فكري وسياسي إمامان شيعة، ص446.
  179. المظفر، تاريخ الشيعة، ص71-74.
  180. فيرحي، «مباني فقهي مشروطه‌ خواهي از ديدگاه آخوند خراساني»، ص17.
  181. فيرحي، «مباني فقهي مشروطه‌ خواهي از ديدگاه آخوند خراساني»، ص25.
  182. فيرحي، «مباني فقهي مشروطه‌ خواهي از ديدگاه آخوند خراساني»، ص26.
  183. فيرحي، «مباني فقهي مشروطه‌ خواهي از ديدگاه آخوند خراساني»، ص18.
  184. مصطفوي، درآمدي بر تئوري‌ هاي حاكميت ودولت از منظر إسلام، ص173.
  185. فيرحي، فقه وسياست در إيران معاصر، ص93.
  186. فيرحي، فقه وسياست در إيران معاصر، ص94.
  187. مصطفوي، درآمدي بر تئوري‌ هاي حاكميت ودولت از منظر إسلام، ص174-177.
  188. حسني‌ نسب وآخرون، »تعامل با سلطان جور در انديشه شيخ مفيد»، ص104.
  189. حسني‌ نسب وآخرون، »تعامل با سلطان جور در انديشه شيخ مفيد»، ص112-114.
  190. مير علي، محمد علي، «مشروعيت همكاري با حاكم ستم‌گر در فقه سياسي شيعه، ص126-134.
  191. مير علي، محمد علي، «مشروعيت همكاري با حاكم ستم‌گر در فقه سياسي شيعه، ص126.
  192. مير علي، محمد علي، «مشروعيت همكاري با حاكم ستم‌گر در فقه سياسي شيعه، ص129.

المصادر والمراجع

  • إسماعيل، محمود، الحركات السرية في الإسلام، القاهرة، نشر سينا، 1997م.
  • ابن‌ أعثم الكوفي، محمد بن علي، الفتوح، بيروت، دار الأضواء، 1411هـ.
  • ابن‌ حجر الهيثمي، أحمد بن محمد، الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة، بيروت، مؤسسة الرسالة، رقم 1، 1417هـ.
  • ابن‌ حنبل، عبدالله بن أحمد، مسند الإمام أحمد بن حنبل، المحقق: شعيب الارنوط وابراهيم الزيبق، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1420هـ.
  • ابن‌ هشام، عبدالملك بن هشام، السيرة النبوية، المحقق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي، بيروت،‌ دار المعرفة، (د.ت).
  • ابن‌ كثير الدمشقي‏، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، دار الفكر، 1407هـ.
  • ابن‌سعد، محمد، الطبقات الكبري، المحقق: عطاء، محمد عبد القادر، بيروت، دار الكتب العلمية، رقم 1، 1410هـ.
  • الأنصاري، محمد باقر، غدير در قرآن، قرآن در غدير: نزول آيات قرآن در غدير، قم، دليل ما، رقم 1، 1387ش.
  • البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، بيروت، دار طوق النجاة، 1422هـ.
  • البلاذري، أحمد بن يحيي، أنساب الأشراف، المحقق: سهيل زكار ورياض زركلي، بيروت، دار الفكر، 1417هـ.
  • التنكابني، محمد بن عبد الفتاح، ضياء القلوب، قم، مجمع ذخائر إسلامي، 1382ش.
  • الجعفري، السيد حسين محمد، تشيع در مسير تاريخ، المترجم: السيد محمد تقي آيت‌ اللهي، طهران، دفتر نشر فرهنگ إسلامي، ‌1380ش.
  • الحسني، هاشم معروف، جنبش‌ هاي شيعي در تاريخ إسلام، المترجم: محمد صادق عارف، مشهد، بنياد پژوهش‌ هاي إسلامي آستان قدس رضوي، 1379ش.
  • الخضري، محمد بك، الدولة العباسية، بيروت، عالم الكتب، 1422هـ.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام، المحقق: عمر عبد السلام، بيروت، دار الكتاب العربي، رقم 2، 1413هـ.
  • السبحاني، الشيخ جعفر، الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف، الناشر: مؤسسة الامام الصادق عليه السلام، قم، (د.ت).
  • الشيخ الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج علي اهل اللجاج، مشهد، نشر مرتضي، رقم اول، 1403هـ.
  • الشيخ المفيد، محمد بن محمد بن نعمان، الإرشاد في حجج الله علي العباد، قم، كنگره شيخ مفيد، 1413هـ.
  • الشيخ المفيد، محمد بن محمد بن نعمان، الامالي، قم، كنگره شيخ مفيد، 1413هـ.
  • الطائي، نجاح، السقيفة انقلاب أبيض، بيروت، دار الهدي لإحياء‌ التراث، 1420هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الامم والملوك، المحقق: محمد ابوالفضل ابراهيم، بيروت، (د.ن)، (د.ت).
  • العاملي، السيد جعفر مرتضى، رنجهاي حضرت زهرا(س)، المترجم: محمد سپهري، قم، تهذيب، 1382ش.
  • العاملي، السيد جعفر مرتضي، الحياة السياسية للإمام الرضا، قم، مؤسسة النشر الاسلامي، 1403هـ.
  • العسكري، السيد مرتضى، نقش أئمه در إحياء دين، طهران،‌ دار منير للنشر، 1382ش.
  • الليثي، سميرة مختار، المحقق: سامي الغريري، قم، دار الكتاب الاسلامي، 1428هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403هـ.
  • المظفر، محمد حسين، تاريخ الشيعة، بيروت، دار الزهراء، 1408هـ.
  • النيسابوري، مسلم بن حجاج، الصحيح، به كوشش محمد فؤاد عبدالباقي، مصر، دار الحديث، 1412هـ.
  • الواقدي، محمد، المغازي، المحقق: مارسدن جونز، لبنان، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ‌1409هـ.
  • اليعقوبي، أحمد بن إسحاق، تاريخ اليعقوبي، بيروت،‌ دار صادر، (د.ت).
  • اليوسفي الغروي، محمد هادي، «تاريخ هجوم به خانه حضرت زهرا (عليها السلام)»، تاريخ در آينه پژوهش، رقم 27، خريف 1379ش.
  • امامي‌ فر، علي، تاريخ‌ نگاران شيعة (تا قرن هفتم هجري)، قم، پارسايان، 1383ش.
  • جعفريان، رسول، تاريخ خلفا: از رحلت پيامبر تا زوال أمويان، قم،‌ الناشر: دليل ما، 1380ش.
  • جعفريان، رسول، حيات فكري وسياسي إمامان شيعة، قم، الناشر: أنصاريان، 1387ش.
  • جعفريان، رسول، سيرة رسول خدا(ص)، قم، دليل ما، 1383ش.
  • جلالي، عبد المهدي، «پژوهشي درباره سليم بن قيس هلالي»، مجلة مطالعات إسلامي الفصلية، رقم 60، صيف 1382ش.
  • حاجي‌ تقي،‌ محمد، جهاد شيعة در دوره اول عباسي، نوشته سميرة مختار الليثي، المترجم: محمد حاجي‌ تقي، قم، شيعة شناسي، 1384ش.
  • حسني‌ نسب، مرتضي، وآخرون، «تعامل با سلطان جور در انديشه شيخ مفيد»، مجلة فقه الفصلية، رقم 80، صيف 1393ش.
  • رستميان، محمد علي، حاكميت سياسي معصومان، قم، دبيرخانه مجلس خبرگان رهبري، 1381ش.
  • رضا، السيد محمد رشيد، تفسير القرآن الكريم، مصر، 1366هـ.
  • سلطاني، سيد محمد وفلاح‌ زاده، سيد محمد حسين، «بررسي گزارش‌ هاي چالش‌ برانگيز كتاب سليم بن قيس پيرامون حضرت مهدي»، نشرية مشرق موعود، رقم 49، ربيع 1398ش.
  • شرف‌ الدين، السيد عبد الحسين، المراجعات، قم، المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، رقم 2، 1426هـ.
  • طقوش، محمد سهيل، تاريخ الدولة العباسية، بيروت، دار النفائس،‌ 2009م.
  • عبد المحمدي، حسن، «ريشه هاى فرهنگى، سياسى واجتماعى قيام إمام حسين(عليه السلام)»، شهرية معرفت، رقم 67، تير 1382ش.
  • عبد المقصود، عبد الفتاح، السقيفة والخلافة، بيروت، دار المحجة البيضاء، 1427هـ.
  • غلامي، يوسف، پس از غروب، قم، دار نجم الهدى للنشر، 1388ش.
  • فيرحي، داوود، «مباني فقهي مشروطه‌ خواهي از ديدگاه آخوند خراساني»، في شناخت‌ نامه آخوند خراساني،‌ مجلد 2، المحقق: مهدي مهريزي، قم، دفتر تبليغات إسلامي، ‍1390ش.
  • فيرحي، داوود، فقه وسياست در إيران معاصر: فقه سياسي وفقه مشروطة، طهران، دار ني للنشر، 1396ش.
  • مادلونگ، ويلفرد، جانشيني حضرت محمد(ص)، المترجم: أحمد نمايي وآخرون، مشهد، بنياد پژوهش‌ هاي إسلامي آستان قدس رضوي، 1377ش.
  • مجموعة من المؤلفين،‌ تاريخ تشيع، تحت إشراف السيد أحمد رضا خضري، طهران، انتشارات سمت،‌ 1388ش.
  • محرمي، غلام حسن، تاريخ تشيع از آغاز تا پايان غيبت صغرى، قم، مؤسسة آموزشي وپژوهشي إمام خميني، 1382ش.
  • مركز الأبحاث العقائديّة، موسوعة الأسئلة العقائديّة، قم، ط1، نشر: ستارة، 1429هـ.
  • مريجي، شمس‌ الله، «عاشورا پيامد تغيير ارزش‌ها، شهرية معرفت، رقم 56، مرداد 1381ش.
  • مشكوة، أحمد، تاريخ تشيع در إيران، (د.م)، نشر هادي مشكوة، 1358ش.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، پيام قرآن، طهران، دار الكتب الاسلامية، رقم 9، 1386ش.
  • مير علي، محمد علي، «مشروعيت همكاري با حاكم ستم‌گر در فقه سياسي شيعه»، مجلة شيعة شناسي الفصلية، رقم 53، ربيع 1395ش.
  • پاكتچي، أحمد، «انديشه سياسي در تعاليم امام رضا(ع)»، در ابعاد شخصيت وزندگي إمام رضا(ع)، طهران، جامعة الإمام صادق، 1393ش.
  • پورسيد آقايي، السيد مسعود، چشمه در بستر: تحليلي از زمان‌ شناسي حضرت زهرا (س)، قم، الناشر: حضور، 1375ش.