سهل بن سعد الساعدي

سهل بن سعد بن مالك الأنصاري الساعدي، (وفاة 88 أو 91 هـ) من صحابة النبي (ص) ومن أصحاب الإمام علي (ع) ومن رواة حديث الغدير، ومن أهم ما سجل له التاريخ بيتعه في العقبة للنبي (ص) ومشاركته في غزوة تبوك وصلاته باتجاه القبلتين، كما روى سهل بعض أحداث سبايا كربلاء حين وصولهم إلى الشام، وقد ورد أنه كان آخر الصحابة الذين توفوا في المدينة المنورة.

سهل بن سعد الساعدي

معلومات شخصية
الاسم الكامل	سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة
الكنية	أبو العباس - ابو يحيى
اللقب	الساعدي - الأنصاري
الموطن	المدينة
المهاجرون/الأنصار	أنصاري
النسب/القبيلة	بنو ساعدة
الوفاة/الاستشهاد	سنة 88 أو 91 هـ - المدينة المنورة
المدفن	المدينة
معلومات دينية
المشاركة في الحروب	معركة تبوك
سبب الشهرة	من صحابة النبي - من الموالين والمناصرين لأمير المؤمنين علي
الأعمال البارزة	مساعدته لسبايا كربلاء عند وصولهم إلى الشام
الفعاليات الأخرى	بايع البيعتين وصلى إلى القبلتين
الأعمال	من رواة الأحاديث ومنها: حديث الغدير وحديث الراية وغيرهما

في زمن النبي (ص)

سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي، ينحدر نسبه إلى بني ساعدة يعدّ من أشهر صحابة النبي (ص)، وكان عمره حينما توفي النبي (ص) 15 سنة. ورد أن اسمه كان حزناً فسمّاه النبي سهلاً، وكان يكنى بأبي العباس أو أبي يحيى،عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام علي (ع).

بايع في عهد النبي (ص) البيعتين وصلّى باتجاه القبلتين، وأثنى النبي (ص) عليه، فعدّ ذلك من فضائله، وقد ورد أنّ أختيه نائلة وعمرة من النساء المسلمات اللواتي بايعن النبي الأكرم (ص) في المدينة.

ومع أن عمره كان صغيراً لكنه شهد معركة تبوك، ويقول في ذلك: كنت أصغر أصحابي في تبوك، فكنت شَفْرَتَهم: يعني خادِمَهم.

روايته للحديث

روى عن النبي (ص)، والإمام علي (ع)، وفاطمة (ع). وروى عنه أبو هريرة، وسعيد بن المسيب، والزهري، وأبو حازم، وابنه عباس بن سهل.

روي عن سهل قال: سألت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الأئمة فقالت: كان رسول الله يقول لعلي عليه السلام: يا علي أنت الإمام والخليفة بعدي، ثم ذكر له الأئمة إلى الإمام القائم.

شهد غدير خم وروى حديثه، وفضلاً عنه فقد روى حديث الراية الذي ورد فيه:

لأعطين الراية غداً رجلاً يحب اللهَ ورسولَه، ويحبه اللهُ ورسولهُ، كرّار غير فرّار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه، فأعطاها علياً ففتح على يديه.

في كلام الإمام الحسين (ع)

عندما خطب الإمام الحسين (ع) فيما خطب في أحداث محرم سنة 61 هـ. احتج على من جاء لقتاله بشهود ثقات على مقاله، وكان سهل بن سعد منهم، فقال مخاطباً إيّاهم:

وإن كذبتموني فإن فيكم من لو سألتموه عن ذلك أخبركم ، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري وأبا سعيد الخدري وسهل بن سعد الساعدي وزيد بن أرقم وأنس بن مالك، يخبروكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلى الله عليه وآله لي ولأخي.

مع سبايا كربلاء

بعد أن استشهد الإمام الحسين (ع) وجاؤوا بعائلة الإمام ومن معهم إلى الشام سبايا التقى سهل بهذا الركب، وسأل سكينه بنت الإمام الحسين (ع) ما إذا كان لديها حاجة كي يقضيها لها، فطلبت منه أن يقول لمن كان يحمل رأس الإمام الحسين (ع) أن يقدّم الرأس أمام السبايا حتى يشتغل الناس بالنظر إليه، ولا ينظروا إلى حُرم رسول الله صلى الله عليه واله، كما أنّه روى كيفية دخول السبايا إلى الشام.

دفاعه عن أهل البيت

وهناك قرائن تشير إلى أنّ سهلاً كان معروفاً بولائه لأمير المؤمنين وأهل بيته (ع)؛ فلذا كان يتعرض لمضايقات وتعذيب، فمن ذلك:

يروى أنّه استعمل على المدينة رجل من آل مروان ، فدعا سهل بن سعد ، فأمره أن يشتم علياً ، فامتنع سهل من ذلك، فقال له : إن كان يصعب عليك الأمر، فيمكنك أن تستخدم كنية أبي تراب بدلاً عن علي، فقال سهل : ما كان لعلي (ع) اسم أحبّ إليه من أبى تراب.

وفي موقف آخر، أرسل الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 74 إلى سهل بن سعد سأله عن ممانعته لمساعدة عثمان، فأنكر سهل ذلك، فقال له الحجاج: كذبت، ثم أمر به فختم في عنقه، وذلك لإذلاله، وأن يجتنبه الناس ولا يسمعوا منه، ويروى أيضاً لهذا المطلب - أي: للاستخفاف ـ ختم الحجاج بالرصاص على عنقه وعنق أنس بن مالك وعنق جابر بن عبد الله الأنصاري.

وفاته

توفي سهل سنة 88 أو 91هـ، وكان عمره 96 أو 99 سنة، ويعتبر آخر من بقي من الصحابة بالمدينة، ويروى عنه قال: لو مت لم تسمعوا من أحد يقول: "قال: رسول الله (ص)".