قَنْبَر، هو مولى الإمام علي عليه السلام، ومن خواص أصحابه، وحامل لواء جيش الإمام علي عليه السلام في معركة صفين، وعُدّ من شرطة الخميس، استشهد على يد الحجاج الثقفي.

قنبر
قبر منسوب إلي قنبر في مدينة نيسابور
قبر منسوب إلي قنبر في مدينة نيسابور
تاريخ ولادةإنه من أبناء القرن الهجري الأول .
سبب وفاةاستشهد على يد الحجاج الثقفي
دفندُفن ببغداد، وقيل: بحمص
والداناسم أبيه حمدان
أعمال بارزةمن خواص أصحاب أمير المؤمنين وعُدّ من شرطة الخميس

نسبه

لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، ولا من هي عائلة قنبر، إلّا أنّه كان من أعلام القرن الأوّل الهجري، وكنيته أبو همدان.[١] عاش مجهول النسب، إلاّ أن التصاقه بالإمام علي  أعطاه شهرة وعرّفه من بين أقرانه.

مكانته

كان قنبر من خواص أصحاب الإمام علي ، حيث كان من السابقين المقرّبين له[٢]، كما كان حاجبه.[٣]

دفع إليه أمير المؤمنين  اللواء يوم صفّين في قبال غلام عمرو بن العاص الذي كان قد رفع لواءه.

جاء ذكره ضمن شرطة الخميس مع أويس القرني وميثم التمار ومالك الأشتر وكميل بن زياد وحبيب بن مظاهر الأسدي.[بحاجة لمصدر]

استشهاده

لشدّة حبّه ودفاعه عن أمير المؤمنين   أمر الحجاج بن يوسف الثقفي بقتله.

فقد روي أنّه سُئل: مولى مَن أنت؟ فقال: أنا مولى مَن ضرب بسيفين، وطعن برمحين، وصلّى القبلتين، وبايع البيعتين، وهاجر الهجرتين، ولم يكفر بالله طرفة عين...[٤]، فلمّا سمع ذلك الحجّاج أمر بقطع رأسه.

وروي عن الإمام الهادي   : «أنّ قنبر مولى أمير المؤمنين أُدخل على الحجاج بن يوسف فقال له: ما الذي كنت تلي من أمر علي بن أبي طالب ؟

قال: كنت أوضّيه. فقال له: ما كان يقول إذا فرغ من وضوئه؟

قال: كان يتلو هذه الآية: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ القَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ﴾. فقال الحجّاج: كان يتأوّلها علينا؟

فقال: نعم.

فقال: ما أنت صانع إذا ضربت علاوتك؟

 
قبر منسوب إلی قنبر في مدینة بغداد

قال: إذاً أسعد وتشقى.

فأمر به فقتله».[٥] ودُفن ببغداد، وقيل بحمص، وقبره معروف يُزار.

ذريته

ذُكر في بعض المواطن اسماء بعض ذراري قنبر، ومنهم:

  • أبي جبير ابن قنبر، وقد روى عن أبيه.[٦]
  • سالم بن قنبر.[٧]
  • أبو الفضل العباس بن الحسن بن خشيش القنبري.[٨]
  • نعيم بن سالم بن قنبر مولي علي بن أبي طالب ‏ .[٩]
  • شاعر باسم محمد بن علي القنبري كان يسكن مدينة همدان.[١٠]

وجاء في كتاب (تاريخ بيهق) ذكر مسجدين: الأول مسجد هاني في نيشابور، والآخر شادان في سبزوار، وهما منسوبان لاثنين من أبناء قنبر.[١١]

عدالته

ورد في رواية عبد الرحمن بن الحجاج أنّ أمير المؤمنين  اعترض على شريح القاضي حينما ردّ شهادة قنبر، وقال: «هذا مملوك، وما بأس بشهادة المملوك إذا كان عدلاً».[١٢]

ما قيل في شأنه

قال الإمام الصادق : «كان قنبر غلام علي يحبّ عليّاً   حبّاً شديداً».[١٣]

قال السيد علي البروجردي (قدس سره): (فيه أحاديث دالّة على حسن حاله وخلوصه).[١٤]

وقال الشيخ علي النمازي الشاهرودي (قدس سره): من خواص أصحاب أمير المؤمنين ومولاه، مشكور ثقة عدل.[١٥]

مواقف من حياة قنبر

ورد في كتب التاريخ، علاقة قنبر واتصاله بأمير المؤمنين  ولذا عدّه الشيخ الطوسي في أصحاب أمير المؤمنين .[١٦]

وذكر ابن قتيبة والذهبي أنه كان مع الإمام الحسن  حين هجم الناس على بيت عثمان، وأنه جُرح أيضاً، [١٧] وفي معركة صفين أخرجه الإمام  يحمل رايةً في قبال غلام عمرو بن العاص الذي حمل الراية،[١٨]، وفي هذه المعرك قتل قنبر حرب غلام معاوية.[١٩]

خطاب الإمام علي (ع) لقنبر

قال أمير المؤمنين  يخاطب قنبر: «يا قنبر، إنّ الله تبارك وتعالى عرض ولايتنا على أهل السماوات وأهل الأرض من الجنّ والإنس والثمر وغير ذلك، فما قبل منه ولايتنا طاب وطهر وعذب، وما لم يقبل منه خبث وردئ ونتن».[٢٠]

تنفيذ حكم القتل

روى ابن شهر آشوب [٢١] أنّ سبعين رجلاً من الزط[ملاحظة ١]أتو أمير المؤمنين {عليه السلام}} بعد قتال أهل البصرة يدعونه إلهاً بلسانهم،وسجدوا له، قال لهم: «ويلكم، لا تفعلوا إنّما أنا مخلوق مثلكم» ، فأبوا عليه، فقال: «فإن لم ترجعوا عمّا قلتم فيّوتتوبوا إلى الله لأقتلنّكم».

قال: فأبوا، فخد لهم أخاديد،وأوقد ناراً، فكان قنبر يحمل الرجل بعد الرجل على منكبه فيقذفه في النار، ثمّ قال:

إنّي إذا أبصرت أمراً منكراًأوقدت ناراًودعوت قنبرا
ثمّ احتفرت حفراً فحفراًو قنبر يخطم خطماً منكرا


شاهدٌ للإمام

و لما أن ترافع الإمام   إلى القاضي شريح يشكو اليهودي الذي رأى دعه   عليه، طلب منه شريح أن يحضر شهوداً، فأحضر معه ابنه الحسن وقنبر (رحمه الله).[٢٢]

الإمام يقتص منه بالعدل

وفي أحد الأيام أمر الإمام  قنبر أن يضرب رجلاً حداً، فغلُظ قنبر فزاده ثلاثة أسواط، فأقاده   من قنبر ثلاثة أسواط [٢٣] أي طلب من الرجل ان يضرب قنبر ثلاثة أسواط.

  • قال زاذان: لما توفي سلمان أتيت باب الدار فإذا علي  وقنبر قد ترجّلا من على صهوت الجواد.[٢٤]

أمين على باب الإمام

جاء الأشعث بن قيس إلى دار الإمام  يستأذن عليه فردّه قنبر ولم يأذن له في الدخول، فغضب الأشعث وأدمى أنف قنبر.[٢٥]

حلمك يا قنبر

سمع أمير المؤمنين  رجلاً يشتم قنبرا، وقد رام قنبر أن يردّ عليه، فناداه أمير المؤمنين : «مهلا يا قنبر، دع شاتمك مهاناً، تُرضِ الرحمن، وتُسخط الشيطان، وتعاقب عدوك». [٢٦]

الهوامش

  1. قنبر مولى أمير المؤمنين
  2. المفيد، الاختصاص، ص 6.
  3. المسعودي، التنبيه والإشراف ص 258 .
  4. المفيد، الاختصاص ص 37 .
  5. العياشي، تفسير العيّاشي، ج 1، ص 359، ح 22 .
  6. ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 8، ص 113.
  7. الحموي، معجم البدان، ج 1 ص 310.
  8. السمعاني، الأنساب، ج 10، ص 492.
  9. الحموي، معجم البلدان، ج 1، ص 310.
  10. السمعاني، الأنساب، ج 10، ص 491.
  11. البيهقي، تاريخ بيهق، ص 122.
  12. الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 3، ص 110، ح 3428.
  13. الكليني، الكافي، ج 2، ص 59، ح 10.
  14. البروجردي، طرائف المقال، ج 2، ص 103، رقم 7645.
  15. النمازي، مستدركات علم رجال الحديث، ج 6، ص 281، رقم 11896.
  16. الطوسي، رجال الطوسي، ص 79.
  17. ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 62؛الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 3، ص 459.
  18. الطبري، تاريخ الإمم والملوك، ج 4، ص 563؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 279.
  19. ابن أعثم، الفتوح، ج 3، ص 127.
  20. المفيد، الاختصاص، ص 249.
  21. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 227.
  22. ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، ج 1، ص 320؛ الثقفي، الغارات، ج 2، ص 723.
  23. الكليني، الكافي، ج 7، ص 260، باب النوادر ح 1.
  24. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 2، ج 302.
  25. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 6، ص 117.
  26. المفيد، الأمالي، ص 111.

ملاحظة

  1. الزط: بضم الزاي وتشديد الطاء هو تعريب للكلمة الفارسية جت أو جتس. أصلهم من بلاد الهند إلى بلاد فارس والعراق، استقرت في العراق وقاموا بثورة أثناء الفتنة بين الأمين والمأمون واستمرت حتى خلافة المعتصم ونجح في القضاء على فتنتهم. ومنطقتهم تقع بين المنصورة ومكران في بلاد السند وهم من أهم شعوب وادي السند،وكانوا يسمون بالنور والغجر، يشتغلون بالسفن والقرصنة في البحر والرعي أو قطع الطرق في البر تبعاً للبيئة والظروف المحيطة بهم.

المصادر والمراجع

  • ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن‌ هبة الله‌، شرح نهج البلاغة، تحقیق: محمد ابوالفضل ابراهیم، بیروت، دار احیاء الکتب العربیة، 1378 هـ.
  • ابن أعثم ، أحمد الكوفي، كتاب الفتوح، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الأضواء، ط 1، 1411 هـ/ 1991 م.
  • ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1385 هـ/ 1965 م.
  • ابن العماد الحنبلي، عبد الحي بن أحمد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، بيروت، دار الكتب العلمية، د.ت.
  • ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ.
  • ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1376 هـ/ 1956 م.
  • ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم، الإمامة والسياسة، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الأضواء، ط 1، 1410 هـ.
  • البروجردي، علي أصغر، طرائف المقال، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، قم، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، ط 1، 1410 هـ.
  • البيهقي، علي بن زيد بن محمد، تاريخ بيهق، دمشق، دار اقرأ، ط 1، 1425 هـ.
  • الثقفي، إبراهيم بن محمد، الغارات، طهران، انجمن آثار ملى‌، ط 1، 1395 هـ.
  • الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان، بيروت، دار إحياء الثراث العربي، 1399 هـ/ 1979 م.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، بيروت، دار الكتاب العربي، ط 2، 1998 م.
  • السمعاني، عبد الكريم بن محمد، الأنساب، تحقيق: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، حيدر آباد، مجلس دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1382 هـ/ 1962 م.
  • الصدوق، محمد بن علي، من لا يحضره الفقيه، تحقيق: علي أكبر الغفاري، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1413هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم و الملوك، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم ، بيروت، دار التراث العربي، ط 2، 1387 هـ/ 1967 م.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي، تحقيق: جواد القيومي الإصفهاني، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1415 هـ.
  • العياشي، محمد بن مسعود، تفسير العيّاشي، طهران، المكتبة العلمية الإسلامية، ط 1، 1380 هـ.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق: علي أكبر الغفاري، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط 3، 1388 هـ.
  • المسعودي، علي بن الحسين، التنبيه والاشراف، القاهرة، دار الصاوي، د.ت.
  • المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، الاختصاص،قم، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، 1413 هـ.
  • المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، الأمالي، بيروت، دار المرتضى، د.ت.
  • النمازي، علي، مستدركات علم رجال الحديث، طهران، د.ن، ط 1، 1414 هـ.