الإمام علي الهادي عليه السلام
الإمام العاشر عند الإمامية | |
الاسم | علي |
---|---|
الكنية | أبو الحسن الثالث |
تاريخ الميلاد | 15 ذي الحجة سنة 212 هـ |
تاريخ الوفاة | 3 رجب سنة 254 هـ |
مكان الميلاد | صريا، المدينة |
مكان الدفن | سامراء، العراق |
مدة إمامته | 34 عاماً |
مدة حياته | 42 عاماً |
الألقاب | الهادي، والنقي، والعالم، والفقيه |
الأب | الإمام الجواد |
الأم | سمانة المغربية |
الزوج | سليل النوبية |
الأولاد | حسن، ومحمد، وحسين، وجعفر |
المعصومون الأربعة عشر | |
النبي محمد · الإمام علي · السيدة الزهراء . الإمام الحسن المجتبي · الإمام الحسين · الإمام السجاد · الإمام الباقر · الإمام الصادق · الإمام الكاظم · الإمام الرضا · الإمام الجواد · الإمام الهادي · الإمام الحسن العسكري · المهدي المنتظر |
الإمام علي الهادي عليه السلام، (212 - 254 هـ) هو علي بن محمد بن علي بن موسى، عاشرُ أئمة الشيعة الإمامية والمعروف بالنقي والهادي، وقد امتدت إمامته 34 عاماً منذ وفاة أبيه الجواد سنة 220 هجرية حتى رحيله سنة 254 هجرية. قضى أكثر سنوات إمامته في مدينة سامراء، وكان ذلك بأمر من المتوكل العباسي.
سجّلت المصادر الحديثية الكثير من الأحاديث المروية عنه في مجال تفسير القرآن والفقه والأخلاق بالإضافة إلى الزيارة الجامعة التي تحتوي مضامين عقدية، وتلقي الأضواء على قيمة الإمام ومكانته في الفكر الشيعي.
كانت علاقة الإمام الهادي بـشيعته عبر وكلائه في مؤسسة الوكالة. ومن أصحابه عبد العظيم الحسني، وعثمان بن سعيد، وإبراهيم بن مهزيار.
ومرقد الإمام الهادي مع ابنه الإمام العسكري في سامراء ویُعرف بـحرم العسكريين، وقد تعرض سنة 2006 و2007 م لعمليتين تخريبيتين قامت بها مجموعات تكفيرية أدّت إلى تدمير القبة والمنائر بالكامل، ولكن بعد ذلك تمّ بناء المرقد من جديد.
هويته الشخصية
علي بن محمد، المشهور بالإمام الهادي وعلي النقي، هو عاشر أئمة الشيعة. والده الإمام محمد الجواد تاسع أئمة الشيعة، وأمّه أمّ ولد يقال لها سمانة المغربية[١] أو سوسن.[٢]
يلقب هو وابنه الحسن بـالعسكريين، وإنّما لقّبا بذلك لفرض السلطة العباسية الإقامة الجبرية عليهما في سامراء التي كانت يومها معسكراً للجند.[٣]
ومن أشهر ألقابه الهادي والنقي،[٤] النجيب والمرتضى والعالم والفقيه والأمين والطيب.[٥] يكنى بأبي الحسن الثالث،[٦] وأبي الحسن الأخير تمييزاً له عن الإمام الكاظم المكنى بأبي الحسن الأوّل وعن الإمام الرضا المكنى بأبي الحسن الثاني.
حياته
ولد الإمام حسب رواية كل من الكليني والشيخ المفيد والشيخ الطوسي في 15 ذي الحجة سنة 212 هـ بـصَريا - قرية أسسها الإمام موسى بن جعفر - على ثلاثة أميال من المدينة.[٧] وهناك أوقال أخرى في مولده، كالثاني أو الخامس من رجب عام 212هـ، ورجب عام 214هـ، وجمادى الآخرة عام 215هـ.
وبحسب المسعودي، مؤرخ القرن الرابع، فإنه في العام الذي حجّ فيه الإمام الجواد مع زوجته أم الفضل، تمّ إحضار الإمام الهادي إلى المدينة المنورة وهو صغير،[٨] وعاش في المدينة حتى عام 233 هـ. وكتب اليعقوبي، مؤرخ القرن الثالث، أنّه في هذه السنة استدعى المتوكل العباسي الإمام الهادي إلى سامراء،[٩] وأقامه في منطقة تسمّى العسكر ليكون تحت سيطرته، وبقي الإمام الهادي هناك حتى نهاية حياته.[١٠]
قضية استبصار الجنيدي
ورد في كتاب «إثبات الوصية» أنّ السلطة العباسية بعد استشهاد الإمام الجواد (عليه السلام)، كلّفت رجلاً يُدعى أبا عبد الله الجُنَيدي، وهو من أشدّ الناس عداوةً لأهل البيت (عليهم السلام)، بالإشراف على تعليم الإمام الهادي (عليه السلام) ومراقبته وعزله عن شيعته، غير أنه ما لبث أن تأثّر بعلم الإمام وشخصيته، حتى اعتنق مذهب أهل البيت(ع).[١١]
عائلته
نقل في بعض التواريخ: أنّه كانت له سرية لا غير، يعني أمّ ولد يقال لها سليل[١٢] النوبية[١٣] والتي أنجبت له الإمام الحسن العسكري.
وذهب أكثر العلماء أنّه أعقب أربعة من الذكور، واختلفوا في الإناث، فذهب الخصيبي إلى أنّ أبناء الإمام هم: الإمام الحسن العسكري محمد، الحسين، جعفر وهو المعروف بـالكذاب والمدعي الإمامة بعد أبيه.[١٤]
وقال الشيخ المفيد: وخلف - الإمام الهادي - من الولد أبا محمد الحسن ابنه وهو الإمام من بعده والحسين ومحمداً وجعفراً وابنته عائشة.[١٥] وأضاف لهم ابن شهر آشوب بنتاً أخرى يقال لها عليّة.[١٦] والملاحظ من القرائن والشواهد المستفادة من كلمات مؤرخي أهل السنة أنّ له ابنة واحدة مختلف في اسمها، فقيل: حكيمة، وقيل: علية، وقيل: عائشة.[١٧] وقال الطبري: إن له ابنتين هما: عائشة ودلالة.
الشهادة والمرقد
وفقًا لما ذكره الشيخ المفيد (توفي عام 413 هـ)، انتقل الإمام الهادي(ع) إلى رحمة الله في شهر رجب من عام 254 هـ، بعد أن قضى 20 عامًا و9 أشهر في سامراء، وكان في سن 41 عامًا عند وفاته.[١٨] كما ورد في كتاب "دلائل الإمامة" و"كشف الغمة" أن الإمام العاشر تعرض للتسمم خلال فترة حكم المعتز العباسي (252-255 هـ)، مما أدى إلى استشهاده.[١٩] ويشير ابن شهرآشوب (توفي عام 588 هـ) إلى أنه استشهد في أواخر حكم المعتمد العباسي (256-278 هـ)، وينقل عن ابن بابويه أن المعتمد العباسي هو من دس له السم.[٢٠]
تذكر بعض المصادر أن يوم استشهاد الإمام هو الثالث من رجب،[٢١] بينما تشير مصادر أخرى إلى أنه الخامس والعشرين أو السادس والعشرين من جمادى الآخرة.[٢٢] في التقويم الرسمي لجمهورية إيران الإسلامية، تم تسجيل الثالث من رجب كاليوم الذي استشهد فيه.
حسب ما أورد المسعودي، المؤرخ من القرن الرابع الهجري، شارك الإمام حسن العسكري(ع) في تشييع جنازة والده. وقد وُضعت الجنازة على الطريق الذي كان أمام بيت موسى بن بغا، وقبل أن يشارك الخليفة العباسي في التشييع، صلى الإمام العسكري(ع) على جنازة والده. كما أشار المسعودي إلى ازدحام الناس في تشييع جنازة الإمام الهادي(ع).[٢٣]
حرم الإمامين العسكريين
دفن الامام الهادي (ع) في داره التي كان يسكنها في سامراء.[٢٤] ويُعرف محل دفن الإمامين علي الهادي (ع) وأبنه الحسن العسكري (ع) في مدينة سامراء، بالحرمين العسكريين(ع) وبعد دفن الإمام الهادي (ع) في بيته، عيّن الإمام العسكري (ع) خادماً لقبره. وفي سنة 328هـ بنيت أول قبة على قبورهم.[٢٥] وتمّ ترميم وتجديد الضريح العسكري في فترات شتى.[٢٦] ويتدفق الزوار الشيعة إلى سامراء سنويا لزيارة الإمام الهادي والإمام الحسن العسكري(ع).
وقد تعرض الحرم للتخريب إثر تفجيرين إرهابيَين عامي 2006م و2007م، ما أدى إلى تدمير جزء من البناء بما فيه القبة والمأذنة والضريح.[٢٧] وبدأت أعمال إعادة إعمار وبناء قبة الضريح من قبل لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة في إيران وانتهت في عام 2015 م،[٢٨] تحت إشراف مكتب آية الله السيستاني.[٢٩]
فترة إمامته
الإمام الهادي
الناس في الدنيا بالأموال، وفي الآخرة بالأعمال.
مسند الإمام الهادي، ص 304.
في سنةِ مئتين وعشرين للهجرة، تولّى علي بن محمد الإمامةَ وهو في سنِّ الثامنة.[٣٠] وبحسب ما ورد في المصادر، فإنَّ صغر سنِّ الإمام الهادي(ع) عند بداية إمامته لم يُسبّب أيَّ شكٍّ أو اختلاف بين أتباعه، وذلك لأنَّ إمامة والده الإمام الجواد(ع) قد بدأت أيضاً في سنّ مبكرةٍ.[٣١] وذكر الشيخ المفيد أنّ الشيعة بعد استشهاد الإمام التاسع، ذهبوا إلى إمامةِ الإمامِ الهادي(ع)، إلا فئةً قليلةً منهم،[٣٢] فإنّهم اعتقدوا بإمامةَ أخيه موسى بن محمد المعروف بموسى المبرقع، ثمَّ ما لبثوا أن رجعوا عن ذلك وانضمّوا إلى جمهور الشيعة.[٣٣] وقد علّل سعد بن عبد الله عودة هؤلاء إلى القول بإمامة الهادي لتنفر موسى المبرقع - نفسه - من هؤلاء القوم وطرده لهم.[٣٤]
وقد ذهب أعلام الطائفة الشیعیة، کالشیخ المفید[٣٥] وابن شهرآشوب،[٣٦] إلىٰ أنّ اتفاق الشیعة علىٰ إمامة الإمام الهادی(ع) مع عدم وجود أيّ مُدّع للإمامة غيره، يعدّ دلیلاً قاطعاً علىٰ إثبات إمامته.[٣٧] وقد سرد محمد بن يعقوب الكليني والشيخ المفيد، النصوص المتعلقة بإثبات إمامته في مصنفاتهما،[٣٨] ومنها: أنّه لمّا أمر المعتصم العباسي باستدعاء الإمام الجواد عليه السلام من المدينة إلى بغداد وشعر الإمام بالخطر المحدق به جراء هذا الاستدعاء جعل الأمر إلى ولده الهادي،[٣٩] بل كتب وثيقة صرح فيها بإمامة الهادي لإيصاد الباب أمام جميع محاولات التشكيك والريبة في إمامته.[٤٠]
ويؤکّد ابن شهرآشوب أنّ إثبات إمامة علي بن محمد(ع) عند الشيعة يستند إلىٰ نصوص مروية عن الأئمة السابقین، ونُقلت بواسطة رُواةٍ مثل إسماعيل بن مهران وأبي جعفر الأشعري.[٤١]
الخلفاء المعاصرون له
تولّى الإمام الهادي (عليه السلام) الإمامة لمدة ثلاثة وثلاثين عاماً (220 هـ - 254 هـ).[٤٢] وفي خلال هذه المدة، تعاقب على الخلافة العباسية عدّة خلفاء. تزامنَت بدايةُ إمامته مع خلافة المعتصم، ونهايتها مع خلافة المُعتَزّ.[٤٣] غير أن ابن شهرآشوب ذكر أن نهاية عمر الإمام الهادي (عليه السلام) كانت في خلافة المعتمد العباسي.[٤٤]
عاصر الإمام العاشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) سبع سنوات من خلافة المعتصم العباسي.[٤٥] ووفقاً لما ذكره جاسم حسين، مؤلف كتاب "التاريخ السياسي لغيبة الإمام الثاني عشر (عج)"، فقد تميّزت سياسة المعتصم خلال إمامة الإمام الهادي(ع) بتخفيف التضييق على الشيعة، وذلك بالمقارنة مع الفترة التي سبقت في عهد الإمام الجواد(ع) وكان أكثرَ مُداراةً للعلويين، ويعود سبب هذا التغيير في سياسته إلى تحسّن الظروف الاقتصادية وتراجع الثورات العلوية.[٤٦] كما تزامنت أيضاً حوالي خمس سنوات من فترة إمامة الإمام الهادي(ع) مع خلافة الواثق، وأربعة عشر عاماً مع خلافة المتوكل، وستة أشهر مع خلافة المستنصر، وعامين وتسعة أشهر مع خلافة المستعين، وأكثر من ثماني سنوات مع خلافة المعتز.[٤٧] وعليه، فإنَّ خلفاء بني العباس الذين عاصروا الإمام عليَّ الهادي(ع) هم على النحو التالي:
وكانت شهادة الإمام مسموماً في آخر ملك المعتز، ودفن في داره بسر من رأى.[٤٨]
استدعاؤه إلى سامراء
استدعى المتوكل العباسي الإمام الهادي (عليه السلام) من المدينة إلى سامراء في سنة 233 هـ،[٤٩] وذلك إنطلاقاً من التقارير التي وصلت إليه من قبل الوشاة كعبد الله بن محمد، عامل الدولة العباسية في المدينة،[٥٠] وبريحة العباسي، إمام الجماعة المُعيَّن من قِبَل الخليفة في مكة والمدينة،[٥١] والتي تحكي عن ميل الناس إليه.[٥٢] ويرى الشيخ المفيد أن هذا الإجراء من المتوكل قد وقع في سنة 243 هـ؛[٥٣] إلا أنّ رسول جعفريان، الباحث في التاريخ الإسلامي، لا يرى صحة ذلك.[٥٤]
ونقل المؤرخ المسعودي أنَّ بريحة رفع إلى المتوكل كتاباً يُبدي فيه خوفه من مكانة الخلافة في الحرمين قائلاً: "للحفاظِ على مكةَ والمدينةِ، أخرِجْ عليَّ بنَ محمدٍ منهما، حیث إنه يدعو الناس إلى نفسه وتبعه الكثير منهم".[٥٥] وعلى إثر ذلك، انتدب المتوكل يحيى بن هرثمة لمهمة نقله إلى سامراء.[٥٦] وقد نفى الإمام الهادي (عليه السلام) في رسالةٍ إلى المتوكل ما نُسب إليه من مزاعم،[٥٧] إلّا أن المتوكل طلب منه مع فائق الاحترام أن یأتي إلى سامراء.[٥٨] وقد أورد الشيخ المفيد والكليني نصَّ رسالة المتوكل.[٥٩]
يذكر رسول جعفريان أن المتوكل وضع خطة لنقل الإمام الهادي (عليه السلام) إلى سامراء بحيثُ لا تُؤدّي هذه الرحلةُ القسريةُ إلى أيّ اضطراباتٍ أو تداعياتٍ سلبيةٍ في المجمتع.[٦٠] في حين ينقل ابن الجوزي عن يحيى بن هرثمة - الذي تولّى جلب الإمام إلى سامراء - قوله: «وعندما أرسلني المتوكل إلى المدينة لإشخاص الإمام الهادي إلى سامراء، ودخلت المدينة، ضج أهلها ضجيجاً عظيماً ما سمع الناس بمثله.[٦١] ولمّا غادر الإمام الهادي (عليه السلام) المدينة، حلَّ بالكاظمية واستقبله الناس هناك.[٦٢] وفي الكاظمية، كانت إقامة الإمام (ع) في بيت خُزيمة بن حازم ومن ثَمَّ نُقِلَ إلى سامراء.[٦٣]
قد أفاد الشيخ المفيد بأن المتوكل كان يُعامِلُ الإمام الهادي (عليه السلام) باحترامٍ ظاهريٍّ، إلا أنه كان يحيک الدسائس للإمام (ع).[٦٤] وأشار الطبرسي إلى أن المتوكل كان يهدف من وراء ذلك إلى تقويض هيبة الإمام وعظمته في نظر الناس. ويضيف الشيخ المفيد أنّ في اليوم الأول من وصوله إلى سامراء، أُسكن بأمر من المتوكل في "خان الصعاليك"(مأوى الفقراء والمساكين)، ثم نُقل في اليوم التالي إلى مكان إقامته.[٦٥] ويعتقد صالح بن سعيد أنَّ القصد من وراء ذلك كان هو الإساءة إلى الإمام الهادي(ع).[٦٦]
ضيّق الحكام العباسيّون علی الإمام الهادي(ع) خلال مدّة إقامته فعلی سبيل المثال حفروا قبراً في غرفته.كما كانوا يستدعونه إلی قصر الخليفة ليلاً دون إبلاغ مسبق.[٦٧] وقد ذكر بعض المؤلفين أسباب عداء المتوكل للإمام الهادي (ع) كما يلي:
- كان المتوكل يميل فكرياً إلی أهل الحديث الذين كانوا ضد المعتزلة والشيعة. وكان أهل الحديث يُحرّضون المتوکل للعداوة مع الشيعة.
- كان المتوكل قَلِقاً بشأن مكانته الاجتماعية، وكان يخشی من علاقة النّاس مع الأئمة من آل البيت..[٦٨] ولذلك، كان يسعی إلی قطع هذه العلاقة. وفي هذا الإطار، قام المتوكل بتخريب مرقد الإمام الحسين(ع) وشدّد الخناق علی زواره.[٦٩]
وبعد المتوكل، تولَّى ابنه المنتصر الحُكم. وفي هذهِ الفترة، خُفِّفَ الضغوط من قبل الحكومة على العلويين، ومنهم الإمام الهادي(ع).[٧٠]
موقف الإمام الهادي من الغلاة
اتخذ الأئمة الأطهار وشيعتهم مواقف صريحة من الغلو والغلاة.[٧١] وقداستغلّ الغلاة فترة إمامة الإمام الهادي(ع) لنشر أفكارهم المتطرّفة، متظاهرين بالولاء والقُرب منه. ونسبوا إلی أئمة الشيعة، وخاصّةً الإمام الهادي(ع)، مما يثير اشمئزاز القلوب عند السماع ويظهر ذلك من كتاب أحمد بن محمد بن عيسی الأشعري إلی الإمامِ الهادي(ع). و من ناحیةٍ أخرى، بما أنّها کانت تُنسبُ إلی الأئمة، لم يكن لديهم جرأة إنكارها. وكانوا يُأوّلون الواجبات والمحرّمات ومن ذلك تأويلهم للصلاة والزكاة في قول الله تعالی:«وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكاةَ»[٧٢] بشخص خاص ولا أداء الصلاة ودفع المال، فكتب الإمام الهادي(ع) في ردّه على أحمد بن محمد أن هذه التأويلات ليست من ديننا، فاجتنبوها.[٧٣] وكان فتح بن يزيد الجرجاني يعتقد أنّ الأكل والشرب لا يتناسب مع الإمامة، وأن الأئمة لا يحتاجون إلى الأكل والشرب. فردّ عليه الإمام الهادي(ع) مستشهداً بأكل وشرب الأنبياء وسيرهم في الأسواق، وقال: «كل جسم كذلك، إلا الله الذي جعل الجسم جسماً.[٧٤]
وقد أبلغ الإمام الهادي للشيعة، رداً على رسالة سهل بن زياد، عن غلو علي بن حسكة ورفض انتسابه لأهل البيت، وأبطل أقواله، وطلب من الشيعة الابتعاد عنه، وأمر بقتله. وبناءً على هذه الرسالة، كان علي بن حسكة يعتقد بألوهية الإمام الهادي وادعى أنه باب ونبي من قبل الإمام.[٧٥] كما لعن الإمام الهادي عدداً من الغلاة الآخرين، منهم محمد بن نصير النميري مؤسس الفرقة النصيرية،[٧٦] وحسن بن محمد المعروف بابن بابا، وفارس بن حاتم القزويني.[٧٧]
من بين الغلاة الذين نسبوا أنفسهم للإمام الهادي (ع) كان أحمد بن محمد السياري،[٧٨] الذي وصفه علماء الرجال بالغلو والعقيدة الفاسدة.[٧٩] ويُعدّ كتابه "القراءات" من أهم المصادر التي اعتمد عليها البعض في ادعاء تحريف القرآن.[٨٠] وفي رسالة نقلها ابن شعبة الحراني، أكّد الإمام الهادي(ع) على أصالة القرآن الكريم، وجعله معياراً أساسياً لتقييم صحة الروايات.[٨١] وبالإضافة إلى ذلك، كان الإمام الهادي يدافع عن الشيعة الذين يتّهمون بالغلو بغير حق، كما أنه لمّا أُخرج محمد بن أورمة من قم ظلماً بتهمة الغلو، بعث إليهم برسالة يدافع فيها عنه وينفي عنه هذه التهمة.[٨٢]
تعامله مع الشيعة
رغم التشديد والحصار الذي فرض على الشيعة في آخريات عصر الأئمة والمتثمل بموقف خلفاء بني العباس من أتباع مدرسة أهل البيت، عمل الإمام الهادي على اتّخاذ الوكلاء وتأسيس شبكة الممثلين له في شتى البلدان التي يقطنها الشيعة كإيران ومصر واليمن والعراق،[٨٣] حيث عمد إلى اتخاذ وكلاء يوثّقهم ويمدحهم ليكونوا الواسطة بينه وبين الشيعة في التواصل المعرفي ومعالجة المعضلات الكلامية والفقهية والتفسيرية و... بالإضافة إلى استلام الحقوق الشرعية وإيصالها إلى الإمام، وربط الشيعة بالإمام الفعلي وتوجيههم إلى الإمام اللاحق عند رحيل السابق.[٨٤]
وقد قسّم الوكلاء -حسب ما ذكره الدكتور جاسم حسين- المناطق الآهلة بأكثر عدد من أتباع أهل البيت إلی أربع مناطق:
وكان الوكلاء يتواصلون مع الإمام عن طريق المكاتبات بواسطة الثقات من الشيعة.[٨٦] ويرى رسول جعفريان وهو باحث في القضايا التاريخية أنه خلال فترة الإمام الهادي (عليه السلام)، كانت مدينة قم أهمَّ مركزٍ لتجمّع الشيعة في إيران، وكانت هناك علاقاتٌ وثيقةٌ بين شيعة المدينة والأئمة(ع).[٨٧] وكان محمد بن داوود القمي ومحمد الطلحي يوصلان الخمس والهدايا وأسئلة الناس من مدينة قم وما حولها إلى الإمام الهادي(ع).[٨٨] ويقول جعفريان إنَّ الوكلاء، إضافةً إلى جمع الخمس وإيصاله إلى الإمام، كان لهم دورٌ أيضاً في حلّ المشكلات الكلامية والفقهية وكذلك في تثبيت الإمامة للإمام اللاحق في منطقتهم.[٨٩] وبحسب ما ورد في المصادر فإنّ من هؤلاء الوكلاء علي بن جعفر الهماني وأبا علي بن راشد وحسين بن عبد رَبّه.[٩٠]
مسألة خلق القرآن
من المسائل الرهيبة التي ابتلي بها المسلمون في حياتهم الدينية، وامتحنوا بها كأشد ما يكون الامتحان هي مسألة خلق القرآن، فقد ابتدعها الحكم العباسي في بدايات القرن الثالث الهجري، وأثاروها للقضاء على خصومهم، وقد قتل خلق كثيرون من جرائها، وانتشرت الأحقاد والأضغان بين المسلمين.
ونهى الإمام الهادي (ع) في رسالةٍ له أحدَ شيعته عن الخوض في مسألة خلق القرآن، وعدم اختيار أي رأي فيه. ووصف(ع) هذه المسألة بالفتنة، ورأىٰ أنّ الخوض فيها يُؤدّي إلىٰ الهلاك. وأكّدَ(ع) أنّ القرآن هو كلام الله، ولم يكن الجدال فيه إلّا بدعة اشترك فيها السائل والمجيب.[٩١]وبهذا وضع النقاط على الحروف في هذه المسألة الحساسة وجنّب شيعته الوقوع في فتنة كبيرة وفخّ خطير كادت دماؤهم أن تراق بسببه. خلال تلك الفترة، أدّى الجدال حول مسألة خلق القرآن وقِدَمه إلى ظهور فرق وجماعات بين أهل السنة. وأيَّد المأمون والمعتصم نظرية خلق القرآن وضغطوا على المخالفين، حتى سمّى المؤرخون هذه الفترة بمحنة القرآن. بينما أيَّد المتوكل قِدَم القرآن ووصف المخالفين، بمن فيهم الشيعة، بأنهم مُبتدِعون.[٩٢]
الروايات
تضمّ المصادر الحديثية للشيعة، كالكتب الأربعة وتحف العقول ومصباح المتهجّد والاحتجاج وتفسير العياشيّ، جملةً من أحاديث الإمام الهادي(ع)، إلا أنَّ المرويَّ عنه أقلُّ مقارنةً بما رُوِيَ عن آبائه الكرام. ويعزو العطاردي ذلك إلى إقامته الجبرية في سامراء تحت سلطة الخلافة العباسية، ممَّا لم يُتِحْ له فرصة نشر العلوم والمعارف.[٩٣] ممَّا يلاحظ في أحاديث الإمام الهادي(ع) تعدّد الألقاب والكنىٰ التي يخاطب بها الإمام ومن ذلك: أبو الحسن الهادي، وأبو الحسن الثالث، وأبو الحسن الأخير، وأبو الحسن العسكري، والفقيه العسكري، والرجل، والطيِّب، والأخير، والصادق بن الصادق، والفقيه. وقد ذُكر أنَّ مراعاة التقية مما يتسبب في تلك الأسماء المختلفة.[٩٤]
والروايات المنقولة عن الإمام الهادي(ع) تتناول مواضيع متنوّعة كالتوحيد والإمامة والزيارة والتفسير، وأبوابٍ مختلفةٍ من الفقه كالطهارة والصلاة والصوم والخمس والزكاة والزواج والآداب أيضاً. وقد نُقل أكثر من إحدى وعشرين روايةً عن الإمام الهادي(ع) في باب التوحيد والتنزيه.[٩٥]
وقد وُجدت للإمام الهادي(ع) رسالةٌ تتناول موضوع الجبر والاختيار. وقد تضمَّنت هذه الرسالة شرحاً لحديث «لا جبر ولا تفويض بل أمر بين الأمرين» في ضوء القرآن الكريم، كما تضمَّنت المبادئ الكلاميَّةِ للشيعةِ في تلك المسألة.[٩٦] ويُلاحظ أنَّ أكثر الروايات المنسوبة إلى الإمام الهادي (ع) في باب الاحتجاجات تُعنى بمسألة الجبر والتفويض.[٩٧]
زيارة الجامعة الكبيرة
نُقلت عن الإمام الهادي(ع) الزيارة الجامعة الكبيرة[٩٨] والزيارة الغديرية.[٩٩] وتُعدّ زيارة الجامعة الكبيرة دورةً في معرفة الإمام.[١٠٠] ويتمحور موضوع زيارة الغدير حول التولي والتبري، ويتضمَّن محتواها بيان فضائل الإمام علي(ع).[بحاجة لمصدر]
نماذج من حركات المتوكل ضد الإمام
إنّ المتوكل وإنْ حاول التظاهر بإكرام الإمام وتبجيله إلاّ أنّه بذل قصارى جهده للتقليل من مكانة الإمام والحطّ من منزلته بطريقة خفية في الأوساط العلمية والاجتماعية مظهراً للناس أنّه أحد رجال القصر والخادمين للسلطان، وأنّه لا يختلف عن غيره من هذه الحيثية.[١٠١]
وكان في الوقت نفسه يشدّد الرقابة على الإمام، فقد نقل سبط ابن الجوزي عن المسعودي في كتاب مروج الذهب قال: نمي إلى المتوكل بعلي بن محمد أنّ في منزله كتباً وسلاحاً من شيعته من أهل قم، وأنّه عازم على الوثوب بالدولة، فبعث إليه جماعة من الأتراك، فهاجموا داره ليلاً، فلم يجدوا فيها شيئاً، ووجدوه في بيت مغلق عليه، وعليه مدرعة من صوف، وهو جالس على الرمل والحصى، وهو متوّجه إلى الله تعالى يتلو آيات من القرآن. وعلى هذه الحال حمل إلى المتوكل العباسي، وأدخل عليه، وكان المتوكل في مجلس شراب، وبيده كأس الخمر، فناول الإمام الهادي، فردّ الإمام: «والله ما خامر لحمي ولا دمي قط فأعفني»، فأعفاه. فقال له: «أنشدني شعراً»، فقال الإمام: «أنا قليل الرواية للشعر». فقال: «لا بد». فأنشده:
باتوا على قُلَلِ الأجبال تحرســـــــــهم | غُلْبُ الرجال فما أغنتهمُ القُلــــــل | |
واستنزلوا بعد عـــــــزّ عن معاقـــــلهم | فأودعوا حُفَراً، يا بئس ما نزلـــــوا | |
ناداهُم صارخ من بعد ما قبــــــــــــروا | أين الأسرة والتيجان والحـــــلل؟ | |
أين الوجوه التي كانت منــــــــــــــعمة | من دونها تضرب الأستار والكــلل | |
فأفصح القبــــــر عنهم حين ساء لهم | تلك الوجوه عليها الدود يقــــــتتل | |
قد طالما أكلوا دهراً وما شــــــــــــربوا | فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا | |
وطالما عمروا دوراً لتحصـــــــــــــــنهم | ففارقوا الدور والأهلــين وانتقلــــوا | |
وطالما كنزوا الأموال وادخـــــــــــــروا | فخلّفوها على الأعــداء وارتحــــــلوا | |
أضحت مَنازِلُهم قفْراً مُعَطـــــــــــــــلة | وساكـــنوها إلى الأجداث قد رحـلوا[١٠٢] |
قال الراوي: «والله لقد بكى المتوكل بكاءً طويلاً حتى بلّت دموعه لحيته!. وبكى من حضره، ثم أمر أن يرفع الشراب، وأمر بإرجاع الإمام إلى داره مكرماً».[١٠٣]
تلامذته وأصحابه
قد ذكر السيد محمد كاظم القزويني في كتابه "الإمام الهادي من المهد إلى اللحد" 346 شخصاً كأصحاب للإمام الهادي(ع).[١٠٤] ووفقًا لما أشار إليه رسول جعفريان، فإن عدد الرواة المعروفين عن الإمام الهادي (عليه السلام) يناهز 190 شخصاً، إلّا أنَّ الأحادیث نُقلت عن حوالی 180 شخصاً منهم فقط.[١٠٥] بينما وفقاً لرجال الشيخ الطوسي، فإن عدد الذين نقلوا الحديث عن الإمام الهادي(ع) يصل إلى أكثر من 185 شخصاً.[١٠٦] ذكر العطاردي في "مسند الإمام الهادي" 179 شخصاً يروون عن الإمام الهادي(ع)، وأشار إلى وجود الثقة والضعيف والحسن والمتروك والمجهول بينهم.[١٠٧] كما ذكر أنَّ طائفةً من الرواة الذين أثبت أسماءهم في مُسنَدهِ لم يَنُصَّ عليهم الشيخ الطوسي في رجاله، في حين أنَّ هناكَ رواةً أوردَهم الشيخ الطوسي في رجاله لم يرد لهم ذكر في هذا المسند.[١٠٨]
وكان من جملة أصحابه: عبد العظيم الحسني، وعثمان بن سعيد،[١٠٩] وأيوب بن نوح،[١١٠] والحسن بن راشد، والحسن بن علي الناصر.[١١١] ونقل ابن شهرآشوب أنَّ جعفرَ بن سهيل الصيقل كان من جملة وكلاء الإمام، وجعل محمد بن عثمان بمثابة الباب للإمام الهادي.[١١٢]
قد استند رسول جعفریان إلی أنساب و ألقاب بعض أصحاب الإمام الهادی (ع) لإثبات كونهم ذوي الأصول الإيرانية، كما اعتبر مكان إقامة بعض أصحابه (ع) في إيران، منهم بشر بن بشار النیسابوري، وفتح بن یزید الجُرجاني، والحسين بن سعيد الأهوازي، وحمدان بن إسحاق الخراساني، وعلي بن إبراهیم الطالقاني، ومحمد بن علي الكاشاني[١١٣]، وإبراهیم بن شَیبة الأصفهاني، وأبو مُقاتل الدیلمي.[١١٤] وقال جعفریان، مستنداً إلی رسالة من الإمام الهادی (علیه السلام) إلی وکیله فی مدينة همدان، حيث ضمنت عبارة:"کتبتُ أیضاً إلی أصحابي في همدان کتابا أمرتهم فيه باتباع أمرک"، أنَّ بعض أصحاب الإمام کانوا یُقیمون في همدان، وکذلک هناک شواهد تدل علی وجود أصحاب للإمام في مدينة قزوین.[١١٥]
المؤلفات
هناک کتب ألّفت حول الإمام الهادی (علیه السلام) باللغتین العربیة والفارسیة. وفی مقالةٍ عن فهرسة الكتب المتعلقة بالإمام الهادی(ع)، تمّ تقدیمُ ثلاثین کتابًا فی هذا الموضوع، باللغتین العربیة والفارسیة، ومن هذه المؤلّفات:
- مُسنَد الإمام الهادي تأليف عزيز الله العطاردي (المتوفى: 1393ش.). يضمّ هذا الكتاب حوالی 350 حديثاً عن الإمام الهادي؛
- حياة الإمام علي الهادي بقلم باقر شريف القرشي (المتوفى: 1433هـ). يتناول هذا الكتاب حياة الإمام الهادي؛
- النورُ الهادي إلیٰ أصحابِ الإمام الهادي لعبد الحسين الشبستري (المتوفى 1395ش). یُقدّم هذا الكتاب 193 شخصاً من أصحاب الإمام الهادی(ع)؛
- موسوعة الإمام الهادي في أربعة مجلّدات و 2019 صفحة.
لمزيد الاطلاع
انظر:
- حياة الإمام الهادي للشيخ باقر شريف القرشي.
- عطاردي، عزيز الله، مسند الإمام الهادي، قم، المؤتمر العالمي للإمام الرضا،1410 هـ.
- الإمام علي الهادي، تأليف: حسين الشاكري، الطبعة: الأولى، المطبعة: ستاره، قم المقدسة، 1419 ه.
- الإمام الهادي قدوة وأسوة، آية الله السيد محمد تقي المدرسي.
- الإمام علي الهادي مع مروق القصر وقضاة العصر، سيرة، وبحث، وتحليل، بقلم: كامل سليمان.
بحوث ذات صلة
الإمام السابق | الإمام اللاحق | |
محمد الجواد | الإمام العاشر علي الهادي (212 - 254 هـ) | الحسن العسكري |
الهوامش
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص 635.
- ↑ النوبختي، فرق الشيعة، ص 135.
- ↑ ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ج 2 ص 492 .
- ↑ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج4، ص401.
- ↑ الإربلي، مناقب، ج 4، ص 432.
- ↑ الإربلي، مناقب، ج 4، ص 432.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص 635.
- ↑ المسعودي، إثبات الوصية، ص228.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص484.
- ↑ ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ج2، ص492.
- ↑ المسعودي، إثبات الوصية، 1426هـ، ص231-230.
- ↑ الدخيل، أئمتنا، ج 2، ص 209.
- ↑ النوبة، عنوان لمنطقة وسيعة في جنوب مصر.
- ↑ الخصيبي، الهداية الكبرى، ص313.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص 649.
- ↑ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 433.
- ↑ ابن حجر، الصواعق المحرقة، ص 207.
- ↑ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص311و312؛ الكليني، الكافي، 1407هـ، ج1، 497-498؛ الطوسي، تهذيب الأحكام، 1418هـ، ج6، ص104.
- ↑ الطبري، دلائل الإمامة، 1413هـ، ص409؛ الإربلي، كشف الغمة، 1381هـ، ج2، ص375.
- ↑ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، 1379هـ، ج4، ص401.
- ↑ النوبختي، فرق الشيعة، دار الأضواء، ص92؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، 1379هـ، ج4، ص401.
- ↑ مؤسسة ولي العصر (عج) للدراسات الإسلامية، موسوعة الإمام الهادي( ع )، 1424هـ، ج1، ص87.
- ↑ المسعودي، إثبات الوصية، 1426هـ، ص243.
- ↑ الطوسي، تهذيب الأحکام، 1418هـ، ج6، ص104.
- ↑ المحلاتي، مآثر الكبراء في تأريخ سامرّاء، 1384ش، ج1، ص318.
- ↑ المحلاتي، مآثر الكبراء في تأريخ سامرّاء، 1384ش، ج1، ص318_393.
- ↑ ذکری جريمة تدمير ضريحي الإمامين الهادي والحسن العسكري، شفقنا العربي؛ مدير عام اليونسكو يدين الاعتداء الجديد على مرقد سامراء في العراق، أخبار الأمم المتحدة.
- ↑ عملیات بازسازی گنبد حرم امامین عسکریین به اتمام رسید، وكالة أنباء فارس.
- ↑ بازسازی حرم امامین عسکریین، وكالة أنباء "تابناك" الإيرانية.
- ↑ القمي، منتهى الآمال، 1379ش، ج3، ص 1878
- ↑ حسین، تاریخ سیاسی غیبت امام دوازدهم، 1385ش، ص81.
- ↑ مفید، الارشاد، 1413ق، ج2، ص300.
- ↑ النوبختي، فرق الشيعة، دار الأضواء، ص91-92.
- ↑ الأشعري القمي، المقالات والفرق، ص 99 .
- ↑ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص300.
- ↑ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، 1379هـ، ج4، ص402.
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي، 1410هـ، ص20.
- ↑ كليني، الكافي، 1407هـ، ج1، ص323-325؛ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص298.
- ↑ كليني، الكافي، 1407هـ، ج1، ص323.
- ↑ كليني، الكافي، 1407هـ، ج1، ص324.
- ↑ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، 1379هـ، ج4، ص402.
- ↑ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص297؛ طبرسی، اعلامالوری، 1417ق، ج2، ص109.
- ↑ الطبرسي، إعلام الوری، 1417هـ، ج2، ص109.
- ↑ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، 1379هـ، ج4، ص401.
- ↑ پیشوایی، سیره پیشوایان، 1374ش، ص595.
- ↑ جاسم، تاریخ سیاسی غیبت امام دوازدهم، 1376ش، ص81.
- ↑ الطبرسي، إعلام الوری، 1417هـ، ج2، ص109و110.
- ↑ الإربلي، كشف الغمة، ج 4، ص 40.
- ↑ الیعقوبی، تاریخ یعقوبی، بیروت، ج2، ص484.
- ↑ مفید، الارشاد، 1413ق، ج2، ص309.
- ↑ مسعودی، اثباتالوصیه، 1426ق، ص233.
- ↑ ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ج 2، ص 493.
- ↑ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج2، ص310.
- ↑ الحیاة الفکریة و السیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، 1414هـ، ج2، ص136.
- ↑ المسعودي، إثبات الوصية، 1426هـ، ص233.
- ↑ المسعودي، إثبات الوصية، 1426هـ، ص233.
- ↑ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص309.
- ↑ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص309.
- ↑ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص309؛ الكليني، الكافي، 1407هـ، ج1، ص501.
- ↑ الحیاة الفکریة و السیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، 1414هـ، ج2، ص138.
- ↑ ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ج 2، ص 492.
- ↑ المسعودي، إثبات الوصية، 1426هـ، ص237.
- ↑ المسعودي، إثبات الوصية، 1426هـ، ص237.
- ↑ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص311.
- ↑ الطبرسي، إعلام الوری، 1417هـ، ج2، ص126.
- ↑ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص311.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار،1403هـ، ج59، ص20.
- ↑ الطبرسي، إعلام الوری، 1417هـ، ص438.
- ↑ أبو الفرج الإصفهاني، مقاتل الطالبيين، 1987م، ص478.
- ↑ الحیاة الفکریة و السیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، 1414هـ، ج2، ص144.
- ↑ الشاكري، الإمام علي الهادي، ص 257.
- ↑ سورة البقرة، الآية43.
- ↑ الكشي، رجال الكشي، 1409هـ، ص517.
- ↑ الإربلي، كشف الغمة، 1381هـ، ج2، ص388.
- ↑ الكشي، رجال الكشي، 1409هـ، ص518_ 519.
- ↑ النوبختي، فرق الشيعة، دار الأضواء، ص93.
- ↑ الكشي، رجال الكشي، 1409هـ، ص520.
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي، 1410هـ، ص323.
- ↑ النجاشي، رجال النجاشي، 1365ش، ص80؛ الطوسي، الفهرست، 1420هـ، ص57.
- ↑ جعفريان، أكذوبة تحربف القرآن بين الشيعة والسنة، 1413هـ، ص76ـ77.
- ↑ ابن شعبه الحراني، تحف العقول،1404هـ، صص459-458
- ↑ النجاشي، رجال النجاشي، 1365ش، ص329.
- ↑ الحیاة الفکریة و السیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، 1414هـ، ج2، ص147.
- ↑ الحیاة الفکریة و السیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، 1414هـ، ج2، ص147.
- ↑ جاسم حسین، تاريخ سياسى غيبت امام دوازدهم، ص 137.
- ↑ الحیاة الفکریة و السیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، 1414هـ، ج2، ص148.
- ↑ الحیاة الفکریة و السیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، 1414هـ، ج2، ص151.
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي، 1410هـ، ص45.
- ↑ الحیاة الفکریة و السیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، 1414هـ، ج2، ص147.
- ↑ الحیاة الفکریة و السیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، 1414هـ، ج2، ص148_149.
- ↑ الشيخ الصدوق، التوحيد، 1398هـ، ص224.
- ↑ الحیاة الفکریة و السیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، 1414هـ، ج2، ص160.
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي، ص10.
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي، ص10.
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي، ص94_84.
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي، 1410هـ، ص213-198.
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي، 1410هـ، ص227-198.
- ↑ الصدوق، من لايحضره الفقيه، 1413هـ، ج2، ص609.
- ↑ ابن المشهدي، المزار، 1419هـ، ص263.
- ↑ الشاكري، سيرة الإمام الهادي، ص 143؛ الزيارة الجامعة الكبيرة دورة متكاملة في معارف أصول الدين، موقع الشيخ علي كوراني.
- ↑ الطبرسي، إعلام الورى، ج 2، ص 126.
- ↑ المسعودي، مروج الذهب، ج 4، ص 11.
- ↑ ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ج 2، ص 497.
- ↑ القزويني، الإمام الهادي من المهد إلی اللحد، 1413هـ، ص140-467.
- ↑ الحیاة الفکریة و السیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، 1414هـ، ج2، ص146.
- ↑ الطوسي، رجال الطوسي، 1373ش، ص383-393.
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي، ص307.
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي، ص307.
- ↑ الطوسي، رجال الطوسي، 1373ش، ص401-389.
- ↑ الطوسي، رجال الطوسي، 1373ش، ص384.
- ↑ الطوسي، رجال الطوسي، 1373ش، ص385.
- ↑ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، 1379هـ، ج4، ص402.
- ↑ الصدوق، التوحيد، 1398هـ، ص101.
- ↑ جعفريان، الحیاة الفکریة و السیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، 1414هـ، ج2، ص152؛ عطاردی، مسند الامام الهادی، 1410هـ، ص317.
- ↑ الحیاة الفکریة و السیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، 1414هـ، ج2، ص153.
المصادر والمراجع
- ابن الجوزي، يوسف بن قزاوغلي، تذكرة الخواص، قم، دار ليلى، 1426 هـ .
- ابن حجر الهيثمي، أحمد بن محمد، الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة، مكتبة القاهرة، د.ت.
- ابن شعبة الحراني، تحف العقول، تحقيق: تصحيح: علي أكبر الغفاري، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 2، 1404هـ
- ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، بيروت، دار الأضواء، 1421 هـ.
- ابن المشهدي، المزار، التحقيق: جواد القيومي الاصفهاني، طهران، مؤسسة النشر الاسلامي، الطبعة الاولى، 1419هـ.
- أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، بيروت، موسسه الأعلمي للمطبوعات، 1987 م.
- أبو الفتح الاربلي، علي بن عيسى، كشف الغمة في معرفة الائمة، قم، المجمع العالمي لأهل البيت، 1426 هـ .
- أبو خلف الأشعري القمي، سعد بن عبد الله، المقالات والفرق، طهران، انتشارات علمي و فرهنكي، 1361 هـ.
- جعفريان، رسول، أكذوبة تحريف القرآن بين الشيعة والسنة، طهران، مشعر، 1413هـ.
- جاسم محمد حسين، تاريخ سياسى غيبت امام دوازدهم، ترجمه الی الفارسية سيد محمدتقى آيت اللهى، سوم، طهران، أمير كبير، 1385 هـ ش.
- جعفریان, رسول, حیاة الفکریة والسیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، بیروت، دار الحق، 1414هـ.
- الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت: دار الكتب العلمية، 1417ق. /1997م.
- الخصيبي، حسين بن حمدان، الهداية الكبرى، لبنان، مؤسسه البلاغ، 1991 م.
- الدخيل، علي محمد علي، أئمتنا سيرة الائمة الإثني عشر، قم، انتشارات ستاره، 1429 هـ .
- السيد المرتضى، علي بن الحسين، المسائل الناصريات، طهران، مؤسسة الهدى، 1417 هـ .
- الشاكري ، الحاج حسين، موسوعة المصطفى والعترة(ع)، نشر الهادي، قم، الطبعة الأولى، 1419هـ.
- الطبرسي، فضل بن حسن، إعلام الورى، قم، انتشارات ستاره، 1417 هـ .
- الطبري، محمد بن جرير، دلائل الإمامة، قم، بعثت، الطبعة الأولى، 1413هـ.
- الطوسي، محمد بن حسن، الغيبة، دار المعارف الإسلامية، ط 1، 1411 ه.
- طوسی، محمد بن حسن، تهذيب الأحكام، التحقيق: علی أكبر غفاري، طهران، نشر صدوق، الطبعة الأولى، 1418هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي، مشهد، دانشكاه مشهد، 1348 هـ ش.
- الطوسي، محمد بن الحسن، فهرست كتب الشيعة وأصولهم، قم، مكتبة المحقق الطباطبائي، 1420هـ.
- القزويني، السيد محمد كاظم، الإمام الهادي من المهد الی اللحد، قم، مرکز نشر آثار شیعه، ۱۴۱۳ق.
- القمي، الشيخ عباس، منتهى الآمال، قم، دليل ما، 1379ش.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الثانية، 1403هـ.
- المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، قم: منشورات دار الهجرة، 1404 هـ/ 1984 م.
- المسعودي، علي بن الحسين، إثبات الوصيه للإمام علي بن ابي طالب، قم، منشورات رضي، د.ت.
- الصدوق، محمد بن علي، التوحيد، قم، جامعه مدرسين، ط1، 1389هـ .
- الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا عليه السلام، طهران، نشر جهان، ط1، 1378ش.
- العطاردي، عزيز الله، مسند الإمام الهادي عليه السلام، قم، المؤتمر العالمي للإمام الرضا، 1410 هـ .
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، التصحيح: علی أكبر غفاري ومحمد آخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1407هـ.
- المحلاتي، ذبيح الله، مآثر الكبراء في تاريخ سامراء، قم، المكتبة الحيدرية، 1384ش/1426هـ.
- المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، الإرشاد، طهران، انتشارات إسلامية، 1380 هـ.
- مؤسسة ولي العصر (عج) للدراسات الإسلامية، موسوعة الإمام الهادي( ع )، التحقيق: السيّد أبو الفضل الطباطبائي والآخرون، قم، مؤسّسة وليّ العصر (ع) للدراسات الإسلاميّة، الطبعة الأولى، محرم الحرام 1424هـ.
- بيشوايي، مهدي، سيره پيشوايان، مؤسسة الإمام الصادق(ع)، قم، 1390هـ.
- النجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي، قم، جمعية مدرسي حوزة قم العلمية، 1365ش.
- النوبختي، حسن بن موسى، فرق الشيعة، طهران، مركز انتشارات علمي وفرهنكي، 1361 هـ ش.
- اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، دار صادر، بيروت، د.ت.
- عملیات بازسازی گنبد حرم امامین عسکریین به اتمام رسید، وكالة أنباء فارس .
- بازسازی حرم امامین عسکریین، وكالة أنباء "تابناك" الإيرانية.
- ذکری جريمة تدمير ضريحي الإمامين الهادي والحسن العسكري، شفقنا العربي.
- مدير عام اليونسكو يدين الاعتداء الجديد على مرقد سامراء في العراق، أخبار الأمم المتحدة.
- الزيارة الجامعة الكبيرة دورة متكاملة في معارف أصول الدين، موقع الشيخ علي كوراني.