علي بن الحسين المسعودي، (ت 345 أو 346 هـ)، هو المؤرخ والجغرافيّ المسلم في القرن الرابع الهجري، له العديد من المؤلفات، منها مروج الذهب والتنبيه والإشراف.
معلومات شخصية | |
---|---|
الاسم الكامل | أبو الحسن علي بن الحسن المسعودي |
النسب | عبد الله بن مسعود من أصحاب النبي |
مكان الولادة | بابل - العراق |
مكان السكن | العراق - مصر |
معلومات علمية | |
مؤلفات | مروج الذهب - التنبيه والإشراف |
نشاطات اجتماعية وسياسية |
اختُلف في تحديد مذهبه، إلا أنّ أقدم مصادر الرجال والتراجم الشيعية اعتبرته من الشيعة، كما أنّ العديد من الباحثين يعدّونه شيعياً ويرون أنّ مؤلفاته تشمل ما يكفي لإثبات انتمائه للشيعة الاثني عشرية. وفي قبال هؤلاء ذهب بعض الباحثين إلى عدم تشيع المسعودي؛ حيث رفضوا وجود قرائن كافية لإثبات هذا الانتماء.
حياته
أبو الحسن علي بن الحسن المسعودي، ولد في بابل،[١] في النصف الثاني من القرن الثالث،[٢] وقد اختلف في نسبه؛ حيث اعتبر البعض أنّ اشتهاره بالمسعودي بسبب انتمائه إلى حي مسعودة في بغداد، وذهب أكثر أصحاب التراجم إلى أنه من ذرية عبد الله بن مسعود من أصحاب النبي .[٣]
كان المسعودي من أهالي بغداد، وعاش فترة من عمره في مصر.[٤] وبحسب بعض المصادر توفي عام 333 هـ، لكن بما أنّه تطرق في كتابه التنبيه والإشراف لتاريخ ملوك الروم حتى عام 345 هـ،[٥] ذهبت بعض المصادر إلى أنّه توفي عام 345 او 346 هـ.[٦]
أسفاره
لا تتوفر معلومات كثيرة عن حياة المسعودي، كما أنه لم يرد شيء عن عمله.[٧] والذي ورد في المصادر هو أسفاره المتعدّدة إلى الشرق والغرب كحد أقصى، فذكر أنه سافر إلى الهند، والسيلان، والصين، وماليزيا، وشمال إفريقيا، ومدغشقر، والتقى من خلالها بالعديد من العلماء، منهم المؤرخ الشهير محمد بن الجرير الطبري، ومحمد بن خلف الوكيع، والحسن بن موسى النوبختي، وأبو علي الجبائي، وأبو الحسن الأشعري.[٨]
مؤلفاته
ترك المسعودي العديد من المؤلفات في مختلف العلوم، إلا أنّه لم يبق منها غير كتابين في التاريخ، وهما مروج الذهب والتنبيه والإشراف، وقد نسب إليه البعض كتاب إثبات الوصية، ولكن شكّك آخرون في هذه النسبة.[بحاجة لمصدر]
مروج الذهب
بناء على ما ذكره المسعودي في مقدمة الكتاب، فإنّ كتاب مروج الذهب هو ملخص كتابين آخرين له، وهما أخبار الزمان والأوسط.[٩] كما يعدّ كتاب مروج الذهب أحد المصادر الشهيرة في التاريخ والحضارة الإسلامية؛ حيث تطرّق فيه لتاريخ العالم بداية من قصة الخلق مروراً بتاريخ البلاد والأمم، وصولاً إلى تاريخ الإسلام، فسجّل أحداث التاريخ الإسلامي حتى عام 336 هـ. وقد أضاف مشاهداته في مجال الجغرافيا إلى التقارير التاريخية، وقدّم معلومات عن الظروف الاجتماعية، والمعتقدات، والعادات في شتى البلدان.[١٠]
ألّف المسعودي هذا الكتاب عام 333 وأكمله عام 336 هـ، ثم كتب منه نسخة أخرى عام 345هـ وأضاف إليها بعض الأخبار والأحداث حتى ذلك العام.[١١]
التنبيه والاشراف
التنبيه والإشراف هو كتاب في التاريخ والجغرافيا، كتبه المسعودي عام 345 هـ وهو آخر مؤلفاته، حيث إنه توفي في نفس العام.[١٢]
تطرق المسعودي في بداية الكتاب إلى المباحث الفلكية والجغرافية، ثم دخل مجال التاريخ، حيث تحدث عن تاريخ إيران، واليونان، والروم، والعرب، والتزم في سرد الأحداث بمنهج التسلسل الزمني.[١٣]
إثبات الوصية
تمّ تأليف كتاب إثبات الوصية؛ لأجل إثبات وصية أئمة الشيعة؛ حيث ذكر المؤلف روايات في ضرورة الإمامة، ثم قدّم ملخّصاً في أوصياء الأنبياء الماضية، ثم قام بشرح حياة أوصياء النبي يعني الأئمة الاثني عشر، كما ذكر روايات في فضائل الأئمة ومناقبهم.[١٤]
أمّا أسلوب تأليف الكتاب فهو على منهج المصادر الحديثية عند الشيعة، ويلوّح محتوى الكتاب إلى میل المؤلف إلى الشيعة، وبحسب مصادر الرجال والتراجم الشيعية، فإنّ مؤلف كتاب إثبات الوصية هو نفس مؤلف كتاب مروج الذهب، أي: علي بن الحسين المسعودي،[١٥] إلا أنّ بعض الباحثين شككوا في نسبة الكتاب إليه، وذلك بسبب اختلاف الكتاب مع سائر مؤلفات المسعودي في منهج التأليف.[١٦]
المؤلّفات الأخرى
ذكر المسعودي في مروج الذهب وكذلك التنبيه والإشراف مؤلفاته الأخرى، لكن في الوقت الحاضر لم يبق منها شيء،[١٧] ومنها:
- أخبار الزمان ومن أباده الحدثان من الأمم الماضية والأجيال والممالك الدائرة
- الكتاب الأوسط
- ذخائر العلوم وما كان في سالف الدهور
- الاستذكار لما جرى في سالف الأعصار
- المقالات في أصول الديانات
- نظم الأدلة في أصول الملة
- المسائل والعلل في المذاهب والملل
- تقلب الدول وتغير الآراء والملل
- الواجب في الفروض واللوازم
- الانتصار
- الاستبصار في الإمامة
- بيان أسماء الأئمة القطعية من الشيعة
- حدائق الأذهان في أخبار آل محمد
- مزاهر الأخبار وطرائف الآثار
- المسعوديات
- مقاتل فرسان العجم
مميزات كتبه التاريخية
ذكر العديد من الباحثين ما تتميز به مؤلفات المسعودي التاريخية عن غيرها من الأوصاف والخصائص الإيجابية، ومنها:[١٨]
- استخدام شتى المصادر
- رؤيته العلمية للتاريخ
- الاتجاه العقلي في تفسير الأحداث وتحليلها
- الالتفات إلى السنن الحاكمة على التاريخ
- الاعتماد على أسلوب المشاهدة المباشرة في الموضوعات الجغرافية
- عرض معلومات كثيرة في مختلف المجالات الاجتماعية، والثقافية، والجغرافية، وفي تاريخ المعتقدات والأديان، وذلك إلى جانب المعلومات التاريخية
- اتخاذ موقف الحياد في تعريف الفرق والمجموعات السياسية والعقائدية والإسلامية
- الصراحة في الكتابة وفضح الحكّام في بعض تصرفاتهم الخاطئة
«والأشياء التي استحق بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الفضل هي: السبق إلى الإيمان، والهجرة، والنصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والقربى منه والقناعة وبذل النفس له، والعلم بالكتاب والتنزيل، والجهاد في سبيل الله، والورع، والزهد، والقضاء، والحكم، والفقه والعلم، وكل ذلك لعلي عليه السلام منه النصيب الأوفر، والحظ الأكبر، إلى ما ينفرد به من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين آخى بين أصحابه «أنت أخي» وهو صلى الله عليه وسلم لا ضدّ له، ولا ندّ، وقوله صلوات الله عليه: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبيّ بعدي» وقوله عليه الصلاة والسلام: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» ثم دعاؤه عليه السلام وقد قدم إليه أنس الطائر: اللهم أدخل إليّ أحَبَّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فدخل عليه علي، إلى آخر الحديث.»
مذهبه
ذهب أصحاب المصادر المتقدمة الشيعية وأكثر الباحثين والكتاب المعاصرين إلى تشيع المسعودي، بل قال بعضهم إنّه إمامي، إلا أنّ بعض الباحثين لا يعدّونه من الشيعة، وقد ذكروا شواهد من خلال مؤلفات المسعودي لإثبات دعواهم. ويبدو أنّ أول من شكّك في تشيع المسعودي هو آغا محمد علي الكرمانشاهي صاحب كتاب مقامع الفضل.[١٩]
وكذلك اختلف أهل السنة في مذهب المسعودي، فعدّه البعض من المعتزلة[٢٠] وآخرون من الشافعية، بينما ذهب بعض آخر إلى تشيعه. ويرى ابن حجر العسقلاني أنّ مؤلفات المسعودي تتضمن قرائن على انتمائه إلى التشيع المعتزلي وذهب إسماعيل باشا البغدادي من علماء الببليوغرافيا وبعض كُتّاب أهل السنة وكذلك بعض المستشرقين إلى تشيع المسعودي.
هذا وقد احتج كلا الفريقين بأدلة على دعواهما:
أدلة الموافقين
- اشتهر المسعودي بالتشيع في المصادر الرجالية الشيعية.[٢١]
- ورد في مؤلفات المسعودي من المعتقدات الشيعية ما يشهد بأنّه شيعي.[٢٢]
- عناوين بعض كتب المسعودي تشعر بأنه شيعي، مثل «مزاهر الأخبار وطرائف الآثار للصفوة النورية والذرية الزكية وأبواب الرحمة وينابيع الحكمة»،[٢٣] و«الصفوة في الإمامة»، و«الهداية إلى تحقيق الولاية»،[٢٤] و«الاستبصار في الإمامة»<.ref>الطهراني، الذريعة، ج2، ص13.</ref>
أدلة المخالفين
- مدح المسعودي أبا بكر وعمر في كتابه مروج الذهب[٢٥]
- لا يعتقد المسعودي بعدم شرعية خلافة الخلفاء الثلاثة، رغم محبته الشديدة لأهل البيت [٢٦]
- لم يتحدث المسعودي في كتبه عن واقعة الغدير
وبناء على ذلك ذهب هؤلاء إلى احتمال كون المسعودي من الشافعية.[٢٧]
الهوامش
- ↑ المسعودي، مروج الذهب، ج2، ص38
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج8، ص221.
- ↑ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج25، ص340
- ↑ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج25، ص340
- ↑ المسعودي، التنبيه والإشراف، ص136.
- ↑ مهدوي الدامغاني، ابو الحسين علي بن حسين مسعودي وبرخي از آثار او، ص100.
- ↑ العسكري، مسعودي والتنبيه والإشراف، ص89
- ↑ العسكري، مسعودي والتنبيه والإشراف، ص88.
- ↑ المسعودي، مروج الذهب، ج1، ص 17-18
- ↑ حمود، كتابشناسي مسعودي، ص87.
- ↑ حمود، كتابشناسي مسعودي، ص87.
- ↑ حمود، كتابشناسي مسعودي، ص88.
- ↑ حمود، كتابشناسي مسعودي، ص88 - 89.
- ↑ المسعودي، إثبات الوصية، ص13 وما بعدها.
- ↑ النجاشي، رجال النجاشي، ص254؛ ابن داوود، رجال ابن داوود، 241 - 242؛ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج1، ص110.
- ↑ جعفريان، منابع تاريخ اسلام، ص؛ شبيري الزنجاني، إثبات الوصيه ومسعودي صاحب مروج الذهب، ص217 - 219؛ حمود، كتابشناسي مسعودي، ص92
- ↑ حمود، كتابشناسي مسعودي، ص86-92
- ↑ جعفريان، منابع تاريخ اسلام، ص177-178؛ منتظري مقدم، مكتب تاريخي مسعودي، ص63-66؛ ولوي، ويژگيها وروش تاريخنگاري مسعودي؛ 27-31
- ↑ مهدوي الدامغاني، أبو الحسن علي بن حسين مسعودي وبرخي از آثار او، ص103.
- ↑ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج25، ص341
- ↑ نجاشي، رجال النجاشي، ص254؛ ابن داود، رجال ابن داود، ص390؛ الحلي، الخلاصة، ص100؛ الخوئي، معم رجال الحديث، ج11، ص366
- ↑ المسعودي، مروج الذهب، الترجمة: أبو القاسم باينده، ج1، ص23 و ص785.
- ↑ الطهراني، الذريعة، ج20، ص327.
- ↑ النجاشي، رجال النجاشي، ص254.
- ↑ كرمانشاهي، مقامع الفضل، ج2، ص383
- ↑ شبيري الزنجاني، إثبات الوصية ومسعودي صاحب مروج الذهب، ص210
- ↑ شبيري الزنجاني، إثبات الوصية ومسعودي صاحب مروج الذهب، ص214-215
المصادر والمراجع
- الأمين، السيد محسن، أعيان الشيعة، بيروت، دار التعارف، د. ت.
- الحلي، ابن داوود، رجال ابن داوود، طهران، طبعة جامعة طهران، 1383هـ ش.
- الحلي، الحسن بن يوسف، خلاصة الرجال، قم، دار الذخائر، 1411هـ.
- حمود، هادي حسين،كتابشناسي مسعودي، ترجمه علينقيان، كتاب ماه تاريخ وجغرافيا، الرقم 133، خرداد 1388هـ ش.
- الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث، قم، نشر آثار شيعة، 1410هـ.
- الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام، التحقيق: عبد السلام التدمري، بيروت، دار الكتاب العربي، 1413هـ.
- شبيري الزنجاني، السيد محمد حسين،إثبات الوصية ومسعودي صاحب مروج الذهب، مجلة انتظار موعود، الرقم 4، الصيف 1381هـ ش.
- الطهراني، آغا بزرك، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، قم، إسماعيليان، د. ت.
- العسكري، علي رضا، مسعودي والتنبيه والإشراف، مجلة مقالات وبررسيها، الرقم 62، الشتاء 1376هـ ش.
- كرمانشاهي، آقا محمد علي، مقامع الفضل، قم، موسسة العلامة المجدد الوحيد البهبهاني، د. ت.
- المسعودي، علي بن الحسين، إثبات الوصية، قم، أنصاريان، 1426هـ.
- المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب، التحقيق: أسعد داغر، قم، دار الهجرة 1409هـ.
- المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب، الترجمة: أبو القاسم باينده، انتشارات علمي وفرهنگي، 1374هـ ش.
- منتظري مقدم، حامد، مكتب تاريخي مسعودي، مجلة كيهان انديشه، الرقم 71، فروردين 1376هـ ش.
- مهدوي الدامغاني، محمود، أبو الحسن علي بن حسين مسعودي وبرخي از آثار او، مجلة مطالعات اسلامي، الرقم 12، الخريف 1353هـ ش.
- النجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي، قم، جامعة مدرسين، 1407هـ.