الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
الإمام الأول عند الشيعة | |
الاسم | علي |
---|---|
الكنية | أبو الحسن |
تاريخ الميلاد | 13 رجب ثلاثين من عام الفيل |
تاريخ الوفاة | 21 رمضان سنة 40 هـ |
مكان الميلاد | الكعبة - مكة |
مكان الدفن | حرم الإمام علي - النجف الأشرف |
مدة إمامته | 29 عاماً |
مدة حياته | 63 عاماً |
الألقاب | أمير المؤمنين، ويعسوب الدين، وحيدر، والمرتضى، وزوج البتول، سيف الله المسلول، والوصي |
الأب | أبو طالب |
الأم | فاطمة بنت أسد |
الزوج | فاطمة (ع)، أم البنين، أسماء، أمامة ، خولة، أمحبيب، ليلى، أم سعيد |
الأولاد | الحسن، والحسين، والعباس، والمحسن، وزينب ، وأمكلثوم، وعثمان، وفاطمة |
المعصومون الأربعة عشر | |
النبي محمد · الإمام علي · السيدة الزهراء . الإمام الحسن المجتبي · الإمام الحسين · الإمام السجاد · الإمام الباقر · الإمام الصادق · الإمام الكاظم · الإمام الرضا · الإمام الجواد · الإمام الهادي · الإمام الحسن العسكري · المهدي المنتظر |
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، المعروف بـأمير المؤمنين، (13 رجب سنة 23 قبل الهجرة ـــ 21 رمضان سنة 40 هـ)، هو الإمام الأول عند مذاهب الشيعة. صحابي، وراوي، وكاتب للوحي، ورابع الخلفاء الراشدين عند أهل السنة. ابن عم النبي الأكرم (ص) وصهره. زوج السيدة فاطمة (ع)، وأبو الإمامين الحسن والحسين وجدّ تسعة آخرين من أئمة الشيعة. والده أبو طالب، وأمه فاطمة بنت أسد. ذكر علماء الشيعة ومعظم علماء السنة أنه ولد في الكعبة، وهو أول رجل آمن بالنبي (ص)، وترى الشيعة أن الإمام على (ع) وبأمر من الله ونص من النبي (ص) هو الخليفة المباشر وبلا فصل بعد الرسول الأعظم (ص).
وعُدّ للإمام علي (ع) فضائل كثيرة، ففي يوم الدار عيّنه النبي (ص) وصيّه وخليفته، وعندما تآمرت قريش لقتل النبي (ص) بات الإمام علي في فراشه حتى لا يتمكن الأعداء من قتل النبي (ص)، وبالتالي هاجر النبي (ص) إلى المدينة خفيةً، وآخى النبي (ص) بينه وبين نفسه، وتتحدث مصادر الشيعة، وبعض مصادر أهل السنة أن حوالي 300 آية من القرآن الكريم نزلت في فضائله، ومنها: آية المباهلة، وآية التطهير، كما تدل بعضها على عصمته أيضاً.
شارك علي (ع) في جميع غزوات الرسول (ص)، ما عدا غزوة تبوك، حيث استخلفه النبي (ص) على المدينة. فمن مواقفه أنه قتل في غزوة بدر عددا كبيرا من المشركين، وفي غزوة أحد دافع عن النبي (ع) من أن يصل إليه سوءا، وفي غزوة خندق قتل عمرو بن عبد ود، وانتهت المعركة بمقتله، وفي غزوة خيبر قلع باب الحصن، وحسمت المعركة.
وبعد أن أنهى النبي (ص) حجة الوداع، وبناء على آية التبليغ أمر الناس أن يجتمعوا في منطقة غدير خم، ثم ألقى خطبة الغدير، ورفع يد الإمام علي (ع)، وقال: «من كنت مولاه، فهذا علي مولاه. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه»، وهنّأ بعض الصحابة كـعمر بن الخطاب الإمام علي (ع) بإمرة المؤمنين بعد هذه الخطبة، ولقّبوه بـأمير المؤمنين، ويرى مفسرو الشيعة وبعض أهل السنة أن آية الإكمال نزلت في هذا اليوم، ويستدل الشيعة معنى الخلافة بعد النبي (ع) من عبارة "من كنت مولاه فعلي مولاه" والتي نطق به النبي (ص) يوم الغدير، وبناء عليه، ترى الشيعة أن هويتها وما يميزها عن سائر الفرق هو اعتقادها بتنصيب الإمام علي (ع) من قبل الله خليفةً للنبي (ص)، في قبال رأي أهل السنة الذي يقول أن خليفة النبي (ص) يأتي من خلال اختيار الناس.
وبايع جماعة من الناس بعد وفاة النبي (ص) مع أبي بكر في سقيفة بني ساعدة، فالنزاعات القبلية، والأحقاد والحسد تعد من الأسباب التي حالت من وصول الإمام علي (ع) إلى الحكم بعد النبي (ص) واستخلافه، فلم يبايع الإمام علي (ع) أبا بكر، كما أن هناك خلاف بشأن أصل هذه البيعة فيما بعد وزمنه بين المؤرخين، فأوردت الأخبار أن الإمام علي (ع) وفي مناظرة صريحة مع أبي بكر ندد بإغماض أبي بكر حق أهل بيت النبي في أمر الخلافة وتخلّفه عنهم في واقعة السقيفة، وبناء على ما أوردته المصادر الشيعية ومصادر أهل السنة أن أتباع الخليفة هجموا على بيت الإمام علي (ع) لأخذ البيعة، الأمر الذي أدى إلى إصابة السيدة فاطمة (ع) وإسقاط جنينها ومن ثم استشهادها، فالإمام علي (ع) احتجّ في مواقف كثيرة وفي مناسبات عديدة على قضية السقيفة، وكان يذكرهم بأن الخلافة كان حقه بعد النبي (ص)، ومن أشهرها ما ورد في الخطبة الشقشقية.
وكان الإمام علي (ع) في فترة خلافة الخلفاء الثلاثة عادة بعيدا عن شؤون السياسة والحكومة، ومنشغلا بتقديم الخدمات العلمية والاجتماعية، منها جمع القرآن الكريم والذي اشتهر بمصحف الإمام علي (ع)، وتقديم النصيحة للخلفاء في مختلف الشؤون كـالقضاء، والإنفاق إلى الفقراء، وشراء ألف عبد وتحريرهم، والزراعة والتشجير، وحفر القنوات، وبناء المساجد، ووقف الأماكن والممتلكات والتي بلغت مواردها ربما إلى أربعة آلاف دينار.
قبل الإمام علي (ع) بـالخلافة والحكم بعد مقتل عثمان بن عفان، وذلك بإصرار الناس، وكان يولي اهتماما بالغا للعدالة في زمن خلافته، ووقف أمام تقسيم بيت المال والتي كان بناء على سابقة الأشخاص كما فعلوه الخلفاء من قبله، فأمر بتوزيع بيت المال بين العرب والعجم وبين جميع المسلمين من أي قبيلة كانوا على السواء، كما أمر بإرجاع جميع الأراضي إلى بيت المال، والتي منحها عثمان إلى مختلف الشخصيات في عهده.
وكان الإمام علي (ع) جادّا وغير متسامح في تنفيذ الشريعة الإسلامية، والتطبيق الصارم للقانون، والأسلوب الصحيح لإدارة الدولة، الأمر الذي جعل البعض لا يطيقونه، وكان شديدا في منهجه هذا حتى مع أقرب أصحابه، وكان يعتقد الإمام علي (ع) أن مراعاة الحقوق المتبادلة بين الحاكم والناس لها ثمرات كثيرة، وعندما عيّن مالك الأشتر لولاية مصر أمره بحسن الخلق إلى الناس سواء المسلم وغير المسلم والتعامل بالإنسانية مع الجميع، ونشبت ثلاث حروب في فترة حكمه القصيرة وهي معركة الجمل، وصفين والنهروان.
وكان ختام عمر الإمام علي (ع) أنه استشهد في محراب مسجد الكوفة وهو يصلي، على يد أحد الخوارج باسم ابن ملجم المرادي، ودفن في النجف خفية، وحرمه من الأماكن المقدسة لدى الشيعة، كما يعتنى بزيارته أيضا، ودفنت شخصيات بارزة إلى جواره.
ويعود تأسيس معظم العلوم لدى المسلمين كـالنحو والكلام، والفقه والتفسير إلى الإمام علي (ع)، ويعتقد مختلف فرق التصوف أنهم يصلون إلى الإمام علي (ع)، ولعلي بن أبي طالب كان وما زال مكانة سامية وشأن رفيع بين الشيعة، فهو أفضل، وأتقى، وأعلم شخصية بعد النبي (ص)، وخليفته حقا، فهناك من الصحابة من تبع الإمام علي (ص) منذ حياة النبي (ص) وعرفوا بشيعته، وكتاب نهج البلاغة مختارات من كلامه وخطبه، وهناك مكتوبات نُسبت إليه وهي بخطه ومما أملى عليه الرسول (ص)، كما ألّفت حول شخصيته كتب عديدة وبمختلف اللغات.
المکانة
الإمام علي عليه السلام | |
---|---|
ألقاب | |
أمير المؤمنين • يعسوب الدين • حيدر الكرار • المرتضى • زوج البتول • سيف الله المسلول • والوصي | |
الحياة | |
يوم الدار • ليلة المبيت • واقعة الغدير | |
التراث | |
نهج البلاغة • الخطبة الشقشقية • الخطبة الخالية من الألف • الخطبة الخالية من النقطة • الخطبة الخالية من الراء • مرقده | |
الفضائل | |
آية الولاية • آية أهل الذكر • آية أولي الأمر • آية التطهير • آية المباهلة • آية المودة • آية الصادقين-حديث مدينة العلم • حديث الثقلين • حديث الراية • حديث السفينة • حديث الكساء • خطبة الغدير • حديث الطائر المشوي • حديث المنزلة • حديث يوم الدار • سد الأبواب | |
الأصحاب | |
عمار بن ياسر • مالك الأشتر • أبوذر الغفاري • عبيد الله بن أبي رافع • حجر بن عدي • آخرون |
كان ومازال علي بن أبي طالب يحظى بمكانة مرموقة وشأن رفيع بين الشيعة، ويعد أفضل وأتقى وأعلم شخصية بعد النبي (ص)، وخليفته حقا، وعليه فهناك من الصحابة مَن تبع الإمام علي (ص) بعد وفاة النبي (ص)، وأصبحوا من محبيه أي شيعته، فالشيعة هم من يعتقدون أن الإمام علي (ع) هو خليفة النبي (ص) مباشرا، مع أن أهل السنة يرون أن الخليفة بعد النبي (ص) يأتي من خلال اختيار الناس له.
ويقول المستشرق الألماني المعاصر هاينز هالم: تعتقد الشيعة، أن مبايعة الإمام علي (ع) للخلافة في 19 ذي الحجة سنة 35 هـ[١] كان تنفيذاً مؤخراً لإجراء أكد عليه النبي (ص) في مواقف كثيرة زمن حياته، خاصة في واقعة غدير خم حيث نصبه إماما للأمة الإسلامية وخليفة له، وترى الشيعة قول النبي: «من كنت مولاه فعلي مولاه» في يوم الغدير هو تنصيبه خليفةً للنبي (ص)؛ إذ هنّأ الحاضرون في ذلك المكان (أي غدير خم) علي بن أبي طالب (ع) بإمرة المؤمنين، ولقبوه بأمير المؤمنين. وبناء على هذا المعتقد علي (ع) هو الخليفة حقا، ولا يليق لقب "أمير المؤمنين" إلا به، والفترة القصيرة لدولته هي الدولة الشرعية التي شهدتها الأمة الإسلامية بعد رحيل النبي.[٢]
سيرته الذاتية
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، الهاشمي القرشي، أول أئمة الشيعة ورابع الخلفاء الراشدين عند أهل السنّة.
كان والده أبو طالب من أبرز الشخصيات القرشية والمعروف بسخائه وعدله ومنزلته السامية عند القبائل العربية. وهو عمّ رسول الله وألطف أعمامه به، ولما أظهرت قريش عداوته نصره ودافع عنه.[٣] توفي في السنة العاشرة للبعثة مؤمناً برسالة ابن أخيه.[٤]
أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.[٥]
أخوته: من الذكور طالب، عقيل، جعفر، ومن الإناث هند المعروفة بأم هاني، جمانة، ريطة المكنات بأم طالب وأسماء. [٦]
ومن كُناه : أبو الحسن، أبو الحسين، أبو السبطين، أبو الريحانتين، أبو تراب، وأبو الأئمة.
ومن ألقابه: أمير المؤمنين، يعسوب الدين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، ومولى المؤمنين، وشبيه هارون، وحيدر، والمرتضى، ونفس الرسول، وأخو الرسول، وزوج البتول، وسيف الله المسلول، وأمير البررة، وقاتل الفجرة، وقسيم الجنة والنار، وصاحب اللواء، والصديق الأكبر، والفاروق، وباب المدينة، والوصي، وقاضي دَين رسول الله، ومنجز وعده، والنبأ العظيم، والصراط المستقيم، والأنزع البطين.[٧]
الولادة والطفولة والشباب
ولد عليه السلام بمكة في الكعبة المشرفة يوم الجمعة 13 رجب سنة ثلاثين من عام الفيل.[٨]
نصّ على ولادته في الكعبة المشرفة من علماء الشيعة كلّ من: السيد الرضي، الشيخ المفيد، القطب الراوندي، ابن شهر آشوب بالإضافة إلى الكثير من علماء أهل السنّة كالحاكم النيشأبوري، الحافظ الكنجي الشافعي، ابن الجوزي الحنفي، ابن الصباغ المالكي، وقال بـتواتر ذلك الحلبي والمسعودي.[٩]
وكانت وفاته ليلة الجمعة ليلة 21 رمضان سنة 40 هـ من الهجرة بعد أن ضربه ابن ملجم المرادي في مسجد الكوفة ليلة تسع عشرة من نفس الشهر، ودفن في الغريّ من نجف الكوفة سرّاً.[١٠]
- مرحلة الطفولة
ذكرت بعض المصادر التأريخية أنّ قريشاً أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال كثير، فقال رسول الله لـعباس عمّه: يا عباس، إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا إليه؛ لنخفف عنه من عياله... فأخذ رسول الله علياً فضمه إليه، وأخذ العباس جعفراً فضمه إليه. فلم يزل علي مع رسول الله حتى بعثه الله للنبوة.[١١] وكان أمير المؤمنين يصف تلك الفترة بقوله: ولقد علمتم موضعي من رسول الله بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليد، يضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسّني جسده، ويشمني عرفه، وكان يمضغ الشيء، ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل.[١٢]
- أوصافه البدنية وقواه الجسمية
وُصِف عليه السلام بأنّه: ربعة من الرجال، إلى القصر أقرب، وإلى السمن، هو أدعج العينين، أنجل، في عينه لين، أزج الحاجبين، حسن الوجه، من أحسن الناس وجهاً، يميل إلى السمرة، كثير التبسّم، أنزع (و هو انحسار الشَّعر من جانبي الجبهة)، ناتىء الجبهة، له خفاف من خلفه، كأنّه إكليل، وكأنّ عنقه إبريق فضة، كثّ اللحية، لحيته زانت صدره، لا يغيّر شيبه. كان أرقب، عريض ما بين المنكبين، لمنكبيه مشاش كمشاش السبع الضاري، (وفي رواية) عظيم المشاش كمشاش السبع الضاري، لا يبين عضده من ساعده أدمجت إدماجاً، عبل الذراعين شئن الكفين، (وفي رواية) رقيق الأصابع، شديد ساعد اليد لا يمسك بذراع رجل قط إلّا أمسك بنفسه، فلم يستطع أن يتنفس، ضخم البطن، أقرى الظهر، عريض الصدر، كثير شعره ضخم الكسور، عظيم الكراديس، غليظ العضلات، حمش الساقين، ضخم عضلة الذراع، دقيق مستدقّها، إذا مشى تكفّأ (أي مال إلى الأمام ).[١٣]
روى ابن قتيبة أنّه: لم يصارع قط أحداً إلا صرعه.[١٤] ووصفه ابن أبي الحديد بقوله: أمّا القوة والأيد: فبه يضرب المثل فيهما، وهو الذي قلع باب خيبر، واجتمع عليه عصبة من الناس ليقلبوه فلم يقلبوه، وهو الذي اقتلع هبل من أعلى الكعبة، وكان عظيماً جداً، وألقاه إلى الأرض. وهو الذي اقتلع الصخرة العظيمة في أيام خلافته بيده بعد عجز الجيش كلّه عنها، واستخرج الماء من تحتها.[١٥]
زوجاته وأولاده
أولى زوجاته فاطمة الزهراء بنت النبي الأكرم، [١٦] وكان قد خطبها قبله كل من أبي بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف فردّهم قائلاً: إن أمرها إلى ربّها إن شاء أن يزوّجها زوّجها.[١٧]
و قد اختلفت كلمة المؤرخين في تأريخ زواج علي من فاطمة، فمنهم من ذهب إلى القول بأنّه وقع في أوائل ذي الحجّة من السنّة الثانية للهجرة،[١٨] ومنهم من قال بأنّه كان في شهر شوال من نفس السنّة ورأي ثالث ذهب إلى القول بوقوعه في الحادي والعشرين من شهر محرم.[١٩]
أنجبت فاطمة ثلاثة من الذكور هم: الحسن، والحسين، والمحسن،[٢٠] وابنتين هما: زينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى.
و بعد شهادة فاطمة الزهراء تزوّج (أُمامة) بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزّى بن عبد شمس، وأُمّها زينب بنت النبي.
ثم تزوّج أُم البنين بنت حزام بن دارم الكلابية التي أنجبت له أبا الفضل العباس، وجعفراً، وعثمان وعبد الله، وجميعهم استشهدوا يوم الطف – في كربلاء- في نصرة الحسين.
ثم تزوج من ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلية الدارمية التميمية.
و من زوجاته أسماء بنت عميس الخثعمية والتي أنجبت له ولديه عون ويحيى؛ ومن زوجاته أُمّ حبيب بنت ربيعة التغلبية، واسمها الصهباء؛ وخولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة الحنفيةـ وقيل خولة بنت أياس- التي أنجبت ولده محمداً المعروف بـابن الحنفية؛ ومن زوجاته أيضاً أُم سعد أو سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفية ومخباة بنت إمرئ القيس بن عدي الكلبية.[٢١]
قال الشيخ المفيد في الإرشاد: فأولاد أمير المؤمنين عليه السلام سبعة وعشرون ولداً بين ذكر وأنثى، هم:
- الحسن.
- الحسين.
- زينب الكبرى.
- زينب الصغرى المكناة بأم كلثوم، أمهم فاطمة البتول (عليها السلام)
- محمد المكنّى بأبي القاسم، أمه خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية
- عمر.
- رقية، كانا توأمين، أمهما أم حبيب بنت ربيعة
- العباس.
- جعفر.
- عثمان.
- عبدالله، وهؤلاء الأربعة أمهم أم البنين بنت حزام بن خالد بن دارم.
- محمد الأصغر المكنّى بأبي بكر.
- عبيدالله، الشهيدان مع أخيهما الحسين بالطف، أمهما ليلى بنت مسعود الدارمية.
- يحيى، أمّه أسماء بنت عميس الخثعمية.
- أم الحسن.
- رملة، أمهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي.
- فاطمة
- نفيسة.
- زينب الصغرى.
- رقية الصغرى.
- أم هاني.
- أم الكرام.
- جمانة المكناة أم جعفر.
- أمامة.
- أم سلمة.
- ميمونة.
- خديجة. لأمهات شتّى.
ثمّ يقول: وفي الشيعة من يذكر أن فاطمة (عليها السلام) أسقطت بعد النبي ذكراً كان سمّاه رسول الله محسناً: فعلى قول هذه الطائفة أولاد أمير المؤمنين ثمانية وعشرون ولداً.[٢٢]
دوره في غزوات النبي(ص)
في مكة | |
---|---|
10 قبل البعثة النبوية | الولادة |
1 للبعثة النبوية | أول من أسلم |
وفاة والده أبي طالب | |
622 | ليلة المبيت: المبيت على فراش النبي الأكرم (ص) |
في المدينة | |
622 | هجرته إلى المدينة |
2 هـ | المشاركة في غزوة بدر |
3 هـ | المشاركة في غزوة أحد |
4 هـ | وفاة أمه السيدة فاطمة بنت أسد |
5 هـ | المشاركة في غزوة الأحزاب و قتل عمرو بن عبد ود |
6 هـ | كتابة نص معاهدة صلح الحديبية بأمر من النبي (ص) |
7 هـ | فاتح قلعة خيبر في غزوة خيبر |
8 هـ | المشاركة في فتح مكة و كسر الأصنام بأمر النبي |
9 هـ | خليفة النبي في المدينة في غزوة تبوك |
10 هـ | المشاركة في حجة الوداع |
10 هـ | واقعة غدير خم |
11 هـ | ارتحال النبي و تغسيله و تكفينه بيد الإمام علي |
عصر الخلفاء الثلاث | |
11 هـ | قضية سقيفة بني ساعدة و بداية خلافة أبي بكر |
11 هـ | ارتحال السيدة الزهراء (زوجة أمير المؤمنين) |
13 هـ | بداية الخلافة عمر |
23 هـ | الحضور في شوري الخلافة المعيّن من قبل عمر لتعيين الخليفة |
23 هـ | بداية خلافة عثمان |
الحكومة | |
35 هـ | بيعة الناس معه و بداية مرحلة حكم الإمام |
36 هـ | معركة الجمل |
37 هـ | معركة صفين |
38 هـ | معركة النهروان |
40 هـ | استشهاده |
كان لأمير المؤمنين دور بارز في جميع الوقائع والحروب التي حصلت في عصر النبي الأكرم وقد أكّد المؤرخون اشتراكه في جميع الغزوات والسرايا إلّا في تبوك حيث لم يشترك فيها.[٢٣] ومن هنا كان يعدّ القائد العسكري الثاني والشخصية المتميزة بعد رسول الله.
معركة بدر الكبرى
وهي المعركة الأولى التي خاضها المسلمون ضد المشركين يوم الجمعة الموافق للسابع عشر من شهر رمضان من السنّة الثانية للهجرة عند آبار بدر [٢٤] والتي هزم فيها المشركون بعد أن قتل منهم سبعون رجلاّ على رأسهم رؤساء القوم وقادتهم كـأبي جهل وعتبة وشيبة وأمية.
وكان التقليد المتَّبع عند العرب في الحروب أن يبدأ القتال بالمبارزات الفرديّة ثم تقع بعدها الحملاتُ الجماعية، وانطلاقاً من هذه العادة خرج ثلاثة من الفرسان -من معسكر قريش - المعروفين من صفوف الجيش المكي ودعوا إلى المبارزة، وهم: عتبة وشيبة وهما ابنا ربيعة بن عبد شمس، والوليد بن عتبة بن ربيعة، فأخذوا يجولون في ميدان القتال ويدعون إلى المبارزة، ثم نادى مناديهم: يا محمّد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا. فقال رسول اللّه: « قم يا عبيدَةَ بن الحارث وقم يا حمزة، وقم يا عليّ».
فقاموا، وخرجوا للمبارزة، فبارز عليُّ الوليدَ، وبارز حمزة عتبة، وبارز عبيدة شيبة، فقتل علي وحمزة خصميهما في الحال، ثمّ ساعدا عبيدة على قتل خصمه.[٢٥]
وكان لعلي الدور الرئيسي في هذه المعركة حيث قتل على يديه ما يقرب من عشرين من جيش المشركين منهم: حنظلة بن أبي سفيان والعاص بن سعيد وطعيمة بن عدي.[٢٦]
معركة أحد
ومن المعروف في هذه المعركة أنّ كفّة القتال في بداية المعركة كانت لصالح المسلمين إلاّ أنّها مالت لصالح المشركين بعد التفاف خالد بن الوليد من خلف الجبل وعلى أثرها انهزم المسلمون، ولم يبق منهم مع النبي إلاّ علي وحمزة وأبي دجانة وثلّة قليلة من المسلمين تصدّوا للمشكرين بكلّ بسالة وشجاعة، وكان علي – كما عهدناه في معركة بدر- الرجل الأول في المعركة، الأمر الذي أقرّ به الكثير من المؤرخين حيث أثبتوا أنه: لمَّا قَتَلَ علي بن أبي طالب أصحابَ الألوية، أبصر رسولُ الله جماعة من مشركي قريش، فقال لِعلي: احمل عليهم، فحمل عليهم ففرَّق جمعهم، وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي، ثمَّ أبصر رسولُ الله جماعة من مشركي قريش، فقال لعلي: احمل عليهم، فحمل عليهم ففرَّق جماعتهم، وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي.
فقال جبريل: يارسول الله إنّ هذه المواساة، فقال رسول الله: «إنَّه منِّي وأنا منه»، فقال جبريل: وأنا منكما فسمعوا صوتاً يقول: لا سيف إلاّ ذو الفقار *** ولا فتى إلاَّ علي.[٢٧]
معركة الخندق (الاحزاب)
من الأمور التي ابتكرها المسلمون في هذه المعركة حفر الخندق حول المدينة للحيلولة بينها وبين جيش المشركين والذي تم بإشارة من سلمان الفارسي.[٢٨]
ولمّا أتم المسلمون حفر الخندق وصلت جيوش المشركين وإذا بها تجد بينها وبين المسلمين حاجزاً لا يمكن اجتيازه إلاّ بشقّ الأنفس، وأقاموا على هذه الحال- الرشق بالنبل والحجارة- عدَّة أيام دون قتال. فلما كان اليوم الخامس خرج عمرو بن عبد ودٍّ العامري- ونفر من المشركين، واقتحموا الخندق من مكان ضيِّق، وأخذ عمرو يصول ويجول، ويدعو إلى المبارزة، فقام عليٌّ وطلب من النبي (ص) الإذن بمارزته، فأذن له وبعد جولة من القتال صرعه الإمام إلى الأرض وقتله.[٢٩] وكان الوسام الذي حظي به في هذه المعركة أنّه بعدما رجع من قتل عمرو بن عبد ود قال رسول الله: "ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين".[٣٠]
معركة خيبر
في جمادى الأولى من السنة السابعة للهجرة أصدر النبي أوامره بالتوجه نحو حصون اليهود[٣١] وبعد أن حاصر جيش المسلمين تلك القلاع بعث النبي أبا بكر برايته إلى بعض الحصون فرجع ولم يك فتح، ثم بعث في الغد عمر بن الخطاب ولم يك فتح، فقال رسول الله: "لأعطين الراية رجلاّ يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فقال: ادعوا لي علياً ودفع الراية إليه ففتح الله عليه".[٣٢]
قال الشيخ المفيد: فمضى أمير المؤمنين بالراية حتى أتى الحصن وقد خرج مرحب وعليه مغفر وحجر يتعرض للحرب فبرز له علي. وعن هذه الواقعة يقول : اختلفنا ضربتين فبدرته وضربته فقددت الحجر والمغفر ورأسه حتى وقع السيف في أضراسه فخر صريعاً. ويقول أيضا: لما عالجت باب خيبر جعلته مجنا – أي درعاً- لي فقاتلتهم به.[٣٣]
فتح مكة
كان الفتح في شهر رمضان، السنة الثامنة للهجرة، وكان قد جهّز جيشه وأكد رغبته في التكتيم على هذا الأمر لمداهمة قريش في مكة قبل أن تتجهز لحرب، وكانت الراية مع سعد بن عبادة فأخذها منه وأعطاها لأمير المؤمنين. يقول الحلبي: وبعد فتح مكة انطلق رسول الله بعلي ليلاً حتى أتى الكعبة لتحطيم الأصنام قائلاً: اصعد على منكبي واهدم الصنم، فصعد فوق ظهر الكعبة وعند صعوده كرم الله وجهه قال له: ألق صنمهم الأكبر وكان من نحاس وقيل من قوراير - أي: زجاج - فألقى الأصنام، ولم يبق إلاّ صنم خزاعة موتداً بأوتاد من الحديد، فقال رسول الله: عالجه، فعالجه، وهو يقول: إيه إيه جاء الحق وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً، فلم يزل يعالجه حتى استمكن منه فقذفه فتكسّر.[٣٤]
معركة حنين
وقعت المعركة في السنة الثامنة للهجرة، وكان سبب الواقعة أنه لمّا فتح الله على رسوله مكة مشت أشراف هوازن وثقيف بعضها إلى بعض فاشفقوا- أي: خافوا أن يغزوهم رسول الله -وقالوا: قد فرغ لنا فلاناهية- أي: لا مانع له دوننا- والرأي أن نغزوه فحشدوا وبغوا....[٣٥] وكان لعلي الدور المحوري في هذه المعركة أيضا وكما يقول الواقدي: ووضع الألوية والرايات في أهلها، مع المهاجرين لواء يحمله عليّ[٣٦] والتحمت المعركة التحاماً مروّعاً، ندرت فيها الرؤوس، وهوت الفوارس، وطاحت الأيدي، فقال النبي: الآن حمي الوطيس، وعليٌّ بين يديه يذود الكتائب، ويزلزل الفرسان حتى قتل أربعين فارساً من القوم، فشلت حركتهم...[٣٧]
معركة تبوك
وهي المعركة الوحيدة التي لم يشترك فيها أمير المؤمنين بسبب استخلاف النبي (ص) إياه على المدينة، وقد أشار الشيخ المفيد إلى هذه القضية في الإرشاد قائلاً: ولما أراد النبي الخروج استخلف أميرالمؤمنين في أهله وولده وأزواجهه ومهاجره، وقال له: يا علي إنّ المدينة لاتصلح إلاّ بي أو بك، وذلك إنه عليه وآله السلام علم من خبث نيّات الأعراب وكثير من أهل مكة ومن حولها ممن غزاهم وسفك دمآئهم، فاشفق أن يطلبوا المدينة عند نأيه عنها... وأن أهل النفاق لما علموا باستخلاف رسول اللهعلياً على المدينة حسدوه لذلك، فأرجفوا به وقالوا: لم يستخلفه رسول الله إكراماً له وإجلالاً ومودة، وإنّما خلفه استثقالا، فلمّا بلغ أمير المؤمنين إرجاف المنافقين به أراد تكذيبهم وإظهار فضيحتهم، فلحق بالنبي فقال: يا رسول الله إن المنافقين يزعمون أنّك خلفتني استثقالاّ ومقتاّ؟ فقال له النبي: ارجع يا أخي إلى مكانك فإنّ المدينة لاتصلح إلا بي أو بك، فأنت خليفتي في أهل بيتي ودار هجرتي وقومي، أما ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لانبي بعدي.[٣٨]
أدلة إمامته
هناك الكثير من الآيات والروايات التي تدل على إمامته وخلافته للنبي الأكرم، منها:
آية أولي الأمر
﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُم﴾.[٤٠] وقد أجمعت كلمة أعلام الشيعة على نزولها في علي وأنّها تدل بصراحة على وجوب طاعته.[٤١]
آية الولاية
﴿إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُون﴾.[٤٢] والروايات متظافرة من طرق الشيعة وأهل السنّة على أن الآية نازلة في أمير المؤمنين علي لمّا تصدّق بخاتمه وهو في الصلاة، فالآية خاصة غير عامة.[٤٣] فالآية المباركة دالة على ولايته .
حديث المنزلة
- مقال تفصيلي: حديث المنزلة
من الأحاديث الدالة علي خلافته قول النبي الأكرم مخاطباً الإمام أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي[٤٤]
حديث الدار
- مقال تفصيلي: حديث يوم الدار
لما نزل قوله تعالى: وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ[٤٥] جمع النبي بني هاشم، وعرض عليهم الإسلام، وطلب منهم الإيمان به ومؤازرته على أمر الرسالة، فلم يستجب له إلاّ علي عليه السلام، فقال له: أنت أخي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي.[٤٦]
واقعة الغدير
- مقال تفصيلي: الغدير
لمّا قضى رسول الله مناسك الحجّ في السنة العاشرة للهجرة وبعد أن أرشد المسلمين إلى مناسك حجهم قفل راجعاً إلى المدينة ومعه المسلمون، حتى انتهى إلى الموضع المعروف (بغدير خم) وذلك يوم 18 ذي الحجة، فنزل في الموضع، ونزل المسلمون معه، وكان سبب نزوله في هذا المكان، نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خليفة في الأُمّة من بعده، فأمر بتوقف القافلة حتى يعود السابق ويلحق المتأخر.
فأبلغهم الأمر الإلهي الصادر في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [٤٧] بعد أن اجتمع المسلمون حوله.[٤٨]
وقد ذكر المحدثون والمؤرخون أنه لمّا اجتمع المسلمون حوله صعد على تلك الرحال التي جمعت له، وأصعد عليّاً معه، ثم خطب الناس بأعلى صوته: (ألست أولى بكم منكم بأنفسكم؟) قالوا: بلى!
فقال لهم: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالِاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ.[٤٩]
وفاة النبي
في اللحظات الأخيرة من حياة النبي الأكرم قال: ادعوا لى أخي وصاحبي، فدعي أميرالمؤمنين ، فلما اقترب منه أومأ إليه فأكب عليه فناجاه رسول الله طويلاً... ثم ثقل وحضره الموت وأميرالمؤمنين حاضر عنده، فلمّا قرب خروج نفسه قال له: ضع يا علي، رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله تعالى، فإذا فاضت نفسي، فتناولها بيدك وامسح بها وجهك، ثم وجهني إلى القبلة، وتول أمري، وصلّ عليّ أوّل الناس، ولاتفارقني حتى تواريني في رمسي، واستعن بالله تعالى.[٥٠]
و ما أن فاضت نفس رسول الله واشتغل علي وأهل بيت الرسول بتجهيزه من أجل مواراة جسده الطاهر في مثواه الأخير، حتى عقد بعض المهاجرين والأنصار إجتماعاً لهم في سقيفة بني ساعدة منهم: أبو بكر، عمر، أبو عبيدة الجراح، عبد الرحمن بن عوف، سعد بن عبادة، ثابت بن قيس، عثمان بن عفان؛ وذلك لاختيار الخليفة من بعده، وبعد شجار ونزاع طويل انتخب – دون مراعاة لوصايا النبي - أبو بكر خليفة للمسلمين.[٥١]
مرحلة الخلفاء الثلاثة
واجه الإمام وأهل البيت في زمن الخلفاء الثلاثة مجموعة كبيرة من الوقائع والمشاكل كهجوم القوم على بيت فاطمة (عليها السلام) وأخذ البيعة لأبي بكر قسراً[٥٢] وغصب فدك[٥٣] وشهادة فاطمة (عليها السلام).
وقد استمرت هذه الفترة 25 عاماً كان له دور بارز في شؤون المجتمع ولم ينعزل عن المجتمع ولم يكلّ عن ممارسة مهامه فيها كالعطاء العلمي والاجتماعي وكان بارعاً في جميع تلك الخدمات كجمع القرآن وتقديم النصح والاستشارة للخلفاء الثلاثة في التحديات التي كانت تواجههم في الحكم والحرب والفتوحات و... بالإضافة إلى نشاطة الاقتصادي الداعم للفقراء والمحتاجين منها أنه أوقف مالا بخيبر وبوادي القرى ووقف مال أبي نيرو وغيرها، وأخرج مائة عين ينبع جعلها للحجيج وحفر آباراً في طريق مكة والكوفة وبنى مسجد الفتح في المدينة وعند مقابل قبر حمزة وفي الميقات وفي الكوفة وجامع البصرة وغير ذلك، وكان نتاج تلك الموقوفات أربعين ألف دينار.[٥٤] وستأتي الإشارة إلى نماذج من عطائه .
أعضاء الشورى بعد عمر | |
لاختيار الخليفة الثالث | |
الإمام علي (ع) |
البيعة القسرية
إمتنع أمير المؤمنين وطائفة من الصحابة عن مبايعة الخليفة الأول مما شكّل خطراً كبيراً أمام الخلافة، وقد أحس كل من الخليفة الأول وعمر بن الخطاب بذلك الخطر الذي يحدق بهما فعمدا إلى أخذ البيعة منه قسراً للقضاء على الحركة الإعتراضية.[٥٥]
فما كان من أبي بكر إلاّ أن أرسل إليه عبده المعروف بـقنفذ أكثر من مرة لمبايعة الخليفة فلم يستجب اليه وحينها قال عُمَر: قوموا بنا إِليه فقام أَبُو بكر وعمر وعثمانُ وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة وأَبو عبيدة بن الجرَّاح وقُنْفُذٌ فلمَّا إنتهوا إلى الباب فرأَتهم فاطمةُ (عليها السلام) أَغلقت الباب في وجوههمْ وهي لا تَشُكُّ أَن لا يُدْخَلَ عليها إلاّ بإذنها إلاّ أنهم كسروا الباب وتركوها (عليها السلام) بين الحائط والباب وأَخرجوا عليّاً مُلَبَّباً.[٥٦] وساروا به إلى سقيفة بني ساعدة فقيل له بايع أبا بكر، فقال: أنا أحق بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي، وتأخذونه منّا أهل البيت (عليهم السلام) غصباً؟ ألستم زعمتم للأنصار أنّكم أولى بهذا الأمر منهم لما كان محمد منكم، فأعطوكم المقادة، وسلّموا إليكم الأمارة، وأنا احتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار نحن أولى برسول الله حياً وميتاً فأنصفونا إن كنتم تؤمنون وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون.[٥٧]
جمع القرآن
أذعن علماء الفريقين- شيعة وسنّة- بأنّه أخذ على عاتقه الشريف مهمة جمع آيات القرآن الكريم، وكان ذلك مبكِّراً جدَّاً من بعد وفاة رسول الله، فلم يخرج من بيته، إلاّ للصلاة حتى جمعه تنفيذاً لوصية الرسول.[٥٨] وروي عنه أنّه قال: « لما قبض رسول الله أقسمت أن لا أضع ردائي على ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين، فما وضعت ردائي حتى جمعت القرآن».[٥٩] وفي رواية أخرى إنّه جمعه خلال ستة أشهر.[٦٠]
غزو الروم
لمّا فكر أبو بكر بغزو الروم استشار جماعة من الصحابة فلم يقطعوا برأي، فاستشار أمير المؤمنين في الأمر فقال: إن فعلت ظفرت. فقال أبو بكر: بشرت بخير. وأمر أبو بكر الناس بالخروج بعد أن أمّر عليهم خالد بن سعيد.[٦١]
مبدأ التأريخ الاسلامي
روى الحاكم النيسابوري أن عمر ابن الخطاب استشار أمير المؤمنين في مبدأ التأريخ الإسلامي فأشار عليه بأن يجعل مبدأ التأريخ هجرة النبي من مكة إلى المدينة.[٦٢]
مرحلة خلافته
11-40
40-50
50-61
61-95
95-114
114-148
148-183
183-203
203-220
220-254
13-25
25-35
41-61
65-85
86-96
105-125
136-158
158-169
170-193
198-218
232-247
بعدما قتل عثمان، قام - أمير المؤمنين عليه السلام - فدخل منزله، فأتاه أصحاب رسول الله، فقالوا: إنّ هذا الرجل قد قتل، ولا بد للناس من إمام، ولا نجد اليوم أحداً أحق بهذا الأمر منك، لا أقدم سابقة، ولا أقرب من رسول الله. فقال: لا تفعلوا، فإنّي أكون وزيراً خير من أن أكون أميراً، فقالوا: لا، والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك، قال: ففي المسجد، فإنّ بيعتي لا تكون خفياً.[٦٣]
فخرج إلى المسجد، فبايعه من بايعه، وبايعت الأنصار علياً إلاّ نفيراً يسيراً، منهم حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، ومسلمة بن مخلد، وأبو سعيد الخدري، ومحمد بن مسلمة، والنعمان بن بشير، وزيد بن ثابت، ورافع بن خديج، وفضالة بن عبيد، وكعب بن عجرة، كانوا عثمانية. ولم يبايعه من غير الأنصار عبد الله بن عمر وزيد بن ثابت وأسامة بن زيد وكلهم كانوا من المقربين من عثمان.[٦٤]
ويمكن القول بأن سبب إمتناعه عن قبول البيعة في بادئ الأمر يكمن في ما استشري من فساد في المجتمع على جميع المستويات بحيث أصبح من الصعب إصلاح ذلك وهذا ما أشار إليه عليه السلام مخاطبا المبايعين له: دَعُونِي والْتَمِسُوا غَيْرِي فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وأَلْوَانٌ لا تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ ولا تَثْبُتُ عَلَيْهِ الْعُقُولُ وإِنَّ الْآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ والْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَت.[٦٥]
حقوق الراعي والرعية
لقد أولى أمير المؤمنين لهذين الحقين أهمية كبرى على المستويين النظري والعملي وهذا ما تجده جلياً في كلماته، كما في قوله: «لا يجري (الحق) لأَحدٍ إلاّ جرى عليه، ولا يجري عليه إلاّ جرى لهُ، ولو كان لأَحدٍ أَنْ يجري لهُ ولا يجري عليه لكان ذلك خالصاً لِلَّهِ سُبحانهُ دُونَ خلقه؛ لقدرتهِ على عباده، ولعدله في كُلِّ ما جرتْ عليه صُرُوفُ قضائه، ولكنَّهُ سُبحانهُ جعل حقَّهُ على العباد أَن يطيعوهُ، وجعل جزاءهُمْ عليه مضاعفةَ الثواب تفضُّلا منهُ وتوسُّعاً بما هو من المزيد أَهله».[٦٦]
وكان عليه يرى أن لهذين الحقين نتائج كبيرة وثمرات مهمة، وهذا ما أشار اليه في نفس الخطبة، حينما قال:
«وأَعظمُ ما افترض سُبحانهُ من تلك الحقوقِ حقُّ الوالي على الرَّعيَّة وحقُّ الرَّعِيَّةِ على الوالي... فليست تصلحُ الرَّعيَّةُ إلاّ بصلاح الولاة، ولا تصلحُ الولاةُ إلاّ بِاستقامة الرَّعِيَّةِ، فإِذا أَدَّتْ الرَّعِيَّةُ إلى الوالي حقَّهُ، وأَدَّى الوالي إِليها حقَّها عزَّ الحقُّ بينهُمْ، وقَامتْ مناهجُ الدين، واعتدلتْ معالمُ العدل وجرتْ على أَذلالها السُّنَنُ...». [٦٧]
ثم يقول :
«وإِذا غَلبتِ الرَّعِيَّةُ واليهَا أَو أَجحفَ الوالي برعِيَّتِهِ اختلفَتْ هُنالكَ الكلمةُ، وظهرتْ معالمُ الجور، وكثر الإِدغالُ في الدِّين، وتركَت مَحَاجُّ السُّنن، فَعُمِلَ بالهوى، وعُطِّلَتِ الأَحكامُ، وكثرتْ عللُ النّفُوس، فلا يُسْتَوْحَشُ لعظيم حقٍّ عُطِّلَ ولا لعظيم باطلٍ فُعلَ، فهنالكَ تذِلُّ الأَبْرَارُ، وتَعِزُّ الأَشرارُ، وتعظُمُ تبِعاتُ اللَّهِ سُبحانهُ عند العباد».[٦٨]
وكان عليه السلام يولي الشخصية الإنسانية أهتماماً كبيراً، وكان يركّز على ذلك كثيراً في الكتب والوصايا التي يزود بها عماله وولاته ، من ذلك ما ورد في كتاب له إلى عماله على الخراج:
«فأَنصفُوا الناسَ من أَنفسكمْ، واصبِروا لحوائجهمْ؛ فإِنّكم خُزَّانُ الرَّعِيَّةِ ووكلاءُ الأُمَّةِ وسُفراءُ الأَئمة، ولا تُحْشِمُوا أَحداً عن حاجته، ولا تحبسُوهُ عن طَلِبَتِه».[٦٩]
و من وصاياه لعماله على الزكاة:
«وَلا تُرَوِّعَنَّ مسلماً، ولا تجتازن عليه كارهاً، ولا تأخذن منه أكثر من حق الله في ماله، فإذا قدمت على الحي فانزل بمائهم من غير أن تُخَالِط أبياتهم، ثم امض إليهم بالسكينة والوقار حتى تقوم بينهم فتسلم عليهم، ولا تُخْدِج بالتحية لهم، ثم تقول: عباد الله أرسلني إليكم ولي الله وخليفته؛ لآخذ منكم حق الله في أموالكم فهل لله في أموالكم من حق فتؤدوه إلى وليه؟ فإن قال قائل: لا. فلا تراجعه، وإن أنعم لك منعم، فانطلق معه من غير أن تخيفه أو توعده أو تعسفه أو ترهقه». [٧٠]
وجاء في عهده المعروف لـمالك الأشتر (رض) حينما ولاه على مصر:
«وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكونّن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان: إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق».[٧١]
عدله عليه السلام
اتخذ وفي الأيام الأولى لحكومته موقفاً صارماً من الفساد المالي والبذل غير المشروع للثروة مؤكداً على العدالة في التوزيع التي تقوم على السبق إلى الإسلام والجهاد في سبيله وغير ذلك من المعايير الحقة، وقد أكد على منهجه هذا حينما أكد على المساواة في العطاء قائلاً: «إني قرأت ما بين دفتي المصحف، فلم أجد فيه لبني إسماعيل على بني إسحاق فضلاً».[٧٢]
وعندما ولَّى بيت مال المدينة عمَّارَ بن ياسر وأبا الهيثم بن التيهان كَتب إليهما: العربيُّ والقرشيُّ والأَنصاريُّ والعجميُّ وكُلُّ من في الإسلام منْ قبائلِ العرب وأَجناس العجم سواء.[٧٣]
وكذلك إتخذ موقفاً قاطعاً في ضرورة استرجاع ما أقطعه عثمان لـبني أمية والمقربين منه وأصدر في ذلك مرسوماً قال فيه: «ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان، وكل مال أعطاه من مال الله، فهو مردود في بيت المال، فإن الحق القديم لا يبطله شئ، ولو وجدته قد تزوج به النساء، وفرق في البلدان لرددته إلى حاله، فإن في العدل سعة، ومن ضاق عليه الحق فالجور عليه أضيق».[٧٤]
المساواة في تقسيم العطاء
كما كان صارماً في المساواة في العطاء كان شديد الحرص على بيت مال المسلمين، فلم يسمح حتى لاشد الناس قرابة منه التصرف فيه ولو يسيراً، فقد روى المؤرخون أنه كان يأخذ نفسه وأهله بالشدة، فلا يسمح بأن تتزين إحدى بناته بعقد ثمين تستعيره من بيت المال إعارة مضمونة، فينتزعه منها، ويرجعه لبيت المال مع لوم وتقريع لها وللخازن إبن أبي رافع معتبراً ذلك خيانة للمسلمين قائلاً: «اتَخُون المسلمين يا ابن أبي رافع؟ كيف أعرت بنت أميرِ المؤمنين العقد الذي في بيت مال المسلمين، بغير إذني ورضاهم!».[٧٥]
وقال مخاطباً عبد الله بن زمعة، وهو من شيعته، وذلك أنّه قدم عليه في خلافته يطلب منه مالاً، فقال : «إن هذا المال ليس لي ولا لك، وإنما هو فيء للمسلمين، وجلب أسيافهم، فإن شركتهم في حربهم، كان لك مثل حظهم، وإلا فجناة أيديهم لا تكون لغير أفواههم».[٧٦]
الصرامة في تنفيذ القوانين
لم يكن من منهج علي التسامح أو التساهل في القوانين وأحكام الشريعة الأمر الذي جعل بعض الناس لا يطيق ذلك، ومن نماذج ذلك:
- أنه أمر قنبراً أن يضرب رجلا، فغلِطَ قنبر فزاد ثلاثة أسواط، فاقاد علي الرّجل المضروب من قنبر، فضربه ثلاثة أسواط.[٧٧]
- قام أحد رجالات البصرة المتنفذين بدعوة عامله على البصرة عثمان بن حنيف، فكتب اليه يهذبه ويؤدبه ليسمو به من مواطن الشبهات، ويرفعه إلى أرقى مستوى من الإنسانية، قائلاً له:
«أما بعد، يابن حنيف، فقد بلغني أن رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة، فأسرعت إليها، تستطاب لك الألوان، وتنقل إليك الجفان، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم، عائلهم مجفو، وغنيهم مدعو، فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم، فما اشتبه عليك علمه فالفظه، وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه... ألا وإن لكل مأموم إماماً يقتدي به، ويستضيء بنور علمه، ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه، ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد».[٧٨]
موقفه من الثناء والتملق
إتخذ الإمام منهجاً رافضاً للثناء والمديح وخاصة الذي يجري بطريقة تملقية وكان يحذّر كثيراً من شيوع هذا الأسلوب من التعامل مع الحكام، ومن نماذج تصديه لهذا الأسلوب:
- َ روي أَنهُ لَمَّا وَردَ الكوفة قادماً من صفِّين مرَّ بالشِّبَامِيِّينَ فخرج إِليه حربُ بنُ شُرَحْبِيلَ الشِّبَامِيِّ وكان من وُجُوهِ قومهِ يمشي معهُ وهو راكبٌ فقال : «ارجعْ فإِنَّ مشي مثلك مع مثلي فتنةٌ للوالي ومذَلَّةٌ للمُؤمن».[٧٩]
- كان الإمام ذات يوم يخطب فأَجابهُ رجلٌ من أَصحابه بكلام طويل يُكثرُ فيه الثَّنَاءَ عليه، ويذكر سمعهُ وطاعتهُ، فقال لهُ : «وإن من أسخف حالات الولاة عند صالح الناس أن يظن بهم حبّ الفخر، ويوضع أمرهم على الكِبْرِ. وقد كرهت أن يكون جال في ظنّكم أني أحب الإطراء وإستماع الثناء، ولست بحمدالله كذلك، ولو كنت أحبّ أن يقال ذلك لتركته إنحطاطاً لله سبحانه....فلا تكلموني بما تكلّم به الجبابرة، ولاتتحفظوا منّي بما يتحفظ به عند أهل البادرة، ولاتخالطوني بالمصانعة، ولاتظنوا بي استثقالا في حق قيل لي، ولا التماس إعظام لنفسي، فإنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه كان العمل بهما أثقل عليه».[٨٠]
- قال وقد لقيه- عند مسيره إلى الشام- دهاقين الأنبار، فترجلوا له واشتدوا بين يديه: ما هذا الذي صنعتموه؟ فقالوا: خلق منا نعظم به أمراءنا، فقال: «والله ما ينتفع بهذا أمراؤكم، وإنكم لتشقون على أنفسكم في دنياكم، وتشقون به في آخرتكم، وما أخسر المشقة وراءها العقاب، وأربح الدعة معها الأمان من النار».[٨١]
الإهتمام بالعسكر والقوات المسلحة
كان ينظر إلى الأمور نظرة واقعية، وينظر إلى الأصناف الإجتماعية نظرة تحفظ لها مكانتها الإجتماعية أولاّ ودورها في استقرار المجتمع ثانياً، ومن هنا نراه يهتم بالقوات المسلحة، ويوصي بها عماله بأن «الجنود بإذن الله عزّوجلّ حصون الرعية، وزين الولاة، وعزّ الدين، وسبيل الأمن والحفظ، وليس تقوم الرعية إلاّ بهم، ثم لا قوام للجند إلاّ بما يخرج الله جلّ وعزّ لهم من الخراج الذي يقوون به على جهاد عدوهم ويعتمدون عليه فيما أصلحهم، ويكون من وراء حاجاتهم». [٨٢]
ثم يبين لعاملة في نفس الوصية طريقة إنتخاب الجنود قائلاً: «وتوخ منهم أهل التجربة والحياء من أهل البيوتات الصالحة والقدم في الإسلام المتقدمة، فإنّهم أكرم أخلاقاً، وأصح أعراضاً، وأقل في المطامع إشراقاً، وأبلغ في عواقب الأمور نظراً. ثم أسبغ عليهم الأرزاق، فإن ذلك قوة لهم على استصلاح أنفسهم، وغنى لهم عن تناول ما تحت أيديهم، وحجة عليهم إن خالفوا أمرك أو ثلموا أمانتك».[٨٣]
كذلك يؤكد على العلاقة بين الجنود والجماهير وأن الدعم والإسناد الجماهيري هو الأساس في ثبات البلدان واستقرار الحكومات، حيث يقول : «وإن سخط الخاصّة يغتفر مع رضى العامة. وليس أحد من الرعية، أثقل على الوالي مؤونة في الرخاء، وأقل معونة له في البلاء، وأكره للانصاف، وأسأل بالإلحاف، وأقل شكراً عند الاعطاء، وأبطأ عذراً عند المنع، وأضعف صبراً عند ملمات الدهر من أهل الخاصة. وإنما عمود الدين، وجماع المسلمين، والعدة للاعداء، العامّة من الأمّة، فليكن صغوك لهم، وميلك معهم».[٨٤]
العمال والولاة
إهتم إبّان فترة حكمه بأمر الولاة فقام بتنصيب الكثير منهم أو استبدالهم أو تغيير أماكنهم، ومن هؤلاء الولاة: قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي ولاّه أمير المؤمنين مصر، ثم بعدها ولاية آذربيجان التي استدعاه منها في حربه مع معاوية بعد أن كتب له باستخلاف عبد الله الاحمسي مكانه؛ ومنهم محمد بن أبي حذيفة كان عامله على مصر فاستبدله بمحمد بن أبي بكر؛ ومنهم مالك الأشتر النخعي عامله على نصيبين وسنجار ثم ولاه مصر؛ ومن ولاته: عبد الله بن عباس الذي كان واليه على البصرة، وأبو أيوب الأنصاري واليه على المدينة، وأبو موسى الأشعري الذي كان والياً لـعثمان على الكوفة وأقره الإمام بمشورة من مالك الأشتر فترة من الزمن عزله بعدها بعد أن بانت منه علامات الخيانة وتحبيط الناس من اللحوق بجيش الإمام قبل معركة الجمل، ومنهم حذيفة بن اليمان وهو الآخر كان والياً لعثمان في المدائن فاقره الإمام ، ومنهم كميل بن زياد واليه على هيت، ومخنف بن سليم واليه على اصفهان والري وهمدان، وسليمان بن صُرَد عامله على الجبل.
وقد استشهد من ولاته كل من: مالك الأشتر ومحمد بن أبي بكر وعبد الله بن خباب بن الأرت ومحمد بن أبي حذيفة وحسان بن حسان البكري، ومنهم الحلو بن عوف الأزدي الذي وجهه الإمام عاملاً على عمان فوثبت به بنو ناجية فقتلوه.
و منهم من توفي لكبر سنّه ولم يتم ولايته وهم: سهل بن حنيف وأبي قتادة وحذيفة بن اليمان.
و هناك من الولاة من واصل عمله حتى استشهاد الإمام علي كقيس بن سعد، وعثمان بن حنيف وكميل بن زياد وسعد بن مسعود وسليمان بن صرد الخزاعي .
ومنهم من وبّخه الإمام لتقصيره في عمله كعبيد الله بن العباس وسعيد بن نمران .
ومنهم من عزله الإمام لخيانته كالـمنذر بن الجارود وعقبة بن عمرو.[٨٥]
حروبه
حروب الإمام علي | الاتجاه المعاكس | تاريخ وقوع المعركة |
---|---|---|
معركة الجمل | أصحاب الجمل | جمادىالآخر 36 هـ |
معركة صفين | جيش معاوية | صفر 37 هـ |
معركة النهروان | الخوارج | 38 هـ |
معركة الجمل (الناكثين)
تعد معركة الجمل المعركة الأولى التي خاضها الإمام إبّان فترة حكمه مع الناكثين- أَهلُ الجمل، لنكثهم بيعتهم- [٨٦] طلحة والزبير وأتباعهم، في جمادي الآخرة سنة ست وثلاثين هـجرية.[٨٧]
يقول الطبري: ولما دخلت سنة ست وثلاثين فرق علي عماله على الأمصار[٨٨] وكان طلحة والزبير قد طمعا قبل ذلك بالخلافة وبعد إجتماع الناس على أمير المؤمنين ومبايعته حاولا الحصول على منصب من المناصب المهمة في الدولة، وقد أشار الطبري إلى هذه القضية قائلاً: وسأل طلحة والزبير أن يؤمرهما على الكوفة والبصرة [٨٩] فلم يستجب لهما الإمام لكونهما من المتهمين بقتل عثمان – بل كان من أشد المؤلبين عليه والمتهمين بقتله في المدينة- من جهة وهناك من هو أكفأ منهما من جهة أخرى،[٩٠] من هنا قررا الالتحاق بـعائشة التي هي الأخرى من أشد المؤلبين والمحرضين على قتل عثمان، وكانت ترى الثوار المحاصرين لعثمان طالبي حق وقد إسترجعت – كما يقول الطبري - حينما بلغها قتل عثمان للمصريين، لكنها– والقول للطبري أيضاً- لما بلغها قتل عثمان واجتماع الناس على علي، قالت: ردوني إن عثمان قتل مظلوماً، فاطلبوا بدم عثمان تعزوا الإسلام.[٩١]
وكانت عائشة شديدة الكره والضغن لعلي، ومن هنا سايرت طلحة والزبير في حربهما لعلي [٩٢] فجهّزوا جيشاً مؤلّفاً من ثلاثة آلاف مقاتل كما يذهب إلى ذلك بعض المؤرخين، وساروا به نحو البصرة.[٩٣] وحمل عائشة على جمل يقال له عسكر.[٩٤] وتحرَّك موكب الناكثين بقيادة عائشة وطلحة والزبير وبلغوا البصرة، وعامل الإمام عليها الصحابي عثمان بن حنيف الأنصاري، فمنعهم من الدخول، ثُمَّ توادعوا الا يحدثوا حدثاً حتى يقدم عليٌّ .[٩٥]
ولما نزل أمير المؤمنين حاول حقن الدماء من خلال الحوار مع قادة الناكثين، وقد أشار الطبري إلى ذلك بقوله: فلما تراءى الجمعان خرج الزبير على فرس عليه سلاح، فقيل لعلي : هذا الزبير...وطلحة، فخرج إليهما علي ، فدنا منهما حتى اختلفت أعناق دوابهم، فقال علي : لعمري لقد أعددتما سلاحاً وخيلا ورجالاً، إن كنتما أعددتما عند الله عذراً فاتقيا الله سبحانه، ولا تكونا كالتي نقضت غزلها من بعد قوه أنكاثاً، ألم أكن أخاكما في دينكما، تحرمان دمي وأحرم دماءكما! فهل من حدث أحلّ لكما دمي؟...
الا أن مساعي الإمامي لم تنجح في إيقاف الحرب حيث نشبت الحرب بعد أن قتل أصحاب الجمل أحد جنود الإمام.[٩٦] وقال اليعقوبي في تاريخه مشيراً إلى هذه القضية: وخرج طلحة والزبير فيمن معهما، فوقفوا على مصافهم، فأرسل إليهم علي : ما تطلبون وما تريدون؟ قالوا: نطلب بدم عثمان! قال علي : لعن الله قتلة عثمان! واصطف أصحاب علي ، فقال لهم: لا ترموا بسهم، ولا تطعنوا برمح، ولا تضربوا بسيف... أعذروا. فرمى رجل من عسكر القوم بسهم، فقتل رجلاً من أصحاب أمير المؤمنين ، فأتي به إليه، فقال: اللهم اشهد، ثم رمى آخر، فقتل رجلاً من أصحاب علي ، فقال: اللهم اشهد، ثم رمى رجل آخر، فأصاب عبد الله بن بديل ابن ورقاء الخزاعي فقتله، فأتى به أخوه عبد الرحمن يحمله، فقال علي : اللهم اشهد، ثم كانت الحرب.[٩٧]
وكان الزبير قد انسحب من المعركة قبل ذلك بعدما ذكّره الإمام بحديث رسول الله إلاّ أنّه قتل بعد انسحابه على يد عمرو بن جرموز[٩٨]
وكانت الحرب أربع ساعات من النهار، روي أنه قتل في ذلك اليوم نيف وثلاثون ألفاً. ثم نادى منادي علي : ألا لا يجهز على جريح، ولا يتبع مولّ، ولا يطعن في وجه مدبر، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن. ثم أمّن الأسود والأحمر.[٩٩]
ولما وضعت الحرب أوزارها جاء علي لعائشة، فقال: ألم تنهي عن هذا المسير؟ فقالت: يا ابن أبي طالب! قدرت فاسجح! فقال: أخرجي إلى المدينة، وارجعي إلى بيتك الذي أمرك رسول الله أن تقرّي فيه. قالت: أفعل. فوجه معها سبعين امرأة من عبد القيس في ثياب الرجال، حتى وافوا بها المدينة.[١٠٠]
حرب صفين (القاسطين)
وهي المعركة الثانية من المعارك التي وقعت إبّان حكم الإمام مع القاسطين (معاوية وجنده)[١٠١] في شهر صفر سنة سبع وثلاثين للهجرة في بلاد الشام على شاطئ الفرات في منطقة يقال لها صفين، وقد انتهت بالتحكيم في شهر رمضان من سنة ثمان وثلاثين للهجرة.[١٠٢]
وقد أكد المؤرخون أن معاوية بن أبي سفيان لم يقدم للخليفة الثالث عثمان أي معونة أو دعم يفك عنه حصار الثوار له بالرغم من مناشدة عثمان له وطلبه ذلك منه أكثر من مرّة، إلاّ أنّه وبعد قتله حاول استغلال قتله كذريعة - أمام الشاميين - لتحقيق مآربه والتمسك بحكم الشام، ومن هنا أخذ ينشر بين الشاميين فكرة الدفاع عن عثمان وأنّه سيطالب بثأر عثمان، ويدعي أن علياً قد قصّر في المطالبة بدم عثمان، بل إنّه وراء قتل الخليفة عثمان. ومن هنا إمتنع عن البيعة ولم يستجب للرسائل التي أرسلها الإمام له طالباً منه الدخول فيما دخل فيه الناس، ولمّا لم يجد ما يؤكد تهمته للإمام طلب منه تسليم قتلة عثمان ليقتص منهم، وبعد أن فشلت كل المحاولات السلمية مع معاوية وبعد أن تناهى إلى الإمام بأن معاوية يعدّ العدّة للحرب، جهّز عليه السلام جيشه فالتقى الجيشان في منطقة صفين، ومع اصطفاف الجيشين بذل الإمام قصارى جهده لحقن دماء المسلمين إلاّ أن جهوده لم تثمر فنشبت الحرب بين الفريقين في السنة السابعة والثلاثين من الهجرة.[١٠٣]
ولمّا عضّت الحرب القوم وقرب أصحاب علي من الفتح قال عمرو بن العاص لمعاوية: ها هنا حيلة توجب الاختلاف بينهم والفرقة، وذاك أن علياً وأصحابه أصحاب ورع ودين فإذا أصبحنا رفعنا المصاحف وقلنا: بيننا وبينكم كتاب الله. فلما أصبحوا رفعوا المصاحف وقالوا: بيننا وبينكم كتاب الله، الله الله في البقية. واستقبلوا علي بن أبي طالب بالمصاحف، فقال علي :
والله ما الكتاب يريدون، وإن هذا منهم لمكيدة، فاتقوا الله عباد الله، وامضوا على حقكم وصدقكم وقتال عدوكم، إنّهم والله ما رفعوها ليعملوا بها وما رفعوها إلاّ خديعة ووهنا ومكيدة لكم. فتفرق عند ذلك أصحابه واختلف قولهم. [١٠٤]
ثم كتب الإمام - مضطراً- في جواب رسالة معاوية: ثم إنّك قد دعوتني إلى حكم القرآن، ولقد علمتُ أنك لست من أهل القرآن، ولست حكمه تريد. والله المستعان. وقد أجبنا القرآن إلى حكمه، ولسنا إياك أجبنا.[١٠٥]
فرضي الفريقان جميعا بالحكمين، فاختار أهل الشام عمرو بن العاص، وقال الأشعث بن قيس والذين صاروا خوارج بعد ذلك: إننا قد رضينا بـأبي موسى الأشعري، فقال علي : فإنه ليس لي برضا وأنا أجعل الأشتر حكماً، فقال الأشعث: وهل سعّر الأرض علينا إلاّ الأشتر!. ثم رشح عبد الله بن عباس للتحكيم، فقال الأشعث ومن معه: لا والله لا يحكم فينا مضريان أبداً حتى تقوم الساعة! ولكن يكون رجل من مضر ورجل من اليمن. فقال علي : وقد أبيتم إلاّ أبا موسى؟ قالوا: نعم. قال: فاصنعوا ما أردتم.[١٠٦]
إلاّ أن واقعة التحكيم إنتهى بخديعة أبي موسى الاشعري من قبل عمرو بن العاص الذي حكم بتثبيت معاوية بعد أن سبقه الأشعري لعزل علي .[١٠٧]
معركة النهروان (المارقين)
ما إن إنتهت قضية التحكيم المعروفة التي شابها نوع من الخيانة حتى خرجت الخوارج على الإمام – وهم الذين كانوا قد ألجأوه إلى التحكيم قبل ذلك - وقالوا: لم حكمت الرجال؟ لا حكم إلا لله. وهم المارقة الذين اجتمعوا بـالنهروان.[١٠٨]
وتمادى المارقون بنشر الفساد في مناطقهم، فنهبوا واغتالوا وتعاطوا كثيراً من الموبقات كان على رأسها قتل عبد الله بن الخباب بن الأرت- وهو من خيرة الصحابة- وبقروا- أي شقوا- بطن زوجته وهي حامل،[١٠٩] وجعلوا يتعرّضون الناس ويذيعون الذعر، فأرسل إليهم أمير المؤمنين يسألهم عن هذا الفساد. وبعد أن فشلت جميع المساعي بما فيها مسعى عبد الله بن عباس الذي أرسله الإمام إليهم ليستعلم رأيهم ويحاورهم في سبب خروجهم وقتلهم للمسلمين، ذهب عليه السلام إليهم بنفسه وبعد حوار طويل تمكن من إقناع الكثير من الخوارج بالعدول عن رأيهم والانسحاب من الساحة، إلاّ أن طائفة كبيرة منهم تقدّر بأربعة آلاف بقيت مصرة على غيّها وعنادها، ولمّا لم يجد عندهم حجّة يركن إليها، ولم يرجعوا عن غيهم اضطر لمواجهتهم، وانتهت المعركة بهزيمة نكراء لجيش الخوارج حيث لم يبق منهم – حسب الوثائق التأريخية - إلاّ تسعة، ولم يقتل من جيش الإمام إلاّ سبعة أو تسعة.[١١٠]
استشهاده عليه السلام
بعد أن وضعت معركة النهروان أوزارها أخذ الإمام يعد العدّة ويحرض الناس لحرب معاوية والشاميين، إلاّ أنّه لم يجد رغبة عند العراقيين في محاربة الشاميين إلاّ القليل منهم هذا من جهة، ومن جهة أخرى اعتمد معاوية أسلوب الغارة على الأطراف التي تقع تحت حكومة الإمام في جزيرة العرب والعراق؛ ليشيع الخوف والرعب في أوساطهم، وليمهّد الطريق لفتح العراق.[١١١]
وفي تلك الفترة التي كان يعد العدّة لحرب الشاميين ضربه عبد الرحمن بن ملجم المرادي (لعنة الله عليه) في محراب مسجد الكوفة ليلة التاسع عشر من رمضان من سنة 40 للهجرة. وكان ابن ملجم واحداً من ثلاثة من الخوارج اجتمعوا بـمكَّة، كانوا قد ذكروا أهل النهروان فترحَّموا عليهم، وقرورا قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص، فقال عبدالرحمن بن ملجم المرادي: أنا أكفيكم عليَّا. وكان لقطام دور في نجاح خطته.[١١٢]
وبعد شهادته قام أبناؤه الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية يساعدهم عبد الله بن جعفر بدفنه سرّاً في منطقة الغريين محل القبر المعروف في العراق وعفي - أخفي - أثر قبره بوصية منه .[١١٣] خوفاً من بني أمية وأعوانهم، والخوارج، وأمثالهم من نبش القبر.[١١٤]
يعرف مرقده بـحرم الإمام علي (ع)، ويقصده الشيعة من شتى البلاد لزيارته.
وصاياه
«أوصيكم، وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي، بتقوى الله، ونظم أمركم، وصلاح ذات بينكم، فإني سمعت جدّكما يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام.
الله الله في الأيتام، فلا تغبوا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم.
الله الله في جيرانكم، فإنهم وصية نبيكم، ما زال يوصي بهم، حتى ظننا أنّه سيورثهم.
الله الله في القرآن، لا يسبقكم بالعمل به غيركم.
الله الله في الصلاة، فإنّها عمود دينكم.
الله الله في بيت ربكم، لا تخلوه ما بقيتم، فإنّه إن ترك لم تناظروا.
الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله.»
نهج البلاغة، الرسالة 47، صص 320-321.
نقلت لنا الوثائق التأريخية وصاياه لأبنائه وأهل بيته في كيفية غسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه[١١٥] وكان قد أوصاهم بإخفاء مكان قبره، فحملوه إلى الغري من النجف الكوفة، ودفن هناك ليلاً قبل طلوع الفجر.[١١٦]
ومن وصاياه التي أوصى به أبناءه وصيته أنه قال للحسن والحسين حين ضربه ابن ملجم:
ثم قال: يا بني عبد المطلب! لا ألفيتكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً، تقولون: (قتل أمير المؤمنين)، ألا لا تقتلن بي إلا قاتلي. انظروا إذا أنا متّ من ضربته هذه، فاضربوه ضربة بضربة، ولا تمثلوا بالرجل، فإنّي سمعت رسول الله يقول:«إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور».[١١٧]
إخفاء قبره الشريف
أشار المؤرخون والباحثون إلى أنّه أوصى بدفنه سرّاً خوفاً من بني أمية وأعوانهم، والخوارج، وأمثالهم، فربما لو نبشوه مع علمهم بمكانه،[١١٨] حمل ذلك بني هاشم على المحاربة، والمشاققة التي أغضى عنها في حال حياته، فكيف لا يوصي بترك ما فيه مادة النزاع بعد وفاته.[١١٩]
فضائله ومناقبه (عليه السلام)
الآيات القرآنية
أشار الأعلام والمفسرون إلى كم وافر من الآيات القرآنية التي نزلت في حق علي بن أبي طالب والمبينة لبعض فضائله ومناقبه، فقد روي عن ابن عباس أنّه قال: «نزلت في علي ثلاثمئة آية».[١٢٠] نشير هنا إلى نماذج منها:
- آية المباهلة: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبين﴾.[١٢١]
نزلت الآية في السنة العاشرة للهجرة عندما قدم وفد نصارى نجران على النبي... فلمّا دعاهم رسول الله إلى المباهلة استنظروه إلى صبيحة غد من يومهم ذلك ... فلمّا كان الغد جاء النبي آخذا بيد علي بن أبي طالب والحسن والحسين بين يديه يمشيان وفاطمة (عليهم السلام) تمشي خلفه، وخرج النصارى يقدمهم أسقفهم فلما رأوا النبي بهذه الحالة قال سيدهم: إني لأرى رجلاً جريئاً على المباهلة وأنا أخاف أن يكون صادقاً، وقال: يا أبا القاسم إنّا لا نباهلك، ولكن نصالحك فصالحنا على ما ينهض به.[١٢٢]
- آية التطهير وهي قوله تعالى: ﴿إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً﴾.[١٢٣]
ذهب أعلام الشيعة ومفسروهم آن الآية المذكورة نزلت في بيت أم سلمة زوجة النبي، فقد روي عنها: «لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً (عليهم السلام) فكساهم بكساء، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس، وطهّرهم تطهيراً.[١٢٤]
- آية المودة وهي قوله تعالى: ﴿قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى﴾.[١٢٥]
روي عن إبن عباس أنّه فَسّرها بأهل البيت ، ورفع ذلك إلى النبي فقال: قالوا: يا رسول الله ـ عند نزول الآية ـ مَن قرابتك هؤلاء الّذين وَجَبَت عَلَينا مَوَدّتهم؟ قال: «عليّ وفاطمة وابناهما (عليهم السلام)».[١٢٦]
أول الناس إسلاماً
اشتهر بين المسلمين بالـتواتر أنّه أول الناس إسلاماُ.[١٢٧] روي عن سلمان أنّه قال: قال رسول الله: «أوّلكم وارداً على الحوض ( نهر الكوثر)، أوّلكم إسلاماً، علي بن أبي طالب».[١٢٨] وكذلك خاطب إبنته فاطمة قائلاً: «أو ما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلماً وأكثرهم علما وأعظمهم حلماً».[١٢٩]
ليلة المبيت في الفراش
لمّا أذن الله تعالى للنبي في الحرب، وبايعه الأنصار على الإسلام والنّصرة له ولمن اتبعه، وأوى إليهم من المسلمين، أمر رسول الله أصحابه من المهاجرين من قومه، ومن معه بمكة من المسلمين، بالخروج إلى المدينة والهجرة إليها، واللحوق بإخوانهم من الأنصار.[١٣٠]
فلمّا رأت قريش ذلك حذروا خروج رسول الله، فاجتمعوا في دار الندوة، وتشاوروا فيها... فقال أبو جهل: أرى أن نأخذ من كلّ قبيلة فتى نسيبا، ونعطي كلّ فتى منهم سيفاً، ثمّ يضربونه ضربة رجل واحد فيقتلونه، فإذا فعلوا ذلك تفرّق دمّه في القبائل كلّها، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعاً، ورضوا منّا بالعقل (أي الدية)، فأتى جبرائيل النبيّ، فقال: لا تبت الليلة على فراشك...فقال لعليّ بن أبي طالب : نم على فراشي، واتّشح ببردي الأخضر. وأمره أن يؤدّي ما عنده من وديعة وأمانة وغير ذلك. وخرج رسول الله مهاجراً.[١٣١]
وقد أشار المفسرون في معرض حديثهم عن شأن نزول قوله تعالى وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْري نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِباد.[١٣٢] أنّها نزلت تلك الليلة، قال الفخر الرازي: نزلت في علي بن أبي طالب ، بات على فراش رسول الله ليلة خروجه إلى الغار.[١٣٣]
المؤاخاة مع النبي (ص)
لما قدم النبي المدينة وآخى بين المهاجرين والأنصار آخى بينه وبين علي بن أبي طالب . يقول ابن عبد البر: وروينا من وجوه عن علي أنّه كان يقول: أنا عبد الله وأخو رسول الله لا يقولها أحد غيري إلاّ كذّاب. وقال أبو عمر: آخى رسول الله بين المهاجرين بمكة ثم آخى بين المهاجرين والأنصار بالمدينة، وقال في كل واحدة منهما لعلي: «أنت أخي في الدنيا والآخرة». [١٣٤]
رد الشمس
في السنة السابعة للهجرة ولما كان رأس رسول الله في حجر علي ، وهو يوحى إليه فلم يصل علي العصر حتى غربت الشمس. قال رسول الله: اللهم إنّه كان في طاعتك وطاعة نبيّك، فاردد عليه الشمس. فردّها الله له.[١٣٥]
إبلاغ آيات البرائة
لمّا نزلت الآيات الأولى من سورة البراءة في نقض ما بين رسول الله وبين المشركين من العهد، الّذي كانوا عليه فيما بينه وبينهم: ﴿بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إلى الَّذينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكين﴾ ولم يكن من نيّة النبي الذهاب إلى الحج ذلك العام، فقيل له: يا رسول الله لو بعثت بها إلى أبي بكر، فقال: لا يؤدّي عني إلا رجل من أهل بيتي، ثم دعا عليّ ابن أبي طالب ، وبعثه لإبلاغ هذه الآيات.[١٣٦]وفي تأريخ الطبري: وسار علي يؤذن ببراءة فقام يوم الاضحى فآذن، فقال: لا يقربن المسجد الحرام مشرك بعد عامه هذا، ولا يطوفن بـالبيت عريان ومن كان بينه وبين رسول الله عهد فله عهده إلى مدته...[١٣٧]
حديث علي مع الحق
روي عن النبي الأكرم أنه قال: «علي مع الحق والحق مع علي».[١٣٨]
حديث سد الأبواب
روى المتقي الهندي أنّه قال مخاطباً علياً : إنّ موسى سأل ربّه أن يطهّر مسجده بهارون، وإني سألت ربي أن يطهّر مسجدي بك وبذريتك، ثم أمر بسد الأبواب إلاّ باب علي، ولما سئل عن ذلك قال: ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي، ولكن الله فتح باب علي، وسدّ أبوابكم.[١٣٩]
تأسيسه لعلوم الإسلام
يقول ابن أبي الحديد المعتزلي (علماء القرن السابع الهجري) في مقدمته شرحه لـنهج البلاغة: وما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل، ولم يمكنهم جحد مناقبه، ولا كتمان فضائله، فقد علمت أنّه ابستولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض وغربها، واجتهدوا بكل حيله في إطفاء نوره، والتحريض عليه، ووضع المعايب والمثالب له، ولعنوه على جميع المنابر، وتوعدوا مادحيه، بل حبسوهم وقتلوهم، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة، أو يرفع له ذكراً، حتى حظروا أن يسمّى أحد باسمه، فما زاده ذلك إلا رفعه وسمواً، وكان كالمسك كلّما ستر انتشر عرفه، وكلما كتم تضوّع نشره.[١٤٠]
ويواصل ابن أبي الحديد قوله: وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة، وتنتهي إليه كل فرقة، وتتجاذبه كل طائفة، فهو رئيس الفضائل وينبوعها، وأبو عذرها، وسابق مضمارها، ومجلى حلبتها، كل من بزغ فيها بعده فمنه أخذ، وله إقتفى، وعلى مثاله إحتذى.[١٤١]
علم الكلام
يقول ابن أبي الحديد: وقد عرفت أن أشرف العلوم هو العلم الإلهي؛ لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم، ومعلومه أشرف الموجودات، فكان هو أشرف العلوم.
ومن كلامه اقتبس، وعنه نقل، وإليه انتهي، ومنه ابتدأ فإن المعتزلة- الذين هم أهل التوحيد والعدل، وأرباب النظر، ومنهم تعلم الناس هذا الفن- تلامذته وأصحابه؛ لأن كبيرهم واصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، وأبو هاشم تلميذ أبيه وأبوه تلميذه .[١٤٢]
وأمّا الأشعرية فإنّهم ينتمون إلى أبي الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري، وهو تلميذ أبي علي الجبائي، وأبو علي أحد مشايخ المعتزلة، فالأشعرية ينتهون إلى أستاذ المعتزلة ومعلمهم وهو علي بن أبي طالب .[١٤٣] وأمّا الإمامية والزيدية فانتماؤهم إليه ظاهر.[١٤٤]
علم الفقه
يقول ابن أبي الحديد: ومن العلوم علم الفقه، وهو أصله وأساسه، وكل فقيه في الإسلام فهو عيال عليه، ومستفيد من فقهه، أمّا فقه الشيعة: فرجوعه إليه ظاهر.
وأمّا أصحاب أبي حنيفة كأبي يوسف ومحمد وغيرهما، فأخذوا عن أبي حنيفة، وأمّا الشافعي فقرأ على محمد بن الحسن، فيرجع فقهه إيضا إلى أبي حنيفة، وأمّا أحمد بن حنبل، فقرأ على الشافعي فيرجع فقهه أيضاً إلى أبي حنيفة، وأبو حنيفة قرأ على جعفر بن محمد ، وقرأ جعفر على أبيه ، وينتهى الأمر إلى علي . وأمّا مالك بن أنس، فقرأ على ربيعة الرأي، وقرأ ربيعة على عكرمة، وقرأ عكرمة على عبد الله بن عباس، وقرأ عبد الله بن عباس على علي بن أبي طالب ، وإن شئت رددت إليه فقه الشافعي بقراءته على مالك كان لك ذلك، فهؤلاء الفقهاء الأربعة.
وأيضاً فإن فقهاء الصحابة كانوا: عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس، وكلاهما أخذ عن علي .
أمّا ابن عباس فظاهر، وأمّا عمر فقد عرف كل أحد رجوعه إليه في كثير من المسائل التي أشكلت عليه وعلى غيره من الصحابة، وقوله غير مرّة: «لو لا علي لهلك عمر»، وقوله: «لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن». وقوله: «لا يفتين أحد في المسجد وعلي حاضر، فقد عرف بهذا الوجه أيضاً انتهاء الفقه إليه». وقد روت العامّة والخاصّة قوله: «أقضاكم علي»، والقضاء هو الفقه، فهو إذا أفقههم.[١٤٥]
علم التفسير
وعند تقدمه عليه السلام في التفسير وكونه الرأس في هذا المضمار يقول ابن أبي الحديد أيضاً: ومن العلوم: علم تفسير القرآن، وعنه أخذ، ومنه فرع. وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك؛ لأنّ أكثره عنه وعن عبد الله بن عباس، وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له، وانقطاعه إليه، وأنّه تلميذه وخريجه. وقيل له: أين علمك من علم ابن عمك؟ فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط.[١٤٦]
العرفان وعلم الطريقة
وعن تقدمه في هذا العلم يقول ابن أبي الحديد: ومن العلوم: علم الطريقة والحقيقة، وأحوال التصوّف، وقد عرفت أن أرباب هذا الفن في جميع بلاد الإسلام إليه ينتهون، وعنده يقفون ويكفيك دلالة على ذلك الخرقة التي هي شعارهم إلى اليوم، وكونهم يسندونها بإسناد متّصل إليه .[١٤٧]
علوم اللغة
وهنا أيضاً يؤكد ابن أبي الحديد تقدمه في هذا الفن من العلوم قائلاً: ومن العلوم «علم النحو والعربية» وقد علم الناس كافّه أنّه هو الذي ابتدعه وأنشأه، وأملى على أبي الأسود الدؤلي جوامعه وأصوله، من جملتها الكلام كلّه ثلاثة أشياء: اسم وفعل وحرف. ومن جملتها: تقسيم الكلمة إلى معرفة ونكرة، وتقسيم وجوه الإعراب إلى الرفع والنصب والجر والجزم.[١٤٨]
الفصاحة والبلاغة
وعن فصاحته وبلاغته يقول ابن أبي الحديد: وأما الفصاحة: فهو إمام الفصحاء، وسيد البلغاء، وفي كلامه قيل: دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوقين. ومنه تعلّم الناس الخطابة والكتابة، قال عبد الحميد بن يحيى: حفظت سبعين خطبة من خطب الأصلع، ففاضت ثم فاضت. وقال ابن نباتة: حفظت من الخطابة كنزاً لا يزيده الإنفاق إلاّ سعة وكثرة، حفظت مائة فصل من مواعظ علي بن أبي طالب .[١٤٩]
خصائصه الأخلاقية
جوده وسخاؤه
يقول ابن أبي الحديد: وأمّا السخاء والجود فحاله فيه ظاهرة، وكان يصوم ويطوي ويؤثر بزاده، وفيه أنزل وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً. وروى المفسرون أنّه لم يكن يملك إلاّ أربعة دراهم، فتصدق بدرهم ليلاً، وبدرهم نهاراً، وبدرهم سراً، وبدرهم علانيةً، فأنزل فيه:الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً. وروى عنه أنّه كان يسقي بيده لنخل قوم من يهود المدينة، حتى مجلت - أي: ثخن جلده وتعجز وظهر فيه ما يشبه البثر - يده، ويتصدق بالأجرة، ويشد على بطنه حجراً. وما قال: «لا» لسائل قط.
وقال عدوه ومبغضه الذي يجتهد في وصمه وعيبه معاوية بن أبي سفيان لـمحفن بن أبي محفن الضبي لمّا قال له: جئتك من عند أبخل الناس، فقال: «ويحك! كيف تقول إنّه أبخل الناس، لو ملك بيتاً من تبر (الذهب) وبيتاً من تبن، لأنفد تبره قبل تبنه».[١٥٠]
حلمه وصفحه
وصفه ذلك ابن أبي الحديد قائلاً: كان أحلم الناس عن ذنب، وأصفحهم عن مسيء، وقد ظهر صحة ما قلناه يوم الجمل، حيث ظفر بـمروان بن الحكم - وكان أعدى الناس له، وأشدهم بغضاً - فصفح عنه.
وكان عبد الله بن الزبير يشتمه على رؤوس الأشهاد، وخطب يوم البصرة- أساء فيها إلى الإمام كثيراً وتكلم بأقبح الألفاظ - وكان علي يقول: ما زال الزبير رجلاً منّا أهل البيت حتى شبّ عبد الله - فظفر به الإمام يوم الجمل، فأخذه أسيراً، فصفح عنه، وقال: اذهب فلا أرينك، لم يزده على ذلك. وظفر بـسعيد بن العاص بعد وقعة الجمل بمكة، وكان له عدواً، فأعرض عنه، ولم يقل له شيئاً.
وقد علمتم ما كان من عائشة في أمره، فلمّا ظفر بها أكرمها، وبعث معها إلى المدينة عشرين امرأة من نساء عبد القيس عمّمهن بالعمائم، وقلّدهن بالسيوف، فلمّا كانت ببعض الطريق ذكرته بما لا يجوز أن يذكر به، وتأففت وقالت: هتك ستري برجاله وجنده الذين وكّلهم بي فلمّا وصلت المدينة ألقى النساء عمائمهن، وقلن لها: إنّما نحن نسوة. وحاربه أهل البصرة وضربوا وجهه ووجوه أولاده بالسيوف، وشتموه ولعنوه، فلمّا ظفر بهم رفع السيف عنهم، ونادى مناديه في أقطار العسكر: ألا لا يتبع مولّ، ولا يجهز على جريح، ولا يقتل مستأسر، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ومن تحيّز إلى عسكر الإمام فهو آمن. ولم يأخذ أثقالهم، ولا سبى ذراريهم، ولا غنم شيئاً من أموالهم، ولو شاء أن يفعل كل ذلك لفعل، ولكنه أبى إلاّ الصفح والعفو وتقيل سنّة رسول الله يوم فتح مكة، فإنّه عفا والأحقاد لم تبرد، والإساءة لم تنس.
ولمّا مَلَكَ عسكر معاوية عليه الماء، وأحاطوا بشريعة الفرات، وقالت رؤساء الشام له: اقتلهم بالعطش كما قتلوا عثمان عطشاً، سألهم علي وأصحابه أن يشرعوا لهم شرب الماء، فقالوا: لا والله، ولا قطرة حتى تموت ظمأ كما مات ابن عفان، فلمّا رأى أنّه الموت لا محالة تقدم بأصحابه، وحمل على عساكر معاوية حملات كثيفة، وملكوا عليهم الماء، وصار أصحاب معاوية في الفلاة، لا ماء لهم، فقال له أصحابه وشيعته: امنعهم الماء يا أمير المؤمنين، كما منعوك، ولا تسقهم منه قطرة، واقتلهم بسيوف العطش، وخذهم قبضاً بالأيدي فلا حاجه لك إلى الحرب، فقال: لا والله لا أكافئهم بمثل فعلهم، افسحوا لهم عن بعض الشريعة، ففي حدّ السيف ما يغني عن ذلك.[١٥١]
البشر وطلاقة الوجه
وأما سجاحة الأخلاق، وبشر الوجه، وطلاقة المحيا، والتبسم: فهو المضروب به المثل فيه حتى عابه بذلك أعداؤه. قال صعصعة بن صوحان وغيره من شيعته وأصحابه: كان فينا كأحدنا، لين جانب، وشدة تواضع، وسهولة قياد، وكنّا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف على رأسه.[١٥٢]
شجاعته
يقول ابن أبي الحديد في وصف شجاعته: فإنّه أنسى الناس فيها ذكر من كان قبله، ومحا اسم من يأتي بعده، ومقاماته في الحرب مشهورة يضرب بها الأمثال إلى يوم القيامة، وهو الشجاع الذي ما فر قط، ولا ارتاع من كتيبة، ولا بارز أحداً إلاّ قتله، ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت الأولى إلى ثانية، وفي الحديث «كانت ضرباته وتراً»، ولما دعا معاوية إلى المبارزه ليستريح الناس من الحرب بقتل أحدهما، قال له عمرو: لقد أنصفك، فقال معاوية: ما غششتني منذ نصحتني إلا اليوم! أتأمرني بمبارزه أبي الحسن وأنت تعلم أنّه الشجاع المطرق! أراك طمعت في إمارة الشام بعدي!.[١٥٣]
وقال ابن أبي الحديد أيضاً: وكانت العرب تفتخر بوقوفها في الحرب في مقابلته، فأمّا قتلاه فافتخار رهطهم بأنّه قتلهم أظهر وأكثر. فكانت العرب تفتخر بذلك لتحوز لنفسها الفخر والعزة مثلما افتخر عبد الله بن الزبير حينما انتبه يوما معاوية، فرأى عبد الله بن الزبير جالساً تحت رجليه على سريره، فقعد، فقال له عبد الله يداعبه: يا أمير المؤمنين، لو شئت أن أفتك بك لفعلت، فقال- معاوية وهو لا يخفي تهكمه-: لقد شجعت بعدنا يا أبا بكر، قال- عبد الله يباهي ويفتخر-: وما الذي تنكره من شجاعتي وقد وقفت في الصف إزاء علي بن أبي طالب ! قال - معاوية وكأنما أدلع لسان سخريته -: لا جرم إنّه قتلك وأباك بيسرى يديه، وبقيت اليمنى فارغة، يطلب من يقتله بها.[١٥٤]
عبادته
وعن عبادته يقول ابن أبي الحديد في شرحه للنهج: كان أعبد الناس وأكثرهم صلاة وصوماً، ومنه تعلم الناس صلاة الليل، وملازمة الأوراد وقيام النافلة، وما ظنك برجل يبلغ من محافظته على ورده أن يبسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير، فيصلي عليه ورده، والسهام تقع بين يديه وتمر على صماخيه يميناً وشمالاً، فلا يرتاع لذلك، ولا يقوم حتى يفرغ من وظيفته! وما ظنك برجل كانت جبهته كثفنة البعير لطول سجوده.
وأنت إذا تأمّلت دعواته ومناجاته، ووقفت على ما فيها من تعظيم الله سبحانه وإجلاله، وما يتضمنه من الخضوع لهيبته، والخشوع لعزته والاستخذاء له، عرفت ما ينطوي عليه من الإخلاص، وفهمت من أيّ قلب خرجت، وعلى أيّ لسان جرت!.[١٥٥]
الزهد في الدنيا
وأما الزهد في الدنيا فهو سيد الزهاد، وبدل الأبدال، وإليه تشدّ الرحال، وعنده تنفض الأحلاس، ما شبع من طعام قط.
وكان أخشن الناس مأكلاً وملبساً، قال عبد الله بن أبي رافع: دخلت إليه يوم عيد، فقدم جراباً مختوماً، فوجدنا فيه خبز شعير يابساً مرضوضاً، فقدم فأكل، فقلت: يا أمير المؤمنين ، فكيف تختمه؟ قال: خفت هذين الولدين أن يلتاه بسمن أو زيت. وكان ثوبه مرقوعاً بجلد تارة، وليف أخرى، ونعلاه من ليف. وكان يلبس الكِرباس الغليظ، فإذا وجد كمّه طويلاً قطعه بشفرة، ولم يخطه، فكان لا يزال متساقطاً على ذراعيه حتى يبقى سدى لا لحمة له، وكان يأتدم إذا ائتدم بخل أو بملح، فإن ترقّى عن ذلك فبعض نبات الأرض، فإن ارتفع عن ذلك فبقليل من ألبان الإبل، ولا يأكل اللحم إلاّ قليلاً، ويقول: لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوان. وكان مع ذلك أشدّ الناس قوّة وأعظمهم أيداً، لا ينقض الجوع قوته، ولا يخون – أي ينقص - الإقلال منته.
وهو الذي طلّق الدنيا، وكانت الأموال تجبى إليه من جميع بلاد الإسلام إلاً من الشام، فكان يفرّقها.[١٥٦]
آثاره ومؤلفاته
نهج البلاغة يمثّل نهج البلاغة جملة ما اختاره السيّد الشريف الرضي (من علماء القرن الرابع) من كلام الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو أشهر ما انتقي من كلامه ، وقد حظي كتاب النهج بمنزلة سامية في الوسط الشيعي حيث جاء في المرتبة الثانية بعد القرآن الكريم قداسة، ونال مكانة بارزة في أوساط الأدب العربي، حتى وصف هذا الكتاب النفيس بأنّه مملوٌّ من ألفاظ يتهذّب بها المتحدث، ويتدرّب بها المتكلّم. فيه من القول أحسنه، ومن المعاني أرصنه، كلامٌ أحلى من نَغَمِ القيان، وأبهى من نَِعَم الجنان...وأنّ بلاغته قد بلغت منزلة أعلى من قدرة المخلوق ودون منزلة الخالق.
وقد نظّم السيد الرضي كلمات أمير المؤمنين على ثلاثة فصول: الخطب، الرسائل، وقسم الكلمات القصار.
1. أما الخطب فقد احتوى الكتاب على 239 خطبة توزّعت على ثلاث مراحل زمنية: ألف- ما صدر عنه قبل خلافته؛ ب. أثناء خلافته؛ ج- بعد خلافته.
2. وأما قسم الرسائل فقد اشتمل على 79 رسالة جلّها صدرت منه إبّان حكمه .
3. قسم الكلمات القصار، وهذا القسم جمع فيه السيد الرضي 480 كلمة من كلماته ومواعظه القصار.
وقد حظي النهج بإهتمام كبير من قبل الباحثين والشرّاح حتى تجاوزت شروحه أكثر من خمسين شرحاً، من أشهرها: شرح ابن ميثم البحراني، شرح النهج لابن أبي الحديد المعتزلي، شرح محمد عبده، شرح الشيخ محمد تقي الجعفري، منهاج البراعة لقطب الدين الراوندي، دروس في نهج البلاغة للشيخ حسين علي المنتظري، وشرح نهج البلاغة لمحمد باقر نواب لاهيجاني.[١٥٧]
غرر الحكم ودرر الكلم
غرر الحكم ودرر الكلم جمعه عبد الواحد بن محمد الآمدي (من علماء القرن الخامس الهجري)، ويشتمل الكتاب على طائفة من حكم الإمام القصيرة التي ناهزت 10760 كلمة توزّعت على مجموعة من المواضيع: العقائد، العبادات، الأخلاق، السياسة، الإقتصاد والإجتماع.[١٥٨]
دستور معالم الحكم ومأثور مكارم الشيم
دستور معالم الحكم ومأثور مكارم الشيم تأليف الإمام القاضي محمد بن سلامة القضاعي من جهابذة الشافعية في القرن الخامس، وهناك من ذهب إلى القول بتشيّع الرجل.[١٥٩]
يشتمل الكتاب على تسعة أبواب: الباب الأول: فيما روي عنه من فوائد حكمه؛ والثاني فيما روي عنه في ذمّه الدنيا وتزهيده فيها؛ والثالث فيما روي عنه من المواعظ؛ والرابع فيما روي عنه من وصاياه ونواهيه؛ والخامس في المروي عنه من أجوبته عن المسائل وسؤالاته؛ والسادس في المروي عنه من غريب كلامه؛ والسابع في المروي عنه من نوادر كلامه؛ والثامن في أدعيته ومناجاته؛ والباب التاسع فيما انتهى إلى المؤلف من شعره .[١٦٠]
ومن آثاره :
- نثر اللآلئ جمع أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي صاحب مجمع البيان في تفسير القرآن.
- مطلوب كل طالب من كلام علي بن أبي طالب ، إختيار الجاحظ وشرح أبي إسحاق رشيد الدين الوطواط.
- قلائد الحكم وفرائد الكلم: جمع القاضي أبي يوسف يعقوب بن سليمان الأسفراييني.
- أمثال الإمام وخطبه ورسائله المستلة من كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم.
أصحابه
- سلمان الفارسي (رض) وهو من خُلّص أصحاب رسول الله وأمير المؤمنين والذي وردت بحقه الكثير من الروايات عن أهل البيت [١٦١] على رأسها قول النبي: «سلمان منّا أهل البيت ».[١٦٢]
- مالك الأشتر النخعي، هو مالك بن حارث بن عبدِ يَغوث النَخَعي الكوفي ولد في اليمن وأوّل المبايعين لعلي والسائرين في ركابه في حروبه الثلاثة، وكان من أبرز القادة في الجمل وصفين والنهروان.[١٦٣]
- أبوذر الغفاري، هو جندب بن جنادة، ممن سبق إلى الإسلام[١٦٤] وكان إلى جنب أمير المؤمنين في حياة النبي وبعد وفاته، ومن السابقين إلى موالاته والقول بإمامته والممتنعين عن بيعة أبي بكر.[١٦٥]
- المقداد بن عمرو، (المقداد بن الأسود) من السبعة الأوائل الذين آمنوا بالنبي الأكرم ومن الملازمين لأمير المؤمنين بعد رحيل النبي 25عاماً، ومن المنكرين على أبي بكر تقدمه للخلافة والممتنعين عن بيعته.[١٦٦]
- كميل بن زياد هو كميل بن زياد النخعي من التابعين ومن خلّص أصحاب الإمامين أمير المؤمنين والحسن (عليهما السلام).[١٦٧] ومن أوائل شيعة الإمام المسارعين إلى بيعته والسائرين تحت ركابه في الحروب التي خاضها إبّان حكمه.[١٦٨]
- عمار بن ياسر، من السابقين إلى الإسلام والمؤمنين برسول الله هاجر إلى الحبشة ومنها إلى المدينة بعد أن علم بـهجرة النبي اليها، وبعد رحيل النبي لازم ركاب أمير المؤمنين ، وكان من أشد المدافعين عن حقوق أهل بيت النبي، ولي الكوفة في زمن عمر، ولكنه عزل لعدله واستقامته وزهده التي لم ترق للبعض فعاد إلى المدينة، وقد لازم أمير المؤمنين ، [١٦٩] وعاضده في حربي الجمل وصفين والتي استشهد فيها، وفيه تحققت نبوءة النبي الأكرم حينما قال له: «تقتلك الفئة الباغية، فقد أخرج الحافظ أبو نعيم وابن عساكر كما في ترتيب جمع الجوامع 7 ص 72 عن زيد بن وهب ...عن رسول الله قال مخاطباً له: تقتلك الفئة الباغية، قاتل عمار في النار.
- إبن عباس، هو عبد الله بن العباس عم النبي وأمير المؤمنين . روى عن النبي الأكرم كثيراً.[١٧٠] وكان يرى أحقية علي في الخلافة بعد رحيل النبي ومن الملازمين له إبّان تصديه للخلافة والمعاضدين له في كل من حرب الجمل وصفين والنهروان، وكان واليه على البصرة.[١٧١]
- محمد بن أبي بكر، (ابن الخليفة الأول)، ولد في السنة العاشرة للهجرة وكان من خاصّة أمير المؤمنين المعتقدين بإمامته وأنّه الأولى بـالخلافة وأن من سبقه غصب حقّه.[١٧٢] شارك في حروب أمير المؤمنين الجمل وصفين، ونصّب والياً على مصر في رمضان سنة 36هجرية واستشهد على يد جنود معاوية في شهر صفر عام 38هجرية.[١٧٣]
- ميثم التمار، الأسدي الكوفي من خلّص أصحاب أمير المؤمين والحسنين (عليهم السلام)، وكان من شرطة الخميس الذين بايعوا أمير المؤمنين على الوفاء له، وشارطوه على الجنة.[١٧٤]
- أويس القرني، هو أويس بن عامر المرادي ثم القرني الزاهد المشهور أدرك النبي، ولم يره وسكن الكوفة وهو من كبار تابعيها[١٧٥] من خلّص شيعة الإمام أمير المؤمنين والمبايعين له.[١٧٦]
- زيد بن صوحان، هو زيد بن صوحان العبدي من خاصة أصحاب أمير المؤمنين والملازمين له وقادة جيشه ولمّا اصيب يوم الجمل.[١٧٧] أتاه علي وبه رمق، فوقف عليه أميرالمؤمنين وقال:رحمك الله يا زيد، فوالله ما عرفناك إلاّ خفيف المؤنة، كثير المعونة، فرفع إليه رأسه فقال وأنت، يرحمك الله، فوالله ماعرفتك إلا بالله عالماً، وبآياته عارفاً، والله ماقاتلت معك من جهل.[١٧٨]
- صعصعة بن صوحان، العبدي من أصحاب أمير المؤمنين والمشاركين له في حروبه [١٧٩] ومن أوائل المبايعين لأمير المؤمنين بعد مقتل عثمان.[١٨٠]
الإمام السابق | الإمام اللاحق | |
الإمام الأول الإمام علي (ع) (سنة 30 بعد عام الفيل - 40 هـ) | الحسن المجتبى (ع) | |
الهوامش
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 205.
- ↑ هالم، الشيعة، ص 31.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 1، ص 22 - 26.
- ↑ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 812.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج 1، ص 2.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 19، ص 57.
- ↑ ابن شهر آشوب، المناقب، ج 3، ص 321 - 334.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج 1، ص 5 (النسخة المتوفرة في القرص المضغوط مكتبة أهل البيت، النسخة الثانية). وعبارة المفيد التي تحدث فيها عن محل ولادة الإمام هي: «ولد بمكة في البيت الحرام». وتحدث المسعودي (توفى 346 هـ) عن محل ولادة الإمام قائلا: «وكان مولده في الكعبة» راجع: المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج 2، قم: منشورات دار الهجرة، 1363 ش/1404 ق/1984م، ص 349.
- ↑ الأميني، الغدير، ج 6، ص 21-23.
- ↑ المفيد، الارشاد، ج 1، ص 9(النسخة المتوفرة في القرص المضغوط مكتبة أهل البيت، النسخة الثانية).
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 236؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 35 ص 118.
- ↑ نهج البلاغة، ترجمه سيدجعفر شهيدي، خطبه 192، ص 222.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة ج 1، ص 322.
- ↑ ابن قتيبه، المعارف، ص 121.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 21.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص 5 (النسخة المتوفرة في القرص المضغوط، مكتبة أهل البيت، النسخة الثانية).
- ↑ المجلسي، بحار الأنـوار، ج 43، ص 125.
- ↑ المفيد، مسار الشيعة، ص 17.
- ↑ ابن طاوس، أقبال الأعمال، ج 3، ص 93.
- ↑ المسعودي، اثبات الوصية، ص 153.
- ↑ الريشهري، موسوعة الإمام علي، ج 1، ص 108.
- ↑ المفيد، الارشاد، ص 270 - 271.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 24.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف،ج 1، ص 2883.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 148.
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 708-713.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 107.
- ↑ ابنهشام، السيرة النبوية، ج 3، ص 235 .
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 574 -573 .
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 20، ص 216.
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 328.
- ↑ مسلم، صحيح مسلم، ج 15، ص 178-179.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص 590.
- ↑ الحلبي، السيرة الحلبية، ج 3، ص 30.
- ↑ الواقدي، المغازي، ج 3، ص 885 .
- ↑ الواقدي، المغازي، ج 3، ص 902 - 904 .
- ↑ راجع: الإمام علي عليه السلام سيرته وقيادته.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج 1، ص 156؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 163.
- ↑ الصدوق، الأمالي، ص 235.
- ↑ النساء/4/ 59.
- ↑ الكليني، ج1، ص 189؛ الصدوق، الهداية، ص 31؛ الصدوق، كمال الدين، ص 24؛ الحلّي، ج 1، ص 453؛ المجلسي، ج23، ص89؛ الفيض الكاشاني، الحق المبين، ص 4؛ الطبرسي، جوامع الجامع، ج1، ص 410؛ الحويزي، ج 2، ص 158؛ الطباطبائي، ج4، ص 411.
- ↑ المائده /5/ 55.
- ↑ القرطبي، ج 6، ص 208 ؛ الطباطبايي، ج 6، ص 25؛ الفخر الرازي، ج 12، ص 30؛ السيوطي، الدرّ المنثور، ج 3، ص 98 .
- ↑ القندوزي، ص 50.
- ↑ الشعراء، 214
- ↑ الكنجي الشافعي، ص 205.
- ↑ المائدة /5/ 67.
- ↑ راجع: ابن المغازلي، ص 16 ؛ الكليني، ج 1، ص 290 ؛ الطبرسي، الإحتجاج، ج 1، ص 73 ؛ علي بن ابراهيم، ج 1، ص 173؛ رشيد رضا، ج 6، ص 464 ـ 465 .
- ↑ ابن المغازلي، ص 24.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج 1، ص 186.
- ↑ ابن أبي الحديد، ج 6، ص 8.
- ↑ الطوسي، تلخيص الشافي، ج3، ص76؛ الشهرستاني، ج2، ص 95؛ ابن قتيبة، ج 2، ص 12.
- ↑ الحلبي، ج 3، ص 400؛ ابن ابى الحديد، ج 16، ص 316.
- ↑ ابن شهر آشوب، ج 1، ص 388.
- ↑ بيشوايي، ج 2، ص 191.
- ↑ ابن قتيبة، ج 1، ص 29-30؛ المجلسي، ج 43، ص 70؛ المجلسي، مرآة العقول، ج 5، ص 320؛ الشهرستاني، ج1، ص 57.
- ↑ ابن قتيبة، ج 1، ص 28.
- ↑ السيوطي، الاتقان، ج 1، ص 99؛ ابن النديم، ص 42ـ41؛ سليمان، ص 97؛ الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج 1، ص 24.
- ↑ ابن النديم، ص 42-41.
- ↑ المجلسي، ج 89، ص 52.
- ↑ اليعقوبي، ج 3، ص 39.
- ↑ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 14.
- ↑ الطبري، ج 4، ص 429.
- ↑ الطبري، ج 4، ص 427-431.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة 92.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة 216.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة 216.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة 216.
- ↑ نهج البلاغة، الرسائلة 51.
- ↑ نهج البلاغة، الرسالة 25.
- ↑ نهج البلاغة، الرسالة 53.
- ↑ المحمودي، ج 1، ص 224؛ المفيد، الإختصاص، ص 151.
- ↑ حسيني دشتي، سيد مصطفى، معارف ومعاريف، ج 7، تهران: موسسه فرهنكي آرايه [مؤسسة آراية الثقافية]، 1379 هـ ش، ص 457.
- ↑ المسعودي، إثبات الوصيّة، ص 158.
- ↑ الطبري، ج 3، جزء 6، ص 90.
- ↑ إبراهيم بن محمد، ج 2، ص 45.
- ↑ القمي، ج 2، ص 167.
- ↑ نهج البلاغة، الرسالة 45.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 318.
- ↑ نهج البلاغة، خطبه 216.
- ↑ نهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 37.
- ↑ نهج البلاغة، الرسالة 53، ص 587.
- ↑ نهج البلاغة، الرسالة 53، ص 575.
- ↑ نهج البلاغة، الرسالة 53، ص 569.
- ↑ ذاكري، ص 67.
- ↑ الزبيدي، ج 3، ص 273.
- ↑ الطبري، ج4، ص534.
- ↑ الطبري، ج 4، ص 453 .
- ↑ الطبري، ج 4، ص 453.
- ↑ نهجالبلاغة، ترجمه سيدجعفر شهيدي، خطبه 174، ص 180.
- ↑ الطبري، ج 6، ص 3096؛ نقلا عن شهيدي، علي از زبان علي، صص 84-85.
- ↑ الطبري، ج 4، ص 451، 544 وج 5، ص 150؛ شهيدي، علي از زبان علي، صص 82-83 و108.
- ↑ الطبري، ج 4، ص 454 .
- ↑ الطبري، ج 4، ص 507.
- ↑ الأسكافي، ج 1، ص 60.
- ↑ الطبري، ج 4، ص 511؛ شهيدي، علي از زبان علي، ص 104.
- ↑ تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 180.
- ↑ شهيدي، علي از زبان علي، ص 104.
- ↑ اليعقوبي، ج 2، ص 183.
- ↑ الطبري، ج 4، ص 510؛ شهيدي، علي از زبان علي، ص 108.
- ↑ الجوهري، ج 3، ص 1152.
- ↑ اليعقوبى، ج 2، ص 188؛ خليفه، ص 191.
- ↑ تلخيص: شهيدي، علي از زبان علي، صص 113-121.
- ↑ المعيار والموازنه، ص 162؛ نقلا عن شهيدي، علي از زبان علي، ص 122.
- ↑ ابن مزاحم، ص 490.
- ↑ ابن اعثم، ج 3، ص 163.
- ↑ شهيدي، علي از زبان علي، ص 129.
- ↑ الشهرستاني، الملل والنحل، تخريج: محمد بن فتح الله بدران، القاهره، الطبعة الثانية، القسم الاول، صص 106-107.
- ↑ شهيدي، علي از زبان علي، ص 132.
- ↑ شهيدي، علي از زبان علي، صص 133-134.
- ↑ جعفريان، رسول، كزيده حيات سياسي وفكري امامان شيعه، قم: دفتر نشر معارف، 1391 هـ ش، صص 54-53.
- ↑ جعفريان، رسول، كزيده حيات سياسي وفكري امامان شيعه، ص 55.
- ↑ المفيد، محمد بن محمد بن نعمان، الارشاد، قم، سعيد بن جبير، 1428ه.ق، صص 27-28.
- ↑ عبد الكريم بن احمد بن طاووس، فرحة الغري، ص 93؛ المجلسي، البحار، ج 42، ص 222؛ نقلا عن المقدسي، يد الله، بازبژوهي تاريخ ولادت وشهادت معصومان ، قم: المعهد العالي اللعلوم والثقافة الإسلامية، 1391هـ ش، صص 239-240.
- ↑ المجلسي، ج 36، ص 5.
- ↑ المجلسي، ج 42، ص 290.
- ↑ نهج البلاغة، الرسالة 47، صص 320-321.
- ↑ المجلسي، ج 42، ص 338؛ القطب الراوندي، الخرائج والجرائح، ج 1، ص 234؛ المفيد، الإرشاد، ج 1، ص 10.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص 13.
- ↑ الكنجي الشافعي، ص 231؛ الهيثمي، ص 76؛ القندوزي، ص 126.
- ↑ آل عمران/3/ 61.
- ↑ السيوطي، الدرّ المنثور، ذيل الآية 61 من سورة آل عمران؛ الزمخشري، ذيل الآية 61 من سورة آل عمران؛ الطبرسي، مجمع البيان، ذيل الآية 61 من سوره آل عمران؛ الطباطبايي، ذيل الآية 61 من سورة آل عمران.
- ↑ الأحزاب/33/33
- ↑ ابن بابويه، ج 2، ص 403؛ السيد قطب، ج 6، ص 586؛ الطبرسي، مجمعالبيان، ج 8، ص 559.
- ↑ الشورى/42/ 23
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 23، ص 233.
- ↑ الأميني، ج 3، ص 191-213.
- ↑ الحاكم النيشابوري، ج3، ص136.
- ↑ أحمد بن حنبل، ج 5، ص 26.
- ↑ ابن هشام، ج 1، ص 468.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص 102-103؛ المجلسي، ج 19، 59.
- ↑ البقرة/2/207.
- ↑ الفخر الرازي، ج 5، 223؛ الحاكم الحسكاني، ج 1، 96؛ علي بن ابراهيم، ص 61؛ الطباطبائي، ج 2، ص 150.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب ج 1 ص338، نقلا عن: الامين، أعيان الشيعة، بيروت: دار التعارف للمطبوعات، 1418ق./1998م.، ج 2، ص 27.
- ↑ الأميني، ج 3، ص 140؛ الشوشتري، إحقاق الحق،ج 5، ص 522.
- ↑ ابن هشام، ج4، ص 545.
- ↑ الطبري، ج 6، جزء 10؛ ابن هشام، ج 4، ص 188ـ190.
- ↑ بحراني، باب 360.
- ↑ متقي هندي، ج 6، ص 155 بتصرف.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، صص 16-17.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 17.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 17.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 17.
- ↑ ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 17.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 18.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 19.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 19.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 20.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 24.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، صص 22-21.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، صص 24-22.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 25.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 20.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، صص 21-20.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 27.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 26.
- ↑ ضميري، ص 365-367.
- ↑ ضميري، ص 375.
- ↑ النوري، ج 3، ص 367.
- ↑ قاضي قضاعي، مقدمه كتاب.
- ↑ المجلسي، ج22، ص343.
- ↑ الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 1، ص 70.
- ↑ نهجالبلاغة، ترجمه محمد دشتي، ص 565.
- ↑ ابن سعد، ج 4، ص 224.
- ↑ دائره المعارف تشيع، ج 1، ذيل مفردة ابوذر.
- ↑ اليعقوبي، ج 1، ص 524.
- ↑ القطب الراوندي، منهاج البراعة، ج 21، ص 219؛ المفيد، الإختصاص، ص 7.
- ↑ المفيد، الإختصاص، ص 108.
- ↑ الكمباني، ص 412.
- ↑ المفيد، الأمالي، ص 140.
- ↑ المفيد، الجمل، ص 265؛ ابن مزاحم، ص 410؛ ابن أبي الحديد، ج 2، ص 273 وج 6، ص 293.
- ↑ الشوشتري، قاموس الرجال، ج 7، ص 495.
- ↑ إبراهيم بن محمد، ج 1، ص 224 و285؛ الزركلي، ج 6، ص 220.
- ↑ البرقي، ص 3.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 1، ص 179.
- ↑ المفيد، الجمل، ص 59.
- ↑ الشوشتري، مجالس المؤمنين، ج 1، ص 289.
- ↑ المناقب للخوارزمي، 1، ص 155.
- ↑ ابن الأثير، أسدالغابة، ج 3، ص 20.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 179.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- نهج البلاغة.
- ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمد ابو الفضل ابراهيم، بيروت، دار إحياء الکتب العربية، 1378هـ.
- ابن أعثم، أحمد الكوفي، كتاب الفتوح، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الأضواء، ط1، 1411هـ/ 1991م.
- ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: محمد إبراهيم البنا وأحمد بن عاشور، القاهرة، د.م. 1970م.
- ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1385هـ/ 1965م.
- ابن الصباغ المالكي، علي بن محمد بن أحمد، الفصول المهمة، تحقيق: سامي الغريري، قم، در الحديث، د.ن.
- ابن الفقيه الهمداني، أحمد بن محمد، أخبار البلدان، تحقيق: يوسف الهادي، بيروت، عالم الكتب، ط1، 1416هـ/ 1996م.
- ابن المغازلي، علي بن محمد، مناقب علي بن أبي طالب، طهران، المكتبة الإسلامية، د.ت.
- ابن النديم البغدادي، محمد بن إسحاق، الفهرست، تحقيق: رضا تجدد، د.م، د.ن، د.ت.
- ابن حجر الهيتمي، أحمد بن محمد، الصواعق المحرقة، بيروت، المكتبة العصرية، د.ت.
- ابن حنبل، أحمد بن محمد، مسند احمد بن حنبل، بيروت، دار احياء التراث العربي، د.ت.
- ابن خياط، خليفة، تاريخ خليفة، تحقيق: سهيل زكار، بيروت، دارالفكر، د.ت.
- ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار صادر، د.ت.
- ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1376هـ/ 1956م.
- ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، مكتب الإعلام الإسلامي، ط1، 1416هـ.
- ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط1، 1376ش.
- ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، ط1، 1412هـ/ 1992م.
- ابن عبد الوهاب، سليمان، فصل الخطاب، نخبة الاخبار، بمبئي، د.ت.
- ابن قتيبة، أبو محمد عبد الله بن مسلم، المعارف، بيروت، دار الكتب العلمية، 1407هـ/ 1987م.
- ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم، الإمامة والسياسة، تحقيق: علي شيري، قم، الشريف الرضي، ط1، 1413هـ.
- ابن مزاحم، نصر، وقعة صفين، قم، انتشارات بصيرتي، د.ت.
- ابن هشام، عبد الملك، السيرة النبوية، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، د.ن، 1383هـ.
- أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين بن محمد، مقاتل الطالبيين، النجف، المكتبة الحيدرية، 1385هـ/ 1965م.
- الآبي، أبوسعد، من نثر الدر، دمشق، وزاة الثقافه سورية، د.ت.
- الإربلي، علي بن عيسى، كشف الغمة في معرفة الأئمة، بيروت، دار الأضواء، 1403هـ.
- الإسكافي، جعفر بن محمد، المعيار والموازنة في فضائل أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب، تحقيق: محمد باقر المحمودي، بيروت، د.ن، د.ت.
- الأشعري، علي بن إسماعيل، مقالات الإسلاميين، بيروت، دارالنشر، د.ت.
- الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1403هـ/ 1983م.
- الأمين، محسن، سيره معصومان، ترجمة: علي حجتي، طهران، انتشارات سروش، د.ت.
- الأميني، عبد الحسين، الغدير في الكتاب والسنة والأدب، بيروت، دار الكتاب العربي، 1403هـ.
- البحراني، هاشم، غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام، تحقيق: علي عاشور، بيروت، مؤسسة التاريخ العربي، ط1، 1422هـ/ 2001م.
- البرقي، أحمد بن عبد الله، رجال البرقي، طهران، منشورات جامعة طهران، د.ت.
- البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق: محمد باقر المحمودي، بيروت، مؤسسة الأعلمي، 1394هـ/ 1974م.
- التستري، القاضي نور الله، إحقاق الحق وإزهاق الباطل، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، ط1، 1409هـ.
- التستري، محمد تقي، قاموس الرجال، طهران، مركز نشر كتاب، د.ت.
- الثقفي، إبراهيم بن محمد، الغارات، تحقيق: جلال الدين الحسيني الأرموي المحدث، د.م، طبع مطابع بهمن، د.ت.
- الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، بيروت، دار العلم للملايين، ط1، 1407هـ/ 1987م.
- الحاكم الحسكاني، عبيد الله بن عبد الله، شواهد التنزيل، تحقيق: محمد باقر المحمودي، طهران، وزارة الإرشاد الإسلامية، د.ت.
- الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين، د.م، د.ن، دت.
- الحلبي، علي بن إبراهيم، السيرة الحلبية، بيروت، دار الكتب العلمية، ط2، 1427هـ.
- الحلبي، علي بن إبراهيم، السيرة الحلبية، بيروت، دار المعرفة، د.ت.
- الحمويني الجويني، إبراهيم بن محمد، فرائد السمطين، تحقيق: محمد باقر المحمودي، بيروت، موسسة المحمودي، د.ت.
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نورالثقلين، تحقيق: رسولي محلاتي، قم، موسسة إسماعيليان، د.ت.
- الراوندي، سعيد بن هبة الله، الخرائج والجرائح، تحقيق: السيد محمد باقر الموحد الأبطحي، قم، مؤسسة الإمام المهدي، ط1، 1409هـ.
- الراوندي، سعيد بن هبة الله، منهاج البراعة، تحقيق: آية الله المرعشي، قم، مكتبة آيت الله المرعشي، د.ت.
- الريشهري، محمد، موسوعة الإمام علي بن أبي طالب، قم، دار الحديث، د.ت.
- الزبيري، محمد بن محمد، تاج العروس من جواهر القاموس، بيروت، دار الفكر، 1414هـ.
- الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام، بيروت، دار العلم للملايين، ط5، 2002م.
- الزمخشري، محمود بن عمرو، الكشاف عن حقائق التنزيل، القاهرة، مكتبه البابي الحلبي، د.ت.
- السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، الإتقان في علوم القرآن، تحقيق: سعيد مندوب، بيروت، دارالفكر، د.ت.
- السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، الدر المنثور فى تفسير المأثور، بيروت، دار المعرفة، د.ت.
- السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، تاريخ الخلفاء، تحقيق: محمد محي الدين، قم، د.ن، 1370هـ.
- الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم، الملل والنحل، تحقيق: محمد سيد كيلاني، بيروت، دارالمعرفة، د.ت.
- الشوشتري، نور الله، مجالس المؤمنين، طهران، كتاب فروشي اسلاميه، د.ت.
- الصدوق، محمد بن علي بن الحسين، الخصال، تحقيق: علي أكبر غفاري، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط5، 1416هـ.
- الصدوق، محمد بن علي بن الحسين، الهداية في الأصول والفروع، قم، مؤسسة الإمام الهادي(ع)، ط1، 1418هـ.
- الصدوق، محمد بن علي بن الحسين، كمال الدين وتمام النعمة، تحقيق: علي أكبر غفاري، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، د.ت.
- الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا، طهران، انتشارات أعلمي، د.ت.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1417هـ.
- الطبرسي، أحمد بن علي بن أبي طالب، الأحتجاج، مشهد، نشر مرتضى، د.ت.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، جوامع الجامع، قم، مؤسسة