النجاشي ملك الحبشة

النجاشي ملك الحبشة

الهوية
الاسم	أَصحَم بن أَبجَر
اللقب	النجاشي
الدين	المسيحية والإسلام
المدفن	إثيوپيا
الدولة
حدود الدولة	الحبشة
التزامن مع	النبي محمد
أهم الإجراءات	إيواء المسلمين المهاجرين - اعتناق الإسلام
المعالم	مسجد وضريح منسوبان إلى النجاشي

النجاشيّ ملك الحبشة يعدّ من الشخصيات البارزة في صدر الإسلام، لما له من دورٍ في إيواء المهاجرين المسلمين، ومكاتباته مع النبيّ الأعظم، واحتمال اعتناقه الإسلام. وقد وصفه النبيّ بأنّه رجل عادل تقيّ لا يظلم أحدًا. ويعتقد بعض المفسّرين أنّ شأن نزول عدد من آيات القرآن يتعلّق بملك الحبشة وأصحابه.

تفيد المصادر التاريخية أنّ النبيّ أرسل إلى ملك الحبشة رسالتين؛ الأولى دعوة إلى الإسلام، وروي أنّ الملك قبِلها باحترام ونطق الشهادتين بين يدي جعفر بن أبي طالب، وإن كانت الآراء حول إسلامه مختلفة؛ فبعضهم ذكر إسلامه وإرساله هدايا إلى النبيّ، فيما شكّكت دراسات تاريخية أخرى في ثبوت إسلام النجاشيّ يقينًا. أمّا الرسالة الثانية، فطلب فيها النبيّ من الملك أن يزوّجه أمّ حبيبة بنت أبي سفيان، وقد لبّى النجاشيّ هذا الطلب.

وبحسب بعض الروايات، فإنّ النبيّ صلّى صلاة الميت على النجاشيّ بعد وفاته، لكنّ مصادر الشيعة، نظرًا للمنع الفقهيّ من صلاة الميت الغائبة، اعتبرت تلك الصلاة دعاءً، كما رأى بعضهم أنّ هذه الخصوصيّة كانت فريدةً للنجاشيّ ولم تتكرّر مع سائر الصحابة.

التعريف والمكانة

النجاشيّ هو ملك الحبشة، واسمه أصحَم بن أبجَر أو أصحَمَة بن أبجَر، وكان من الشخصيات المهمة في تاريخ صدر الإسلام، لمشاركته في عددٍ من الأحداث البارزة، مثل هجرة مجموعتين من المسلمين إلى الحبشة في عهده، ومكاتبات النبيّ معه، واحتمال إسلامه، وصلاة أو دعاء النبيّ عليه بعد وفاته. ويعدّ من الشخصيات ذات الأثر في تاريخ الإسلام المبكّر.

استنادًا إلى روايات متعدّدة، يرى عدد من المفسّرين أنّ شأن نزول بعض الآيات القرآنية -منها الآية 115 من سورة البقرة، والآية 121 من سورة البقرة، والآية 199 من سورة آل عمران، والآيتان 82 و83 من سورة المائدة، والآيات 52 إلى 54 من سورة القصص- نزلت في النجاشيّ وأتباعه، إلا أنّه أشارت دراسة حديثة إلى ضعف أسانيد هذه الروايات ووجود نصوص معارضة لها.

أمّا فيما يتعلّق بدينه، فقد قيل إنّه كان نصرانيًا، ووصف في روايات النبيّ بأنّه رجل حكيم، عادل وصالح. وذكرت بعض المصادر أنّ أبرهة -الذي غزا مكة لهدم الكعبة- كان جدّ النجاشيّ، فيما قال آخرون إنّه كان صديق جدّه.

النجاشيّ، لقب ملوك الحبشة

جاء في الكتب التاريخية والروائية أنّ «النجاشيّ» كان لقبًا يطلق على ملوك الحبشة. ووفقًا لما في كتاب الصحيح من سيرة النبي الأعظم للسيد جعفر مرتضى العاملي، فقد عاصر النبيّ ثلاثة ملوك من الحبشة يلقّبون بالنجاشيّ؛ كان أوّلهم (أصحمة بن أبجر) الذي آوى المسلمين، وأمّا الثالث فمزّق رسالة النبيّ فأنبأه النبيّ بزوال ملكه.

إيواء المسلمين المهاجرين

المقالة الرئيسة: الهجرة إلى الحبشة

تفيد المصادر التاريخية أنّ النبيّ محمد، لما اشتدّ أذى المشركين في مكة، أمر المسلمين بالهجرة إلى الحبشة حفاظًا على الإيمان وحياتهم، لأنّ مَلكها رجل عادل لا يظلم أحدًا. فهاجرت مجموعتان من المسلمين إلى هناك، فأرسل المشركون من قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة ليطلبا تسليم المهاجرين، غير أنّ النجاشيّ بعد أن سمع كلام جعفر بن أبي طالب، رفض تسليمهم وجعلهم في حمايته.

إسلامه

تشير المصادر إلى أنّ رسول الله في السنة السادسة أو السابعة أو بعد صلح الحديبية بحسب رواياتٍ أخرى، كتب إلى ملوكٍ عدة يدعوهم إلى الإسلام، وكان من بينهم ملك الحبشة.

وبحسب هذه الروايات، بعث النبيّ عمر بن أميّة الضمريّ حاملًا رسالتين إلى ملك الحبشة. كانت إحداهما دعوةً إلى الإسلام، وقد قبلها النجاشيّ بإجلال، ونطق الشهادتين أمام جعفر بن أبي طالب، وأرسل هدايا للنبيّ منها مارية القبطية. كما ذكر الطبري في تاريخه أنّ النجاشيّ بعد إسلامه كتب إلى النبيّ يصدّق النبوة ويعلن البيعة، وقال إنّه إن أراد النبيّ قدومَه إلى المدينة فسيفعل. غير أنّ بعض الدراسات الحديثة -نظرًا لتعارض الروايات- تشكّك في ثبوت إسلامه تاريخيًا وروائيًا.

أمّا الرسالة الثانية، فقد كانت بطلب النبيّ تزويجه من أمّ حبيبة بنت أبي سفيان، فاستجاب النجاشيّ لذلك وزوّجها للنبيّ بمهرٍ قدره أربعمئة دينار، وأرسلها مع المسلمين إلى المدينة.

وفاة النجاشيّ وصلاة النبيّ عليه

مسجد وضريح منسوبان إلى النجاشيّ في إثيوبيا

ورد في بعض الروايات أنّ النبيّ صلّى صلاة الميت على النجاشيّ بعد وفاته من المدينة، ودعا الصحابة إلى الصلاة عليه. إلا أنّ فقهاء الشيعة رأوا أنّ ما فعله النبيّ كان دعاءً لا صلاةً، -لأنّ صلاة الميت الغائبة غير جائزة عندهم- واستندوا إلى روايةٍ عن الإمام الصادق(ع) في ذلك. كما أشار بعض الباحثين إلى ضعف الروايات في هذا الباب، ووجود نصوص أخرى معارضة. وقد قيل إنّ هذه الحادثة كانت فريدة ولم تقع لغير النجاشي.

ضريح ومسجد النجاشيّ

في قرية «نجاش» بمنطقة تيغراي في إثيوبيا يوجد مسجد وضريح منسوبان إلى النجاشيّ، ويقال إنّ فيهما قبور خمسة عشر من الصحابة. ويعتبر هذا المسجد أقدم مسجد بني في القارة الأفريقية. وبحسب ما نقل عن وكالة الأناضول التركية، فإنّ المسجد والضريح اللذين تضرّرا خلال النزاعات الداخلية في إثيوبيا، قد أعيد ترميمهما بتعاون مع الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا).