انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الشرك»

من ويكي شيعة
imported>Alkazale
لا ملخص تعديل
imported>Alkazale
سطر ٧٤: سطر ٧٤:


==اتهام الوهابيون للشيعة==
==اتهام الوهابيون للشيعة==
يعتبر [[الوهابيون]] أن اعتقاد [[المسلمين]] في [[التوسل بالأموات]] والاستغاثة ب[[الأنبياء]] والأولياء الإلهيين والتبرّك بقبورهم ونيل [[شفاعة|شفاعتهم]] في [[عالم البرزخ]]، هي من مصاديق الشرك في العبادة. يرى [[ابن تيمية]] أن التوسل بدعاء [[النبي ص|النبي]] والصلحاء في حياتهم ليست من الشرك، ولكن الدعاء والتوسل بهم بعد [[الموت]] هو شرك ب[[الله]].<ref>ابن تیمیة، مجموعة الفتاوی، ج 1، ص 159.</ref> بحسب عقيدة ابن تيمية، أنه كل من حضر قبر النبي{{ص}} أو أحد من الصلحاء وطلب منهم حاجته فهو مشرك، ويلزم منه [[التوبة]]، وإن لم يتُب فيقتل.<ref> ابن تیمیة، زیارة القبور والاستنجاد بها، ص 19.</ref>
يعتبر [[الوهابيون]] أن اعتقاد [[المسلمين]] في [[التوسل بالأموات]] والاستغاثة ب[[الأنبياء]] والأولياء الإلهيين والتبرّك بقبورهم ونيل [[شفاعة|شفاعتهم]] في [[عالم البرزخ]]، هي من مصاديق الشرك في العبادة. يرى [[ابن تيمية]] أن التوسل بدعاء [[النبي ص|النبي]] والصلحاء في حياتهم ليست من الشرك، ولكن الدعاء والتوسل بهم بعد [[الموت]] هو شرك ب[[الله]].<ref>ابن تیمیة، مجموعة الفتاوی، ج 1، ص 159.</ref> بحسب عقيدة ابن تيمية، أنه كل من حضر قبر النبي{{ص}} أو أحد من الصلحاء وطلب منهم حاجته فهو مشرك، ويلزم منه [[التوبة]]، وإن لم يتُب فيقتل.<ref> ابن تیمیة، زیارة القبور والاستنجاد بها، ص 19.</ref> عبد العزيز بن باز وهو مفتي وهابي اعتبر أيضاً في آثاره أن الدعاء وزيارة القبور وطلب الشفاء منهم والنصرة منهم على الأعداء من مظاهر الشرك الأكبر.<ref> القفاري، أصول مذهب الشیعة، ج 1، ص 480.</ref>
 
عبد العزيز بن باز وهو مفتي وهابي اعتبر أيضاً في آثاره أن الدعاء وزيارة القبور وطلب الشفاء منهم والنصرة منهم على الأعداء من مظاهر الشرك الأكبر.<ref> القفاري، أصول مذهب الشیعة، ج 1، ص 480.</ref>


رد علماء المسلمين أن الشفاعة إذا كانت مصحوبةً بالاعتقاد بربوبية ومالكية الأصنام فهي من أعمال المشركين، بينما أعمال المسلمين تجاه الأولياء والصديقيين لا يقاس بمثل هذا الاعتقاد، بل إن بناء قبورهم وطلب الشفاعة منهم يعتبر من تعظيم شعائر الله.<ref>السبحاني،الوهابية، ص 41.</ref> كما أن المسلمين الذين يقومون بهذه الأعمال لا يقصدون أبداً عبادة الأنبياء والأولياء ولا يعتبرونهم آلهة؛ بل يقصدون تكريمهم والتقرب بهم إلى [[الله تعالى]] فقط.<ref>أستاذي، الشيعة والأجوبة على بعض الأسئلة، ص 84.</ref>
رد علماء المسلمين أن الشفاعة إذا كانت مصحوبةً بالاعتقاد بربوبية ومالكية الأصنام فهي من أعمال المشركين، بينما أعمال المسلمين تجاه الأولياء والصديقيين لا يقاس بمثل هذا الاعتقاد، بل إن بناء قبورهم وطلب الشفاعة منهم يعتبر من تعظيم شعائر الله.<ref>السبحاني،الوهابية، ص 41.</ref> كما أن المسلمين الذين يقومون بهذه الأعمال لا يقصدون أبداً عبادة الأنبياء والأولياء ولا يعتبرونهم آلهة؛ بل يقصدون تكريمهم والتقرب بهم إلى [[الله تعالى]] فقط.<ref>أستاذي، الشيعة والأجوبة على بعض الأسئلة، ص 84.</ref>

مراجعة ١٧:٤٣، ١٢ أبريل ٢٠٢٢

معتقدات الشيعة
‌معرفة الله
التوحيدالتوحيد الذاتيالتوحيد الصفاتيالتوحيد الأفعاليالتوحيد العبادي
الفروعالتوسلالشفاعةالتبرك
العدل
الحسن والقبحالبداءالجبر والتفويض
النبوة
عصمة الأنبياءالخاتمية نبي الإسلامعلم الغيبالإعجازعدم تحريف القرآنالوحي
الإمامة
الاعتقاداتالعصمةعصمة الأئمةالولاية التكوينيةعلم الغيبالغيبةالغيبة الصغرىالغيبة الكبرىإنتظار الفرجالظهورالرجعةالولايةالبراءةأفضلية أهل البيت(ع)
الأئمةالإمام علي عليه السلام

الإمام الحسن عليه السلام
الإمام الحسين عليه السلام
الإمام السجاد عليه السلام
الإمام الباقر عليه السلام
الإمام الصادق عليه السلام
الإمام موسى الكاظم عليه السلام
الإمام الرضا عليه السلام
الإمام الجواد عليه السلام
الإمام الهادي عليه السلام
الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عج
المعاد
البرزخالقبرالنفخ في الصورالمعاد الجسمانيالحشرالصراطتطاير الكتبالميزانيوم القيامةالثوابالعقابالجنةالنارالتناسخ
مسائل متعلقة بالإمامة
أهل البيت المعصومون الأربعة عشرالتقية المرجعية الدينية


الشرك، بمعنى الشراكة بالله في الأمور المختصة به، كواجب الوجود، والإلوهية، والعبودية، وتدبير شؤون الخلائق، كما أنه يُقابل التوحيد، وهو من الذنوب الكبيرة. العلماء المسلمون قسّموا الشرك كأقسام التوحيد: الشرك بالذات، الشرك بالصفات، الشرك بالأفعال، كذلك يُقسّم الشرك إلى قسمين، الشرك الجلي، والشرك الخفي، فيبحث عن الشرك الجلي في الاعتقادات وعن الشرك الخفي في الأخلاق.

الأهواء والتعصّب والجهل اعتبرت جميعها من عوامل الشرك بالله، جاء في القرآن الكريم أن من آثار الشرك بالله هي الحرمان من المغفرة الإلهية، والحرمان من دخول الجنة، بل الموجِب من الدخول إلى النار.

ابن تيمية وبتبعه الوهابيون ينسبون الشرك إلى المسلمين وإلى علماء الدين الذين يتوسلون بالزعامات الدينية كأهل البيت عليها السلام ويطلبون منهم الشفاعة. بينما يعتبر المسلمون وخاصة الشيعة أن التوسل بزعماء الدين نوعاً من التعظيم والتكريم للشعائر الدينية، ويعتقدون أن التوسل بالموتى هو الشرك إذا قُصد به العبودية واُعتقد بإلوهيتهم. وفقاً لآيات القرآن إن نيل الشفاعة من الأنبياء والصالحين بإذن الله هو أمرٌ ممكن ولا إشكال فيه.

مفهوم الشرك

الشرك بمعنى الشراكة بالله في الأمور المختصة به، كواجب الوجود، والإلوهية، والعبودية، وتدبير شؤون الخلائق.[١] والشرك يُقابل التوحيد (وحدانية الله).[٢]

آية الله جوادي الآملي يجعل الشرك مقابل الإيمان ويعتبر الشرك هو الخروج عن التوحيد وعن زمرة المؤمنين، بل جاء في القرآن الكريم أن المشرك يطلق على الذي يعبد الأصنام،[٣] وعلى أهل الكتاب،[٤] وفي موارد على المؤمنين.[٥][٦]

المشرك هو الذي يجعل لله شريكاً، أو يعتقد أن لغير الله صفاته تعالى، أو أن يوكل جزءاً من أمر الله إليهم، أو يعتقد أن شخصاً غير الله مستحقاً للعبادة،[٧] أو للأمر والنهي.[٨]

مراتب الشرك

الشرك كالتوحيد له مراتب، هي:

الشرك في الذات

وهو على نحوين: الأول: هو أن يعتقد الفرد أن هناك مِثْل وشبيه للّه في الوجود، بحيث يتشارك هذا الشبيه والمِثل مقام الإلوهية مع الله ، وهذا الاعتقاد يتنافى مع التوحيد الواحدي الذي أشار إليه المولى تعالى بقوله ﴿ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ .[٩][١٠] الثاني: هو أن يعتقد العَبدُ أنّ المولى تعالى مركبٌ، وبالتالي يُثبت الجزئية له تعالى عن ذلك وينفي عنه البساطة، وهذا القول يتعارض ويتنافى مع التوحيد الأحدي، المشار إليه في قوله تعالى﴿قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَد .[١١][١٢]

الشرك في الصفات

هو الاعتقاد بأنّ صفاته تعالى زائدة عن ذاته، بمعنى أن يعتقد العَبد أنّ صفات المولى أمر خارج عن ذاته ومُغاير لها، وهذا مخالفٌ للتوحيد الصفاتي، الذي يَفْرِضُ على المكلّف الإعتقاد بكون صفات الله عين ذاته.[١٣]

الشرك في الأفعال

الشرك في الأفعال يُقابل التوحيد الأفعالي، وله أقسام:

  • الشرك في الخالقية: وهو الاعتقاد بوجود إلهين أو آلهة، بحيث لا يكون أحدهما مسيطراً على الآخر. من موارد الشرك بالخالقية هو الاعتقاد بخالق الشر والخير، وعلى أساسه أن الله يختص بأمور الخير، وهناك خالق يختص بأمور الشر.[١٤]
  • الشرك في الربوبية: وهو على قسمين: الأول: الشرك في الربوبية التكوينية، بمعنى الاعتقاد بأن الله خلق العالَم لكنه ترك تدبيره وإدارته إلى أرباب آخرين. الثاني: الشرك في الربوبية التشريعية، بمعنى قبول القوانين والمقررات غير الإلهية في الحياة، والتأكيد بإجراء ولزوم هذه القوانين.[١٥]
  • الشرك في العبوديّة: العبادة والخضوع والخضوع لغير الله أو لشيء آخر.[١٦]

لكن ينقسم هذا الشرك إلى نظري وعملي، فالشرك المرتبط بالأمور الاعتقادية، كالشرك في ذات الله وصفاته، والشرك بالربوبية والخالقية هو الشرك النظري. والشرك في العبادة يتعلق بالأمور العملية.[١٧]

الأهمية والمكانة

هناك آيات قرآنية متعددة مرتبطة بالشرك والنهي عنه. وقد ورد في بعض آيات القرآن أن المشركين ليس لديهم دليل وبرهان على شركهم،[ملاحظة ١][١٨] بل يعتمدون على التخمين أو على هوى النفس.[١٩] [ملاحظة ٢] حسب الآية ﴿إإِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِۦ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ[٢٠] إن الله تعالى يغفر كل الذنوب إلا الشرك، وقد قال بعض المفسرين في تفسير هذه الآية: إن الشرك هو أعظم الذنوب عند الله، وإذا غُفر فتغفر بقية الذنوب الأخرى.[٢١]

وإذا لم يتُب المشرك ومات وهو على حالة الشرك فلا يُغفر له أبداً، كما يعتقد المفسرون إن التوبة قد استثنيت من هذه الآية، وبالنتيجة إذا تاب المشرك فيُغفر له.[٢٢] في بعض الروايات أيضاً أن الشرك بالله اعتبر من أعظم الذنوب، وفي رواية عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم أن الشرك أعظم الذنوب وليس له نظير.[٢٣] اعتبر الإمام علي عليه السلام الشرك في القرآن على أربعة أنواع: اللساني، والعملي، وشرك الزنا، والرياء. ولإثبات الشرك اللساني استدل بالآية الكريمة: ﴿لَقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ[٢٤][٢٥]

ولإثبات الشرك العملي اُستدل بهذه الآية: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ[٢٦] و﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَٰنَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ ٱللَّه.[٢٧] ولإثبات شرك الزنا اُستدل بالآية: ﴿وَشَارِكْهُمْ فِى ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَوْلَٰدِ[٢٨] ولإثبات شرك الرياء اُستدل بالآية: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَٰلِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدًۢا[٢٩][٣٠]

أنواع الشرك

ينقسم الشرك من جهة الظهور والخفاء إلى قسمين، هما:

  1. الشرك الجلي، ويعني القيام بالمناسك العبادية والأعمال الخاصة كالركوع والسجود والتضحية (الذبح) لمعبود غير الله، معتقداً أن له مقام إلهي.[٣١]
  2. الشرك الخفي، هو كل عمل يشتمل على حب الدنيا وحب النفس والرياء وغيره.[٣٢]

ذكر الإمام الصادق عليه السلام في تفسير الآية 106 من سورة يوسف،{{ملاحظة| على سبيل المثال قوله تعالى: ﴿وَمَا يؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ لاِلا وَهُمْ مَشْرِكُون؛ ومعظم الذين يزعمون أنهم يؤمنون بالله هم مشركون" (سورة يوسف ، الآية 106)} عبارات مثل: "لو لم يكن هذا الشخص لهلكت، أو لولا هذا الشخص لكنتُ قد ابتليتُ".[٣٣] كما اعتبر نبي الإسلام صلی الله عليه وآله وسلم الشرك أكثر خفاء من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.[٣٤] وأكثر ما بحث الشرك الخفي في علم الأخلاق.

العوامل والجذور

للشرك عوامل وجذور، منها:

اتباع الشك والتردد: يخاطب الله المشركين في سورة يونس: ﴿وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ.[٣٥]

الاعتقاد بالحس: جذدور معلومات بعض الناس بسبب الأُنس بعالم الطبيعة المختص بالمحسوسات، ولا يخرج عن ذلك، ولذلك تُختزل حتى الأمور الإلهية عندهم بمستوى الحس.[٣٦]

الجهل: يعتبر القرآن الكريم أن التبني لله والشرك ناشىء من الجهل.[٣٧]

كما يذكر القرآن حب الدنيا، وهوى النفس، ونسيان الله، والغلو بالشخصيات الدينية، والتعصب، والحكومات الفاسدة، جميعها من عوامل الشرك.[٣٨]

الآثار

للشرك آثار قد وردت في آيات القرآن،[٣٩] ومنها:

الحكم الفقهي

في نظر الدين الإسلامي أن الشرك محرّم، ويعتبر من كبائر الذنوب.[٤٤]

وقد استشهد الفقهاء بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَاْ،[٤٥] على نجاسة المشرك وعدم دخوله المساجد.[٤٦]

كما أن الشيخ الطوسي في كتابه النهاية ذكر عدم الجواز للرجل المسلم بالزواج من النساء المشركات، لكنه يجوز ذلك مع النساء اليهوديات والمسيحيات بالزواج المؤقت.[٤٧]

اتهام الوهابيون للشيعة

يعتبر الوهابيون أن اعتقاد المسلمين في التوسل بالأموات والاستغاثة بالأنبياء والأولياء الإلهيين والتبرّك بقبورهم ونيل شفاعتهم في عالم البرزخ، هي من مصاديق الشرك في العبادة. يرى ابن تيمية أن التوسل بدعاء النبي والصلحاء في حياتهم ليست من الشرك، ولكن الدعاء والتوسل بهم بعد الموت هو شرك بالله.[٤٨] بحسب عقيدة ابن تيمية، أنه كل من حضر قبر النبيصلی الله عليه وآله وسلم أو أحد من الصلحاء وطلب منهم حاجته فهو مشرك، ويلزم منه التوبة، وإن لم يتُب فيقتل.[٤٩] عبد العزيز بن باز وهو مفتي وهابي اعتبر أيضاً في آثاره أن الدعاء وزيارة القبور وطلب الشفاء منهم والنصرة منهم على الأعداء من مظاهر الشرك الأكبر.[٥٠]

رد علماء المسلمين أن الشفاعة إذا كانت مصحوبةً بالاعتقاد بربوبية ومالكية الأصنام فهي من أعمال المشركين، بينما أعمال المسلمين تجاه الأولياء والصديقيين لا يقاس بمثل هذا الاعتقاد، بل إن بناء قبورهم وطلب الشفاعة منهم يعتبر من تعظيم شعائر الله.[٥١] كما أن المسلمين الذين يقومون بهذه الأعمال لا يقصدون أبداً عبادة الأنبياء والأولياء ولا يعتبرونهم آلهة؛ بل يقصدون تكريمهم والتقرب بهم إلى الله تعالى فقط.[٥٢]

بحسب آيات القرآن الكريم تكون الشفاعة شركاً ومردودةً إذا كانت بصورة مستقلة دون الحاجة إلى إذن الله تعالى؛[٥٣] لأن الشرك في مثل هذه الحالة هو شركٌ بالربوبية والتدبير الإلهي.[٥٤] علماء المسلمين في ردهم على استشهاد الوهابية في آيات من القرآن الكريم في نفي الشفاعة للأصنام وبين شفاعة النبي صلی الله عليه وآله وسلم أشاروا إلى أن المسلم بخلاف عابد الأصنام، فأنه لا يعتبر النبي إلهاً ورباً، بل يعتبره قائداً ونبياً.[٥٥]

ملاحظات

  1. على سبيل المثال قوله تعالى: ﴿وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُون(المؤمنون - 117)
  2. ﴿وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ(يونس - 66)
  3. قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ
  4. قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا
  5. قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ

ذات صلة

الهوامش

  1. ابن منظور، لسان العرب، ج 1، صص 223-227.
  2. مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 6، ص 49.
  3. سورة التوبة: 2 و 5.
  4. سورة التوبة: 30-31.
  5. سورة يوسف: 106.
  6. جوادي آملي، التوحيد في القرآن، ص 571.
  7. مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 6، ص 50.
  8. الشيرازي، تقريب القرآن إلى الأذهان، ج 2، ص 390.
  9. الإخلاص: 4.
  10. جوادي آملي، التوحيد في القرآن، ص 578.
  11. الإخلاص: 1.
  12. جوادي آملي، التوحيد في القرآن، ص 578.
  13. جوادي آملي، التوحيد في القرآن، ص 578.
  14. جوادي آملي، التوحيد في القرآن، صص 579 - 580
  15. جوادي آملي، التوحيد في القرآن، صص 580- 583.
  16. جوادي آملي، التوحيد في القرآن، صص 581-582.
  17. جوادي آملي، التوحيد في القرآن، صص 581-595.
  18. مکارم الشیرازي، رسالة القرآن، ج 3، صص 209 - 210.
  19. مکارم الشیرازي، رسالة القرآن، ج 3، صص 211 - 215، تفسير الأمثل، سورة النجم: 23، وسورة النساء: 24.
  20. سورة النساء: 116.
  21. القمي، تفسیر القمي، ج 1، ص 148.
  22. الطباطبائي، تفسير المیزان، ج 1، ص 165.
  23. المحدث النوري، مستدرك الوسائل، ج 14، ص 332.
  24. سورة المائدة: 72.
  25. المحدث النوري، مستدرك الوسائل، ج 14، ص 332.
  26. سورة يوسف: 106.
  27. سورة التوبة: 31.
  28. سورة الإسراء: 64.
  29. سورة الكهف: 110.
  30. المجلسي، بحار الأنوار، ج 90، صص 61 - 62.
  31. حيدر الآملي، تفسیر المحیط الأعظم، ج 3، صص 189-190.
  32. جوادي الآملي، التوحید في القرآن، صص 591-592.
  33. المجلسي، بحار الأنوار، ج 5، ص 148.
  34. ابن شعبة الحراني، تحف العقول، ص 478.
  35. سورة یونس، 66.
  36. جوادي الآملي، التوحید في القرآن، ص 644.
  37. سورة الأنعام، 100.
  38. جوادي الآملي، التوحید في القرآن، صص 635-680.
  39. جوادي الآملي، التوحید في القرآن، صص 681-691.
  40. سورة المائدة: 72.
  41. سورة النساء: 48 ، 116.
  42. سورة المائدة: 72.
  43. سورة الزمر: 65.
  44. سورة النساء:48.
  45. سورة التوبة: 28.
  46. فاضل اللنکراني، تفصیل الشریعة، ص 206.
  47. الطوسي، النهایة، ص 457.
  48. ابن تیمیة، مجموعة الفتاوی، ج 1، ص 159.
  49. ابن تیمیة، زیارة القبور والاستنجاد بها، ص 19.
  50. القفاري، أصول مذهب الشیعة، ج 1، ص 480.
  51. السبحاني،الوهابية، ص 41.
  52. أستاذي، الشيعة والأجوبة على بعض الأسئلة، ص 84.
  53. سورة طه: 109.
  54. أستاذي، الشيعة والأجوبة على بعض الأسئلة، صص 84-85
  55. السبحاني، حدود التوحيد والشرك في القرآن، ص 159؛ جوادي الآملي، التوحيد في القرآن، صص 600-604.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن باز ، عبد العزيز بن عبد الله، مجموع فتاوي ومقالات متنوعة، جمعه: محمد الشويعر، الرياض - السعودية، دار القاسم، ط 1، 1420 هـ.
  • ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم، مجموع الفتاوى، جمعه: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، وأبنه محمد، طبع بأمر من الملك فهد آل سعود.
  • ابن عبد الوهاب، سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد، الرياض - السعودية، دار الصميعي للنشر والتوزيع، ط 1، 1428 هـ/ 2007 م.
  • ابن قيّم الجوزية، محمد بن أبي بكر، الداء والدواء، جدّة - السعودية، دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، د.ت.
  • أبو الحسن الأشعري، علي بن إسماعيل، اللُّمَع في الرد على أهل الزيع والبدع، تصحيح وتعليق: حمودة غرابه، مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية، 1955 م.
  • أبو بكر، محمد زكريا، الشرك في القديم والحديث، الرياض - السعودية، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع، ط 1، 1422 هـ/ 2001 م.
  • البحراني، ميثم بن علي، شرح نهج البلاغة، قم - إيران، مؤسسة دار الحبيب، ط 1، 1428 هـ.
  • الراغب الأصفهاني، الحسين بن محمد، مفردات ألفاظ القرآن، قم - إيران، منشورات ذوي القربى، ط 6، 1431 هـ.
  • السنوسي، محمد بن يوسف، شرح المقدمات، مخطوطة تابعة لمكتبة الملك سعود.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، أصول الكافي، طهران - إيران، دار الأسوة للطباعة والنشر، ط 7، 1434 هـ.
  • النجدي، عبد الرحمن بن محمد، الدرر السنية في الأجوبة النجدية ، د.م، د.ن، ط 6، 1417 هـ/ 1996 م.