التوسل بالموتى
من الموت إلى القيامة | |
---|---|
الاحتضار • سكرات الموت • قبض الروح • تشييع الجنازة • غسل الميت • صلاة الميت • الكفن • الدفن • تلقين الميت • ضغطة القبر • صلاة ليلة الدفن • سؤال القبر • عذاب القبر • زيارة القبور • التوسل بالموتى • البرزخ • النفخ في الصور • يوم القيامة • مواقف القيامة • الميزان • الشفاعة • الصراط • الجنة • النار | |
مواضيع ذات صلة | |
المعاد • عزرائيل • البدن البرزخي • الحياة البرزخية • تجسم الأعمال • الخلود | |
التوسل بالموتى، أو التوسل بالأموات، هو التوسّط لله تعالى بالأموات من العظماء في الإسلام من أمثال الأنبياء والأئمة والصلحاء من أجل قضاء الحوائج، وقد دلت على مشروعيته الآيات والروايات التي رواها الشيعة وأهل السنة، وقد اتفق المسلمون على مشروعية التوسل إلا الوهابية؛ فقد اعتبروه من الشرك تبعاً لابن تيمية.
من وجهة نظر علماء الإسلام لا فرق بين الحياة والموت بالنسبة لأولياء الله تعالى، ولذلك لا فرق بالنسبة للمؤمنين بين حياة النبي وأهل بيته والصالحين من ناحية التوسل بهم، فكما كانوا يتوسلون بهم في حياتهم ويطلبون منهم الاستغفار، كذلك الحال بعد مماتهم.
مفهومه
التوسل بالأموات هو التوسط لله تعالى بالعظماء في الإسلام من الأموات أمثال الأنبياء والأئمة والصلحاء من أجل قضاء حوائجهم.[١]
ارتباطه بإسماع الموتى في البرزخ
التوسل بالموتى يعتمد على الإيمان بعالم البرزخ الذي يسمع فيه الموتى كلام الأحياء إذا تحدثوا إليهم.[٢]
مشروعيته
استدل على مشروعية التوسل بالموتى بالقرآن والسنة الشريفة وسيرة المسلمين:
الشواهد القرآنية
استدل على مشروعية التوسل بالموتى بعموم الآية 64 من سورة النساء التي حثت المؤمنين على أن يطلبوا من النبي أن يستغفر لهم، وهذا الطلب غير مختص بزمن حياة النبي، بل هو عام لحياته ولما بعد وفاته؛ لأنَّه عام،[٣] وكذلك دلت الآية 35 من سورة المائدة بعمومها على مشروعية التوسل بالموتى من المؤمنين والأنبياء مطلقاً في حياتهم وبعد مماتهم، حيث طلبت من المؤمنين أن يبتغوا إليه الوسيلة.[٤]
سيرة الأئمة (ع)
ذكرت بعض المصادر أنَّ أئمة أهل البيت كانوا يتوسلون بالنبي الأكرم، فقد روي ذلك عن الإمام علي،[٥] والإمام الحسين،[٦] ولم يُفرّق الإمام السجاد في توسله بالمعصومين الأربعة عشر بين الأحياء والأموات منهم،[٧][ملاحظة ١]وقد ورد في الأدعية المأثورة عن أهل البيت مثل الدعاء سريع الإجابة الذي يُشير إلى أن التوسل بالنبي وأهل البيت بعد موتهم.[٨]
سيرة الصحابة
ورد في بعض كتب أهل السنة أنَّ بعض الصحابة توسلوا بالنبي بعد وفاته، ومن الأمثلة على ذلك:
- توسل عائشة في زمان القحط بالنبي وقبره.[٩]
- توسل أحد الأشخاص بالنبي زمن حكم عثمان بعد أنَّ علمه عثمان بن حنيف ذلك التوسل.[١٠][ملاحظة ٢]
- توسل بلال بن الحارث بالنبي لاستنزال المطر.[١١]
وبناء على هذه الروايات وأمثالها قام مالك بن أنس بتعليم المنصور الدوانيقي كيفية زيارة قبر النبي والتوسل به.[١٢]
عقيدة أهل السنة
يعتقد أكثر علماء أهل السنة بمشروعية التوسل بالموتى، فقد ذكر السمهودي وهو من علماء الشافعية في القرن العاشر الهجري في كتاب (وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى): إنَّ من توسل بالنبي في أي حاجة من حوائجه فإنها تُقضى له ويصل إلى مطلوبه،[١٣] وقال أبو علي الخلال: كنت إذا حدثت معي أي مشكلة ذهبت إلى قبر الإمام الكاظم وتوسلت به فتُحل تلك المشكلة،[١٤] ونُقل عن محمد بن إدريس الشافعي أنه قال: إنَّ أهل بيت النبي هم وسيلة التقرب إلى الله تعالى.[١٥] كذلك ذكر الألوسي في تفسيره جواز التوسل بالموتى، بشرط أن تكون له مكانة عند الله تعالى،[١٦] والعسقلاني في فتح الباري أيضاً بعد أن استشهد بطلب عمر بن الخطاب عن ابن عباس، الدعاء وطلب المطر، أقرَّ بأن الشفاعة لأهل الخير وخاصة لأهل البيت.[١٧]
عقيدة الوهابية
يعتقد الوهابيون أن التوسل بالموتى غير جائز وحرام، وأنه من الشرك، فهم يعتقدون - تبعاً لابن تيمية - أنَّ التوسل بالنبي والصالحين يجوز في حياتهم فقط، وأما بعد موتهم فهو من الشرك.[١٨]
الإجابة والرد
من وجهة نظر الذين يقولون بمشروعية التوسل بالموتى فإنَّه لا فرق بين الحياة والموت بالنسبة لأولياء الله تعالى، ولذلك فلا فرق بالنسبة للمؤمنين بين حياة النبي وأهل بيته والصالحين من ناحية التوسل بهم، فكما كانوا يتوسلون بهم في حياتهم ويطلبون منهم الاستغفار كذلك الحال بعد مماتهم،[١٩] اعتماداً على قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جَاءُوك فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحیماً﴾،[٢٠] وهذا هو المعروف من سيرة المسلمين على طول العصور.[٢١]
مواضيع ذات صلة
الهوامش
- ↑ السبحاني، بحوث قرآنية في التوحيد والشرك، ص 93.
- ↑ السبحاني، بحوث قرآنية في التوحيد والشرك، ص 111.
- ↑ النووي، المجموع، ج 8، ص 274.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 3، صص 686 - 688.
- ↑ نهج البلاغة، الحكمة رقم 353، ص 479.
- ↑ ابن أعثم الکوفي، الفتوح، ج 5، ص 19.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 84، ص 285.
- ↑ الکلیني، الکافي، ج 2، ص 583.
- ↑ الدارمي، سنن الدارمي، ج 1، ص 227.
- ↑ السمهودي، وفاء الوفاء، ج 4، ص 195.
- ↑ السمهودي، وفاء الوفاء، ج 4، ص 195.
- ↑ السمهودي، وفاء الوفاء، ج 4، ص 195.
- ↑ السمهودي، وفاء الوفاء، ج 4، ص 195.
- ↑ الخطيب البغدادي، تاریخ بغداد، ج 1، ص 133.
- ↑ التستري، إحقاق الحق، ج 9، ص686.
- ↑ الألوسي٬ روح المعاني، ج 3 ٬ ص 297.
- ↑ العسقلاني، فتح الباري٬ ج 2 ٬ ص 497.
- ↑ ابن تیمیة، مجموع الفتاوی، ج 1، ص 159.
- ↑ السمهودي، وفاء الوفاء، ج 4، ص 196 - 197.
- ↑ النساء: 64.
- ↑ السبحاني، بحوث قرآنية في التوحيد والشرك، ص 98.
الملاحظات
- ↑ إنَّا نتوسل إلیك بمحمد صلواتك علیه وآله رسولك، وبعلي وصیه، وفاطمة ابنته، وبالحسن والحسین، وعلي ومحمد وجعفر وموسی وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة (علیهم السلام) أهل بیت الرحمة.المجلسي، بحار الأنوار، ج 84، ص 285 - 286.
- ↑ اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إلیك بنبیك محمّد (صلّی اللَّه علیه وسلّم) نبي الرحمة، یا محمّد! إنّي أتوجّه بك إلی ربّي فتقضي لي حاجتي.الطبراني، المعجم الکبیر، ج 9، ص 30.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- نهج البلاغة، تحقیق: عزیز الله عطاردي، طهران - إيران، بنیاد نهج البلاغة، 1413 هـ.
- ابن أعثم الکوفي، أحمد بن أعثم، الفتوح، بیروت - لبنان، دار الأضواء، ط 1، 1411 هـ.
- ابن تیمیة، أحمد بن عبد الحلیم، مجموع الفتاوی، تحقیق: الشیخ عبد الرحمن بن قاسم، المدینة النبویة - السعودية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشریف، 1416 هـ.
- التستري، نور الله، إحقاق الحق وإزهاق الباطل، تعلیقة: آیت الله المرعشي، قم - إيران، مکتبة آیة الله المرعشي النجفي، 1409 هـ.
- الخطیب البغدادي، أحمد بن علي، تاریخ بغداد، بیروت - لبنان، دار الکتب العلمیة، 1417 هـ.
- الدارمي، عبد الله بن عبد الرحمن، سنن الدارمي، تحقیق: حسین سلیم أسد الداراني، السعودیة، دار المغني للنشر والتوزیع، ط 1، 1412 هـ.
- السبحاني، جعفر، بحوث قرآنية في التوحيد والشرك، قم - إيران، مؤسسة الإمام الصادق (ع)، ط 3، 1426 هـ.
- السمهودي، علي بن أحمد، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفی، بیروت - لبنان، دار الکتب العلمیة، 2006 م.
- الطبراني، سلیمان بن أحمد، المعجم الکبیر، تحقیق: حمدي بن عبد المجید السلفي، القاهرة - مصر، مکتبة ابن تیمیة، ط 2، 1406 هـ.
- الکلیني، محمد بن یعقوب، الکافي، طهران - إيران، منشورات الإسلامیة، 1362 ش.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الانوار، بیروت - لبنان، دار إحیاء التراث العربي، ط 3، 1403 هـ.
- النووي، محیی الدین بن شرف، المجموع شرح المهذَّب، بیروت - لبنان، دار الفکر، 1421 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، قم - إيران،الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب (ع)، ط 1، 1421 هـ.