انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الشرك»

من ويكي شيعة
imported>Alkazale
imported>Alkazale
سطر ١٦: سطر ١٦:
الشرك بمعنى الشراكة بالله في الأمور المختصة به، كوجوب الوجود، والألوهية، والعبودية، وتدبير شؤون الخلائق.<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 1، صص 223-227.</ref>
الشرك بمعنى الشراكة بالله في الأمور المختصة به، كوجوب الوجود، والألوهية، والعبودية، وتدبير شؤون الخلائق.<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 1، صص 223-227.</ref>


الشرك يُقابل التوحيد (وحدانية الله) .<ref>مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 6، ص 49.</ref> سماحة آية الله جوادي يجعل الشرك يقابل الإيمان ويعتبر الشرك هو الخروج عن التوحيد وعن زمرة المؤمنين، بل جاء في القرآن أن المشرك يطلق على الذين يعبدون الأصنام <ref>  سورة التوبة: 2 و 5.  </ref> وعن أهل الكتاب،<ref>سورة التوبة: 30-31.</ref> وفي موارد على المؤمنين.<ref>سورة يوسف: 106.</ref><ref>جوادي آملي، التوحيد في القرآن، ص 571.</ref>
الشرك يُقابل التوحيد (وحدانية الله).<ref>مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 6، ص 49.</ref> سماحة آية الله جوادي يجعل الشرك يقابل الإيمان ويعتبر الشرك هو الخروج عن التوحيد وعن زمرة المؤمنين، بل جاء في القرآن أن المشرك يطلق على الذين يعبدون الأصنام <ref>  سورة التوبة: 2 و 5.  </ref> وعن أهل الكتاب،<ref>سورة التوبة: 30-31.</ref> وفي موارد على المؤمنين.<ref>سورة يوسف: 106.</ref><ref>جوادي آملي، التوحيد في القرآن، ص 571.</ref>


المشرك هو الذي يجعل لله شريكاً، أو يعتقد أن لغير الله صفاته، أو أن جزءً من امر الله يوكل إليهم أو يعتقد أن شخصاً غير الله مستحقاً للعبادة، <ref>مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 6، ص 50.</ref> أو للأمر والنهي.<ref>الشيرازي، تقريب القرآن إلى الأذهان، ج 2، ص 390.</ref>
المشرك هو الذي يجعل لله شريكاً، أو يعتقد أن لغير الله صفاته، أو أن جزءً من امر الله يوكل إليهم أو يعتقد أن شخصاً غير الله مستحقاً للعبادة، <ref>مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 6، ص 50.</ref> أو للأمر والنهي.<ref>الشيرازي، تقريب القرآن إلى الأذهان، ج 2، ص 390.</ref>

مراجعة ١٤:٥٦، ٨ مارس ٢٠٢٢

معتقدات الشيعة
‌معرفة الله
التوحيدالتوحيد الذاتيالتوحيد الصفاتيالتوحيد الأفعاليالتوحيد العبادي
الفروعالتوسلالشفاعةالتبرك
العدل
الحسن والقبحالبداءالجبر والتفويض
النبوة
عصمة الأنبياءالخاتمية نبي الإسلامعلم الغيبالإعجازعدم تحريف القرآنالوحي
الإمامة
الاعتقاداتالعصمةعصمة الأئمةالولاية التكوينيةعلم الغيبالغيبةالغيبة الصغرىالغيبة الكبرىإنتظار الفرجالظهورالرجعةالولايةالبراءةأفضلية أهل البيت(ع)
الأئمةالإمام علي عليه السلام

الإمام الحسن عليه السلام
الإمام الحسين عليه السلام
الإمام السجاد عليه السلام
الإمام الباقر عليه السلام
الإمام الصادق عليه السلام
الإمام موسى الكاظم عليه السلام
الإمام الرضا عليه السلام
الإمام الجواد عليه السلام
الإمام الهادي عليه السلام
الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عج
المعاد
البرزخالقبرالنفخ في الصورالمعاد الجسمانيالحشرالصراطتطاير الكتبالميزانيوم القيامةالثوابالعقابالجنةالنارالتناسخ
مسائل متعلقة بالإمامة
أهل البيت المعصومون الأربعة عشرالتقية المرجعية الدينية


الشرك، يُقابل التوحيد، وهو من الذنوب الكبيرة، ومعناه الإشراك بالله. العلماء المسلمون قسّموا الشرك كأقسام التوحيد: الشرك بالذات، الشرك بالصفات، الشرك بالأفعال، كذلك يُقسّم الشرك إلى قسمين، الشرك الجلي، والشرك الخفي، فيبحث عن الشرك الجلي في الاعتقادات وعن الشرك الخفي في الأخلاق.

الأهواء والتعصّب والجهل اعتبرت جميعها من عوامل الشرك بالله، جاء في القرآن الكريم أن حفظ الأعمال، والحرمان من المغفرة الإلهية، والحرمان من دخول الجنة، بل الموجِب من الدخول إلى النار هو من آثار الشرك بالله.

ابن تيمية وبتبعه الوهابيون ينسبون الشرك إلى المسلمين وإلى علماء الدين الذين يتوسلون بالزعامات الدينية كأهل البيت عليها السلام ويطلبون منهم الشفاعة. بينما يعتبر المسلمون وخاصة الشيعة أن التوسل بزعماء الدين نوعاً من التعظيم والتكريم للشعائر الدينية، ويعتقدون أن التوسل بالموتى هو الشرك إذا قُصد به العبودية واُعتقد بإلوهيتهم. وفقاً لآيات القرآن إن نيل الشفاعة من رجال الدين بإذن الله أمرٌ ممكن.

مفهوم الشرك

الشرك بمعنى الشراكة بالله في الأمور المختصة به، كوجوب الوجود، والألوهية، والعبودية، وتدبير شؤون الخلائق.[١]

الشرك يُقابل التوحيد (وحدانية الله).[٢] سماحة آية الله جوادي يجعل الشرك يقابل الإيمان ويعتبر الشرك هو الخروج عن التوحيد وعن زمرة المؤمنين، بل جاء في القرآن أن المشرك يطلق على الذين يعبدون الأصنام [٣] وعن أهل الكتاب،[٤] وفي موارد على المؤمنين.[٥][٦]

المشرك هو الذي يجعل لله شريكاً، أو يعتقد أن لغير الله صفاته، أو أن جزءً من امر الله يوكل إليهم أو يعتقد أن شخصاً غير الله مستحقاً للعبادة، [٧] أو للأمر والنهي.[٨]

أحكام الشرك عند الشيعة

للشرك أحكامًا ونتائج كثيرة، تُقرّ بها الشيعة الإمامية، ومن أبرزها :

  • أنّهم يعتبرون الشرك من الذنوب العظيمة والكبائر الكبيرة، كما نص على ذالك القرآن الكريم في قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا .[٩]
  • وكذالك يعتبرون أنّ الشرك من المعاصي التي لا يغفر فيها المولى تعالى لعبده ويغفر مادون الشرك ، كما نَصَّ في قوله تعالى﴿إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا.[١٠]
  • ويعتقدون أنّ الوقوع في الشرك مُسْتَلزِمًا لتحريم الجنّة على صاحبه بالإطلاق، وهذا ما أشار إليه المولى تعالى في قوله ﴿إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ .[١١]
  • وأيضا يقرّون بأنّ الشرك محبط لكل أعمال المكلّف، كما أشار إلى ذالك المولى في قوله﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ .[١٢]

وقد وردت عدّة روايات صحيحة و موثّقة عن طريق أهل البيت عليها السلام في خصوص هذه الأحكام، منها:

مراتب الشرك عند الشيعة

يرى علماء الشيعة أنّه وعند العودة للآيات القرآنية و الروايات الواردة من الرسول الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم من طريق أهل البيت عليها السلام يُلحظ أنّ للشرك مراتب، كما أنّ له أقسام و مصاديق، فمصاديق الشرك تارة تلامس الجانب القلبي للفرد فيصبح الشرك مُعتَقَدًا له، وأخرى تلامس الجانب العملي للعبد فيتجلّى في عمله وسلوكه، وعليه فالشرك له مرتبتان، ولكلّ من هاتين المرتبتين مراتب أخرى كثيرة :

  • الشرك القلبي : كالإعتقاد بأنّ للمولى تعالى شريك في الوجود والخلق وتسيير الكون .
  • الشرك العملي : كأن يأتي العبد بعبادة لغير المولى تعالى، فيصلّي الفرد لمخلوقٍ من مخلوقات الله، أو يصوم له، وسواءًا كان معتقدا بألوهية من يصلي ويصوم له أم لم يعتقد .

أقسام الشرك عند الشيعة

بلحاظ علاقة التقابل الحاصلة بين الشرك و التوحيد، قَسَّمَ الشيعة الإمامية الشرك تِبَعًا لتقسيمات التوحيد، لأنّ كل مورد يصحّ أن يتعلّق به التوحيد، يصِحّ أيضا أن يتعلّق الشرك به، وعليه فقد قسّموا الشرك إلى ثلاثة أقسام رئيسية - الشرك في الذات، و الشرك في الصفات، و الشرك في العبادة -، ويندرج تحت بعضها أقسام أخرى .

الشرك في الذات

الشرك في الذات وهو على نحوين:

  • الشرك الوَاحِدِي: أن يعتقد الفرد أن هناك مِثْل وشبيه للّه في الوجود، بحيث يتشارك هذا الشبيه والمِثل مقام الألوهية مع الله ، وهذا الاعتقاد يتنافى مع التوحيد الواحدي الذي أشار إليه المولى تعالى بقوله ﴿ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ .[١٦]
  • الشرك الأَحَدِي: أن يعتقد العَبدُ أنّ المولى تعالى مركبٌ، وبالتالي يُثبت الجزئية له تعالى عن ذلك وينفي عنه البساطة، وهذا القول يتعارض ويتنافى مع التوحيد الأحدي، المشار إليه في قوله تعالى﴿قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَد .[١٧]

الشرك في الصفات

الشرك في الصفات: وهو الإعتقاد بأنّ صفاته تعالى زائدة عن ذاته، بمعنى أن يعتقد العَبد أنّ صفات المولى أمر خارج عن ذاته ومُغاير لها، وهذا مخالفٌ للتوحيد الصفاتي، الذي يَفْرِضُ على المكلّف الإعتقاد بكون صفات الله عين ذاته، وبالتالي ينفي القول بالثنائية بين الذّات والصّفة، وهذا مأشار له أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في خطبته الواردة في كتاب نهج البلاغة، حيث قال عليه السلام:

شرح نهج البلاغة : الخطبة الأولى
وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الإِخْلاصُ لَهُ، وَكَمَالُ الإِخْلاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ، وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَة، فَمَنْ وَصَفَ اللّهَ فَقَدْ قَرَنَهُ، وَمَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ، وَمَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ، وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ...

وما ذهب إليه الشيعة من قولٍ في هذا المقام، خلافُ ما ذهب إليه الأشاعرة، حينما أقرّوا أنّ الصّفة زائدة ومغايرة للذات، وبالتالي وقعوا في القول بثنائية الصّفة والذات، وفي ما يلي نص ما قاله أبو الحسن الأشعري:

  • « وممّا يدُلُّ على أنّ اللّه تعالى، عَالم ٌ بعِلمٍ، أنّه لا يخلو أن يكون اللّه تعالى عالمًا بنفسه أو بعلم يستحيل أن يكون هو نفسه، فإن كان علمًا بنفسه كانت نفسه عِلْمًا، لأن قائِلاً لو قال: إنّ اللّه تعالى عالمٌ، بمعنى هو غيره لَوجَب عليه أن يكون ذالك المعنى عِلمًا، أو يكون اللّه تعالى بمعنى الصفات ...[ثم قال :][١٨] فلمّا اسْتَحَال أن يكون البَارِي تعالى عِلْمًا، اسْتَحَال أن يكون عَالِمًا بنفسه، فاذا اسْتَحَال ذالك، صَحَّ أنّه عَالِمٌ بِعِلْمٍ، يَستَحِيل أن يكون هو نَفسُه».[١٩]

الشرك في الأفعال

الشرك في الأفعال يقصد به: أن يعتقد الفرد بنسبة فعل من الأفعال المختصة بالمولى تعالى لغير الله بالإستقلال والذات، مثل نسبة الخالقية لجهةٍ غير الله- كنبي الله عيسى عليه السلام -، معتقدا بأنّ هذه الصفة ثابتة له بالإستقلال عن المولى تعالى الذي هو الخالق الوحيد بالاستقلال .

وقد ذهب علماء الشيعة إلى القول بأنّ الحكم بالشرك متوقف في بعض الصفات المختصة بالمولى تعالى - كالإحياء والإماتة والشفاء والضر - على تحقّق قيد الإستقلالية، بمعنى أنّه لا يمكن الحكم بالشرك على شخصٍ لمجرد اعتقاده بأنّ النبي عيسى عليه السلام هو الذي أحيا الموتى بإذن وإرادة من اللّه ، بل للحكم عليه بالشرك لا بدّ أن يكون معتقده متضمنًا لمفهوم الإستقلال، أي يكون معتقدًا أنّ عيسى عليه السلام أحيا الموتى بذاته ومستقلاّ عن قدرة وإرادة وإذْن اللّه .

ومُسْتندهم في ذالك ، ماجاء في كتاب الله ، عندما نسب على لسان نبيّه عيسى عليه السلام إحيائه للموتى وعلمه بالغيب وشفائه للأكمه[٢٠] بإذن الله، فيَرَوْن أنّ المولى تعالى أثبت مثل هذه اانسب لنبيّه عيسى بن مريم عليه السلام في قوله تعالى ﴿ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّـهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [٢١]

وبناءًا على ما تقدّم فقد قسّموا الشرك في الأفعال إلى ثلاثة أقسام، هي:

الشرك في الخالقية

الشرك في الخالقية، وهو: أن يعتقد العبد بوجود من يخلق في هذا الكون على وجه الاستقلال وبالذات غير الله ، لأنّ هذا يتنافى مع التوحيد في الخالقية الدالة عليه عديد الآيات منها قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّـهِ ،[٢٢] وقوله تعالى: ﴿اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ .[٢٣]

الشرك في الربوبية

لفظة الربوبية متأتية من لفظة " الرب " التي تعني في لغة العرب المُدبِّر والمُتصرِّف، وعلية فالقول بأن هناك مدبّر ومتصرف بالاستقلال عن المولى تعالى فهو عينه الشرك في الربوبية، الذي يتنافى مع التوحيد في الربوبية المشار إليه في قوله تعالى﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ في سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ يُدَبِّرُ الأَمرَ ما مِن شَفيعٍ إِلّا مِن بَعدِ إِذنِهِ ذلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُم فَاعبُدوهُ أَفَلا تَذَكَّرونَ،[٢٤] ومظاهر الشرك في الربوبية تُتَصَوَّر على أنحاء ثلاثة، الحاكمية والطاعة والتشريع:

  1. الشرك في الحاكمية: وهو أن ينسب العبد الحاكمية الواقعية على الكون والموجودات لغير الله عزّ وجل، وهذا يتنافى مع التوحيد في الحاكمية الدال عليه قوله تعالى: ﴿إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّـهِ يَقُصُّ الحَقَّ وَهُوَ خَيرُ الفاصِلينَ.[٢٥]
  2. الشرك في الطاعة: وهو أن يعتقد الفرد بأنّ الطاعة بالذات - أي الطاعة المطلقة والمستقلة - متحقّقة لغير الله عزّ وجل، ولتّأكيد على التوحيد في هذا النحو أشار المولى تعالى إلى أنّ طاعة الرسول الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم الواجبة على العباد، متفرعة من طاعته هو فقال تعالى:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ،[٢٦] ولتوضيح هذا التفرّع قال تعالى ﴿مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ .[٢٧]
  3. الشرك في التشريع( التقنين) : وهو أن يقرّ ويعتقد الفرد بالحق في التشريع الاستقلالي لغير المولى تعالى، كما لو اعتقد بأن فلان له الحق أن يشرّع بالإستقلال عنه تعالى، وهذا يتنافى مع التوحيد في التشريع الذي يفهم من قوله تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ،[٢٨] وقوله تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ،[٢٩] وقوله تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ، وعليه فإن كان الحكم بغير ما شرّعه المولى تعالى عدّ صاحبه من الفاسقين و الظالمين والكافرين، فمن باب أولى وصف كل من يعتقد بأحقيّة التشريع لمن لا يحكم بما أنزل الله، أنّه أشرك مع الله من يشاركه في التشريع والتقنين .

الشرك في العبوديّة

العبادة في لغة العرب تعني الخضوع والتذلّل، وعليه فالشرك في العبودية يتصور على نحوين:

  1. الشرك اللفظي في العبودية: كأن يخضع ويتذلّل الفرد لغير الله من خلال القول، مع الإعتقاد بأنّ المخضوع له إلها و ربّا، وكما لو قال أحد الأفراد كلاما أو وصفا في حق غير الله يدلّ على التذلّل والخضوع له، وكان القائل معتقدا بألوهية المقُولُ له أو كان معتقدًا بتحقّق صفة خاصة بالمولى تعالى فيه بالاستقلال.
  2. الشرك العملي في العبودية: كأنّ يأتي العبدُ بأفعال تدلّل على الخضوع والتذلّل لغير الله، مع الإعتقاد بأنّه إلهٌ وربٌ في مقابل المولى تعالى، وكما لو سجد عبدٌ لغير الله وهو معتقدًا بكون المسجود له ربًا في مقابل الإله الواحد القهّار، أو أنّ له صفة من الصفات الخاصة بالمولى تعالى.

وهذان النحوان يتنافيان مع التوحيد في العبودية التي أشار لها المولى تعالى في آيات كثيرة منها قوله﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ،[٣٠] حيث أنّ الآية حصرت العبادة في المخاطب وهو المولى تعالى.

الشرك عند المذاهب والفرق الأخرى

رغم الخلاف الحاصل بين الفرق الكلامية والمذاهب الاسلامية في فهمهم ثمّ تقسيماتهم لمفهوم الشرك، إلاّ أنّهم يتفقون في جملة كبيرة من الأقسام، ويختلفون في البعض الآخر .

الأشاعرة

قسّم الأشاعرة الشرك إلى ستّة أنواع :

  1. الشرك الاستقلالي: وهو القول بوجود إلهين فما فوق، كما هي عقيدة المجوس، وحكم هذا النوع: الكفر بالإجماع .
  2. الشرك التبعيضي: وهو القول بتركيب الإله من إلهين أو أكثر، كما هي عقيدة النصارى، وحكمه الكفر بالإجماع .
  3. الشرك التَقَرُّبِي: وهو عبادة غير الله تعالى مع الإعتقاد بأنّ المعبود يُقرّبه لله زلفة، كشرك عرب الجاهلية المتقدمين، وحكمه الكفر بالإجماع .
  4. الشرك التقليدي: وهو عبادة غير الله تعالى تبعا لتقليد الغير، كشرك عرب الجاهلية المتأخرة، وحكم هذا الفعل الكفر بالإجماع .
  5. الشرك الأسبابي: وهو القول بإسناد التأثير للأسباب الطبيعية، [ كاسناد تأثير الإحراق الذي هو معلول للنّار التي هي علّة - ] [٣١]، كشرك الفلاسفة و من تبعهم، وحكم هذا القسم فيه تفصيل:
    1. فإن أسند التأثير للعلل بالإستقلال فالمحكي في حكمه هو كفره بالإجماع .
    2. وإن أسند الـتأثير للعلل بقوة أوجدها الله فيها فحكمه أنّه فاسقٌ مبتدع، وبخصوص كفره فهناك من أثبت الكفر له، ومنهم مَن نفاه عنه .
  6. الشرك الأغراضي: وهو العمل لغير الله تعالى، وحكمه المعصية لا الكفر بالإجماع [٣٢]

الوهابية السلفية

مفتي السعودية الحالي (عبد العزيز آل الشيخ )

وقع اضطراب كبير في تحديد مفهوم الشرك و مصاديقه عند الوهابية، وهذا يُلحظ بوضوح عند تتبع آرائهم من زمن ابن تيمية الحرّاني وتلامذته، مرورا بابن عبد الوهاب إلى آخر فرد من آل الشيخ، و ذالك يعود لعدم تمكنهم من تصور وتحديد مفهوم الشرك من النصوص الشرعية بالشكل الذي يُمكّنهم من تحديد أقسامه وبالتالي مصاديقه بطريقة منظمة وغير متداخلة، وبالشكل الذي يخرجهم من حالة الوسوسة الشديدة بمصاديق الشرك .

فلقد وقعت السلفية الوهابية، في حالة من الوسوسة والخوف من الشرك، حتى أنّ بعضهم أفرد عنوانًا، يُفهم منه ضرورة ولزوم الخوف من الشرك شرعا، من قبيل ابن عبد الوهاب، وحفيده، في كتابه " تيسير العزيز الحميد "،[٣٣] وهذه دلالة أخرى على حالة الوسوسة التي وقع فيها أتباع الوهابية السلفية ، نتيجة عدم مقدرتهم على استيعاب مفهوم الشرك بالشكل الذي حدّدته النصوص الشرعية .

تعريف الوهابية السلفية للشرك

  • عرّف ابن عبد الوهاب الشرك : بأنّه صَرْفُ نوع من العبادة إلى غير الله ، أو هو أن يدعو مع الله غيره، أو يقصد بغير ذالك من أنواع العبادة التي أمر الله بها [٣٤] . انتهى
  • قال حفيد ابن عبد الوهاب: " الشرك تشبيه للمخلوق بالخالق في خصائصه الإلهيّة، من مُلْكِ الضُّرِّ والنّفع، والعطاء والمنع الذي يُوجِب تعلّق الدعاء والخوف والرجّاء والتوكّل وأنواع العبادة كلّها بالله وحده " .[٣٥]
  • وهناك تعريف عدَه بعضهم شاملا لمفهوم الشرك، وهو منسوب لبعض كبار مشايخهم المعاصرين " عبد الرحمان بن ناصر السعدي "، حيث قال: " حقيقة الشرك بالله أن يُعبد المخلوق كما يُعبد الله ، أو يعظم كما يُعظم الله ، أو يُصرف له نوع من خصائص الربوبية والإلهية" .[٣٦]
ردّ الشيعة على تعريفهم

ردّ علماء الشّيعة على فهم وتعريف الوهابية السلفية لحقيقة الشرك ومفهومه بعدّة ردود ، نذكر منها :

  • أولا : أنّ الفهم والتعريف الوهابي السلفي لحقيقة مفهوم الشرك مبني على شبهة، وهي الخلط بين ما يتعلّق بفعل الإنسان وبين وما يتعلّق بعقيدته، لأنهم ومن خلال النظر لتعريفاتهم وكلمات شيوخهم، يتضح أنّهم لم يستطيعوا التفرقة بين الأحكام المتعلّقة بفعل الإنسان - من قبيل الأحكام الشرعية الفقهية الوجوب و الحرمة - وبين الأحكام المتعلّقة بعقيدة الإنسان - مثل الأحكام الشرعية العقائدية الكفر و الشرك و الضلالة - فالشرك كحكم تتصف به عقيدة الإنسان لا فعله، ولذالك يقال فلان مشرك في عقيدته لا فعله .
  • ثانيا : أنّ هذا الخلط الحاصل عندهم نتيجة عدم التفرقة بين الأحكام الفقهية والعقائدية، هو الذي أوقعهم أيضا في خلط آخر ، وهو: عدم مقدرتهم على التفرقة متى يكون الفعل كاشفا على تحقق الشرك من الإنسان وبالتالي تتعلّق به أحكام شرعية معيّنة - من قبيل كفره ونجاسته و لزوم استتابته -، ومتى يكون الفعل كاشفا على شبهة أو ضلالة وقع فيها صاحب الفعل ، بحيث تتعلق به أحكام شرعية خاصة - مثل لزوم هجرانه وحرمة اتباعه - .

فهم جعلوا مطلق الفعل مُوقعًا للفرد في الشرك، وهذا خلاف ما عليه النصوص الشرعية التي قيّدت الفعل المُوقع في الشرك بالنية والإعتقاد .

    • ويؤيّد هذا القول : أنّ النصوص الشرعية قَيّدت الشرك بالنية والإعتقاد، ولذالك نجد أن الشريعة الإسلامية تفرّق بين الفرد الذي يصدر منه فعل الإنحناء المشابه للركوع لشخص ما بنية التبجيل والإحترام والتقدير، وبين الإتيان بهذا الفعل نفسه بنية التعبد لذاك الشخص لاعتقاده بأنّ له ما للّه من صفات أو قدرات ، فالمثال الأول لا يمكن الحكم على فاعله بالشرك وغاية مايمكن قوله أنّه مشتبه أو ضال ، أما الثاني فهو الشرك بعينه ، وبالتالي فصاحبه مشرك وتترتب عليه أحكام الشرك الخاصة .

تقسيم الوهابية السلفية للشرك

لقد قسّمت الوهابية السلفية الشرك إلى ثلاثة أقسام رئسية، وفرّعوا على ذلك أقسامًا أخرى متداخلة، وفي تقسيمهم هذا اتّفقوا مع الفرق و المذاهب الإسلامية في بعض الأقسام، وفي بعضها الآخر شذوا بها عن كل الفرق و المذاهب الاسلامية، وخاصة في ما يتعلّق بتكفير السواد الأعظم من المسلمين بجميع مذاهبهم، بل ورمي الأمّة الإسلامية بالشرك .

الشرك الأكبر
  1. الشرك في الربوبية : قال ابن تيمية: فمن شهد أنّ المعطي أوالمانع، أو الضّار أو النافع، أو المعزّ أو المذلّ غيره، فقد أشرك بربوبيته.[٣٧]، والشرك في الربوبية جعلوه على قسمين:
    1. شرك تعطيل: قال ابن القيم الجوزي: وهو أقبح أنواع الشرك، كشرك فرعون ...، كتعطيل المصنوع عن صانعه وخالقه، وتعطيل الصانع عن كماله بتعطيل أسمائه وأوصافه وأفعاله، وتعطيل معاملته عمّا يجب على العبد من حقيقة التوحيد، ومن هذا الشرك: شرك طائفة وحدة الوجود...، ومنه شرك الملاحدة القائلين بقدم العالم وأبديته...، و شرك تعطيل الأسماء ...، غلاة الجهمية و القرامطة.[٣٨]
    2. [[شرك أنداد: قال ابن القيم الجوزي : شرك من جعل معه إلهًا آخر، ولم يعطّل أسماءه وصفاته وربوبيته، كشرك النصارى الذين جعلوه ثالث ثلاثة، و شرك المجوس القائلين باسناد الخير إلى النور، وحوادث الشر إلى الظلمة، والقدريةالقائلين بأن الحيوان هو الذي يخلق أفعال نفسه ...[٣٩]
  2. الشرك في الأسماء والصفات: أن يجعل لله تعالى مماثلاً في شيء من الأسماء أو الصفات، أو يصفه تعالى بشيء من صفات خلقه، وهو كسابقه يفهموه على وجهين :
    1. شرك تعطيل : وذلك بتعطيل الصانع عن كماله المقدس، كشرك الجهمية الغلاة و القرامطة الذين أنكروا أسماء الله وصفاته .
    2. شرك أنداد: وهو على نحوين :
      1. النحو الأول: إثبات صفات الله تعالى للمخلوقين، وذلك بالتمثيل في أسمائه أو صفاته كالشرك في علم الباري المحيط، ويدخل في ذلك: التنجيم ، و العرافة و الكهانة ، وادّعاء علم المغيبات لأحد غير الله، و كالشرك في قدرة الله الكاملة، وذلك بادعاء التصرف للغير في ملكوت الله، وخوف الضرر أو التماس النفع من غير الله ، أو بالاستغاثة بغير الله، أو تسمية غيره غوثاً، أو بالسحر والتسحّر وغيرها .
      2. النحو الثاني : اثبات صفات المخلوق للصانع ، كاليهود المغضوب عليهم الذين شبّهوا الله بصفات المخلوقين، وهكذا النصارى في قولهم بالبنوة والأبوة ، وما إلى ذلك من صفات المخلوقات لله ، ويدخل في هذا النوع كل من شبّه الله بخلقه ومَثَّله بهم من هذه الأمّة.[٤٠]
  3. الشرك في الألوهية: قال ابن تيمية: أن يجعل لله ندًّا : مثلا في عبادته، أو محبّته أو خوفه، أو رجائه، أو إنابته، فهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله إلاّ بالتوبة منه.[٤١]
    1. شرك الدعوة ( الدعاء): وهو أن يدعو أو يتوسل العَبد غير الله، قال حفيد عبد الوهاب: " فثبت بهذا أن الدعاء عبَادة من أَجَلِّ العِبادات، بل هو أكرمها على الله كما تقدّم، فإن لم يكن الإشراك فيه شِركًا، فليس في الأرض شِرك في غيره من أنواع العبادة، بل الإشراك في الدعاء، هو أكبر شِرك المشركين"[٤٢]، وقال في موضع آخر: فاعلم أنّ العلماء أجمعوا على أنّ مَن صرف شيئًا من نَوْعَي الدّعاء لغير الله فهو مشرك، ولو قال: لا إله إلا الله محمّد رسول الله، وصلَّى وصام.[٤٣]
    2. شرك الإرادة و النيّة: قال ابن القيم الجوزي: من أراد بعمله غير وجه الله ونوى شيئاً غير التقريب إليه وطلب الجزاء منه فقد أشرك في نيته وإرادته.[٤٤]
    3. شرك الطّاعة: قال ابن عبد الوهاب: شرك الطاعة والدليل عليه قوله تعالى: ﴿اتَّخَذوا أَحبارَهُم وَرُهبانَهُم أَربابًا مِن دونِ اللَّـهِ وَالمَسيحَ ابنَ مَريَمَ وَما أُمِروا إِلّا لِيَعبُدوا إِلـهًا واحِدًا لا إِلـهَ إِلّا هُوَ سُبحانَهُ عَمّا يُشرِكونَ [٤٥]وتفسيرها الذي لا إشكال فيه، هو: طاعة العلماء والعباد في معصية الله سبحانه، لا دعاؤهم إيّاهم،[٤٦] وفي موضع آخر يقول: وذالك أنّهم اتخذوهم أربابًا، وهم لا يعتقدون ربوبيتهم، بل يقولون: ربنا وربهم الله ، ولكنّهم أطاعوهم في تحليل ما حرّم الله ، وتحريم ما أحلّ الله ، وجعل الله ذالك عبادة، فمن أطاع إنسانًا عالمًا أو عابدًا أو غيره في تحريم ما أحلّ الله أو تحليل ما حرّم الله واعتقد ذالك بقلبه ، فقد اتخذه ربًا، كالذين: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله .[٤٧]
    4. شرك المحبّة: قال ابن القيم الجوزي: هو أن يحبّ مخلوقًا كما يحبّ الله ، فهذا من الشرك الذي لا يغفره الله،[٤٨] وقال حفيد عبد الوهاب: هي المحبّة الخاصة التي لا تصلح إلاّ لله ومتى أحبَّ العبد بها غيره، كان شِركًا لا يغفره الله وهي محبّة العبودية المُستلزمة للذُّلّ والخضوع والتعظيم، وكمال الطاعة وإيثاره على غيره، فهذه المحبّة لا يجوز تعلُّقُها بغير الله أصلا.[٤٩]
    5. شرك الخوف: قال حفيد عبد الوهاب هو: خوف الشر، وهو أن يخاف من غير الله أن يصيبه بما يشاء، من مرضٍ أو فقرٍ أو قتلٍ ونحو ذلك، بقدرته ومشيئته، سواء ادَّعى أنّ ذلك كرامة للمَخُوفِ بالشّفاعة، أو على سبيل الاستقلال، فهذا الخوف لا يجوز تعلُّقُهُ بغير الله أصلاً، لأنّ هذا من لوازم الإلهيّة، فمن اتخذ مع الله نداً يخافه هذا الخوف فهو مشرك،[٥٠] وقال في موضعٍ آخر: وهذا القسم هو الواقع اليوم من عُبَّاد القبور، فإنّهم يخافون الصّالحين بل الطواغيت كما يخافون الله بل أشدّ[٥١]
    6. شرك التوكل: قال حفيد عبد الوهاب: أنّ التوكل على الله عبادة، وعلى أنّه فرض، وإذا كان كذلك فصرفه لغير الله شرك،[٥٢] ثم قال: قال شيخ الإسلام: وما رجا أحد مخلوقًا أو توكّل عليه إلاّ خاب ظنّه فيه، فإنّه مشرك.[٥٣]
الشرك الأصغر

قال ابن باز: الشرك الأصغر، وهو ما ثبت بالنصوص تسميته شركًا، لكنه لم يبلغ درجة الشرك الأكبر، فهذا يسمى شركًا أصغر مثل:

الرياء والسمعة كمن يقرأ يرائي، أو يصلي يرائي، أو يدعو إلى الله يرائي ونحو ذلك.[٥٤]

الشرك الخفي

لابد من الإشارة إلى أنّه وقع الخلاف بينهم في أنّ هذا القسم - الشرك الخفي - هل ينضوي تحت القسم الثاني - الشرك الأصغر - أم هو قسم بحاله، فمنهم من رجّح الأوّل كابن باز ،[٥٥] ومنهم من رجّح الثاني.[٥٦]

وعرّفوه بأنّه: ما ينتابه الإنسان في أقواله أو أعماله في بعض الفترات من غير أن يعلم أنّه شرك.[٥٧]

وعرّفوه أيضا بأنّه: ما خفي من حقائق إرادة القلوب، وأقوال اللسان مما فيه تسوية بين الله وخلقه.[٥٨]

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. ابن منظور، لسان العرب، ج 1، صص 223-227.
  2. مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 6، ص 49.
  3. سورة التوبة: 2 و 5.
  4. سورة التوبة: 30-31.
  5. سورة يوسف: 106.
  6. جوادي آملي، التوحيد في القرآن، ص 571.
  7. مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 6، ص 50.
  8. الشيرازي، تقريب القرآن إلى الأذهان، ج 2، ص 390.
  9. النساء: 48.
  10. النساء: 116.
  11. المائدة: 72.
  12. سورة الزمر آية 65.
  13. الكليني، أصول الكافي، ج 2، ص 297، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكبائر ، حديث رقم 2437
  14. هذه الإضافة من عندنا لتوضيح مفاد الحديث
  15. الكليني، أصول الكافي، ج 2، ص 302 ، كتاب الإيمان و الكفر ، باب الكبائر ، حديث رقم 2451
  16. الإخلاص: 4.
  17. الإخلاص: 1.
  18. إضافة توضحية
  19. أبو الحسن الأشعري، اللُمَع في الرد على أهل الزّيغ والبدع، ص 30.
  20. وهو الذي كان أعمى من ولادته، لا أنه ولد ثم عرض عليه العمى
  21. آل عمران: 49.
  22. فاطر: 3.
  23. الزمر: 62.
  24. يونس: 3.
  25. الأنعام: 57.
  26. النساء: 64.
  27. النساء: 80.
  28. المائدة: 44.
  29. المائدة: 45.
  30. الفاتحة: 5.
  31. الإضافة من عندنا للتوضيح
  32. أستلت هذه الأقسام من مخطوطة كتاب: شرح المقدّمات لأبو عبد الله السنونسي المغربي، ص 31-32 بحسب صفحات المخطوطة
  33. ابن عبد الوهاب، تيسير العزيز الحميد، ج 1، ص 242 ، باب الخوف من الشرك
  34. مؤلفات الشيخ : قسم العقيدة ص 281
  35. ابن عبد الوهاب، تسيير العزيز الحميد : ج 1 ص 244
  36. أبو بكر، الشرك في القديم والحديث، ج 1، ص 121، التمهيد المسألة الثانية معنى الشرك في الشرع.
  37. ابن تيمية، مجموع فتاوي ابن تيمية، ج 1، ص 92.
  38. ابن قيّم الجوزية، الداء والدواء، ص 299 - 300.
  39. ابن قيّم الجوزية، الداء والدواء، ص300
  40. أبو بكر، الشرك في القديم والحديث ، ج 1 ص 146- 147
  41. ابن تيمية، مجموع فتاوي ابن تيمية، ج 1 ص 91.
  42. تيسير العزيز الحميد : ج 1 ص 415
  43. ابن عبد الوهاب، تيسر العزيز الحميد، ج 1، ص 424.
  44. ابن قيّم الجوزية، الداء والدواء، ص 312؛ فصل الشرك في الارادات و النيات.
  45. التوبة 31
  46. النجدي، الدرر السنية، ج 2، ص 70.
  47. النجدي، الدرر السنية، ج 2، ص 8-9
  48. ابن قيّم الجوزية، الداء والدواء، ص 304.
  49. ابن عبد الوهاب، تيسير العزيز الحميد، ج 2، ص 825.
  50. ابن عبد الوهاب، تيسير العزيز الحميد، ج 2، ص 847- 848.
  51. ابن عبد الوهاب، تيسير العزيز الحميد، ج 2، ص 848.
  52. ابن عبد الوهاب، تيسير العزيز الحميد، ج 2، ص 867.
  53. ابن عبد الوهاب، تيسير العزيز الحميد، ج 2، ص 867 -868.
  54. ابن باز، مجموع فتاوي ابن باز، ج 1، ص 44.
  55. ابن باز، مجموع فتاوي ابن باز، ج 1، ص 46.
  56. أبو بكر، الشرك في القديم والحديث، ج 1، ص 177.
  57. أبو بكر، الشرك في القديم والحديث، ج 1، ص 177.
  58. أبو بكر، الشرك في القديم والحديث، ج 1، ص 177-178.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن باز ، عبد العزيز بن عبد الله، مجموع فتاوي ومقالات متنوعة، جمعه: محمد الشويعر، الرياض - السعودية، دار القاسم، ط 1، 1420 هـ.
  • ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم، مجموع الفتاوى، جمعه: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، وأبنه محمد، طبع بأمر من الملك فهد آل سعود.
  • ابن عبد الوهاب، سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد، الرياض - السعودية، دار الصميعي للنشر والتوزيع، ط 1، 1428 هـ/ 2007 م.
  • ابن قيّم الجوزية، محمد بن أبي بكر، الداء والدواء، جدّة - السعودية، دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، د.ت.
  • أبو الحسن الأشعري، علي بن إسماعيل، اللُّمَع في الرد على أهل الزيع والبدع، تصحيح وتعليق: حمودة غرابه، مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية، 1955 م.
  • أبو بكر، محمد زكريا، الشرك في القديم والحديث، الرياض - السعودية، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع، ط 1، 1422 هـ/ 2001 م.
  • البحراني، ميثم بن علي، شرح نهج البلاغة، قم - إيران، مؤسسة دار الحبيب، ط 1، 1428 هـ.
  • الراغب الأصفهاني، الحسين بن محمد، مفردات ألفاظ القرآن، قم - إيران، منشورات ذوي القربى، ط 6، 1431 هـ.
  • السنوسي، محمد بن يوسف، شرح المقدمات، مخطوطة تابعة لمكتبة الملك سعود.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، أصول الكافي، طهران - إيران، دار الأسوة للطباعة والنشر، ط 7، 1434 هـ.
  • النجدي، عبد الرحمن بن محمد، الدرر السنية في الأجوبة النجدية ، د.م، د.ن، ط 6، 1417 هـ/ 1996 م.