وصايا السيدة فاطمة عليها السلام، هي الوصايا المكتوبة للسيدة فاطمة عليها السلام بنت نبي الإسلام صلی الله عليه وآله وسلم حول وقف الأموال وكيفية تقسيمها، وكذلك وصايا شفهية حول حضور أفراد محدّدة في تشييعها ودفنها ليلاً.

وصايا السيدة فاطمة عليها السلام
الاسمفاطمة
الكنيةأم أبيها - أم الحسن - أم الحسين
تاريخ الميلاد20 جمادى الآخرة من السنة الخامسة للبعثة
تاريخ الوفاة3 جمادى الآخرة سنة 11 هـ
مكان الميلادمكة
مكان الدفنغير معلوم
مدة حياته18 سنة
الألقابالزهراء، الصديقة، الكوثر، المرضية، الراضية، سيدة نساء العالمين، البتول،
الأبالرسول الأعظم(ص)
الأمخديجة بنت خويلد
الزوجالإمام علي(ع)
الأولادالحسن، الحسين، زينب، أم كلثوم، المحسن

وقد ذكرت السيدة فاطمة عليها السلام تقسيم أموالها إلى الإمام علي عليه السلام والحسنَين عليه السلام مفصَّلاً، كما أنها عيّنت سَهماً من هذه الأموال لزوجات النبي وبنت أبي ذر الغفاري، وسهماً للفقراء والمحتاجين.

وأوصت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بأن لا يحضر أحد في مراسيم غسلها وتكفينها ودفنها إلا عدّة قليلة؛ وذلك للظلم والاضطهاد الذي حصل لها بعد رحيل النبي صلی الله عليه وآله وسلم. وقد نهت بشكلٍ صريح عن حضور أبي بكرٍ وعمر، كما أكَّدت أيضاً على خفاء قبرها.

الوصايا المكتوبة

تتعلَّق الوصايا المكتوبة للسيدة فاطمة الزهراء   بممتلكاتها وأمورها ذات الصلة بها، قد كتبتها   بنفسها أو كتب نصّ الوصية الإمام علي بن أبي طالب  .[١]

قرأ الإمام الباقر   وصية السيدة الزهراء   على أبي بصير بالنحو الآتي:



بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، هذَا مَا أَوْصَتْ بِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ (ص)، أَوْصَتْ بِحَوَائِطِهَا السَّبْعَةِ: الْعَوَافِ، وَالدَّلَالِ، وَالْبُرْقَةِ، وَالْمَيْثَبِ، وَالْحُسْنى، وَالصَّافِيَةِ، وَمَا لِأُمِّ‌ إِبْرَاهِيمَ، إِلى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ع)، فَإِنْ مَضى عَلِيٌّ فَإِلَى الْحَسَنِ، فَإِنْ مَضَى الْحَسَنُ فَإِلَى الْحُسَيْنِ، فَإِنْ مَضَى الْحُسَيْنُ فَإِلَى الْأَكْبَرِ مِنْ وُلْدِي. شَهِدَ اللهُ عَلى ذلِكَ، وَالْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَكَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.[٢]

من أجل زوجات النبي (ص) والفقراء والمحتاجين

كتبت السيدة فاطمة الزهراء   وصيةً حول زوجات النبي، وفقراء بني هاشم وبني عبد المطلب، فقد عيَّنت من أموالها سهماً لهم. المتولي لهذه الوصية بالترتيب هم: أمير المؤمنين  ، ثم الإمام الحسن  ، ثم الإمام الحسين  .[٣]

على أساس هذه الوصية أنه بعد وفاتها  ، قد أوقفت ثمانين أوقية من بساتينها كصدقة تنفق في شهر رجب من كل عام، بعد اقتطاع مصاريف البستنة. ومن هذا المبلغ 45 أوقية لزوجات االنبي  ، والبقية للمحتاجين من بني هاشم وبني عبد المطلب.[٤]

من بين الأشخاص الآخرين الذين عيِّن له حقٌ في هذه الوصية هي ابنة أبي ذر الغفاري التي حصلت على صندوق صغير وبعض الممتلكات والأثاث. كما أوصت السيدة الزهراء   أن تُعطى ملابسها لإحدى بناتها، وللإمام علي   الاستفادة منها ما دام لم يتزوج.[٥]

في هذه الوصية صرَّحت   أنه إذا حدث شيء ما للمزارع والحقول كالجفاف والقحط ونحو ذلك فيرجع حينئذٍ القرار لأمير المؤمنين  ، وقد جعلت السيدة الزهراء   الله تعالى وأمير المؤمنين  ، والمقداد، والزبير. شهوداً على وصيتها.[٦]

الحيطان السبعة

الحيطان السبعة هي سبع مزارع معروفة كانت مملوكة لشخص يهودي يُدعى مخيريق، قد أعطاها للنبي  ،[٧] فأهدى الرسول الأكرم   في حياته هذه المزارع للسيدة فاطمة  .[٨] وقد جعلت فاطمة اختيار هذه الحيطان بيد الإمام علي وبعده بيد الإمام الحسن وبعده بيد الإمام الحسين عليهم السلام.[٩]

أم العيال

أم العيال هي قرية تقع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة،[١٠] فيها ينبوع يَسقي أكثر من عشرين ألف نخلة. وكان الدخل السنوي لهذه القرية ثمانين ألف دينار،[١١] كانت أم العيال مملوكة لفاطمة   وقد أوصت   أن تكون أم العيال صدقةً.[١٢]

الوصايا اللسانية والسياسية

الوصايا اللسانية هي الوصايا الشفهية التي ذكرتها السيدة فاطمة  ، حيث خاطبتْ بها أمير المؤمنين   وأسماء بنت عميس، بشأن كيفية الغُسل والكفن والدفن.

وصايا لأمير المؤمنين (ع)

تحدثت السيدة فاطمة   في الساعات الأخيرة من عمرها عن حالتها المتدهورة، وذكرت وصايا لأمير المؤمنين  :

  1. بما أن الرجال يحتاجون إلى النساء، فتزوج بعدي من أُمَامة بنت أختي زينب؛ لأنها تعامل مع أولادي بنفس ما أتعامل به معهم.[١٣] وإليها يشير كلامٌ لأمير المؤمنين   أنه قال: "أربعة أشياء لا مفر منها، إحداها أمامة التي أوصتني بها فاطمة.[١٤]
  2. طلبت من زوجها أمير المؤمنين   ألا يحضر أحد من الذين ظلموها في تشييع جثمانها،[١٥] وطلبت منه   أن لا يجعل أبو بكرٍ وعمر[١٦] وأتباعهما أن يصلوا عليها،[١٧] وبعد وفاتها تُخبَر أم سلمة زوجة النبي   وأم أيمن وفضة والحسنَين وعبد الله بن عباس وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر والمقداد وأبو ذر وحذيفة للمشاركة في تشييع الجثمان وأن لا يخبروا أحداً غيرهم.[١٨]
  3. يكون دفنها ليلاً،[١٩] فقد أوصت أن تُدفن فيه بزمانٍ فيه الناس نيام، وأن يكون قبرها مخفياً.[٢٠]
  4. أوصت   بتلاوة القرآن والدعاء بعد موتها، وفي رواية عن الإمام الصادق   قال: عندما حان وقت وفاة فاطمة   قد أوصت أمير المؤمنين   أنه بعد موتي كن أنت متولياً لغُسلي وكفني والصلاة عليَّ ودفني، واجلس بعد موتي أمامي، واقرأ القرآن كثيراً، وادعو كثيراً في هذه الساعة، لأنها ساعة يحتاج فيها الميت الأُنس للأحياء. ثم استدوعت أمير المؤمنين   بالله تعالى، وأوصت أن يتعامل مع أولادها معاملة حسنة.[٢١]

وصيتها إلى أسماء بنت عميس

خاطبت السيدة فاطمة   شاکيةً لأسماء بنت عميس أن لا تُحمل بعد وفاتها على خشبةٍ بحيث يظهر بدنها، فصنعت أسماء تابوتا مثلما رأته في الحبشة بحيث يُغطي كل البدن، فجلبتها للسيدة فاطمة.[٢٢] وعلى حدّ قول بعض المحقّقين أنه كان أول تابوتٍ يُصنع في الإسلام.[٢٣]

أوصت السيدة فاطمة   أسماء بأنها حينما ترتحل من الدنيا أن لا يُغسّلها أحدٌ غير أسماء وعلي  ، وأن لا تسمح بورود أحد عليها،[٢٤] عندما توفيت أرادت عائشة أن تدخل عليها، فمنعتها أسماء من ذلك، فشكت عائشة عند أبيها أبي بكر وقالت إن هذه الحطامية قد باعدت بيني وبين بنت رسول الله وقد صنعت لها هودج كهودج العروس. فوقف أبو بكر مقابل البيت مستنكراً منع عائشة الدخول، فأجابته اسماء: قد أمرتني سيدتي فاطمة بأن لا يدخل عليها أحد بعد وفاتها، كما أني أريتها هذا التابوت وهي على قيد الحياة، وهي من أمرتني بصنعه، فوقف أبو بكر وقال: افعلي ما أوصتك به.[٢٥]

وفي رواية أخرى أن سلمى خادمة النبي   وقابلة ابنه إبراهيم كانت حاضرة عند غُسل السيدة فاطمة، وكانت برفقة أسماء يساعدان أمير المؤمنين  .[٢٦]

الهوامش

  1. المجلسي، بحار الأنوار، ج 100، ص 184؛ النوري، مستدرك الوسائل، ج 14، ص 54.
  2. الکليني، أصول الکافي، ج 7، ص 48 ؛ النعمان المغربي، دعائم الإسلام، ج 2، ص 344.
  3. المجلسي، بحار الأنوار، ج 100، ص 184.
  4. النوري، مستدرك الوسائل، ج 14، ص 54.
  5. النوري، مستدرك الوسائل، ج 14، ص 54.
  6. الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 244؛ النوري، مستدرك الوسائل، ج 14، ص 54.
  7. ابن‌ إسحاق، ترکة النبي، ص 87 ؛ الحموي، معجم البلدان، ج 5، ص 241.
  8. الحميري القمي، قرب الإسناد، ص 363 ؛ الکليني، أصول الکافي، ج 7، ص 47.
  9. الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 244؛ النوري، مستدرك الوسائل، ج 14، ص 54.
  10. الحموي، معجم البلدان، ج 1، ص 254.
  11. ابن‌ حزم، جمهرة أنساب العرب، ص 140.
  12. الحموي، معجم البلدان، ج 1، ص 254 ؛ ابن‌ الجوزي، المنتظم، ج 1، ص 145.
  13. الفتال النيشابوري، روضة الواعظين، ج 1، ص 151.
  14. الفتال النيشابوري، روضة الواعظين، ج 1، ص 151 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 43، ص 192.
  15. الفتال النيشابوري، روضة الواعظين، ج 1، ص 151.
  16. المجلسي، بحار الأنوار، ج 29، ص 112 و ج 31، ص 619 ؛ العاملي، الصحيح من سيرة الإمام علي، ج 10، ص 296.
  17. الفتال النيشابوري، روضة الواعظين، ج 1، ص 151.
  18. الطبري، دلائل الإمامة، ص 133 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 43، ص 208.
  19. الفتال النيشابوري، روضة الواعظين، ج 1، ص 151 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 31، ص 619.
  20. الطبري، دلائل الإمامة، ص 133 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 43، ص 208.
  21. المجلسي، بحار الأنوار، ج 79، ص 27 ؛ النوري، مستدرك الوسائل، ج 2، ص 316.
  22. المجلسي، بحار الأنوار، ج 43، ص 189.
  23. الطوسي، تهذيب الأحکام، ج 1، ص 469 ؛ الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 3، ص 220.
  24. النعمان المغربي، دعائم الإسلام، ج 1، ص 233 ؛ الطوسي، تهذيب الأحکام، ج 1، ص 469.
  25. البيهقي، السنن الکبري، ج 4، ص 35 ؛ ابن‌ عبدالبر، الاستيعاب، ج 4، ص 1898 ؛ الهندي، کنز العمال، ج 13، ص 687.
  26. ابن‌ عبدالبر، الاستيعاب، ج 4، ص 1862؛ ابن‌ الأثير، أسد الغابة، ج 5، ص 478 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 15، ص 190.

المصادر والمراجع

  • ابن‌ الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة، بيروت، دار الکتاب العربي، د.ت.
  • ابن‌ أحمد الدولابي، محمد، الذرية الطاهرة النبوية، تحقيق: سعد المبارك الحسن، الکويت: الدار السلفية، 1407 هـ.
  • ابن‌ إسحاق، حماد، ترکة النبي، تحقيق: أکرم ضياء العمري، د.م، د.ط، 1404 هـ.
  • ابن‌ الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك، تحقيق: محمد عبدالقادر ومصطفي عبدالقادر، بيروت، دار الکتب العلمية، 1412 هـ.
  • ابن‌ حزم، علي بن أحمد، جمهرة أنساب العرب، تحقيق: لجنة من العلماء، بيروت، دار الکتب العلمية، 1403 هـ.
  • ابن‌ عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد، بيروت، دار الجيل، 1412 هـ.
  • المزي، يوسف، تهذيب الکمال في أسماء الرجال، تحقيق: بشار عواد، بيروت، الرسالة، ط 4، 1413 هـ.
  • البيهقي، أحمد بن حسين، السنن الکبري، دار الفکر، د.ط، د.ت.
  • الحر العاملي،‌ محمد، وسائل الشيعة إلي تحصيل مسائل الشريعة، تحقيق: مؤسسة آل البيت، قم، مؤسسة آل البيت، 1414 هـ.
  • الحموي، ياقوت، معجم البلدان، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1399 هـ.
  • الحميري، ‌عبد الله بن جعفر، قرب الإسناد، تحقيق: موسسة آل البيت، قم، موسسة آل البيت، 1413 هـ.
  • الطوسي، محمد، تهذيب الأحکام، تحقيق: حسن الموسوي، طهران، دار الکتب الإسلامية، ط 4،1346 ش.
  • الصديقي عظيم‌ آبادي، محمد أشرف، عون المعبود: شرح سنن أبي داوود وهو غاية المقصود في حل سنن أبي داوود، بيروت، دار الکتب العلمية، ط 3، 1415 هـ.
  • الصفدي، صلاح‌ الدين، الوافي بالوفيات، تحقيق: أحمد أرناووط وترکي مصطفي، بيروت، دار إحياء التراث، 1420 هـ.
  • الطبري، محمد، دلائل الإمامة، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية، قم، مؤسسة البعثة، 1413 هـ.
  • الفتال النيشابوري، محمد بن أحمد، روضة الواعظين وبصيرة المتعظين، قم،‌ انتشارات الرضي، ط 1، 1375 ش.
  • الکليني، محمد بن يعقوب، أصول الکافي، تعليق: علي أکبر غفاري، دارالکتب الإسلامية، 1367 ش.
  • المتقي الهندي، علاء الدين، کنزل العمال، تصحيح: بکري الحياني، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1409 هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1403 هـ.
  • المرتضي العاملي، جعفر، الصحيح من سيرة الإمام علي، قم، ولاء المرتضي، 1430 هـ.
  • المعزي الملايري، إسماعيل، جامع أحاديث الشيعة في أحکام الشريعة، قم، د.م، 1412 هـ.
  • النعمان المغربي، دعائم الإسلام، تحقيق: آصف بن علي، القاهرة، دار المعارف، 1383 هـ.
  • النوري، حسين، مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، تحقيق: مؤسسة آل البيت، بيروت، مؤسسة آل البيت، ط 2، 1408 هـ.