انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «رزية يوم الخميس»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Nabavi
ط (تعديل في الترقيم)
imported>Nabavi
طلا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''رزية يوم الخميس''' هي الواقعة التي حدثت قُبيل رحيل [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}} يوم الخميس التي سماها [[ابن عباس]] "رزية الخميس" أي "مصيبة يوم الخميس" عندما طلب [[النبي الأكرم (ص)|النبي الأكرم]]{{صل}} دواة و[[حديث القرطاس|قرطاساً]] ليكتب للأمة كتابا لن تضل بعده أبدا، فقال [[عمر بن الخطاب]]: ان [[النبي (ص)|النبي]]{{صل}} غلبه الوجع فاختلف الحاضرون في المجلس فمنهم من قال: أعطوه ليكتب، ومنهم من وافق [[عمر بن الخطاب|عمر]] على رأيه فطردهم [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}} من حضرته القدسيّة وقال لهم: قوموا عني لاينبغي عندي التنازع، أو دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه.  
'''رزية يوم الخميس''' هي الواقعة التي حدثت قُبيل رحيل [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}} يوم الخميس والتي سمّاها [[ابن عباس]] "رزية الخميس" أي "مصيبة يوم الخميس" عندما طلب [[النبي الأكرم (ص)|النبي الأكرم]]{{صل}} دواة وقرطاساً ليكتب للأمة كتاباً لن تضل بعده أبداً.
 
فأبى ذلك [[عمر بن الخطاب]] بمقولته الشهيرة، فاختلف الحاضرون في المجلس فمنهم من قبل باستجابة ما يطلبه النبي (ص)، ومنهم من وافق [[عمر بن الخطاب|عمر]] على رأيه، فطردهم [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}} من حضرته.
==تعريف رزية يوم الخميس وسبب التسمية==
==تعريف رزية يوم الخميس وسبب التسمية==
الرزية لغةً: الفجيعة أو المصيبة،<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج8، ص245.</ref> وعليه يكون المعنى: هو الفجيعة والمصيبة التي وقعت يوم الخميس، والذي سمى هذه الواقعة بالرزية هو [[ابن عباس]] بقوله: «إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ ما حال بين رسول الله{{صل}} وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب».<ref>النيسابوري، مسلم، صحيح مسلم، ح 1634</ref>
الرزية لغةً: الفجيعة أو المصيبة،<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج8، ص245.</ref> وعليه يكون المعنى: هو الفجيعة والمصيبة التي وقعت يوم الخميس، والذي سمّى هذه الواقعة بالرزية هو [[ابن عباس]] بقوله: «إِنّ الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بين رسول الله{{صل}} وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب».<ref>النيسابوري، مسلم، صحيح مسلم، ح 1634</ref>
==خلفيات رزية الخميس==
==خلفيات رزية الخميس==
{{مفصلة|حديث يوم الدار|حديث الراية|واقعة الغدير}}
{{مفصلة|حديث يوم الدار|حديث الراية|واقعة الغدير}}
لقد نقلت [[الروايات]] تاكيد [[النبي الأكرم (ص)|النبي الأكرم]]{{صل}} في الكثير من المناسبات ابتداءً من [[حديث الإنذار يوم الدار|يوم الدار]] على كون [[أمير المؤمنين]] [[علي بن أبي طالب]]{{عليه السلام}} هو خليفته من بعده، وانه هو الأفضل من بين أصحابه، ومن هذه الأحاديث:
لقد نقلت [[الروايات]] تأكيد [[النبي الأكرم (ص)|النبي الأكرم]]{{صل}} في الكثير من المناسبات ابتداءً من [[حديث الإنذار يوم الدار|يوم الدار]] على كون [[أمير المؤمنين]] [[علي بن أبي طالب]]{{عليه السلام}} هو خليفته من بعده، وانه هو الأفضل من بين أصحابه، ومن هذه الأحاديث:
*حديث الإنذار أو حديث يوم الدار: وهو الحديث الذي قاله النبي{{صل}} عندما جمع أقرباءه من بني [[عبدالمطلب]] وأمر [[علي(ع)|علياً]]{{عليه السلام}} أن يصنع لهم طعاما وشراباَ، وبعد ذلك عرض عليهم [[الإسلام]] ونصب علياً{{عليه السلام}} وصياً وخليفةً عليهم من بعده.
*[[حديث الإنذار]] أو [[حديث يوم الدار]]: وهو الحديث الذي قاله النبي{{صل}} عندما جمع أقرباءه من بني [[عبدالمطلب]] وأمر [[علي(ع)|علياً]]{{عليه السلام}} أن يصنع لهم طعاما وشراباَ، وبعد ذلك عرض عليهم [[الإسلام]] ونصب علياً{{عليه السلام}} وصياً وخليفةً عليهم من بعده.
*حديث الراية : المروي عن [[النبي (ص)|النبي]]{{صل}} في شجاعة، وشهامة الإمام علي{{عليه السلام}} في [[غزوة خيبر]]، وقد استدل به علماء ومتكلمو [[الشيعة]] على تقديم، وأفضلية الإمام علي{{عليه السلام}} على من سواه.
*[[حديث الراية]]: المروي عن [[النبي (ص)|النبي]]{{صل}} في شجاعة، وشهامة الإمام علي{{ع}} في [[غزوة خيبر]]، وقد استدل به علماء ومتكلمو [[الشيعة]] على تقديم، وأفضلية الإمام علي{{ع}} على من سواه.
*حديث الغدير: وهو عبارة عن خطبة خطبها [[النبي الأكرم]]{{صل}} في [[18 ذي الحجة]] من السنة ([[10 هـ]]) بُعيد [[حجة الوداع]] في منطقة يُقال لها [[غدير خم]]، ونصّب عليّاً{{عليه السلام}} [[خليفة]] من بعده على [[المسلمين]]، وذلك حين قال: "من كنت مولاه فهذا علي مولاه" وقد رواه علماء [[أهل السنة]]، و[[الشيعة]] عنه{{صل}} .
*[[حديث الغدير]]: وهو عبارة عن خطبة خطبها [[النبي الأكرم]]{{صل}} في [[18 ذي الحجة]] من السنة ([[10 هـ]]) بُعيد [[حجة الوداع]] في منطقة يُقال لها [[غدير خم]]، ونصّب عليّاً{{ع}} [[خليفة]] من بعده على [[المسلمين]]، وذلك حين قال: "من كنت مولاه فهذا علي مولاه" وقد رواه علماء [[أهل السنة]]، و[[الشيعة]] عنه{{صل}}.
 
==أحداث مقارنة لرزية الخميس==
==أحداث مقارنة لرزية الخميس==
{{مفصلة|أحداث وفاة النبي (ص)}}
{{مفصلة|أحداث وفاة النبي (ص)}}
لقد قارنت رزية الخميس الكثير من الأحداث المهمة في تاريخ [[الإسلام]]، ومن أهمها هي:
لقد قارنت رزية الخميس الكثير من الأحداث المهمة في تاريخ [[الإسلام]]، ومن أهمها هي:
===إنفاذ جيش أسامة بن زيد===
===إنفاذ جيش أسامة بن زيد===
{{مفصلة|جيش أسامة}}
{{مفصلة|جيش أسامة}}
سطر ١٧: سطر ٢١:
فلما كان يوم الاثنين دخل أسامة من معسكره على [[النبي (ص)|النبي]]{{صل}} فأمره بالسير قائلا له: «أغد على بركة الله تعالى»<ref>الواقدي، المغازي، ج3، ص1120.</ref> فودّعه وخرج إلى المعسكر، ثم رجع [[عمر بن الخطاب|عمر]] و[[أبو عبيدة بن الجراح|أبو عبيدة]]، فانتهوا إليه{{صل}}، وهو يجود بنفسه، فتوفي في ذلك اليوم، فرجع بعضهم إلى [[المدينة]]، ولم يذهب مع [[جيش أسامة|جيش أسامة بن زيد]] الذي سار  إلى أرض [[الشام]] بأمر [[رسول الله]]{{صل}} .<ref>المتقي الهندي، كنز العمال، ج5، ص836.</ref>
فلما كان يوم الاثنين دخل أسامة من معسكره على [[النبي (ص)|النبي]]{{صل}} فأمره بالسير قائلا له: «أغد على بركة الله تعالى»<ref>الواقدي، المغازي، ج3، ص1120.</ref> فودّعه وخرج إلى المعسكر، ثم رجع [[عمر بن الخطاب|عمر]] و[[أبو عبيدة بن الجراح|أبو عبيدة]]، فانتهوا إليه{{صل}}، وهو يجود بنفسه، فتوفي في ذلك اليوم، فرجع بعضهم إلى [[المدينة]]، ولم يذهب مع [[جيش أسامة|جيش أسامة بن زيد]] الذي سار  إلى أرض [[الشام]] بأمر [[رسول الله]]{{صل}} .<ref>المتقي الهندي، كنز العمال، ج5، ص836.</ref>


==أحداث بعد رزية الخميس==
==أحداث ما بعد الرزية==
{{مفصلة|واقعة سقيفة بني ساعدة}}
{{مفصلة|واقعة سقيفة بني ساعدة}}
واقعة سقيفة بني ساعدة وهي الواقعة التي حدثت بعد استشهاد [[النبي (ص)|النبي]]{{صل}} مباشرة في السنة ([[11 هـ]])، وكانت منعطفاً بالنسبة إلى الكثير من الأحداث والاتجاهات اللاحقة.
واقعة سقيفة بني ساعدة وهي الواقعة التي حدثت بعد استشهاد [[النبي (ص)|النبي]]{{صل}} مباشرة في السنة ([[11 هـ]])، وكانت منعطفاً بالنسبة إلى الكثير من الأحداث والاتجاهات اللاحقة.
==روايات رزية يوم الخميس==
 
==روايات رزية الخميس==
لقد وردت رزية الخميس في الكثير من [[الروايات]]، والتي اختلفت في بيانها سواء على مستوى الألفاظ أو الأحداث، وأهم الروايات هي:
لقد وردت رزية الخميس في الكثير من [[الروايات]]، والتي اختلفت في بيانها سواء على مستوى الألفاظ أو الأحداث، وأهم الروايات هي:
#عَنِ [[ابن عباس|ابْنِ عَبَّاسٍ]] قَالَ لَمَّا اشْتَدَّ بِ[[النبي (ص)|النَّبِي]]{{صل}} وَجَعُهُ قَالَ: «ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ». قَالَ [[عمر بن الخطاب|عُمَرُ]] إِنَّ النَّبِي{{صل}} غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَنَا [[القرآن الكريم|كِتَابُ اللَّهِ]] حَسْبُنَا، فَاخْتَلَفُوا، وَكَثُرَ اللَّغَطُ، قَالَ: «قُومُوا عَنِّي، وَلاَ يَنْبَغِي عِنْدِي التَّنَازُعُ»، فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ [[النبي (ص)|رَسُولِ اللَّهِ]]{{صل}}، وَبَيْنَ كِتَابِهِ».<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج1، ص39.</ref>  
#عَنِ [[ابن عباس|ابْنِ عَبَّاسٍ]] قَالَ لَمَّا اشْتَدَّ بِ[[النبي (ص)|النَّبِي]]{{صل}} وَجَعُهُ قَالَ: «ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ». قَالَ [[عمر بن الخطاب|عُمَرُ]] إِنَّ النَّبِي{{صل}} غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَنَا [[القرآن الكريم|كِتَابُ اللَّهِ]] حَسْبُنَا، فَاخْتَلَفُوا، وَكَثُرَ اللَّغَطُ، قَالَ: «قُومُوا عَنِّي، وَلاَ يَنْبَغِي عِنْدِي التَّنَازُعُ»، فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ [[النبي (ص)|رَسُولِ اللَّهِ]]{{صل}}، وَبَيْنَ كِتَابِهِ».<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج1، ص39.</ref>  
سطر ٣٩: سطر ٤٤:
#قال ابن عباس: «يوم الخميس وما يوم الخميس - ثم جرت دموعه على خديه - اشتد برسول الله{{صل}} مرضه ووجعه، فقال: «إيتوني بدواة وبيضاء أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي أبداً»، فتنازعوا - ولا ينبغي عند [[النبوة|نبي]] تنازع - فقالوا: «إن [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}} يهجر»، فجعلوا يعيدون عليه، فقال: «دعوني فما أنا فيه خيرٌ مما تدعونني إليه»، فأوصى بثلاث: «أن يخرج المشركون من جزيرة العرب، وأن يجاز الوفد بنحو مما كان يجيزهم، وسكت عن الثالثة عمداً أو قال: نسيتها».<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج3، ص320.</ref>  
#قال ابن عباس: «يوم الخميس وما يوم الخميس - ثم جرت دموعه على خديه - اشتد برسول الله{{صل}} مرضه ووجعه، فقال: «إيتوني بدواة وبيضاء أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي أبداً»، فتنازعوا - ولا ينبغي عند [[النبوة|نبي]] تنازع - فقالوا: «إن [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}} يهجر»، فجعلوا يعيدون عليه، فقال: «دعوني فما أنا فيه خيرٌ مما تدعونني إليه»، فأوصى بثلاث: «أن يخرج المشركون من جزيرة العرب، وأن يجاز الوفد بنحو مما كان يجيزهم، وسكت عن الثالثة عمداً أو قال: نسيتها».<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج3، ص320.</ref>  
#وَعَنْ [[عمر بن الخطاب|عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ]] قَالَ: «لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ{{صل}} قَالَ: «ادْعُوا لِي بِصَحِيفَةٍ وَدَوَاةٍ أَكْتُبْ لَكَمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّونَ بَعْدِي أَبَدًا»، فَكَرِهْنَا ذَلِكَ أَشَدَّ الْكَرَاهَةِ، ثُمَّ قَالَ: «ادْعُوا لِي بِصَحِيفَةٍ أَكْتُبْ لَكَمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا»، فَقَالَ النِّسْوَةُ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ: أَلَا يَسْمَعُونَ مَا يَقُولُ [[رسول الله(ص)|رَسُولُ اللَّهِ]]{{صل}}؟ فَقُلْتُ: إِنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ، إِذَا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ{{صل}} عَصَرْتُنَّ أَعْيُنَكُنَّ، وَإِذَا صَحَّ رَكِبْتُنَّ رَقَبَتَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ{{صل}}: «دَعُوهُنَّ; فَإِنَّهُنَّ خَيْرٌ مِنْكُمْ».<ref>المتقي الهندي، كنز العمال، ج5، ص377.</ref>
#وَعَنْ [[عمر بن الخطاب|عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ]] قَالَ: «لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ{{صل}} قَالَ: «ادْعُوا لِي بِصَحِيفَةٍ وَدَوَاةٍ أَكْتُبْ لَكَمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّونَ بَعْدِي أَبَدًا»، فَكَرِهْنَا ذَلِكَ أَشَدَّ الْكَرَاهَةِ، ثُمَّ قَالَ: «ادْعُوا لِي بِصَحِيفَةٍ أَكْتُبْ لَكَمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا»، فَقَالَ النِّسْوَةُ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ: أَلَا يَسْمَعُونَ مَا يَقُولُ [[رسول الله(ص)|رَسُولُ اللَّهِ]]{{صل}}؟ فَقُلْتُ: إِنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ، إِذَا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ{{صل}} عَصَرْتُنَّ أَعْيُنَكُنَّ، وَإِذَا صَحَّ رَكِبْتُنَّ رَقَبَتَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ{{صل}}: «دَعُوهُنَّ; فَإِنَّهُنَّ خَيْرٌ مِنْكُمْ».<ref>المتقي الهندي، كنز العمال، ج5، ص377.</ref>
==نتائج مجريات رزية الخميس==
==نتائج مجريات رزية الخميس==
#ما حصل في رزية يوم الخميس مخالف للكثير من [[آيات]] [[القرآن الكريم]] كقوله تعالى:{{قرآن|وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ}}،<ref>النساء: 64.</ref> وقوله تعالى:{{قرآن|ومَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ}}،<ref>النساء: 80.</ref> وقوله تعالى:{{قرآن|وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى}}،<ref>النجم: 4.</ref> وقوله تعالى:{{قرآن|إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى‏ إِلَيَ}}.<ref>الأعراف: 203.</ref>
#ما حصل في رزية يوم الخميس مخالف للكثير من [[آيات]] [[القرآن الكريم]] كقوله تعالى:{{قرآن|وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ}}،<ref>النساء: 64.</ref> وقوله تعالى:{{قرآن|ومَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ}}،<ref>النساء: 80.</ref> وقوله تعالى:{{قرآن|وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى}}،<ref>النجم: 4.</ref> وقوله تعالى:{{قرآن|إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى‏ إِلَيَ}}.<ref>الأعراف: 203.</ref>
#رفعوا الأصوات عند [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}} منهي عنه في القرآن الكريم، فقد قال{{عز وجل}}:{{قرآن|يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ}}،<ref>الحجرات: 2.</ref> وقال سبحانه:{{قرآن|إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى‏ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}}.<ref>الحجرات: 3.</ref>
#رفعوا الأصوات عند [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}} منهي عنه في القرآن الكريم، فقد قال{{عز وجل}}:{{قرآن|يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ}}،<ref>الحجرات: 2.</ref> وقال سبحانه:{{قرآن|إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى‏ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}}.<ref>الحجرات: 3.</ref>
#إنَّ مقولة «حسبنا كتاب الله» مخالفة للقرآن الكريم كقوله تعالى:{{قرآن|إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ}}،<ref>التكوير: 19.</ref> وقوله{{عز وجل}}:‏{{قرآن|إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ}}.<ref>الحاقة: 41-42-43.</ref>
#إنَّ مقولة «حسبنا كتاب الله» مخالفة للقرآن الكريم كقوله تعالى:{{قرآن|إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ}}،<ref>التكوير: 19.</ref> وقوله{{عز وجل}}:‏{{قرآن|إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ}}.<ref>الحاقة: 41-42-43.</ref>
===تأويلات حول سبب المعارضة===
===تأويلات حول سبب المعارضة===
لقد ذكر [[عبد الحسين شرف الدين|السيد عبد الحسين شريف الدين الموسوي]] في كتابه [[الاجتهاد في مقابل النص (كتاب)|الاجتهاد في مقابل النص]] مجموعة من التأويلات التي ذكرها علماء [[أهل السنة والجماعة|أهل السنة]] للمعارضين للكتابة من الحاضرين وقولهم غلبه الوجع أو يهجر التي أوردها له الشيخ [[سليم البشري|سليم البشري المالكي]]، وقد رد بعضها الشيخ البشري نفسه ورد البواقي السيد شرف الدين، ومن هذه التأويلات والأعذار:
لقد ذكر [[عبد الحسين شرف الدين|السيد عبد الحسين شريف الدين الموسوي]] في كتابه [[الاجتهاد في مقابل النص (كتاب)|الاجتهاد في مقابل النص]] مجموعة من التأويلات التي ذكرها علماء [[أهل السنة والجماعة|أهل السنة]] للمعارضين للكتابة من الحاضرين وقولهم غلبه الوجع أو يهجر التي أوردها له الشيخ [[سليم البشري|سليم البشري المالكي]]، وقد رد بعضها الشيخ البشري نفسه ورد البواقي السيد شرف الدين، ومن هذه التأويلات والأعذار:
سطر ٥٠: سطر ٥٧:
:::#ولعله - [[عمر بن الخطاب|عمر]] - خاف من [[النفاق|المنافقين]] أن يقدحوا في صحة ذلك الكتاب، لكونه في حال المرض، فيصير سببا للفتنة، فقال: حسبنا كتاب الله لقوله تعالى:{{قرآن|ما فرطنا في الكتاب من شئ}}،<ref>الانعام: 38.</ref>وقوله :{{قرآن|اليوم أكملت لكم دينكم}}،<ref>المائدة: 3.</ref> وكأنه -[[عمر بن الخطاب|عمر]] - أمن من ضلال الأمة، حيث أكمل الله لها الدين، وأتم عليها النعمة.
:::#ولعله - [[عمر بن الخطاب|عمر]] - خاف من [[النفاق|المنافقين]] أن يقدحوا في صحة ذلك الكتاب، لكونه في حال المرض، فيصير سببا للفتنة، فقال: حسبنا كتاب الله لقوله تعالى:{{قرآن|ما فرطنا في الكتاب من شئ}}،<ref>الانعام: 38.</ref>وقوله :{{قرآن|اليوم أكملت لكم دينكم}}،<ref>المائدة: 3.</ref> وكأنه -[[عمر بن الخطاب|عمر]] - أمن من ضلال الأمة، حيث أكمل الله لها الدين، وأتم عليها النعمة.
:::#وربما اعتذر بعضهم بأن [[عمر بن الخطاب|عمر]]، ومن قالوا يومئذ بقوله لم يفهموا من الحديث أن ذلك الكتاب سيكون سببا لحفظ كل فرد من أفراد الأمة من الضلال على سبيل الاستقصاء، بحيث لا يضل بعده منهم أحد أصلا، وإنما فهموا من قوله (لا تضلوا) أنكم لا تجتمعون على الضلال بقضكم وقضيضكم، ولا تتسرى الضلالة بعد كتابة الكتاب إلى كل فرد من أفرادكم، وكانوا (رضي الله عنهم) يعلمون أن اجتماعهم بأسرهم على الضلال مما لا يكون أبدا، وبسبب ذلك لم يجدوا أثرا لكتابته، وظنوا أن مراد النبي ليس إلا زيادة الاحتياط في الأمر لما جُبِلَ عليه من وفور الرحمة، فعارضوه تلك المعارضة، بناء منهم أن الأمر ليس للايجاب، وأنه إنما هو أمر عطف ومرحمة ليس إلا، فأرادوا التخفيف عن [[النبي (ص)|النبي]]{{صل}} بتركه. إشفاقا منهم عليه{{صل}} .
:::#وربما اعتذر بعضهم بأن [[عمر بن الخطاب|عمر]]، ومن قالوا يومئذ بقوله لم يفهموا من الحديث أن ذلك الكتاب سيكون سببا لحفظ كل فرد من أفراد الأمة من الضلال على سبيل الاستقصاء، بحيث لا يضل بعده منهم أحد أصلا، وإنما فهموا من قوله (لا تضلوا) أنكم لا تجتمعون على الضلال بقضكم وقضيضكم، ولا تتسرى الضلالة بعد كتابة الكتاب إلى كل فرد من أفرادكم، وكانوا (رضي الله عنهم) يعلمون أن اجتماعهم بأسرهم على الضلال مما لا يكون أبدا، وبسبب ذلك لم يجدوا أثرا لكتابته، وظنوا أن مراد النبي ليس إلا زيادة الاحتياط في الأمر لما جُبِلَ عليه من وفور الرحمة، فعارضوه تلك المعارضة، بناء منهم أن الأمر ليس للايجاب، وأنه إنما هو أمر عطف ومرحمة ليس إلا، فأرادوا التخفيف عن [[النبي (ص)|النبي]]{{صل}} بتركه. إشفاقا منهم عليه{{صل}} .
:::*رد الشيخ سليم البشري للوجوه المتقدمة
'''رد الشيخ سليم البشري للوجوه المتقدمة'''
 
هذا كل ما قيل في الاعتذار عن هذه البادرة، لكن من أمعن النظر فيه جزم ببعده عن الصواب لأن قوله{{صل}}: (لا تضلوا) يفيد أن الأمر للايجاب كما ذكرنا، واستياؤه منهم دليل على أنهم تركوا أمرا من الواجبات عليهم، وأمره إياهم بالقيام مع سعة ذرعه وعظيم تحمله، دليل على أنهم إنما تركوا من الواجبات ما هو أوجبها وأشدها نفعا، كما هو معلوم من خلقه العظيم.
هذا كل ما قيل في الاعتذار عن هذه البادرة، لكن من أمعن النظر فيه جزم ببعده عن الصواب لأن قوله{{صل}}: (لا تضلوا) يفيد أن الأمر للايجاب كما ذكرنا، واستياؤه منهم دليل على أنهم تركوا أمرا من الواجبات عليهم، وأمره إياهم بالقيام مع سعة ذرعه وعظيم تحمله، دليل على أنهم إنما تركوا من الواجبات ما هو أوجبها وأشدها نفعا، كما هو معلوم من خلقه العظيم.


:::6. ثم قال الشيخ البشري معتذرا لهم: هذه قضية في واقعة كانت منهم على خلاف سيرتهم كفرطة سبقت، وفلتة ندرت، لا نعرف وجه الصحة فيها على سبيل التفصيل، والله الهادي إلى سواء السبيل.<ref>الموسوي، الاجتهاد في مقابل النص، ص156-159.</ref>
:::6. ثم قال الشيخ البشري معتذرا لهم: هذه قضية في واقعة كانت منهم على خلاف سيرتهم كفرطة سبقت، وفلتة ندرت، لا نعرف وجه الصحة فيها على سبيل التفصيل، والله الهادي إلى سواء السبيل.<ref>الموسوي، الاجتهاد في مقابل النص، ص156-159.</ref>
==مباحث ذات صلة==
==مباحث ذات صلة==
*لماذا لم يكتب النبي{{صل}} ما أراد كتابته بعد ذلك؟
*لماذا لم يكتب النبي{{صل}} ما أراد كتابته بعد ذلك؟
سطر ٧٠: سطر ٧٩:
== الهوامش ==
== الهوامش ==
{{مراجع|2}}
{{مراجع|2}}
==المصادر==
==المصادر==
*'''القرآن  الكريم'''.
*'''القرآن  الكريم'''.
*ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، '''شرح نهج البلاغة'''، قم-إیران، الناشر: مكتبة آية الله المرعشي النجفي، ط1،‏ 1404هـ.
*ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، '''شرح نهج البلاغة'''، قم-إیران، الناشر: مكتبة آية الله المرعشي النجفي، ط1،‏ 1404هـ.
سطر ٨٤: سطر ٩٥:
*الحميدي، محمد بن فتوح، '''الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم'''، بيروت-لبنان، دار النشر: دار ابن حزم، ط2، 1423هـ - 2002م.
*الحميدي، محمد بن فتوح، '''الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم'''، بيروت-لبنان، دار النشر: دار ابن حزم، ط2، 1423هـ - 2002م.
*الزركلي، محمود بن محمد، '''الأعلام'''، د.م، الناشر: دار العلم للملايين، ط15، 2002 م.
*الزركلي، محمود بن محمد، '''الأعلام'''، د.م، الناشر: دار العلم للملايين، ط15، 2002 م.
*السبحاني، جعفر، '''الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف'''، قم-إیران، مؤسسة الإمام الصادق{{عليه السلام}}، ط1، 1423 ه‍ .
*السبحاني، جعفر، '''الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف'''، قم-إیران، مؤسسة الإمام الصادق{{ع}}، ط1، 1423 ه‍ .
*السهيلي، عبد الرحمن بن عبد الله، '''الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام'''، بيروت-لبنان، الناشر: دار إحياء التراث العربي، ط1، 1421 هـ-2000 م.
*السهيلي، عبد الرحمن بن عبد الله، '''الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام'''، بيروت-لبنان، الناشر: دار إحياء التراث العربي، ط1، 1421 هـ-2000 م.
*الطبري، محمد بن جرير، '''تاريخ الطبري(تاريخ الامم والملوك)'''، مصر، دار المعارف، د.ت.
*الطبري، محمد بن جرير، '''تاريخ الطبري(تاريخ الامم والملوك)'''، مصر، دار المعارف، د.ت.
سطر ٩٥: سطر ١٠٦:
*الهيثمي، علي بن أبي بكر، '''مجمع الزوائد ومنبع الفوائد'''، بيروت-لبنان، الناشر: دار الفكر، 1412 هـ.
*الهيثمي، علي بن أبي بكر، '''مجمع الزوائد ومنبع الفوائد'''، بيروت-لبنان، الناشر: دار الفكر، 1412 هـ.
*الواقدي، محمد بن عمر، '''المغازي'''، تحقيق: مارسدن جونس، بيروت-لبنان، الناشر: دار الأعلمي، ط3، 1409 هـ-1989 م.
*الواقدي، محمد بن عمر، '''المغازي'''، تحقيق: مارسدن جونس، بيروت-لبنان، الناشر: دار الأعلمي، ط3، 1409 هـ-1989 م.
{{محمد بن عبد الله (ص)}}
{{محمد بن عبد الله (ص)}}


مستخدم مجهول