السيد حسين بدر الدين الحوثي

السيد حسين بدر الدين الحوثي (1960-2004م) هو المؤسس والزعيم الأول لحركة أنصار الله في اليمن. كان من شيعة المذهب الزيدي، وبتأثير أفكار الإمام الخميني جعل العداء لأمريكا وإسرائيل شعاراً له واعتبر قضية فلسطين من أولوياته وأوليات حركته. بدأ نشاطه السياسي بمحاربة تأثير الأفكار المنحرفة مثل الوهابية. وهو مبتكر الشعار الشهير للحوثيين المسمى بالصرخة. استشهد حسين الحوثي على يد الحكومة اليمنية برئاسة علي عبد الله صالح بسبب عداوته لأمريكا.

السيد حسين بدر الدين الحوثي

مؤسس حركة أنصار الله في اليمن
الاسم الأصلي	حسين بدر الدين الحوثي
تاريخ ولادة	1960م
مكان ولادة	منطقة الرويس بمحافظة صعدة
تاريخ وفاة	2004م
مدفن	صعدة
أقرباء	أبوه: السيد بدر الدين الحوثي - أخوه: السيد عبد الملك الحوثي
دين	الإسلام
مذهب	الزيدية
أعمال بارزة	زعيم حركة أنصار الله في اليمن - عضو مجلس النواب اليمني

المكانة

ولد السيد حسين عام 1960م(شعبان 1379هـ) في منطقة الرويس بمحافظة صعدة في اليمن، وهو سياسي وقائد عسكري ومؤسس حركة أنصار الله اليمنية والزعيم الأول لهذه الحركة، ينتمي هو وعائلته إلى الفرقة الجارودية من المذهب الشيعي الزيدي، ويصفه أساتذته بأنه صاحب ذكاء وتميُّز علمي ودراسات واسعة، ويعرفونه بصفات مثل الشجاعة والبصيرة وسعة الصدر. يعود نسبه إلى الإمام الحسن، ويقال أن والده بدر الدين الحوثي كان من أبرز مرجعيات المذهب الزيدي.
لقد كان حسين الحوثي يميل إلى اعتقادات الشيعة الاثني عشرية، ويؤمن بعصمة الأئمة والمهدي الموعود. كما قال البعض أنه اعتنق المذهب الشيعي الاثني عشري.
وبقول بعض الباحثين فإن تيارات مختلفة مثل الوهابية والإخوان المسلمين والاشتراكية والناصرية وقيام الثورة الإسلامية الإيرانية أثرت في فكر حسين الحوثي. وتعد الأنشطة الحزبية والمشاورات مع العلماء اليمنيين وعلماء الدول الأخرى من العوامل الأخرى في تشكيل النظام الفكري لحسين الحوثي، وقد جمعت خطاباته تحت عنوان "ملازم" ويستخدمها أعضاء هذه المجموعة كوثيقة عقائدية لحركة أنصار الله.
تعلم الحوثي العلوم الدينية من والده. وبعد تخرجه في مجال الأدب، ذهب إلى السودان لإكمال دراسته. له عدة مؤلفات أشهرها الصرخة في وجه المستكبرين.

آراؤه وأفكاره

يرى حسين الحوثي أن العالم الإسلامي في انحطاط وأن السبيل الوحيد لإنقاذه هو العودة إلى القرآن وتعاليمه.

وجهة نظره حول أمريكا واسرائيل

تُعتبَر مقارعة الإستكبار إحدى صفاته، وكان يحذر دائماً أهل اليمن من النفوذ الأمريكي في هذا البلد، ومن وجهة نظره فإن حرية فلسطين تعتبر مركز صحوة واستمرار المسلمين. وأكد على إحياء يوم القدس وضرورة حظر البضائع الإسرائيلية والأمريكية. ولم يكن لدى السيد حسين أي أمل في حكام الدول الإسلامية في تحرير فلسطين، واعتبر أن أي تسوية مع إسرائيل مستحيلة بسبب نقضها للعهود.

وجهة نظره حول الجمهورية الإسلامية الإيرانية والإمام الخميني

اعتبر السيد حسين الحوثي طريق الثورة الإسلامية في إيران هو السبيل الوحيد لحرية الشعوب الإسلامية، وقدّم نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية كنموذج مناسب للمسلمين، ورأى أن الله سيعاقب كل من يقف ضد الثورة الإسلامية الإيرانية.
وبرأي الحوثي فإن الإمام الخميني عرّف الناس بالمعنى الصحيح والقرآني للحج من خلال إحياء سنّة البراءة من المشركين. وكان السيد حسين يطلق على مؤسس الجمهورية الإسلامية لقب "الإمام" ويعتبر أفكاره مُنقذة. واعتبر أن الإمام الخميني رحمة الله للشعوب العربية، وقال إنهم حرموا أنفسهم من هذه النعمة. حيث اعتبر الإمام الخميني إماماً عادلاً تقياً مستجاب الدعوة.

ذكرى استشهاد حسين بدر الدين الحوثي في ​​صنعاء (2023م)

الأنشطة السياسية والاجتماعية

بدأ حسين الحوثي أنشطته السياسية بالقتال ضد نفوذ الوهابية في اليمن، وفي عام 1993م انضم إلى مجلس النواب اليمني ممثلاً عن حزب الحق بهدف إزالة الحرمان عن محافظة صعدة. وشدد على إيجاد حل وسط للصراع بين الحزب الإشتراكي وحزبي المؤتمر والإصلاح، ورفض التعاون مع الحكومة في بَدء الحرب. وامتنع السيد حسين عن المشاركة في الدورة اللاحقة لمجلس النواب، وأسس جمعية الشباب المؤمن، والتي سميت فيما بعد بحركة أنصار الله اليمنية. وكان الهدف الأساسي من تشكيل هذه الجمعية هو القيام بالفعاليات الثقافية.
وبعد وقوع حادثة 11 سبتمبر والهجوم الأمريكي على أفغانستان والعراق ووجودها العسكري في المنطقة وخليج عدن، بدأت حركة السيد حسين ضد الاستكبار وضد أمريكا. وبرأيه فإن أجهزة المخابرات الأمريكية هي المسببة لحادثة 11 سبتمبر، وكانت تبحث عن ذريعة لمهاجمة الدول الإسلامية.
وجعل الحوثي من يوم فلسطين نقطة انطلاق لحركته، ومن خلال إلقاء أول خطاب له في هذا اليوم، قرأ على الناس كلام الإمام الخميني عن يوم القدس. كما قام بتنظيم عدة مسيرات ضد الولايات المتحدة الأمريكية. وابتكر شعار الحوثيين الشهير ضد أمريكا وإسرائيل المسمى بالصرخة. وقام حسين الحوثي بالعديد من الأنشطة الاجتماعية لأهالي منطقته، منها إنشاء جمعية مرّان الخيرية وإنشاء المدارس الدينية وإنشاء المراكز الصحية والمشاريع العمرانية المختلفة.

تكفير وقتل الحوثي

وأدت أنشطة الحوثيين ضد إسرائيل وأمريكا إلى صدور فتوى بتكفيره وقتله من قبل علماء تابعين للنظام الحاكم في اليمن، وزعموا أن السيد حسين يدعي النبوة والمهدوية والإمامة.
وفي عام 2004م، تم اعتقال 640 من أنصار حسين الحوثي الذين كانوا يشاركون في إحدى المسيرات. ثم حددت الحكومة اليمنية مكافأة قدرها 55 ألف دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى القبض عليه. وبعد مقتل 25 من أقاربه على يد الحكومة اليمنية، ارتفع هذا المبلغ إلى 75 ألف دولار.
وبعد ستة أيام من عودة عبد الله صالح من أمريكا، بدأت حرب الحكومة ضد الحوثيين. وبحسب وثائق سرية، فإن هذه الحرب قامت بإتفاق فی واشنطن بين جورج بوش رئيس الولايات المتحدة آنذاك وعلي عبد الله صالح.

الشهادة

في عام 1425هـ الموافق لـ 2004م، حُوصر حسين الحوثي من قبل جيش الحكومة اليمنية بقيادة علي عبد الله صالح في منطقة مرّان، وقد نُقل أنه استشهد في قتال رجل لرجل بعد ثمانين يوماً من المقاومة. وفي رواية أخرى أنه بعد أن أصيب في رأسه ورجله وفقد بصره أعطوه الأمان. ولكن قتلوه بعد اعتقاله. ويقال أن 700 حوثي و15 ألف جندي يمني قُتِلوا في هذه الحرب.
بعد شهادة السيد حسين الحوثي أرسل قائد القوات المركزية الأمريكية رسالة إلى علي عبد الله صالح هنأه فيها وشكره. وفي عام 2013م، تم تسليم جثة السيد حسين إلى عائلته ودفنها خلال مراسم في مرّان. وتم بناء مقام على قبره ولكن تعرض للتدمير عام 2015م جراء استهداف التحالف السعودي.