الهرولة

الهَرْوَلَة أو الرَّمَل حركةٌ بين المشي والركض، يَعدّها الفقهاء مستحبةً للرجال في جزء من مسار السعي بين الصفا والمروة، وكذلك عند المرور بـ وادي مُحَسِّر (بين المَشعر ومنى). وتُعدّ الهَرْوَلة في السعي رمزاً للتواضع أمام الله، وتذكيراً بسعي إبراهيم وهاجر في الامتحان الإلهي، وفي وادي مُحَسِّر تُفعل تذكيراً بعذاب الله الذي نزل بأصحاب الفيل.

أغلب فقهاء الشيعة لا يرون استحباب الهَرْوَلَة في الطواف، ويؤكدون على السكينة فيه، بينما أوصى أهل السُّنّة بها في الطواف الأول من الحج. ويرى صاحب الجواهر من فقهاء الشيعة أن هذا الحكم كان مختصاً بزمن النبي.

استحباب الهرولة في السعي وحكمتها

الهَرْوَلَة أو الرَّمَل حالةٌ بين المشي الطبيعي والركض. وقد عدّ الفقهاء فعلَها مستحباً في بعض مناسك الحج والعمرة.

بحسب فقهاء الشيعة والسنة، يُستحب للرجال أن يهرولوا عند السعي بين الصفا والمروة، وبالعكس، في جزء محدد من المسعى يبلغ نحو 45 متراً.

وبحسب رواية عن الإمام الصادق، فإن الهَرْوَلَة في السعي رمزٌ للفرار من هوى النفس والتواضع أمام القدرة الإلهية. وفي بعض الروايات نُسبت فلسفة الهَرْوَلَة إلى مواجهة إبراهيم للشيطان؛ فبحسب روايةٍ، فرّ إبراهيم منه كي لا يخاطبه، وبحسب أخرى هاجمه إبراهيم فهرب الشيطان منه. كما وردت روايات تشير إلى هَرْوَلَة هاجر أثناء بحثها عن الماء لابنها إسماعيل ضمن هذا الجزء من المسعى.

الهرولة في مُحَسِّر علامة خشية واعتبار

أكدت المصادر الفقهية على استحباب هَرْوَلَة الحاج في أوّل دخوله وادي مُحَسِّر لمسافة نحو 50 متراً مع الذكر والدعاء. ووادي مُحَسِّر منطقة بين المَشعر ومنى، وهو –بحسب بعض الروايات– موضعُ عذاب جيش أصحاب الفيل. وقد أوصت بعض المصادر بالمرور السريع في الأرض التي نزل بها العذاب. كما ورد في روايات أنّ النبي مرّ بهذه المنطقة مسرعاً. ولذلك فإن الهَرْوَلَة فيها تُعدّ تذكيراً بـالعذاب الإلهي الذي نزل بمن أرادوا هدم الكعبة وإيذاء المؤمنين.

مكان الهرولة عند السعي بين الصفا والمروة

واستنادًا إلى روايةٍ أخرى، يرى الفقهاء أنّ لهذه السُّنّة من الأهمية ما يجعل الحاجَّ - إن نسيها ورجع إلى مكة - يُستحب له العودة لأداء تلك المسافة مهرولاً.

هل الهَرْوَلة في الطواف مستحبة؟

يرى معظم فقهاء الشيعة عدم استحباب الهَرْوَلَة أثناء الطواف، ويؤكدون على حفظ السكينة خلاله. وفي المقابل، يرى فقهاء أهل السنة استحباب الهَرْوَلَة في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف القُدوم (أول طواف يؤديه الحاج بعد وصوله مكة). وبعض فقهاء الشيعة وافقوا هذا الرأي. وقد استند هؤلاء إلى روايات تشير إلى أنّ النبي في عُمرة القضاء أمر المسلمين بإظهار القوة والهيبة، فكشفوا عن أذرعهم وهرولوا ليظهروا للمشركين أنّ السفر لم يُضعفهم. لكن صاحب الجواهر يرى أنّ هذه الروايات لا تدل على استحباب هَرْوَلَة الطواف؛ وذلك لأنّ الحكم كان متعلقاً بظروف خاصة لإظهار قوة المسلمين أمام المشركين. وثانياً: لأنّ أحاديث أخرى تؤكد عدم استمرار هذه السنة بعد النبي، وتوصي بالطواف بسكينة.