مَسجِدُ الشَّجَرة من المساجد التاريخية في المدينة المنورة يقع في منطقة ذي الحليفة أو آبار علي جنوب غربي المسجد النبوي، ويبعد عنه 8 كيلو مترات على طريق مكة المكرمة.

مسجد الشجرة

يعتبر مسجد الشجرة ميقات أهل المدينة، وكل من أراد الحج أو العمرة عن طريق المدينة، ولهذا المسجد اسماء أُخرى منها مسجد ذي الحليفة ومسجد الإحرام. وقد أحرم رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم من هذا المكان في سفره الذي كان قاصداً فيه الحج والعمرة.

الموقع الجغرافي

يقع المسجد في منطقة آبار علي وهي منطقة معروفة بكثرة النخيل، ويوجد فيها آبار كثيرة حيث نقلت المصادر التاريخية إن هذه الآبار قام بحفرها أمير المؤمنين  حتى يستفيد منها زائرين بيت الله الحرام، ويبعد مسجد الشجرة عن المسجد النبوي 8 كيلو مترات، ويعتبر هذا المكان أحد مواقيت الحج.[١]

الاسماء الأُخرى

هذا المكان يشتهر بعدة اسماء مختلفة وهي:

  • مسجد الشجرة: وسبب تسمية المسجد بهذا الاسم يرجع إلى أن في هذا المكان شجرة باسم (سَمَره) كان ينزل تحتها النبي  في سفره إلى الحج، فأطلق عليه مسجد الشجرة نسبة لتلك الشجرة.[٢]
  • مسجد ذي الحليفة: وذلك لوقوعه في منطقة ذي الحليفة، تصغير حليفة بفتح الحاء وكسر اللام، وهو اسم لماء بين جشم بن بكر من هوازن وبين بني خفاجة رهط توبة.
  • مسجد الإحرام: ففي هذا المكان يحرم الحجاج للحج.
  • مسجد الميقات: لأنه ميقات أهل المدينة ومن يمر بها.[٣]
  • مسجد آبار علي : وتتمتع هذه التسمية بشهرة كبيرة. فبعد وفاة الرسول الكريم ، قام أمير المؤمنين  بحفر آبار كثيرة في هذه المنطقة فتسميته هذه هي نسبة إلى الآبار التي حفرها الإمام .[٤]

إحرام الرسول في هذا المسجد

 
صورة اخرى لمسجد الشجرة

كان إحرام الرسول  في أسفاره للحج والعمرة من هذا الميقات:

فبعد أن صلى الرسول  ركعتين في مسجد الشجرة، لبس إحرامه وقال: «لبیك، اللهم لبیك، لبیك لا شریك لك لبیك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لاشریك لك لبیك». وورد في الروايات، أن رسول الله  في المرة الأولى حينما أراد الحج، جلس تحت الشجرة وفي السنوات اللاحقة تم بناء المسجد الذي عرف فيما بعد بمسجد الشجرة.[٦]

الإصلاح والتجديد

لقد مر المسجد بعدة إصلاحات أبتداءً من القرن التاسع الهجري وحتى الوقت الحالي.

في القرن التاسع

جدد المقر الزيني زين الدين جدار المسجد سنة 861 هـ، وبناه على أساسه القديم، وطول هذا المسجد من القبلة إلى الشام اثنان وخمسون ذراعاً، ومن المشرق إلى المغرب أيضاً كذلك.[٧]

في العصر العثماني

في سنة 1090 هـ قام رجل من الهند بتجديد مسجد الشجرة، بعد الاستئذان من الدولة العثمانية.[٨]

في العصر الحاضر

يبلغ طول المسجد من الجنوب حتى الشمال 25 متراً ومن الشرق إلى الغرب أيضاً كذلك، وفي السنوات الآخيرة تم توسعة المسجد، حيث تبلغ مساحة المسجد الأن 88000 متر مربع.[٩]

الأحكام الفقهية لميقات مسجد الشجرة

 
مسجد الشجرة محل إحرام الحجاج.

ذكر مراجع التقليد الأحكام الشرعية المرتبطة بهذا المسجد على شكل مفصل بإعتباره احد المواقيت للحج والعمرة، وبعض هذه الأحكام عبارة عن:

  • مسجد الشجرة وهو ميقات أهل المدينة، وكل من أراد الحج عن طريق المدينة، ويجوز الإحرام من خارج المسجد محاذياً له من اليسار أو اليمين بأن يجعل القبلة أمامه والمسجد إلى جانبه والأحوط الإحرام من نفس المسجد مع الإمكان.[١٠]
  • الجنب، والحائض، والنفساء جاز لهم الإحرام حال العبور عن المسجد إذا لم يستلزم الوقوف فيه، بل وجب عليهم حينئذ، ولو لم يمكن لهم بلا وقوف فالجنب مع فقد الماء أو العذر عن استعماله يتيمم للدخول والإحرام في المسجد، وكذا الحائض والنفساء بعد نقائهما، وأما قبل نقائهما فإن لم يمكن لهما الصبر إلى حال النقاء فالاحوط لهما الإحرام خارج المسجد.[١١]
  • ميقات أهل المدينة من الجحفة في الحالات الضرورية، مثل المرض وعدم القدرة.[١٢]

الهوامش

  1. اليوسف، المساجد والأماكن الأثرية، ص 18.
  2. عبد الغني، المساجد الأثرية، ص 255.
  3. عبد الغني، المساجد الأثرية، ص 255 ــ 256.
  4. اصغر قائدان، تاریخ وآثار اسلامي، ص 409.
  5. رسول جعفریان، آثار اسلامي، ص 275.
  6. رسول جعفریان، آثار اسلامي، ص 275.
  7. عبد الغني، المساجد الاثرية، ص 257.
  8. عبد الغني، المساجد الاثرية، ص 258.
  9. اصغر قائدان، تاریخ وآثار اسلامي، ص 410.
  10. الصدر، منهج الصالحين، ج 2، ص 166.
  11. الخميني، تحرير الوسيلة، ج 1، ص 409.
  12. الطباطبائي، العروة الوثقی، ج 4، ص 631.

المصادر والمراجع

  • الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، قم، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، د.ت.
  • الخميني، روح الله، تحرير الوسيلة، النجف الأشرف، مطبعة الآدب، ط2، 1390هـ.
  • الصدر، محمد محمد صادق، منهج الصالحين، النجف الأشرف، هيئة تراث السيد الشهيد الصدر، 1430هـ.
  • الطباطبائي، محمد كاظم اليزدي، العروة الوثقى، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط1، 1420هـ.
  • اليوسف، عبد الله، المساجد والأماكن الأثرية في مكة والمدينة، د.م، مؤسسة دار السلام، ط1، 1423هـ/ 2003م.
  • جعفریان، رسول، آثار إسلامي مکة والمدینة، د.م، نشر مشعر، ط3، 1384ش.
  • عبد الغني، محمد الياس، المساجد الأثرية في المدينة النبوية، المدينة المنورة، مطابع الرشيد، ط2، 1419هـ.
  • قائدان، اصغر، تاریخ وآثار إسلامي مکة والمدینة، د.م، نشر مشعر، ط4، 1381ش.