النية، هي القصد والإرادة والاعتقاد، حيث جاء في الروايات أنه لا تُقبل الأعمال إلا بالنيات، ولها أهمية وآثار كبيرة على الإنسان من حيث الزيادة في الرزق والعمر والثواب الجزيل ودخول الجنة.

بعض الأحكام العملية والفقهية
فروع الدين
الصلاة
الواجبةالصلوات اليوميةصلاة الجمعةصلاة العيدصلاة الآياتصلاة القضاءصلاة الميت
المستحبةصلاة الليلصلاة الغفيلةصلاة جعفر الطياربقية الصلواتصلاة الجماعةصلوات ليالي شهر رمضان
بقية العبادات
الصومالخمسالزكاةالحجالجهادالأمر بالمعروف والنهي عن المنكرالولايةالبراءة
أحكام الطهارة
الوضوءالغسلالتيممالنجاساتالمطهرات
الأحكام المدنية
الوكالةالوصيةالضمانالحوالةالكفالةالصلحالشركةالإرث
أحكام الأسرة
النكاحالمهرالزواج المؤقتتعدد الزوجاتالرضاعالحضانةالطلاقالخلعالمباراةالظهاراللعانالإيلاء
الأحكام القضائية
القضاءالشهاداتالدياتالحدودالقصاصالتعزير
الأحكام الاقتصادية
العقودالتجارةالبيعالإجارةالقرضالرباالمضاربةالمزارعة
أحكام أخرى
الصدقةالنذرالتقليدالأطعمة والأشربةالوقف
روابط ذات صلة
الفقهالأحكام الشرعيةالرسالة العمليةالتكليفالواجبالحرامالمستحبالمباحالمكروه

وتقع النية في العبادات، مثل: الوضوء والصلاة والصوم والحج، وبحسب المصادر الحديثية، واجبة وضرورية، كما أنها عند الفقهاء مسألة قلبية فلا يحتاج إلى التلفظ بها. أما النية في المعاملات، فهناك بعض الأمور تحتاج إلى نية، مثل: الطلاق، والظهار، والإيمان والنذر وغيرها، والبعض الآخر في المعاملات مثل: البيع، والإجارة، وغيرها، لا يحتاج فيها إلى نية.

يعتقد الأخلاقيون أن مجرد النية السيئة (دون القيام بالفعل) ليست ممنوعة في الفقه، ولكن عندهم في نيّة المعصية، بل أنه يُعاقب عليها؛ لأنّها عمل القلب ما لم يندم على نيّته ويرجع عنها، فإنّه يُثاب عليه.

تعريفها

النية لغةً: بمعنى القصد والإرادة والاعتقاد، يُقال: نويتُ. أي: عزمتُ.[١] وقيل عنها أيضاً: عبارة عن انبعاث القلب نحو ما يراه موافقاً لغرضٍ من جلب نفعٍ أو دفع ضررٍ حالاً أو مآلاً.[٢]

أما النية اصطلاحاً: فقد خصّصها الشرع بالإرادة المتوجّهة نحو الفعل ابتغاء لوجه اللّه أو امتثالاً لحكمه.[٣] أي: واقعية كلّ عمل بنيّة القربة و إيجاده للّه سبحانه، فيكون المراد من النيّة، نيّة القربة، فكلّ عمل خلا عن نيّة القربة لا يُعدّ عملًا، فلا يحصل الامتثال.[٤]

أهميتها وآثارها

جاء في الروايات أنه لا تقبل الأعمال إلا بالنيات، كما ورد ذلك عن علي بن الحسين   حيث قال: «لا عمل إلاّ بنيّة». وعن الرضا   أنّه قال: «لا عمل إلاّ بنيّة».[٥]

ومن أهم آثارها سعة الرزق، كما جاء في الروايات الكثيرة عن الأئمة، كرواية الإمام علي  : «من حسنت نيته كثرت مثوبته وطابت عيشته ووجبت مودته».[٦] وعن الإمام الصادق  ، حيث قال: «ومَنْ حَسُنَتْ نِيَّتُه زِيدَ فِي رِزْقِه».[٧]

كذلك من آثارها الزيادة في العمر، كما جاء عن الإمام الصادق: «ومن حسنت نيته زيد في عمره».[٨] ومنها أيضاً الثواب الجزيل، كما ورد عن أمير المؤمنين   أنه قال: «إحسان النية يوجب المثوبة».[٩] ومنها ما يوجب دخول الجنة، كما ورد عن أمير المؤمنين: «إن الله تعالى يدخل بحسن النية وصالح السريرة من يشاء من عباده الجنة».[١٠]

وبدونها يعتبر الإنسان غافلاً، كما ورد عن الإمام الصادق  : «لا بد للعبد من خالص النية في كل حركة وسكون، لأنه إذا لم يكن هذا المعنى يكون غافلاً».[١١]

فضلها

ورد في فضلها روايات كثيرة، منها ما فيه صلاح النية، كما ورد عن الإمام علي   أنه قال: «من كتابه للأشتر لما ولّاه على مصر: وأمض لكل يوم عمله، فإن لكل يوم ما فيه، واجعل لنفسك فيما بينك وبين الله أفضل تلك المواقيت، وأجزل تلك الأقسام، وإن كانت كلها لله إذا صلحت فيها النية، وسلمت منها الرعية». ومنها ما فيه تحقيق الأماني، كما جاء عنه  : «جميل النية سبب لبلوغ الأمنية»، ومنها ما فيه طيب العيش والأمن وحسن الخلق، كما ورد عنه  : «وصول المرء إلى كل ما يبتغيه - من طيب عيشه، وأمن سربه، وسعة رزقه - بحسن نيته وسعة خلقه». ومنها ما يوجب مودة الآخرين له، كما جاء عنه  : «من حسنت نيته كثرت مثوبته، وطابت عيشته، ووجبت مودته». ومنها ما فيه النجاح، كما جاء عنه  : «بحسن النيات تنجح المطالب». وعنه  : «أقرب النيات بالنجاح أعودها بالصلاح».[١٢]

النية في العبادات

بحسب المصادر الحديثية أنّ حقيقة العبادة هي التسليم للحقّ قلباً، فمن لم يسلم له قلباً فهو عاص بحقيقة وجوده، ولا تفيد الأعمال الصادرة منه التي هي بصورة البرّ والتقوى، لأنها حينئذ ليست إلّا مجرّد الصورة بلا روح العبودية.[١٣] فالنية بقصد القرب في واجبات العبادة، مثل الوضوء والصلاة والصوم والحج واجبة وضرورية.[١٤] النية عند مشهور الفقهاء هي مسألة قلبية لا تحتاج إلى التلفظ بها.[١٥]

النية في الصلاة واحدة، وهي من أركانها مع الركوع والسجود وتكبيرة الإحرام والقيام،[١٦] ويرى علماء الإسلام أنه إذا أتى الإنسان قبل الأعمال المباحة بالنية فيكون حينئذٍ ما فعله مستحباً.[١٧]

النية في المعاملات

هناك بعض الأمور تحتاج إلى نية، مثل: الطلاق، والظهار، والإيمان والنذور وغيرها. والبعض الآخر في المعاملات مثل: البيع، والإجارة وغيرها، لا يحتاج فيها إلى نية. كما ورد تفصيلها في كل باب من أبواب المعاملات.

النية في الأخلاق

في علم الأخلاق، تم إدخال النية كأساس للقيمة الأخلاقية ومصدر الأعمال الصالحة والسيئة للإنسان.[١٨] حيث يعتقد الأخلاقيون أن مجرد النية السيئة (دون القيام بالفعل) ليست ممنوعة في الفقه[١٩] ولكن عندهم في نيّة المعصية، من أنه يُعاقب عليها بمقتضى قواعد العدل والأخبار الكثيرة، وخصوصاً إذا عمل ما نوى، أو حال بينه وبين العمل مانع قهري مع بقائه على نيّة الفعل ما أمكنه، بل عقاب هذه النيّة لا ينقطع؛ لأنّها عمل القلب ما لم يندم على نيّته ويرجع عنها، فإنّه يُثاب عليه.[٢٠]

حديث إنما الأعمال بالنيات

ورد حديث الأعمال بالنيات عن النبي الأكرم ، بألفاظ عديدة، حيث قال: إنما الأعمال بالنيات. وعنه : أن نية المؤمن خير من عمله ونية الكافر شر من عمله. وعنه : أن بالنيات خلد أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار. وفي معنى قوله تعالى: ﴿قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ،[٢١] يعني على نيته، ولا يجب على الإنسان أن يجدد لكل عمل نية، وكل عمل من الطاعات إذا عمله العبد لم يرد به إلا الله عز وجل فهو عمل بنية، وكل عمل عمله العبد من الطاعات يريد به غير الله فهو عمل بغير نية وهو غير مقبول.[٢٢]

ذات صلة

الهوامش

  1. ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، ج‏ 15، ص347.
  2. التهانوي، كشاف اصطلاحات الفنون،ج ‏2، ص 1735.
  3. التهانوي، كشاف اصطلاحات الفنون،ج ‏2، ص 1735.
  4. الكرباسي، محمد إبراهيم، إرشاد العقول إلى مباحث الأصول، ج ‏1، ص 333.
  5. الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة ج 6 ص 1 ـ 20
  6. الليثي الواسطي، علي بن محمد، عيون الحكم والمواعظ، ص 465.
  7. الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج 2، ص 105.
  8. المجلسي، بحار الأنوار، ج 66، ص 408.
  9. الريشهري، محمد، ميزان الحكمة، ج 4 ص 3419.
  10. الريشهري، محمد، ميزان الحكمة، ج 4 ص 3419.
  11. الريشهري، محمد، ميزان الحكمة، ج 4 ص 3419.
  12. الريشهري، محمد، ميزان الحكمة، ج 4 ص 3419.
  13. الكربلائي، جواد بن عباس، الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة، ج 5، ص 459.
  14. مجموعة مؤلفين، معجم أصول الفقه، ج 1، ص 435.
  15. الخميني، محمد حسن، توضیح المسائل مراجع، ص 265.
  16. الشاهرودي، محمود، مؤسّسه دائرة‌ المعارف الفقه الإسلامي في مذهب أهل البيت، ج 4، ص 127.
  17. الشعباني، أولياء، دور النية في العمل والهدف الأخلاقيين"، مجلة طريق التربية، العدد 11، ص 55.
  18. الآراني، محمود، "مكان النية في الاختلاف الجوهري بين الفقه والأخلاق"، المجلة الفصلية لأبحاث الأخلاق، العدد 11، ص 166.
  19. الیزدي، محمد کاظم، حاشیة مکاسب، ج 1، ص 34.
  20. سليماني آشتياني، مهدى ودرايتي، محمد حسين، مجموعه رسائل في شرح أحاديث من الكافي، ج‏ 2، ص 167.
  21. سورة الإسراء: 84.
  22. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 67، ص 212.

المصادر والمراجع

  • ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، بيروت، دار الفكر، ط 3، 1414 هـ.
  • الآراني، محمود، مكان النية في الاختلاف الجوهري بين الفقه والأخلاق، د. م، الناشر: المجلة الفصلية لأبحاث الأخلاق، العدد 11، 2011 م.
  • التهانوي، محمد علي، كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، بيروت، مكتبة لبنان، ط 1، 1996 م.
  • الحرّ العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، قم، مؤسسة آل البيت ، 1409 هـ.
  • الخميني، محمد حسن، توضیح المسائل مراجع، قم، دار تفکر، ۱۳۷۲ ش.
  • الريشهري،محمد، ميزان الحكمة، بيروت، دار الحديث، ط 6، 1433 هـ.
  • الشاهرودي، محمود، مؤسّسه دائرة‌ المعارف الفقه الإسلامي في مذهب أهل البيت، 2003 م.
  • الشعباني، أولياء، دور النية في العمل والهدف الأخلاقيين، د.م، الناشر: مجلة طريق التربية، العدد 11، 2010 م.
  • الكرباسي، محمد إبراهيم، إرشاد العقول إلى مباحث الأصول، قم، الناشر: مؤسسة الإمام الصادق  ، ط 1، 1426 هـ.
  • الكربلائي، جواد بن عباس، الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة، مراجعة محسن الأسدي، د.م، الناشر: دار الحديث، مؤسسة الأعلمي، ط 1، 1428هـ.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران، الناشر: دار الكتب الإسلامية، ط 4، 1407 هـ‏.
  • الليثي الواسطي، علي بن محمد، عيون الحكم والمواعظ، تحقيق وتصحيح حسين الحسني‏، قم، الناشر: دار الحديث، ط 1، 1418 هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، الناشر: بيروت، دار إحياء التراث العربي‏، 1403 هـ
  • الیزدي، محمد کاظم، حاشیة مکاسب، قم، الناشر: موسسة اسماعيليان، ط 4، 1370 ش.
  • سليماني آشتياني، مهدى ودرايتي، محمد حسين، مجموعه رسائل في شرح أحاديث من الكافي، قم، د.ن، ط 1، 1387 ش.
  • مجموعة مؤلفين، معجم أصول الفقه، قم، الناشر: معهد بحوث العلوم والثقافة الإسلامية، 2010 م.