الحلق أو التقصير
تعتبر هذه المقالة توصيفاً لمفهوم فقهي، ولا يصح الاعتماد عليها في مقام العمل، بل لا بدَّ من الرجوع إلى الرسالة العملية. |
فروع الدين | |
---|---|
الصلاة | |
الواجبة | الصلوات اليومية • صلاة الجمعة • صلاة العيد • صلاة الآيات • صلاة القضاء • صلاة الميت |
المستحبة | صلاة الليل • صلاة الغفيلة • صلاة جعفر الطيار • بقية الصلوات • صلاة الجماعة • صلوات ليالي شهر رمضان |
بقية العبادات | |
الصوم • الخمس • الزكاة • الحج • الجهاد • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر • الولاية • البراءة | |
أحكام الطهارة | |
الوضوء • الغسل • التيمم • النجاسات • المطهرات | |
الأحكام المدنية | |
الوكالة • الوصية • الضمان • الحوالة • الكفالة • الصلح • الشركة • الإرث | |
أحكام الأسرة | |
النكاح • المهر • الزواج المؤقت • تعدد الزوجات • الرضاع • الحضانة • الطلاق • الخلع • المباراة • الظهار • اللعان • الإيلاء | |
الأحكام القضائية | |
القضاء • الشهادات • الديات • الحدود • القصاص • التعزير | |
الأحكام الاقتصادية | |
العقود | التجارة • البيع • الإجارة • القرض • الربا • المضاربة • المزارعة |
أحكام أخرى | |
الصدقة • النذر • التقليد • الأطعمة والأشربة • الوقف | |
روابط ذات صلة | |
الفقه • الأحكام الشرعية • الرسالة العملية • التكليف • الواجب • الحرام • المستحب • المباح • المكروه |
الحَلق أَو التَّقصِير، يقصد بالحلق (حلاقة الرأس) والتقصير (قصُّ شيء من الأظافر أو الشعر)، وهو من واجبات الحج والعمرة، ويقع في موارد مختلفة، ويعتبران مثل باقي المناسك في الحج والعمرة بأنهما يحتاجان إلى قصد القربة مثل الصلاة.
معنى الحلق والتقصير
في اللغة، أصل الحلق من الْحَلْقُ ، وَحَلَقَهُ قطع حَلْقَهُ ثم جُعِلَ الحَلْقُ لِقَطْعِ الشَّعَرِ وجَزِّهِ فقيل حَلَقَ شَعَرَهُ،[١] يستعمل هذين المعنيين في القرآن الكريم في الموارد التي تتعلق بالحج قال تعالى: ﴿وَ لاتَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّی یبْلُغَ الْهَدْی مَحِلَّهُ﴾[٢]
والتقصير من مادة «قصر» بمعنى قَصّرَ شَعَرَهُ،[٣] قال تعالى: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْیا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِینَ مُحَلِّقِینَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِینَ لاتَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِیبًا﴾[٤]
وفي الاصطلاح الفقهي، يقصد بالحلق (حلاقة الرأس بالشفرة) والتقصير (أخذ شيء من الأظافر أو الشعر) في الحج أو العمرة.[٥]
بعض المفسرون، قالوا كلمة «تَفَث» تدل على الحلق أو التقصير في الحج.[٦] قال تعالى: ﴿ثُمَّ لْیقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْیوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْیطَّوَّفُوا بِالْبَیتِ الْعَتِیقِ﴾[٧]
أحكام الحلق والتقصير
الحكم الشرعي للحلق والتقصير يُبحث في موارد مختلفة من الحج والعمرة وهي:
- العمرة المفردة: يكون فيها الحلق أو التقصير واجب تخييري أي يستطيع أن يأتي الحاج أيهما شاء فهو مخير بين الحلق أو التقصير وفي هذا المورد الحلق أكثر فضيلة، في العمرة، الحلق أو التقصير يؤتى به بعد السعي بين الصفا والمروة.[٨]بعد الحلق أو التقصير تحل جميع المحرمات على المحرم إلا الاستمتاع بالنساء.[٩]
- عمرة التمتع: بناءً على الرأي المشهور، لا يجوز الحلق في عمرة التمتع ويجب عليه التقصير.[١٠] بعد التقصير تحل للمحرم جميع محرمات الإحرام.[١١]
- حج التمتع: بناءً على رأي مشهور الفقهاء، يجب الحلق في حج التمتع ولايكفي التقصير، وهذه الفتوى تختص بالمكلف الذي يحج أول مرة( يطلق على الذي يحج أول مرة الصرورة).[١٢] محل الحلق في أرض منى يوم النحر بعد ذبح الهدي وعلى قول المشهور يوم عيد الأضحى.[١٣] بعد الحلق تحل للمحرم جميع محرمات الإحرام إلا الطيب والنساء.[١٤]
بعض مراجع التقليد في مورد التقصير، لا يكفي عندهم فقط تقصير الأظافر بل لابد من تقصير جزء من الشعر،[١٥] والحلق يختص بالرجال وليس على النساء إلا التقصير في جميع الموارد، وهو يعتبر مثل باقي العبادات في الحج والعمرة، ويحتاج إلى قصد القربة مثل الصلاة.[١٦]
يحرم حلق الرأس ونتف شعر البدن أو تقصير الاظافر في حال الإحرام وقبل وقت الحلق والتقصير، وإذا فعل ذلك فعليه كفارة.[١٧]
فلسفة حلق الرأس
شعر الرأس هو زينة الفرد وهو متعلق به، في الحج، يسعى الإنسان أن يتخلص من هذا التعلق الذي يمنع الإنسان من الحصول على الفيوضات المعنوية في كثير من الموارد، ومن خلال تخلي قلب الانسان عن هذه المتعلقات، يستطيع أن يتخلى عن كثير من التعلقات فهذه دورة روحية تعلم الانسان كيف يواجه زخارف الدنيا وزينتها، قال: الإمام الصادق «وَاحْلِقِ الْعُیوبَ الظاهِرةَ وَ الباطِنَةَ بِحَلْقِ شَعْرِكَ».[١٨]
حول الآداب الباطنية للحج حينمى رجع أحد أصحاب الإمام زين العابدين من الحج وهو شبلي فقال له الإمام: «فَعِنْدَ مَا حَلَقْتَ رَأْسَكَ نَوَیتَ أَنَّكَ تَطَهَّرْتَ مِنَ الْأَدْنَاسِ وَ مِنْ تَبِعَةِ بَنِی آدَمَ وَ خَرَجْتَ مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا وَلَدَتْكَ أُمُّك؟».[١٩]
الهوامش
- ↑ الراغب، المفردات في غريب القرأن، ص134.
- ↑ البقرة: 196.
- ↑ الراغب، المفردات في غريب القرأن، ص422.
- ↑ الفتح: 27.
- ↑ الصدر، منهج الصالحين، ج 2، ص 206.
- ↑ ابن زهرة، غنیة النزوع، ص192؛ السبزواري، جامع الخلاف والوفاق، ص 218 ــ 219؛ المحقق السبزواري، ذخیرة المعاد، ج 2، ص 680 ــ 681.
- ↑ الحج: 29.
- ↑ النجفي، جواهرالکلام، ج 20، ص 466.
- ↑ النجفي، جواهرالکلام، ج 20، ص 467.
- ↑ النجفي، جواهرالکلام، ج 20، ص 450.
- ↑ الفاضل الهندي، کشف اللثام، ج 6، ص 30.
- ↑ النجفي، جواهرالکلام، ج19، ص234.
- ↑ النجفي، جواهر الکلام، ج 19، ص 232 ــ 233.
- ↑ النجفي، جواهرالکلام، ج 19، ص 251 ــ 255.
- ↑ الخميني، مناسك الحج، ص 235.
- ↑ الخميني، مناسك الحج، ص 236.
- ↑ النجفي، جواهرالکلام، ج 20، ص 406 ــ 410.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 96، ص 125.
- ↑ النوري، مستدرك الوسائل، ج 10، ص 171.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- ابن زهرة، السيّد حمزة بن علي، غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع، قم، مؤسسة الامام الصادق ، د.ت.
- الافتخاري، علي، آراء المراجع في الحج، قم، دار الحديث، ط2، 1428هـ.
- الخميني، روح الله، تحرير الوسيلة، النجف الاشرف، مطبعة الآدب، ط2، 1390هـ.
- الخميني، روح الله، مناسك الحج، قم، مكتبة الإعلام الإسلامي، ط1، 1413هـ.
- الراغب الاصفهاني، أبي القاسم حسين بن محمد، مفردات في غريب القرآن، بيروت، دار احياء التراث العربي، ط1، 1428هـ.
- السبزواري، محمد باقر، ذخيرة المعاد، قم، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، د.ت.
- الصدر، محمد محمد صادق، منهج الصالحين، النجف الأشرف، هيئة تراث السيد الشهيد الصدر، 1430هـ.
- الفاضل الهندي، بهاء الدين محمد بن الحسن، كشف اللثام، قم، مكتبة السيد المرعشي، 1405هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحارالانوار، بيروت، دار احیاء التراث العربي، ط3، 1403هـ.
- النجفي، محمد حسن، جواهر الکلام، بيروت، دار احیاءالثراث العربي، 1404هـ.
- النوري، حسين، مستدرك الوسائل، قم، مؤسسه آل البیت لاحیاء التراث، ط1، 1407هـ.