مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سلمان الفارسي»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٤٨: | سطر ٤٨: | ||
قد عيّنه [[عمر بن الخطاب|الخليفة الثاني]] والياً على المدائن، فبقي في منصبه حتى وفاته. توفي سلمان في [[سلمان باك]] سنة 34 هـ. ودفن هناك بعد أن غسّله - على رواية - الإمام علي {{ع}}، وكفّنه، وصلّى عليه. وقد اشتهرت البقعة التي دفن بها اليوم بمنطقة سلمان باك. | قد عيّنه [[عمر بن الخطاب|الخليفة الثاني]] والياً على المدائن، فبقي في منصبه حتى وفاته. توفي سلمان في [[سلمان باك]] سنة 34 هـ. ودفن هناك بعد أن غسّله - على رواية - الإمام علي {{ع}}، وكفّنه، وصلّى عليه. وقد اشتهرت البقعة التي دفن بها اليوم بمنطقة سلمان باك. | ||
== | == حياته قبل الإسلام == | ||
كان اسمه روزبه في [[بلاد فارس]]، واسم أبيه خشفوذان من دهاقين فارس ـ وقيل من أساورتها ـ ومن كبار [[زرادشت|الزرادشتيين]] في [[أصبهان]]، له إمرة على بعض الفلاحين من أبناء أصفهان. كان واسع الحال يملك بعض المزارع شأن غيره من الطبقة الوسطى في المجتمع الفارسي آنذاك، وكانت لولده سلمان مكانة خاصة في نفسه جعلته يستأثر بالنصيب الأكبر من اهتماماته. <ref>آل فقيه، سلمان الفارسي، ص 19.</ref> | كان اسمه روزبه في [[بلاد فارس]]، واسم أبيه خشفوذان من دهاقين فارس ـ وقيل من أساورتها ـ ومن كبار [[زرادشت|الزرادشتيين]] في [[أصبهان]]، له إمرة على بعض الفلاحين من أبناء أصفهان. كان واسع الحال يملك بعض المزارع شأن غيره من الطبقة الوسطى في المجتمع الفارسي آنذاك، وكانت لولده سلمان مكانة خاصة في نفسه جعلته يستأثر بالنصيب الأكبر من اهتماماته. <ref>آل فقيه، سلمان الفارسي، ص 19.</ref> | ||
سطر ٦٢: | سطر ٦٢: | ||
ثم التقى به {{صل}} في المدينة فقدم له رطباً على أنّها هدية، فلاحظ: أنّه {{صل}} قد أكل منها هذه المرة ... ثم التقى به {{صل}} في بقيع الغرقد، وهو {{صل}} في تشييع جنازة بعض أصحابه، فسلم عليه، ثم استدار خلفه؛ فكشف {{صل}} له عن ظهره، فرأى خاتم النبوة، فانكب عليه يقبله ويبكي، ثم أسلم، وأخبره بقصته. <ref>عاملي، سلمان الفارسي: ص35-36.</ref> | ثم التقى به {{صل}} في المدينة فقدم له رطباً على أنّها هدية، فلاحظ: أنّه {{صل}} قد أكل منها هذه المرة ... ثم التقى به {{صل}} في بقيع الغرقد، وهو {{صل}} في تشييع جنازة بعض أصحابه، فسلم عليه، ثم استدار خلفه؛ فكشف {{صل}} له عن ظهره، فرأى خاتم النبوة، فانكب عليه يقبله ويبكي، ثم أسلم، وأخبره بقصته. <ref>عاملي، سلمان الفارسي: ص35-36.</ref> | ||
'''تحريره من العبودية''' | |||
تم تحرير سلمان من رق العبودية بصورة تامة بعد أن اشتراه [[الرسول الأكرم]] {{صل}} من صاحبه. <ref>عاملي، سلمان الفارسي: ص40. </ref> | تم تحرير سلمان من رق العبودية بصورة تامة بعد أن اشتراه [[الرسول الأكرم]] {{صل}} من صاحبه. <ref>عاملي، سلمان الفارسي: ص40. </ref> | ||
'''كتاب النبيّ {{صل}} في مفاداة سلمان''' | |||
ذكر بعض المحديثين والمؤرخين: أن النبيّ {{صل}} قد أملى كتاب مفاداة سلمان على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب{{ع}}، وهو ـ والنص لأبي نعيم ـ كما يلي: | ذكر بعض المحديثين والمؤرخين: أن النبيّ {{صل}} قد أملى كتاب مفاداة سلمان على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب{{ع}}، وهو ـ والنص لأبي نعيم ـ كما يلي: | ||
هذا ما فادى {{صل}} محمّد بن عبدالله، رسول الله، فدى سلمان الفارسي من [[عثمان بن الاُشهل اليهودي]]، ثم القرظي، بغرس ثلاثمائة نخلة، وأربعين أوقية ذهب، فقد برىء محمّد بن عبدالله رسول الله لثمن سلمان الفارسي، وولاؤه لمحمّد بن عبدالله رسول الله، [[أهل بيت(ع)|وأهل بيته]] {{هم}} ، فليس لأِحد على سلمان سبيل. <ref>نوري، نفس الرحمن في فضائل سلمان (رض): ص6. أبو الشيخ، طبقات المحدثين بأصبهان: ج1، ص226.</ref> | هذا ما فادى {{صل}} محمّد بن عبدالله، رسول الله، فدى سلمان الفارسي من [[عثمان بن الاُشهل اليهودي]]، ثم القرظي، بغرس ثلاثمائة نخلة، وأربعين أوقية ذهب، فقد برىء محمّد بن عبدالله رسول الله لثمن سلمان الفارسي، وولاؤه لمحمّد بن عبدالله رسول الله، [[أهل بيت(ع)|وأهل بيته]] {{هم}} ، فليس لأِحد على سلمان سبيل. <ref>نوري، نفس الرحمن في فضائل سلمان (رض): ص6. أبو الشيخ، طبقات المحدثين بأصبهان: ج1، ص226.</ref> | ||
== عقد المؤاخاة == | === عقد المؤاخاة === | ||
ذهب البعض إلى أنّ [[رسول الله]] {{صل}} آخى بين سلمان و[[أبي الدرداء]]. وهناك روايات تنص على أنّه {{صل}} آخى بين سلمان وبين [[حذيفة بن اليمان]]، وأخرى تقول: عقدت المؤاخاة بين سلمان وبين [[المقداد]]. <ref>عاملي، سلمان الفارسي: ص86-87.</ref> الا أنّ المصادر الشيعية توحي بالمؤاخاة بين سلمان وبين [[أبوذرالغفاري|أبي ذر الغفاري]]. <ref>الكليني، أصول الكافي: ج8، ص162.</ref> فقد جاء في الرواية أن رسول الله {{صل}} آخى بين سلمان وأبي ذر، واشترط على أبي ذر أن لا يعص سلمان. <ref>المجلسي، بحار الأنوار: ج22، ص345.</ref> | ذهب البعض إلى أنّ [[رسول الله]] {{صل}} آخى بين سلمان و[[أبي الدرداء]]. وهناك روايات تنص على أنّه {{صل}} آخى بين سلمان وبين [[حذيفة بن اليمان]]، وأخرى تقول: عقدت المؤاخاة بين سلمان وبين [[المقداد]]. <ref>عاملي، سلمان الفارسي: ص86-87.</ref> الا أنّ المصادر الشيعية توحي بالمؤاخاة بين سلمان وبين [[أبوذرالغفاري|أبي ذر الغفاري]]. <ref>الكليني، أصول الكافي: ج8، ص162.</ref> فقد جاء في الرواية أن رسول الله {{صل}} آخى بين سلمان وأبي ذر، واشترط على أبي ذر أن لا يعص سلمان. <ref>المجلسي، بحار الأنوار: ج22، ص345.</ref> | ||
== سلمان | == سلمان في كلام النبي (ص) == | ||
روي في سبب هذه النسبة الكريمة والعزيزة إلى سلمان: أنّه حين اشتغال المسلمين بحفر الخندق، وكان النبيّ {{صل}} قد قطع لكل عشرة أربعين ذراعاً، يعملون فيها، وكان سلمان قوياً في عمله، احتج المهاجرون والأنصار. فقال المهاجرون: سلمان منّا. وقال الأنصار: سلمان منّا. فقال رسول الله {{صل}}: '''سلمان منّا [[أهل البيت]]'''.<ref>ابن سعد، الطبقات: ج4، ص59.</ref> | روي في سبب هذه النسبة الكريمة والعزيزة إلى سلمان: أنّه حين اشتغال المسلمين بحفر الخندق، وكان النبيّ {{صل}} قد قطع لكل عشرة أربعين ذراعاً، يعملون فيها، وكان سلمان قوياً في عمله، احتج المهاجرون والأنصار. فقال المهاجرون: سلمان منّا. وقال الأنصار: سلمان منّا. فقال رسول الله {{صل}}: '''سلمان منّا [[أهل البيت]]'''.<ref>ابن سعد، الطبقات: ج4، ص59.</ref> | ||
وروي أن سلمان الفارسي دخل مجلس رسول الله {{صل}} ذات يوم، فعظموه، وقدموه، وصدروه؛ اجلالاً لحقه، واعظاماً لشيبته، واختصاصه فدخل البعض: فنظر إليه فقال: من هذا العجمي المتصدر فيما بين العرب؟ | |||
فصعد رسول الله {{صل}} المنبر فخطب، فقال: | فصعد رسول الله {{صل}} المنبر فخطب، فقال: |