عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب (ت 23 هـ)، هو أحد صحابة النبي وثاني الخلفاء الثلاثة بعد الرسول (ص) ، أسلم في مكة، وتولّى الخلافة (13 - 23 هـ) بوصية مباشرة من أبي بكر، وطالت فترة حكمه عشر سنوات. قتل في عام 23 للهجرة على يد أبي لؤلؤة.

عمر بن الخطاب

معلومات شخصية
الاسم الكامل	عمر بن الخطاب بن نفيل
الكنية	أبو حفص
الموطن	مكة والمدينة
المهاجرون/الأنصار	المهاجر
النسب/القبيلة	قريش
الوفاة/الاستشهاد	عام 23 للبعثة النبوية، في المسجد - على يد أبي لؤلؤة
المدفن	في مسجد النبي، بالقرب من النبي
معلومات دينية
زمن الإسلام	عام 6 أو 9 للبعثة النبوية
المشاركة في الحروب	في أكثر غزوات النبي
الهجرة إلى	المدينة
سبب الشهرة	الخليفة الثاني

للشيعة تحفظات بشأنه مما ذكرت في المصادر التاريخية؛ أنه تخلف عن أوامر النبي في عدة مواضع، كالتخلف عن جيش أسامة، ومعارضة الرسول عند وصيته (ص) ما يعرف بـحديث القرطاس، بالإضافة إلى تصرفه في واقعة السقيفة، وتعامله مع فاطمة الزهراء (س)، واتخاذ آلية جديدة لتوزيع بيت مال المسلمين.

حياته

ولد عمر في مكة بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة. كنيته أبو حفص، وأبوه الخطاب بن نُفَيل وهو من قبيلة قريش، وأمه حنتمة بنت هاشم بن مغيرة. له تسعة أبناء وأربع بنات، منهم: عبد الله، وعاصم، وعبيد الله، وعبد الرحمن وزيد، وحفصة.

كان في العهد الجاهلي راعياً للإبل، كما كان سفير قريش في الحروب أيضاً. ذكرت بعض المصادر أنه كان فظا غليظاً، وأن أم كلثوم بنت أبي بكر عللت رفضها للزواج منه بأنه خشن العيش وشديد على النساء. وقيل في وصف سوطه بأنه أهيب من سيف الحجاج بن يوسف.

اعتناقه للإسلام

المقالة الرئيسة: الإسلام

ورد في بعض المصادر أن عمر كان شديداً على المسلمين قبل اعتناقه للإسلام، بل حاول اغتيال النبي لكن تأثر بتلاوة آيات من سورة طه رغم أنه أراد أن يعاتب أختها على إسلامها.

اعتنق عمر للإسلام بعد إسلام 45 رجلا و11 امرأة، في سنة 6 أو 9 للبعثة النبوية. ونقلت بعض المصادر السنية أن النبي اعتبر إسلامه تقوية للدين.

هجرته إلى المدينة وحضوره في الغزوات

المقالات الرئيسة: المدينة المنورة و غزوات النبي

هاجر عمر مع العياش بن أبي ربيعة إلى المدينة وهناك آخى النبي بينه وبين أبي بكر.

حضر كثيرا من المعارك ولكن ليس هناك ذكر عن إنجازاته فيها. بعد أن لم يتمكن أبو بكر من فتح خيبر أرسل النبي عمر على رأس جيش لفتحه، لكنه عاد منهزما، فقال رسول الله: "لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله ويحب اللهَ ورسوله، كرّاراً غير فرّار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه"، وفي الیوم التالي دعا علي بن أبي طالب وأعطاه الراية ولم يلبث أن فتح الحصن منتصرا.

مخالفته لأمر النبي (ص)

المقالات الرئيسة: جيش أسامة و رزية يوم الخميس

الحضور في جيش أسامة هو آخرُ مهمة في حياة النبي ألقيت على عاتق الصحابة، منهم: أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح، وكان عليهم أن يتجهوا بأجمعهم نحو مؤتة في بلاد الشام. روى الواقدي وابن سعد أن النبي -قبل وفاته ببضعة أيام - أمر جيش الإسلام بأن يستعدّوا لقتال الروم بإمرة أسامة بن زيد، ولكن لم ينفّذ أمره رغم كلّ التأكيد، وذلك بسبب تعلل بعض الصحابة بحداثة سن قائد الجيش، وبحجج أخرى. وبعد أن اشتد مرض رسول الله عاد عمر وأبو بكر مع جمع آخر من معسكر الجُرف إلى المدينة.

وتذكر المصادر أن النبي - قبيل رحيله بأربعة أيام في سنة 11 للهجرة- خاطب جماعة من الصحابة أتوه لزيارته (ص) وهو مريض: "ايتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده"، وقد صرّحت مصادر أهل السنة والشيعة بأن عمر رفض ذلك، وقال: "إن النبي قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله".

دوره في خلافة أبي بكر

رغم أن عمر هنّأ عليا يوم الغدير بولايته بل سبق الناسَ إلى التهنئة،- لعب دورا بارزا في واقعة السقيفة وتولي أبي بكر للخلافة، وأقدم على إضرام النار في بيت علي وفاطمة (س)حينما اجتمع بنو هاشم فيه ليمتنعوا عن مبايعة أبي بكر ويعترضوا على خلافته.

كان عمر المساعد الأول لأبي بكر ومستشاره الأساسي، وأوصى أبو بكر بخلافته حيث قال: إني استخلفت عليكم عمر فاسمعوا له وأطيعوا.

إثارة غضب فاطمة الزهراء (س)

المقالة الرئيسة: حديث البضعة

كتب ابن قتيبة: أن أبا بكر وعمر أتيا باب بيت فاطمة الزهراء (ع) بعد حادثة فدك لينالا رضاها، فاستأذنا ولكنها لم تأذن لهما بالدخول، ومن هنا حضرا عند الإمام علي واستعانا به، فجاء الإمام إلى فاطمة وسألها عن رأيها فقالت البيت بيتك، والحرة حرتك، افعل ما تشاء، فأذن الإمام ودخلا على فاطمة وسلّما عليها ولكنها أعرضت عنهما بوجهها وهي غضبى فلم تردّ سلامهما. وبعد أن تحدّث أبو بكر إليها قليلا، سألتهما: أ رأيتكما إن حدّثتكما حديثا عن رسول الله تعرفانه وتفعلان به؟ قالا: نعم.

فقالت: نشدتكما الله أ لم تسمعا رسول اللّه يقول: "رضا فاطمة من رضاي، و سخط فاطمة من سخطي، فمن أحبّ فاطمة ابنتي فقد أحبّني، و من أرضى فاطمة فقد أرضاني، و من أسخط فاطمة فقد أسخطني؟" قالا: نعم، سمعناه من رسول الله.

قالت: فإنّي أشهد الله وملائكته أنّكما أسخطتماني وما أرضيتماني، و لئن لقيت النبيّ لأشكونّكما إليه. وألقى أبو بكر بعض الكلمات ولكن فاطمة تابعت حديثها وقالت: والله لأدعونّ الله عليك في كلّ صلاة أصلّيها.

عصر خلافته

تولّى عمر بن الخطاب الخلافة بعد أبي بكر وبوصيته في سنة 13 للهجرة، ونقل أنه هو أول من لقّب نفسه بأمير المؤمنين. كانت تصرفاته مع الناس قاسية, ولكنه رغم ذلك كان يعيش حياة بسيطة، ويرتزق بالتجارة كارها التَرَف والاستخدام الشخصي لبيت المال.

اعتبر الهجرة النبوية مبدأ للتاريخ الإسلامي باقتراح من الإمام علي، فأُسس التقويم الهجري في سنة 16 للهجرة. كما أنشأ ديوان العطاء (=ديوان الأموال)، تقليدا لملوك الشام، وسبب نشأته أنه لما كثرت الأموال والأراضي، راح عمر يبحث عن أي الآليات أفضل في تقسيم هذه الأموال بين الناس، فأنشأ هذا الديوان ليثبت أسماء المسلمين فيه، ويعطي الناس أعطياتهم، على أساس سبقهم في الإسلام.

مَصّر أمصارا منها: الكوفة، والبصرة، والجزيرة، والشام، ومصر. ووضع الخراج على الأراضي والجزية على أهل الكتاب. وأخرج اليهود من الحجاز، وأخرج أهل نجران أيضا وأنزلهم ناحية الكوفة.

نصب في كلّ مدينة قاضيا. وكان يحمل سوطا (=دِرّة) بيده للتأديب.

هدم بيت عباس بن عبد المطلب ليوسع المسجد الحرام. وجعل في المدينة إمام جماعة خاصّا بالنساء.

توسيع الفتوحات

المقالة الرئيسة: الفتوحات

قام عمر في سنوات خلافته العشر بتوسيع الفتوحات وفتح مناطق عديدة، هي: الشام، والعراق وإيران، وأسرعت شعوب هذه المناطق إلى الإسلام أو طالبت الصلح؛ لأنها من جهة شعرت بضعف حكوماتها وصلابة المسلمين، ومن جهة أخرى تضايقت من ظلم ملوكهم العتيق. ومن المدن المفتوحة في هذه المناطق: الأردن، وفلسطين، ومصر، والإسكندرية، وحمص، وقنسرين في حلب، ومنبج، والقادسية، والبصرة، والحيرة، والنهاوند، وآذربيجان، والأهواز، واصطخر، وهمدان، وإصفهان.

سببت هذه الفتوحات توسعة الإسلام في العالم، لكن العثور على الغنائم والخراج كان من أهم الدواعي لها، وهذا الأمر وفّر الأرضية ليتحوّل على مرّ الزمان جوُّ الزهد السائد على المجتمع الإسلامي إلى ثقافة الترف والاغترار بالدنيا.

بِدَعه

هناك أمور ابتدعها عمر على أساس آرائه الشخصية، منها:

• تحريم متعة الحج.
• تحريم زواج المتعة، مع أنه كان حلالا رائجا في عهد رسول الله وأبي بكر.
• صلاة التراويح، التي تقام جماعة.
• التكتف في الصلاة.
• منع الناس من النافلة بعد صلاة العصر بكلامه أحيانا وبضربه بالسوط أخرى.

المنع من نقل الأحاديث وتدوينها

المقالة الرئيسة: منع تدوين الحديث

من أهم الحوادث في عهد خلافة أبي بكر المنع من نقل الأحاديث النبوية وتدوينها، وتبعه عمر في ذلك، وكان يحتج بأن نقل الأحاديث النبوية أولا: يعرّضها للتحريف قلة أو زيادة، وثانيا: يستلزم ترك كتاب الله.

أمر عمر بجمع الجوامع الروائية لدى الناس وإحراقها، ولم يكتف بذلك بل حبس عبد الله بن مسعود، وأبو الدرداء، وأبو مسعود الأنصاري، لإكثار الحديث، ومنع كبار الصحابة من مغادرة المدينة.

وقال لأبي هريرة لتتركنّ الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس كما قال لكعب الأحبار لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة. ورغم ذلك استحسن ما نقله كعب الأحبار عن التوراة، وأذن لأشخاص كعبيد بن عمير وتميم الداري، أن يحكوا قصص التوراة والإنجيل في مسجد النبي، ولم يكن ذاك أمرا معهودا.

قتله وتكوين شورى الخلافة

قتل عمر بن الخطاب بعد مضيّ عشر سنوات وستة أشهر من خلافته، على يد أبي لؤلؤة وفي 26 أو 27 ذي الحجة سنة 23 للهجرة، وهو في 60 أو 63 من عمره.

نقل أنه جرح في اليوم 27 من ذي الحجة ثمّ توفي في اليوم 30، فصلّى على جنازته صهيب الرومي، و دفن بالقرب من صاحبه أبي بكر بعد أن أذنت عائشة.

كان يردّد في الأيام الأخيرة من حياته وهو جريح: "يا ليتني لم أك شيئا، يا ليت أمي لم تلدني، يا ليتني كنت نسيا منسيا، يا ليتني كنت حائكا أعيش من عمل يدي.

إنه رفض طريقة النبي والخليفة السابق لاختيار الخليفة واعترف بأن انتخاب أبي بكر للخلافة لم يحدث على رأي المسلمين، فلا بدّ أن يكون الانتخاب من الآن فصاعدا بحسب رأيهم ومشورتهم، ومن هنا شكّل شورى من ستة أعضاء، لاختيار أحد من بينهم لتولي الخلافة، وهم: علي بن أبي طالب (ع) وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، سعد بن أبي وقاص و عبد الرحمن بن عوف.

ثمّ حدّد لذلك طريقة، وهي أنه: "إن رضي أربعة وخالف اثنان، فليُضرب عنق الاثنين، وإن رضي ثلاثة وخالف ثلاثة، فلتضرب أعناق الثلاثة الذين ليس فيهم عبد الرحمن، وإن مضت ثلاثة أيام ولم يتراضوا بأحد، فلتضرب أعناقهم جميعاً". فتولى عثمان بن عفان الخلافة نتيجةً لهذه الشورى، وقال ابن أبي الحديد إن هناك شواهد وقرائن على وضوح نتيجة الشورى قبل تشكلها.