منهاج السنة النبوية (كتاب)

من ويكي شيعة
منهاج السنة النبوية (كتاب)
المؤلفأحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحرّاني الحنبلي (ابن تيمية)
اللغةالعربية
الموضوعنقد الشيعة


منهاج السّنة النّبوية في نقض الشّيعة والقدريّة كتاب مشهور لابن تيمية الحرّاني، من فقهاء الحنابلة في القرن السابع الهجري وأحد أهم المنظرين للمعتقد السلفي؛ ألّف هذا الكتاب في الردّ على كتاب منهاج الكرامة في معرفة الإمامة، كتاب كلامي للشيعة الإمامية ومن تأليفات العلّامة الحلّي (648ق-726ق)، والأخير هو فقيه ومتكلم شهير عند الشيعة.

حرّر الكتاب على أساس نظرية الاعتماد على الظهور عند السلفية. النظرة الناقدة لابن تيمية إلى الأسس الكلامية عند الشيعة في هذا الكتاب تصحبها ادعاءات واهية وإساءات متكررة، والذي يسعى من خلالها أن يشكك في منزلة الإمام علي (ع) وأن يضعّف من مقامه الشريف عند الأمة الإسلامية. منهجية ابن تيمية في منهاج السّنة أدّت إلى أنّ العديد من علماء أهل السّنة ينتقدون أسلوبه البعيد عن الانصاف والمهين إلى الجهات الناقد لها.[١]

المؤلّف

أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحرّاني الحنبلي المشهور بـ ابن تيمية (661ق-728ق) من علماء أهل السّنة في القرن السابع والثامن [٢]والذي وضع أسس الفكر العقيدة السلفية.[٣]أساس الكثير من النظريات التي تتبناها التيارات السلفية ومنها الفرقة الوهابية هي من نظريات ابن تيمية.

تتبائن وجهات النظر لعلماء الدين والكتّاب حول ابن تيمية؛ بحيث أنّ البعض مدحه والبعض الآخر حكم بكفره، وصرّح بضلالته وزندقته. إحدى عوامل معارضة الكثير من علماء أهل السّنة مع ابن تيمية هي نظرياته وفتاواه الخاصّة والتي تأتي لأكثر من مرة خارج إطار الثابت في العقيدة والمسلّم في الفقه عند المذاهب الإسلامية.

لقد أحصي مؤلفات ابن تيمية حوالي 330 كتاب وأهمها منهاج السّنة النبوية ودرء تعارض العقل والنقل، الرسالة التدمرية، فتوى ابن تيمية عن كتاب فصوص الحكم، قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة وكتاب الرّد على المنطقيين. تم جمع أكثر مؤلفات ابن تيمية في موسوعة تحت عنوان: مجموع فتاوى ابن تيمية.

دافع التأليف

وردت بعض التقارير أنّ كتاب منهاج السّنة النبوية هو ردّة فعل لكتاب منهاج الكرامة للعلاّمة الحلّي وفي نفس الوقت هو رّد على الكتاب الأخير. [٤]ووردت بعض التقارير أنّ حنكة العلاّمة الحلّي في البحث والمناظرة مع علماء أهل السّنة في حضور أولجايتو سلطان غياث الدّين محمد بنده، سلطان البلاد الإسلامية آنذاك، لعب دوراً مهماً في ميل أولجاتيو إلى مذهب التشيّع وبسطه في إيران.[٥][٦]

تأليف كتاب منهاج الكرامة للسلطان أولجايتو من قِبل العلاّمة الحلّي، يعكس مدى تأثير السلطان بمذهب التشيّع.[٧][٨]هذا الواقع أدّى إلى تأليف كتاب منهاج السّنة لابن تيمية ونقد أسس الشيعية بنظرة منفعلة وبعيدة عن الإنصاف والعدل.

أهمية ومكانة الكتاب

بما أنّ هذا الكتاب هو من أهم مؤلّفات ابن تيمية، لقد استغلته التيارات السلفية والوهابية بالخصوص. وقد شرح الكتاب شخصيات وهابية معاصرة كـ بن باز. [٩][١٠][١١]

تقرير حول محتوى الكتاب

كتاب المختصر من منهاج السنة بتحقيق عبد الله غنيمان

عرض ابن تيمية فكرته في كتاب منهاج السّنة خلال 214 فصلاً. وكون الكتاب ردّ على منهاج الكرامة للعلامة الحلّي، ركّز المؤلّف في مواضيع كتابه بتوجيه الانتقاد لرؤى العلامة الحلّي والردّ لما جاء في الكتاب من أسس مذهب شيعة وركائزها. به عبارة أخرى هذا الكتاب هو مرآة لكتاب منهاج الكرامة في الرّد على الشيعة ليس إلاّ.[١٢] استعمل ابن تيمية مفردة الـ رافضي للشيعة في كتابه. وأولى اهتمامه لموضوعي الإمامة وأهل البيت (ع). واصطدم ابن تيمية بشدة مع رأي الشيعة حول موضوع الإمامة وفي غضون ذلك وجّه شتى الإساءات إلى الشيعة.

النقد الغير منصف الذي وجهه ابن تيمية لموضوع الإمامة وصل إلى درجة يشكك في منزلة الإمام علي (ع) باعتباره الخليفة الرابع للمسلمين. [١٣] وأنكر المؤلف ما أجمع عليه جمهور المسلمين من فضائل للإمام علي (ع) وسعى إلى تنزيل مكانته (ع) بين صحابة الرّسول الأكرم (ص).[١٤]

خرج ابن تيمية أيضاً عن حدّ الإنصاف للإعتراف بمكانة أهل البيت (ع) ورفض الأحاديث التي نقلت فضائل أهل البيت (ع) جملة وتفصيلاً. [١٥]وبالنقيض لذلك؛ لابن تيمية رؤية إيجابية إلى حكومة بني أمية وشخص معاوية ومن أجل الدفاع عن الأخير يوجه إساءات إلى مقام الإمام علي (ع). [١٦]وفي الدفاع عن يزيد وطهارة شخصيته لم يألو جهداً قط.[١٧]

مؤلف الكتاب يرى أنّ كلّ أنواع التوسّل والزيارة عند قبر النبي (ص) وطلب الحاجة هو شرك بعينه.[١٨]

تأوول نظرة ابن تيمية إلى صفات الله سبحانه وتعالى إلى التشبيه والتجسيم، ورفض ابن تيمية تأويل الآيات القرآنية.[١٩]

شرح ما جاء في الكتاب

كتاب نظرة في كتاب منهاج السنة النبوية للعلامة الأميني

شمس الدين الذهبي (ولادة 673ق-متوفى728ق) من طلاب ابن تيمية الذي عاصره بادر إلى تلخيص منهاج السّنة واسماه المختصر المنتقى من منهاج الإعتدال في نقض كلام أهل الرفض والإعتزال ويطلق عليه أحياناً المنتقى من منهاج الإعتدال أيضاً. وقدّم أيضاً عبد الله غنيمان استاذ في جامعة المدينة المنورة سنة 1426ق ملخّص من كتاب منهاج السّنة. [٢٠]هذا الكتاب ترجم على يد اسحاق دبيري سنة 1386 هـ ش إلى اللغة الفارسية.[٢١]

منتقدي الكتاب

منهاج السنة تعرّض إلى نقد علماء الشيعة، منها ما يلي:

الهوامش

  1. ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، ج8، ص551.
  2. دائرة المعارف الإسلامية، ج3، ص 174.
  3. مهدي فرمانيان، أسس الفكر السلفي، ص3و4.
  4. ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، ج3، ص215.
  5. رسول جعفريان، سلطان محمد بنده، العلامة الحلّي وانتشار التشيّع في ايران، رسالة المفيد، رقم7،172و173.
  6. ابن الوردي، تاريخ ابن الوردي، ج2، ص270.
  7. رسول جعفريان، سلطان محمد بنده، العلامة الحلّي وانتشار التشيّع في ايران، رسالة المفيد، رقم7، ص175.
  8. وفاة عالم تسبب بتشيع سلطان المغول، الوكالة الخبرية للحج.
  9. بن باز، شرح منهاج السنة.
  10. يراجع: أحمد بن عبد الرحمن الصويان، أصول وقواعد منهجية؛ قراءات في منهاج السنة النبوية.
  11. أنس سليمان المصري النابلسي، منهج شيخ الإسلام في الرّد على الرافضة في كتابه منهاج السنة النبوية.
  12. محسن الويري/ السيد علي حسين بور، الردود التأريخية على الشيعة؛ مراجعة لـ منهاج السنة النبوية، مجلة شيعه شناسي (معرفة الشيعة)(بالفارسية)، العام الـ10، رقم40، 1391هـ ش.
  13. ابن تيمية، منهاج السنة، ج1، ص537-539.
  14. يراجع مثلا إلى : منهاج السنة، ج5، ص19؛ نفس المصدر، ج7،ص155 و273؛ نفس المصدر، ج8، 285و389.
  15. يراجع مثلا إلى: منهاج السنة، ج7، ص177-179، 318 و394.
  16. منهاج السنة، ج4، ص 513.
  17. منهاج السنة، ج4، ص 472، 513 و577.
  18. منهاج السنة، ج1، ص 478، 479؛ نفس المصدر، ج2، ص437.
  19. منهاج السنة، ج3، ص 348.
  20. المكتبة الوقفية.
  21. موقع مكتبة العقيدة التابعة للسلفيين.
  22. يراجع: نظرة في كتاب منهاج السنة النبوية، ص7-197.
  23. السيد علي الحسيني الميلاني، دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية.
  24. آقا بزرك الطهراني، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج11، ص112.
  25. موقع السيد علي الميلاني.

المصادر والمراجع