السعي بين الصفا والمروة
تعتبر هذه المقالة توصيفاً لمفهوم فقهي، ولا يصح الاعتماد عليها في مقام العمل، بل لا بدَّ من الرجوع إلى الرسالة العملية. |
فروع الدين | |
---|---|
الصلاة | |
الواجبة | الصلوات اليومية • صلاة الجمعة • صلاة العيد • صلاة الآيات • صلاة القضاء • صلاة الميت |
المستحبة | صلاة الليل • صلاة الغفيلة • صلاة جعفر الطيار • بقية الصلوات • صلاة الجماعة • صلوات ليالي شهر رمضان |
بقية العبادات | |
الصوم • الخمس • الزكاة • الحج • الجهاد • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر • الولاية • البراءة | |
أحكام الطهارة | |
الوضوء • الغسل • التيمم • النجاسات • المطهرات | |
الأحكام المدنية | |
الوكالة • الوصية • الضمان • الحوالة • الكفالة • الصلح • الشركة • الإرث | |
أحكام الأسرة | |
النكاح • المهر • الزواج المؤقت • تعدد الزوجات • الرضاع • الحضانة • الطلاق • الخلع • المباراة • الظهار • اللعان • الإيلاء | |
الأحكام القضائية | |
القضاء • الشهادات • الديات • الحدود • القصاص • التعزير | |
الأحكام الاقتصادية | |
العقود | التجارة • البيع • الإجارة • القرض • الربا • المضاربة • المزارعة |
أحكام أخرى | |
الصدقة • النذر • التقليد • الأطعمة والأشربة • الوقف | |
روابط ذات صلة | |
الفقه • الأحكام الشرعية • الرسالة العملية • التكليف • الواجب • الحرام • المستحب • المباح • المكروه |
السَّعي بَينَ الصَّفَا والمَروَة يعد من الأعمال الواجبة في الحج والعمرة، ويقطع الحجاج فيه سبعة أشواط بين جبل الصفا والمروة.
الصفا والمروة
الصفا والمرة وهما إسمان لجبلين، متصلين بالمسجد الحرام. الفاصلة مابين الجبلين الذي يُطلق عليه«المَسْعیٰ» 395 متر.
في الماضي كانا جبلي الصفا والمروة ذا حجم كبير وأرتفاع عالي وبسبب التوسعة التي حصلت في المسجد الحرام في الآونه الاخيره فقد نقص من حجمهما كثيراً. الآن أرتفاع الصفا يُقارب 8 أمتار، وأيضاً لم يبقى اليوم من جبل المروة إلا القليل وذلك بسبب التوسعة التي حصلت في المسعى.[١]
لقد ورد في القرآن الكريم إسم الجبلين والسعي، قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَیتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَیهِ أَن یطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَیرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِیمٌ﴾[٢]
السعي
السعي، وهو عبارة عن الفاصلة مابين الصفا والمروة ويؤتى به في الحج والعمرة؛ كل جولة يُطلق عليها «شوط»،[٣] وهو من الواجبات بل هو من أركان الحج والعمرة، ولو تركه عمداً بطل حجه وعمرته سواء في ذلك العلم بالحكم والجهل به وعليه الحج في العام القادم؛ لو ترك السعي ناسياً أتى به حينما يتذكره وإن كان تذكره بعد فراغه من أعمال الحج فإن لم يتمكن منه مباشرة أو كان فيه حرج أو مشقة، ويجب عليه الإستنابة وإذا لم يأتي بالسعي، المحرمات التي تحل له بعد السعي تبقى محرمة عليه.[٤]
مشهور الفقهاء يقولون بعدم وجود سعي مستحب، على خلاف الطواف.[٥]
سعي هاجر بين الصفا والمروة
فريضة السعي تعتبر اقتداءً بالسيدة هاجر زوجة النبي إبراهيم بعد أن تركها زوجها في صحراء قافرة لا زرع فيها تنفيذاً لأمر الله سبحانه وتعالى ،وبذلك بقيت هاجر مع ابنها إسماعيل في صحراء قافرة لا زرع فيها ولا ماء ولا بشر. وبعد وقت قصير بدأ العطش يأخذ مأخذه من ابنها إسماعيل الذي صار يطلب الماء بإلحاح. في حيرتها بدأت هاجر تسعى بين جبلي الصفا والمروة بكل ما أوتيت من طاقة لعلها تجد ماء يروي عطش رضيعها. وبعد أن فعلت ذلك سبع مرات وتمهلت عند رضيعها بعد أن بذلت كل ما تستطيع لتجد الماء وإذا بها تجد الماء قد نبع عند رضيعها لتنفذ المشيئة الإلهية بإغاثتهما بعد أن خارت قواها، وهذا النبع ليس إلا بئر زمزم. وقد بقية هذه الشعيرة واصبحت جز من أعمال الحج حيث كان العرب في الجاهلية يسعون بين الجبلين عندما يأتون للزيارة، وقد وضعوا عند كل جبل صنم إسم أحدهما اُساف والآخر نائلة، والذي يسعى لابد أن يلمس هذين الصنمين، وقد ذكروا في الروايات أن هذين الصنمين كانا رجل وأمراة وقد زنيا فبدلهم الله إلى حجر.[٦]
مكان وزمان السعي
السعي يبدأ بعد الطواف وصلاة الطواف، فلو قدم المكلف السعي على الطواف عمداً، بطل السعي ويجب عليه إعادة السعي بعد الطواف وصلاة الطواف،[٧][٨] وإذا قدم السعي قبل الطواف نسياناً القول ببطلان السعي ووجوب الاعادة محل خلاف في فتوى الفقهاء.[٩][١٠]
يجوز تأخير السعي عن الطواف وصلاة الطواف إلى الليل.[١١]
واجبات السعي
بعد النية وقصد القربة إلى الله تعالى، يبدأ السعي من الصفا ويختم في المروة، ولو بدأ بالسعي من المروة قبل الصفا عمداً أو سهواً أو بسبب الجهل بالحكم، يبطل السعي ويجب أن يعيده من الصفا.[١٢] لا يجب الصعود على جبل الصفا والمروة، بل هو مستحب.[١٣]الذهاب من الصفا إلى المروة يعتبر شوط والرجوع من المروة إلى الصفا يعتبر شوط ثاني.[١٤]
يبطل السعي إذا زاد الحاج في سعيه أكثر من سبعة أشواط، عن علم وعمد.[١٥] وإذا كانت الزيادة عن خطأ صح سعيه.[١٦]
يجوز الجلوس على الصفا أو المروة أو فيما بينهما للاستراحة.[١٧]
لا يجوز أخذ الحجر من الصفا والمروة والذي أخذ الحجر يجب عليه أرجاعه إلى مكانه.
مستحبات السعي
يستحب بعد الفراغ من صلاة الطواف وقبل السعي الذهاب إلى بئر زمزم وأن يملي دلواً أو دلوين من الماء ويشرب منه ويصب على رأسه وظهره وبطنه ويقول هذا الدعاء: «اَللّهُمَ اجْعَلْهُ عِلْماً نافِعاً وَ رِزْقاً واسِعَاً وَ شِفاءاً مِنْ کُلِّ داءٍ وَ سُقْمٍ»، ثم يأتي الحجر الأسود. ويستحب أن يذهب إلى الصفا من الباب المحاذي للحجر الاسود ويصعد بوقار وسكون قلب ثم ينظر إلى الكعبة ويتوجه نحو الركن الذي فيه الحجر الأسود ويحمد الله ويثني عليه ويتذكر النعم الالهية ثم يذكر بهذه الاذكار: «الله أكبر» سبع مرات. «الحمد لله» سبع مرات. «لاإله الا الله» سبع مرات.[١٨]
يستحب إطالة الوقوف على الصفا، وقد ورد في الروايات، من أراد أن يكثر ماله فليطل الوقوف على الصفا والمروة.[١٩][٢٠]
على قول مشهور الفقهاء، يستحب طهارة البدن واللباس في آثناء السعي.[٢١]
من المستحبات الآخرى أن يكون السعي الحاج الرجل بين الصفا والمروة هرولة.[٢٢]
السعي في الطابق الثاني والثالث
في الوقت الحاضر يوجد ثلاث طوابق للسعي بين الصفا والمروة، لقد أفتى بعض الفقهاء بعدم جواز السعي في الطابق الثاني والثالث، وذلك لأن الساعي لا يبدأ بالجبل ولا ينتهي إليه.[٢٣]
حلية الطيب بعد السعي
على وفق فتوى مشهور الفقهاء، في الحج وبعد الحلق أو التقصير يحل للمحرم كل شيء ماعدى الطيب والنساء[٢٤]وبعد الطواف والسعي يحل له الطيب؛ أما في العمرة، فلا يحل له شيء بعد السعي.[٢٥]
الهوامش
- ↑ آثار اسلامي مکّه و مدینة، ج 1، ص 105 ــ 108.
- ↑ البقرة: 158.
- ↑ الصدر، منهج الصالحين، ج2، ص203.
- ↑ النجفي، جواهر الكلام، ج 19، ص 429ـ 431.
- ↑ الافتخاري، آراء المراجع في الحج، ج 1، ص 320.
- ↑ جعفریان، آثار إسلامي مکة و المدینة، ص 105.
- ↑ الافتخاري، آراء المراجع في الحج، ج 1، ص 422.
- ↑ الخميني، تحرير الوسيلة، ج 1، ص 430.
- ↑ النجفي، جواهرالکلام، ج 19، ص 446.
- ↑ الخوئي، المعتمد في شرح المناسك، ج 5، ص 41 ــ 43.
- ↑ النجفي، جواهر الکلام، ج 19، ص 390 ــ 391؛ الافتخاري، آراء المراجع في الحج، ج 1، ص 430 ــ 431.
- ↑ الخميني، مناسك الحج، ص 174.
- ↑ المحقق الكركي، جامع المقاصد، ج 3، ص 206.
- ↑ الافتخاري، آراء المراجع في الحج، ج 1، ص 418 ــ 419.
- ↑ الخميني، مناسك الحج، ص 172.
- ↑ الصدر، منهج الصالحين، ج 2، ص 205.
- ↑ الافتخاري، آراء المراجع في الحج، ج 1، ص 428 ــ 429.
- ↑ الخميني، مناسك الحج، ص 179ــ180.
- ↑ النجفي، جواهر الکلام، ج 19، ص 415ــ417.
- ↑ العاملي، وسائل الشیعة، ج 13، ص 479.
- ↑ النجفي، جواهر الکلام، ج 19، ص 410 ــ 415.
- ↑ النجفي، جواهر الکلام، ج 19، ص 425.
- ↑ الافتخاري، آراء المراجع في الحج، ج 1، ص 425.
- ↑ النجفي، جواهر الکلام، ج 19، ص 251.
- ↑ النجفي، جواهر الکلام، ج 19، ص 257 ــ 258.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الافتخاري، علي، آراء المراجع في الحج، قم، دار الحديث، ط2، 1428هـ.
- الخميني، روح الله، تحرير الوسيلة، النجف الأشرف، مطبعة الأدب، ط2، 1390هـ.
- الخميني، روح الله، مناسك الحج، قم، مكتبة الإعلام الإسلامي، ط1، 1413هـ.
- الخوئي، ابو القاسم، المعتمد في شرح المناسك، بقلم سید رضا الخلخالي، قم، مطبعة العلمي، 1409هـ.
- الصدر، محمد محمد صادق، منهج الصالحين، النجف الأشرف، هيئة تراث السيد الشهيد الصدر، 1430هـ.
- العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشیعة، قم، مؤسسه أهل البیت، ط1، 1412هـ.
- المحقق الكركي، علي بن الحسن، جامع المقاصد، قم، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، 1408هـ.
- النجفي، محمد حسن، جواهر الکلام، بيروت، دار احیاءالتراث العربي، 1404هـ.