إيمان أجداد النبي (ص)

من ويكي شيعة
(بالتحويل من إيمان أجداد النبي)
معتقدات الشيعة
‌معرفة الله
التوحيدالتوحيد الذاتيالتوحيد الصفاتيالتوحيد الأفعاليالتوحيد العبادي
الفروعالتوسلالشفاعةالتبرك
العدل
الحسن والقبحالبداءالجبر والتفويض
النبوة
عصمة الأنبياءالخاتمية نبي الإسلامعلم الغيبالإعجازعدم تحريف القرآنالوحي
الإمامة
الاعتقاداتالعصمةعصمة الأئمةالولاية التكوينيةعلم الغيبالغيبةالغيبة الصغرىالغيبة الكبرىإنتظار الفرجالظهورالرجعةالولايةالبراءةأفضلية أهل البيت(ع)
الأئمةالإمام علي عليه السلام

الإمام الحسن عليه السلام
الإمام الحسين عليه السلام
الإمام السجاد عليه السلام
الإمام الباقر عليه السلام
الإمام الصادق عليه السلام
الإمام موسى الكاظم عليه السلام
الإمام الرضا عليه السلام
الإمام الجواد عليه السلام
الإمام الهادي عليه السلام
الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عج
المعاد
البرزخالقبرالنفخ في الصورالمعاد الجسمانيالحشرالصراطتطاير الكتبالميزانيوم القيامةالثوابالعقابالجنةالنارالتناسخ
مسائل متعلقة بالإمامة
أهل البيت المعصومون الأربعة عشرالتقية المرجعية الدينية


إيمان أجداد النبي (ص) يشير إلى توحيد والد رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم وأجداده. ويعتقد علماء الشيعة، وبعض علماء السنة أن أجداد النبي كانوا جميعهم موحدين، ومن وجهة نظر من يعتقد بإيمان أجداد النبي، فإن جملة من الآيات والروايات تُشير إلى أن النبي ولد من آباء غير مشركين؛ ولذلك لا يعتبرون آزر الذي كان مشركا والد إبراهيم.

ويرى بعض علماء السنة، وبالاستناد على دور آزر في حياة إبراهيم، أنه كان هناك مشركون بين آباء النبي.

الأهمية والمكانة

توحيد أو شرك أجداد النبيصلی الله عليه وآله وسلم هي إحدى المسائل الخلافية بين المذاهب الإسلامية.[١] وقد تم تأليف العديد من الكتب والمقالات في هذا المجال، كما تم تخصيص أجزاء من الكتب لهذا الأمر.[٢] وجلال الدين السيوطي (وفاة: 911هـ) من العلماء الذين لديهم مؤلفات في هذا الاتجاه.[٣]

هل كان أجداد النبي جميعهم موحدين؟

يذكر الشيخ الصدوق (وفاة: 380هـ) إن اعتقادنا هو أن أجداد النبي من آدم إلى عبد الله كانوا كلهم مسلمين (بالمعنى العام أي التسليم لله).[٤] وبحسب الشيخ المفيد (وفاة: 413هـ) فإن أهل الحق كلهم متفقون على عقيدة واحدة أن آباء النبي إلى آدم كانوا جميعاً موحدين ومؤمنين بالله.[٥] الآلوسي (وفاة: 1270هـ) أحد مفسري أهل السنة، نفى إسناد هذا المعتقد للشيعة، ويقول إن الفخر الرازي الذي اعتبر هذه العقيدة مختصة بالشيعة، لم يقم بالبحث الكافي.[٦]

كما يرى نصير الدين الطوسي (وفاة: 672هـ)، والعلامة الحلي (وفاة: 726هـ) من متكلمي الشيعة في كتاب تجريد الاعتقاد، وشرحه، أن آباء الأنبياء ينبغي أن يكونوا منزهين من أي رذيلة.[٧] كما ذكر علاء الدين القوشجي (وفاة: 879هـ) المتكلم الأشعري في شرحه على تجريد الاعتقاد، إنه لا ينبغي لأجداد الأنبياء أن يتلوثوا بالشرك.[٨]

أدلة توحيد أجداد النبي

آيات قرآنية تدل على إيمان أجداد النبي

أحاديث تدل على إيمان أجداد النبي

وقد صنف مؤلف مقال «إيمان أجداد پيامبر (إيمان أجداد النبي) الأحاديث في هذا الشأن إلى خمس مجموعات:

  • روايات تدل بوضوح على إيمان بعض أجداد النبي
  • الأحاديث التي تذكر أن النبي كان في الأصلاب والأرحام الطاهرة
  • الأحاديث التي تذكر أن النبي وجد في أفضل جماعة وعائلة
  • الأحاديث التي تعتبر النبي يتنقل في أصلاب الأنبياء
  • الأحاديث التي تفيد أن الصلب الذي ولد منه النبيصلی الله عليه وآله وسلم يُحرم على النار.[١٣] فمثلاً ورد في الكافي حُرمت النار على صلب أنزل النبي، وبطن حمله، وحجر كفله.[١٤] وروي أيضا في أمالي الشيخ الطوسي عن النبي: إن الله تعالى خلقه نطفة بيضاء أودعها في صلب آدم ثم في أصلاب أجداده من طاهر إلى رحم طاهر، ولم يُدنسه بدنس الجاهلية.[١٥] وقد وردت مثل هذه الروايات أيضًا في المصادر السنية.[١٦]

قبول دعوة الأنبياء على أساس توحيد أجدادهم

ويذكر أبو الفتوح الرازي، أحد مفسري الشيعة، من الناحية العقلية أن أجداد الأنبياء جميعهم كانوا موحدين؛ لأن الأنبياء يجب أن يكونوا خاليين من الأشياء التي تجعل الناس يكرهونهم وينفرون من دعوتهم، وإلا فإن وجود هذه الأشياء يجعل الناس لا يقبلون دعوتهم،[١٧] وفي استجابة دعوة الأنبياء يقولون: كان آباؤكم مشركين أيضًا.[١٨] وكذلك اعتبر الله تعالى المشركين نجس؛ ولذلك فمن الناحية العقلية فإن الذي أرسل لينظف القذارة لا ينبغي أن يولد نجساً.[١٩]

التشكيك في إيمان أجداد النبي بالرجوع إلى قصة آزر والأحاديث

لا يقبل الفخر الرازي (وفاة: 606هـ)، أحد المتكلمين الأشاعرة، توحيد جميع أجداد النبي، ويعتبر الاعتقاد في توحيدهم جميعاً عقيدة شيعية.[٢٠] كما أن ابن تيمية (وفاة: 728هـ) زعيم السلفية، يكفر والد رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم في كتابه مجمع الفتاوى.[٢١] كما يرى رشيد رضا (وفاة: 1935م) أن الاعتقاد بطهارة آباء الأنبياء يخالف ظاهر القرآن والأحاديث الصحيحة.[٢٢] ويقول رشيد رضا، معتمدًا على أحاديث يتحدث مضمونها على أن والد النبي كان كافرًا ومن أهل النار، أنَّه من الممكن أن يكون آباء الأنبياء مشركين.[٢٣] كما يرى معارضو إيمان أجداد النبي، بما أن آزر والد النبي إبراهيم كان مشركًا، فإن جميع أجداد النبي (ص) لم يكونوا موحدين.[٢٤]

ومن ناحية أخرى، فإن الذين يؤمنون بإيمان آباء الأنبياء، يعتبرون آزر ليس والد إبراهيم، بل ولي أمره أو عمه.[٢٥] بحسب العلامة الطباطبائي (وفاة: 1402هـ)، مؤلف تفسير الميزان، كان والد إبراهيمعليه السلام شخصًا آخر غير آزر؛ لأن إبراهيم استغفر لأبيه في شيخوخته،[٢٦] وقد استخدم كلمة الوالد بدلًا عن كلمة الأب.[٢٧]

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. المدني البجستاني، «ایمان اجداد رسول‌خدا»، ص162.
  2. المدني البجستاني، «ایمان اجداد رسول‌خدا»، ص188.
  3. المدني البجستاني، «ایمان اجداد رسول‌خدا»، ص166.
  4. الصدوق، الاعتقادات، ص110.
  5. المفيد، تصحيح اعتقادات الإمامية، ص139.
  6. الآلوسي، روح المعاني، ج4، ص184.
  7. العلامة الحلي، كشف المراد، ص472.
  8. القوشجي، شرح تجريد العقائد، ص359.
  9. الفخر الرازي، مفاتيح الغيب، ج24، ص537.
  10. الطوسي، التبيان، ج8، ص68.
  11. الطبرسي، مجمع البيان، ج7، ص357.
  12. المدني البجستاني، «ایمان اجداد رسول‌خدا»، ص170 ـ 171.
  13. المدني البجستاني، «ایمان اجداد رسول‌خدا»، ص175 ـ 176.
  14. الكليني، الكافي، ج1، ص446، ح21.
  15. الطوسي، الأمالي، ص500، ج1059.
  16. الطبراني، المعجم الكبير، ج11، ص362؛ الحلبي، السيرة الحلبية، ج1، ص44؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، ج7، ص86.
  17. أبو الفتوح الرازي، روض الجنان، ج7، ص340.
  18. أبو الفتوح الرازي، روض الجنان، ج7، ص340.
  19. أبو الفتوح الرازي، روض الجنان، ج7، ص340.
  20. الفخر الرازي، مفاتيح الغيب، ج13، ص31 ـ 34.
  21. ابن تيمية، مجموع الفتاوى، ج1، ص144.
  22. رشيد رضا، المنار، ج7، ص451 ـ 454.
  23. رشيد رضا، المنار، ج7، ص451.
  24. رشيد رضا، المنار، ج7، ص449.
  25. الطباطبائي، الميزان، ج7، ص164 ـ 165.
  26. سورة إبراهيم، الآية 41.
  27. الطباطبائي، الميزان، ج7، ص164 ـ 165.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن‌ تیمیة، أحمد بن عبد الحليم، مجموعة الفتاوی، تحقيق: عبد الرحمن بن محمد، المدينة، مجمع الملك فهد، 1416 هـ.
  • أبو الفتوح الرازي، حسين بن علي، روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن، مشهد، آستان قدس رضوی، 1376 ش.
  • الآلوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني، تحقيق: علي عبد الباري عطية، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1415 هـ.
  • الحلبي، علي بن إبراهيم، السيرة الحلبية، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 2، 1427 هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي، الإعتقادات، قم، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، ط1، 1413 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط1، 1417 هـ/ 1997 م.
  • الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير، القاهرة، مكتبة ابن تيمية، ط1، 1415هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي، ط1، 1415هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي، تحقيق: مؤسسة البعثة، د.م، دار الثقافة، ط1، 1414 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
  • العلامة الحلي، حسن بن يوسف، كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، تعليق: الشيخ حسن حسن زاده الآملي، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط9، 1422 هـ.
  • الفخر الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير (مفاتيح الغيب)، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط3، 1420 هـ.
  • القوشجي، علاء الدين، شرح تجريد العقائد، قم، منشورات الرضي، د.ت.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تصحيح: علي أكبر الغفاري ومحمد الآخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط4، 1407 هـ.
  • المدني البجستاني، محمود، «ایمان اجداد رسول‌خدا»، فصلنامه ميقات الحج، العدد44، صيف 1382 ش.
  • المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، تصحيح إعتقادات الإمامية، مقدمة هبة الدّين الشّهرستانيّ، قم، المؤتمر العالمي لألفية الشیخ المفید، ط1، 1413 هـ.
  • الهيثمي، علي بن أبي بكر مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، تحقيق: حسام الدين القدسي، القاهرة، مكتبة القدسي، 1414 هـ/ 1994 م.
  • رشيد رضا، محمد، تفسير المنار، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1990 م.