مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الاثنا عشرية»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ١٢: | سطر ١٢: | ||
==عقائد الشيعة الاثني عشرية== | ==عقائد الشيعة الاثني عشرية== | ||
===الإمامة=== | ===الإمامة=== | ||
{{مفصلة|الإمامة}} | |||
تعد عقيدة [[الإمامة]] المحور الأساسي والمائز الرئيسي بين الشيعة وبين غيرهم من فرق [[المسلمين]]، حيث ذهبت الشيعة إلى الإعتقاد – انطلاقاً من [[القرآن]] وأحاديث [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي الأكرم]] صلى الله عليه وآله - بأن الرسول صلى الله عليه وآله قد نصبه، وبما لا ريب فيه [[الإمام علي|علي بن أبي طالب]] عليه السلام إماماً للمسلمين، وأنه صلى الله عليه وآله بلغ الأمر بإمامته إلى جميع المسلمين ومن بعده عليه السلام تكون [[إمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام|الإمامة]] للمعصومين عليه السلام من أبنائه- الأحد عشر- من ولد [[السيدة فاطمة الزهراء|فاطمة]] عليها السلام، وعلى جميع المسلمين الامتثال لأمرهم والتسليم بإمامتهم، وهم: | تعد عقيدة [[الإمامة]] المحور الأساسي والمائز الرئيسي بين الشيعة وبين غيرهم من فرق [[المسلمين]]، حيث ذهبت الشيعة إلى الإعتقاد – انطلاقاً من [[القرآن]] وأحاديث [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي الأكرم]] صلى الله عليه وآله - بأن الرسول صلى الله عليه وآله قد نصبه، وبما لا ريب فيه [[الإمام علي|علي بن أبي طالب]] عليه السلام إماماً للمسلمين، وأنه صلى الله عليه وآله بلغ الأمر بإمامته إلى جميع المسلمين ومن بعده عليه السلام تكون [[إمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام|الإمامة]] للمعصومين عليه السلام من أبنائه- الأحد عشر- من ولد [[السيدة فاطمة الزهراء|فاطمة]] عليها السلام، وعلى جميع المسلمين الامتثال لأمرهم والتسليم بإمامتهم، وهم: | ||
{{Div col|2}} | {{Div col|2}} | ||
سطر ٣٠: | سطر ٣١: | ||
تعتقد الشيعة واستناداً إلى [[آية الإبتلاء]] أن مقام [[إمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام|الإمامة]] والذي ناله كل من [[النبي إبراهيم عليه السلام|إبراهيم]] ولوط وإسحاق ويعقوب و[[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي الأكرم]]{{صل}} أرفع من مقام النبوة؛ وذلك لأنّ إبراهيم{{عليه السلام}} إنما حبي به في أخريات حياته، وقد كان قد حبّي من قبل بمقامي النبوة والخلة، وإنّه إنما نال مقام [[الإمام]]ة بعد تجاوزه للاختبارات والابتلاءات الصعبة التي ابتلاه الله بها كالأمر بذبح ابنه [[النبي إسماعيل عليه السلام|إسماعيل]]. | تعتقد الشيعة واستناداً إلى [[آية الإبتلاء]] أن مقام [[إمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام|الإمامة]] والذي ناله كل من [[النبي إبراهيم عليه السلام|إبراهيم]] ولوط وإسحاق ويعقوب و[[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي الأكرم]]{{صل}} أرفع من مقام النبوة؛ وذلك لأنّ إبراهيم{{عليه السلام}} إنما حبي به في أخريات حياته، وقد كان قد حبّي من قبل بمقامي النبوة والخلة، وإنّه إنما نال مقام [[الإمام]]ة بعد تجاوزه للاختبارات والابتلاءات الصعبة التي ابتلاه الله بها كالأمر بذبح ابنه [[النبي إسماعيل عليه السلام|إسماعيل]]. | ||
وقد ورد في [[الحديث|الأحاديث]] الشريفة التأكيد على مقام الإمامة وأهميته، فقد روي عن النبي الأكرم{{صل}} أنّه قال: «'''مَنْ ماتَ و لا يعرِفْ إمامَه، ماتَ ميتَةً جاهِليةً'''».<ref>الكليني، الكافي، ج 3، ص 58.</ref> ونظائره من الأحاديث التي تحمل نفس المضمون.<ref> | وقد ورد في [[الحديث|الأحاديث]] الشريفة التأكيد على مقام الإمامة وأهميته، فقد روي عن النبي الأكرم{{صل}} أنّه قال: «'''مَنْ ماتَ و لا يعرِفْ إمامَه، ماتَ ميتَةً جاهِليةً'''».<ref>الكليني، الكافي، ج 3، ص 58.</ref> ونظائره من الأحاديث التي تحمل نفس المضمون.<ref>ابن حبان، صحيح ابن حبان ج 10، ص 434.</ref> وعليه تكون الإمامة من الأركان الأساسية للدين الإسلامي الحنيف والتي من دونها يعيش الإنسان الجاهلية. | ||
ويستفاد من هذا [[الحديث]] أيضاً أن الجهل بالإمام مع حضوره يؤدي إلى ميتة الجاهلية، ولا يمكن تفسير الحديث بغير هذا المعنى لوضوح دلالته.<ref>شرح المقاصد، ج5، ص239.</ref><ref>تلخيص المحصل، ص407.</ref> | ويستفاد من هذا [[الحديث]] أيضاً أن الجهل بالإمام مع حضوره يؤدي إلى ميتة الجاهلية، ولا يمكن تفسير الحديث بغير هذا المعنى لوضوح دلالته.<ref>التفتازاني، شرح المقاصد، ج5، ص239.</ref><ref>نصیر الدین الطوسی، تلخيص المحصل، ص407.</ref> | ||
ومن الأمور التي تعتقدها الشيعة أن للإمام جميع ما للرسول إلاّ [[الوحي|وحي]] النبوة، وأنّ الإمام يقوم بشؤون الرسالة في ثلاثة محاور أساسية<ref>المطهري، مرتضى، امامت و رهبري (الإمامة والقيادة)، ص | ومن الأمور التي تعتقدها الشيعة أن للإمام جميع ما للرسول إلاّ [[الوحي|وحي]] النبوة، وأنّ الإمام يقوم بشؤون الرسالة في ثلاثة محاور أساسية<ref>المطهري، مرتضى، امامت و رهبري (الإمامة والقيادة)، ص 58 - 60.</ref>: | ||
*'''المرجعية الثقافية''': وتستفاد هذه المهمة الموكلة إلى [[أهل البيت]] عليهم السلام من [[حديث الثقلين]] المجمع عليه في المصادر الرئيسة للفريقين، حيث رسم طريق النجاة من الضلال، وحدد معالمها من خلال التمسك بالثقلين [[القرآن الكريم]] والعترة المطهرة التي تمثل العدل الثاني في المعادلة، مما يؤمن سلامة الطريق والضمان من الوقوع في الضلال والانحراف. وتظهر الحاجة إلى الثقلين كمرجعية ثقافية فيما إذا أخذنا بنظر الاعتبار عدم توفر الفرصة [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|للنبي الأكرم]] {{صل}} في الإجابة عن جميع التساؤلات وبيان الأحكام من جهة وظهور موضوعات مستجدة من جهة أخرى، مما يلزم أن تواصل الطريق مرجعية ثقافية أمينة ومعصومة. | *'''المرجعية الثقافية''': وتستفاد هذه المهمة الموكلة إلى [[أهل البيت]] عليهم السلام من [[حديث الثقلين]] المجمع عليه في المصادر الرئيسة للفريقين، حيث رسم طريق النجاة من الضلال، وحدد معالمها من خلال التمسك بالثقلين [[القرآن الكريم]] والعترة المطهرة التي تمثل العدل الثاني في المعادلة، مما يؤمن سلامة الطريق والضمان من الوقوع في الضلال والانحراف. وتظهر الحاجة إلى الثقلين كمرجعية ثقافية فيما إذا أخذنا بنظر الاعتبار عدم توفر الفرصة [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|للنبي الأكرم]] {{صل}} في الإجابة عن جميع التساؤلات وبيان الأحكام من جهة وظهور موضوعات مستجدة من جهة أخرى، مما يلزم أن تواصل الطريق مرجعية ثقافية أمينة ومعصومة. | ||
سطر ٤٤: | سطر ٤٥: | ||
*'''الولاية''': من الأمور الأخرى التي تؤمن بها الشيعة أنّ الأئمة ولقربهم المعنوي من الله قد منحهم الله [[الولاية التكوينية]] وأنّ على جميع المؤمنين طاعتهم والامتثال لأمرهم. | *'''الولاية''': من الأمور الأخرى التي تؤمن بها الشيعة أنّ الأئمة ولقربهم المعنوي من الله قد منحهم الله [[الولاية التكوينية]] وأنّ على جميع المؤمنين طاعتهم والامتثال لأمرهم. | ||
والملاحظ في الفكر الشيعي أن [[الإمام]] هو الإنسان الكامل وأنه [[الخليفة|خليفة]] الله في الأرض، ومن هنا نرى بعض الروايات تشير إلى أن الإمامة هي غاية الخلق و[[الفلسفة|فلسفته]] إلى الحد الذي يقول فيه الإمام: | والملاحظ في الفكر الشيعي أن [[الإمام]] هو الإنسان الكامل وأنه [[الخليفة|خليفة]] الله في الأرض، ومن هنا نرى بعض الروايات تشير إلى أن الإمامة هي غاية الخلق و[[الفلسفة|فلسفته]] إلى الحد الذي يقول فيه الإمام: «لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت».<ref>الكليني، الكافي، ج1، ص 437.</ref> | ||
===صفات الإمام=== | ===صفات الإمام=== | ||
* '''العصمة''': تعتقد الشيعة بأنّ [[ | * '''العصمة''': تعتقد الشيعة بأنّ الأئمة {{هم}} [[العصمة|معصومون]] شأنهم شأن [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي]] صلى الله عليه وآله في هذه الحيثية؛ بمعنى استحالة صدور الذنب والمعصية والنسيان والخطأ منهم. وتستند الشيعة في معتقدها هذا إلى [[القرآن الكريم]]، ك[[آية التطهير]] و[[آية أولي الأمر]]، {{و}}[[الحديث|الأحاديث]] النبوية ك[[حديث الثقلين]] و[[حديث علي مع الحق]]. | ||
* '''الأفضلية''': ومن الأمور التي تؤمن بها الشيعة ضرورة كون [[الإمام]] هو [[أفضلية الإمام|الأفضل من الكل]] في زمانه تقوى وعلماً وتقرباً من الله تعالى وفي سائر الصفات اللازم توفرها في الإمام والقائد كالشجاعة. | |||
* '''العلم''': تعتقد الشيعة بأن [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الأئمة]] (عليهم السلام) يتوفرون على العلم الإلهي الذي حصلوا عليه عن طريقي الإلهام وتعليم [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي الأكرم]] صلى الله عليه وآله لهم بالمباشرة أو عن طريق نقل [[الإمام]] السابق للإمام اللاحق، ومن هنا يكون الأئمة هم العالمين حقيقة بعلوم الشريعة [[الفقه|فقهاً]] و[[التفسير|تفسيراً]] وعقائداً و.... | |||
[[ملف:علي ولي الله.jpg|تصغير|250px|يرى الشيعة الإمامية أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قد نص على خلافة علي بن أبي طالب (عليه السلام) وإمامته من بعده]] | [[ملف:علي ولي الله.jpg|تصغير|250px|يرى الشيعة الإمامية أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قد نص على خلافة علي بن أبي طالب (عليه السلام) وإمامته من بعده]] | ||
* '''النصب الإلهي''': الأمر الآخر الذي تؤمن به الشيعة هو الاعتقاد بكون منصب [[ | * '''النصب الإلهي''': الأمر الآخر الذي تؤمن به الشيعة هو الاعتقاد بكون منصب [[الإمامة]] كمنصب النبوة لا يحق لأي أحد التدخل به نصباً وعزلاً، وإنما هو من شؤون الباري تعالى؛ لأنّ «اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ»، فلا مشروعية لمن يتصدى لمنصب [[الإمام]] إلاّ إذا نصب من قبل الله تعالى وعلى لسان نبيّه الكريم، ولا قيمة للإجماع أو الشورى وما شابه ذلك. | ||
في المقابل | في المقابل إنّ المدرسة [[السنة|السنية]] تؤمن بوجوب الإذعان لمن تم نصبه من قبل النبي [[النص|نصاً]]، إلاّ أنهم يناقشون في وقوع هذا النص، ويقولون: بأنّ [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي]] صلى الله عليه وآله سكت عن هذا الأمر، وأنّه مات ولم يستخلف وترك الأمر إلى الأمة هي التي تختار. ويخالفهم الشيعة في ذلك ويؤكدون اهتمام النبي صلى الله عليه وآله بهذه القضية وأنه عيّن للأمة [[الخليفة]] الشرعي من بعده بالاسم تارة وبالصفة تارة أخرى، بدأ من [[الإمام علي|أمير المؤمنين]] (عليه السلام) وانتهاء ب[[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام الحجة المهدي]] (عج). وقد ساقوا في ذلك الكثير من الأدلة منها: | ||
[[آية الولاية]]، [[آية إكمال الدين]]، [[حديث الغدير]]، [[حديث المنزلة]]، [[حديث يوم الدار]]، [[حديث الإثني عشر خليفة]]، [[حديث جابر]] (اللوح)، [[حديث القلم والدواة]]. | [[آية الولاية]]، [[آية إكمال الدين]]، [[حديث الغدير]]، [[حديث المنزلة]]، [[حديث يوم الدار]]، [[حديث الإثني عشر خليفة]]، [[حديث جابر]] (اللوح)، [[حديث القلم والدواة]]. |