انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الجمع بين الصلاتين»

من ويكي شيعة
imported>Foad
imported>Foad
سطر ١٢: سطر ١٢:


==الدليل على مشروعية الجمع==
==الدليل على مشروعية الجمع==
ذكر الشهيد الأول، أنه لا خلاف بين فقهاه الشيعة في جواز الجمع بين الصلاتين،<ref>الشهيد الأول، ذكرى الشيعة، ج 2، ص 331.</ref> وذلك بناءً على الأحاديث التي وردت عن رسول الله{{صل}}<ref>الصدوق، علل الشرائع، ج 2، ص 322؛ البخاري، صحيح البخاري، ج 1، ص 138؛ مسلم، صحيح مسلم، ج 1، ص 489.</ref> والأئمة المعصومين أنهم كانوا يجمعون ويفصلون<ref>الكليني، الكافي، ج 3، ص 286 ــ 287.</ref> بين الصلاتين في الظروف العادية وغير العادية (كالحرب، والخوف، والسفر، والمطر، إلخ). وذُكر أنَّ رسول الله{{صل}} قد جمع بين الصلاتين في الظروف العادية لكي يوسع على أمته ولا تقع في الحرج.<ref>الصدوق، علل الشرائع، ج 2، ص 322؛ مسلم، صحيح مسلم، ج 1، ص 490.</ref> بنظر الشيعة، إنَّ التفريق بين الصلاتين من قبل رسول الله{{صل}} يدل على الاستحباب<ref>الشهيد الأول، ذكرى الشيعة، ج 2، ص 335.</ref> وعلى اشتراك الوقت.<ref>ابن إدريس الحلي، السرائر، ج 1، ص 198.</ref>
ذكر [[الشهيد الأول]]، أنه لا خلاف بين [[فقهاء الشيعة]] في جواز الجمع بين الصلاتين،<ref>الشهيد الأول، ذكرى الشيعة، ج 2، ص 331.</ref> مستندين في ذلك على [[الأحاديث]] التي وردت عن [[رسول الله]]{{صل}}<ref>الصدوق، علل الشرائع، ج 2، ص 322؛ البخاري، صحيح البخاري، ج 1، ص 138؛ مسلم، صحيح مسلم، ج 1، ص 489.</ref> و[[الأئمة المعصومين]]{{ع}} أنهم كانوا يجمعون ويفصلون<ref>الكليني، الكافي، ج 3، ص 286 ــ 287.</ref> بين الصلاتين في الظروف العادية وغير العادية (كالحرب، والخوف، والسفر، والمطر، إلخ). وذُكر أنَّ رسول الله{{صل}} قد جمع بين الصلاتين في الظروف العادية لكي يوسع على أمته ولا تقع في الحرج.<ref>الصدوق، علل الشرائع، ج 2، ص 322؛ مسلم، صحيح مسلم، ج 1، ص 490.</ref> بنظر الشيعة، إنَّ التفريق بين الصلاتين من قبل رسول الله{{صل}} يدل على الاستحباب<ref>الشهيد الأول، ذكرى الشيعة، ج 2، ص 335.</ref> وعلى اشتراك الوقت.<ref>ابن إدريس الحلي، السرائر، ج 1، ص 198.</ref>


يذهب أغلب فقهاء السنة أنه لا يجوز الجمع بين الصلاتين في الظروف العادية،<ref>السرخسي، المبسوط، ج 1، ص 149.</ref> ويجوزون الجمع في حالة وجود ظرف غير عادي مثل السفر، والمرض، والمطر.<ref>النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، ج 5، ص 218. </ref> كما أن الروايات التي وردت عن سنة رسول الله{{صل}} في الجمع بين الصلاتين في الظروف العادية، يؤولها على أنها كانت في ظروف غير عادية.<ref>المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، ج 5، ص 218.</ref> ولكن أجمع فقهاء المذاهب الإسلامية على جواز الجمع بين الصلاتين في أيام الحج، فالظهر والعصر في عرفة، والمغرب والعشاء في المزدلفة،<ref>الموسوي، الجمع بين الصلاتين، ص 34؛ السبحاني، العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت، ج 1، ص 340.</ref> واعتبر محمد بن إدريس الشافعي السفر سبباً في جواز الجمع بين الصلاتين، وهذا على خلاف ما ذهب إليه فقهاء أهل السنة الأربعة الذين يعتبرون الحج والعمرة سبباً في جواز الجمع بين الصلاتين.<ref>الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، ج 1، ص 440.</ref>
يذهب أغلب فقهاء السنة أنه لا يجوز الجمع بين الصلاتين في الظروف العادية،<ref>السرخسي، المبسوط، ج 1، ص 149.</ref> ويجوزون الجمع في حالة وجود ظرف غير عادي مثل السفر، والمرض، والمطر.<ref>النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، ج 5، ص 218. </ref> كما أن الروايات التي وردت عن سنة رسول الله{{صل}} في الجمع بين الصلاتين في الظروف العادية، يؤولها على أنها كانت في ظروف غير عادية.<ref>المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، ج 5، ص 218.</ref> ولكن أجمع فقهاء المذاهب الإسلامية على جواز الجمع بين الصلاتين في أيام الحج، فالظهر والعصر في عرفة، والمغرب والعشاء في المزدلفة،<ref>الموسوي، الجمع بين الصلاتين، ص 34؛ السبحاني، العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت، ج 1، ص 340.</ref> واعتبر محمد بن إدريس الشافعي السفر سبباً في جواز الجمع بين الصلاتين، وهذا على خلاف ما ذهب إليه فقهاء أهل السنة الأربعة الذين يعتبرون الحج والعمرة سبباً في جواز الجمع بين الصلاتين.<ref>الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، ج 1، ص 440.</ref>

مراجعة ٢٠:٤٠، ٧ سبتمبر ٢٠٢٠

بعض الأحكام العملية والفقهية
فروع الدين
الصلاة
الواجبةالصلوات اليوميةصلاة الجمعةصلاة العيدصلاة الآياتصلاة القضاءصلاة الميت
المستحبةصلاة الليلصلاة الغفيلةصلاة جعفر الطياربقية الصلواتصلاة الجماعةصلوات ليالي شهر رمضان
بقية العبادات
الصومالخمسالزكاةالحجالجهادالأمر بالمعروف والنهي عن المنكرالولايةالبراءة
أحكام الطهارة
الوضوءالغسلالتيممالنجاساتالمطهرات
الأحكام المدنية
الوكالةالوصيةالضمانالحوالةالكفالةالصلحالشركةالإرث
أحكام الأسرة
النكاحالمهرالزواج المؤقتتعدد الزوجاتالرضاعالحضانةالطلاقالخلعالمباراةالظهاراللعانالإيلاء
الأحكام القضائية
القضاءالشهاداتالدياتالحدودالقصاصالتعزير
الأحكام الاقتصادية
العقودالتجارةالبيعالإجارةالقرضالرباالمضاربةالمزارعة
أحكام أخرى
الصدقةالنذرالتقليدالأطعمة والأشربةالوقف
روابط ذات صلة
الفقهالأحكام الشرعيةالرسالة العمليةالتكليفالواجبالحرامالمستحبالمباحالمكروه


الجمع بين الصلاتين وهو الجمع بين صلاتي الظهر والعصر وصلاتي المغرب والعشاء في الوقت المشترك بينهما، وورد جواز الجمع بين الصلاتين عن طريق الأحاديث التي وردت عن رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم والأئمة المعصومينعليه السلام. لا يعتقد علماء أهل السنة بوجود وقت مشترك بين الصلاتين، لذلك لا يجوز عندهم الجمع بين الصلاتين إلا في ظروف خاصة كالسفر والمرض.

لقد كُتبت مجموعة من الكتب حول مسألة الجمع بين الصلاتين، منها: كتاب الجمع بين الصلاتين على ضوء الكتاب والسنة، من تأليف الشيخ جعفر السبحاني.

التعريف

الجمع بين الصلاتين مصطلح فقهي يراد منه الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، أو صلاتي المغرب والعشاء، وتعاقب الصلاتين في الوقت المشترك، بأن يأتي بالثانية عقيب الاُولى من غير تأخير إلى وقتها المختصّ بها، حسب ما ذهب إليه الشيعة.[١] وأما عند أهل السنة كل صلاة لها الوقت الذي يختص بها.[٢] فالشيعة يجمعون عادة بين صلاة الظهر والعصر وكذلك بين صلاة المغرب والعشاء، وأما أهل السنة يفصلون فيما بينهما.[٣]

لقد ذكر الفقهاء في كتبهم الفقهية بحث الجمع بين الصلاتين في باب أوقات الصلاة،[٤] وكذلك في أبواب الطهارة، والحج.[٥]

الدليل على مشروعية الجمع

ذكر الشهيد الأول، أنه لا خلاف بين فقهاء الشيعة في جواز الجمع بين الصلاتين،[٦] مستندين في ذلك على الأحاديث التي وردت عن رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم[٧] والأئمة المعصومينعليه السلام أنهم كانوا يجمعون ويفصلون[٨] بين الصلاتين في الظروف العادية وغير العادية (كالحرب، والخوف، والسفر، والمطر، إلخ). وذُكر أنَّ رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم قد جمع بين الصلاتين في الظروف العادية لكي يوسع على أمته ولا تقع في الحرج.[٩] بنظر الشيعة، إنَّ التفريق بين الصلاتين من قبل رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم يدل على الاستحباب[١٠] وعلى اشتراك الوقت.[١١]

يذهب أغلب فقهاء السنة أنه لا يجوز الجمع بين الصلاتين في الظروف العادية،[١٢] ويجوزون الجمع في حالة وجود ظرف غير عادي مثل السفر، والمرض، والمطر.[١٣] كما أن الروايات التي وردت عن سنة رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم في الجمع بين الصلاتين في الظروف العادية، يؤولها على أنها كانت في ظروف غير عادية.[١٤] ولكن أجمع فقهاء المذاهب الإسلامية على جواز الجمع بين الصلاتين في أيام الحج، فالظهر والعصر في عرفة، والمغرب والعشاء في المزدلفة،[١٥] واعتبر محمد بن إدريس الشافعي السفر سبباً في جواز الجمع بين الصلاتين، وهذا على خلاف ما ذهب إليه فقهاء أهل السنة الأربعة الذين يعتبرون الحج والعمرة سبباً في جواز الجمع بين الصلاتين.[١٦]

سبب الاختلاف بين السنة والشيعة

الاختلاف بين آراء الشيعة وأهل السنة مسألة الجمع يرجع إلى اختلاف آرائهم في وقت الصلاة اليومية.[١٧] فعلماء الشيعة وأستناداً إلى هذه الآية ﴿أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً[١٨] يذهبون إلى أنَّ هناك وقت مشترك، ووقت فضيلة، ووقت خاص لصلاة الظهر والعصر وكذلك لصلاة المغرب والعشاء.[١٩] أما علماء أهل السنة فذهبوا إلى أن لكل صلاة وقت خاص بها[٢٠] ويرفضون وجود وقت مشترك بين الصلاة اليومية.[٢١] لذلك، يعتقدون إذا جُمعت الصلاة معاً، ستُقام إحدى الصلاتين في وقتها وفي غير وقتها، بينما وجهة نظر فقهاء الشيعة أنه لا يجوز تقديم صلاة على صلاة في الوقت الخاص بها، ويجوز وفي الوقت المشترك أو وقت الفضيلة.[٢٢] واعتبر بعض المفسرين من أهل السنة أن هناك ثلاث أوقات للصلاة اليومية الواجبة وهي: (الصبح، والظهر، والليل).[٢٣]

الكتب المؤلفة حول الجمع

لقد كُتبت مجموعة من الكتب حول مسألة الجمع بين الصلاتين، باللغة العربية والفارسية، منها: كتاب الجمع بين الصلاتين على ضوء الكتاب والسنة، من تأليف الشيخ جعفر السبحاني، تم نشره سنة 1388 ش عن طريق مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام، ذُكر فيه الآيات والروايات التي تدل على جواز الجمع بين الصلاتين.

ومن المؤلفات الأخرى في هذا المجال، كتاب الجمع بين الصلاتين، من تأليف عبد اللطيف البغدادي، والجمع بين الصلاتين في السفر، تأليف مقبل بن هادي الوادعي، وجمع بين صلاتين وحدود آن، تأليف السيد محمد رضا مدرسي يزدي، والجمع بين الصلاتين، بقلم نجم الدين العسكري.

الهوامش

  1. السبحاني، الجمع بين الصلاتين على ضوء الكتاب والسنّة، ص 66؛ موسوعة الفقه الإسلامی، ج 35، ص 242.
  2. الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، ج 1، ص 438.
  3. السبحاني، الجمع بين الصلاتين على ضوء الكتاب والسنّة، ص 45.
  4. ابن إدريس الحلي، السرائر، ج 1، ص 198.
  5. الأنصاري، كتاب الطهارة، ج 4، ص 70؛ ابن إدريس الحلي، السرائر، ج 1، ص 588.
  6. الشهيد الأول، ذكرى الشيعة، ج 2، ص 331.
  7. الصدوق، علل الشرائع، ج 2، ص 322؛ البخاري، صحيح البخاري، ج 1، ص 138؛ مسلم، صحيح مسلم، ج 1، ص 489.
  8. الكليني، الكافي، ج 3، ص 286 ــ 287.
  9. الصدوق، علل الشرائع، ج 2، ص 322؛ مسلم، صحيح مسلم، ج 1، ص 490.
  10. الشهيد الأول، ذكرى الشيعة، ج 2، ص 335.
  11. ابن إدريس الحلي، السرائر، ج 1، ص 198.
  12. السرخسي، المبسوط، ج 1، ص 149.
  13. النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، ج 5، ص 218.
  14. المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، ج 5، ص 218.
  15. الموسوي، الجمع بين الصلاتين، ص 34؛ السبحاني، العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت، ج 1، ص 340.
  16. الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، ج 1، ص 440.
  17. الشهيد الأول، ذكرى الشيعة، ج 2، ص 336.
  18. الإسراء: 78.
  19. السبحاني، الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف، ج 1، ص 291.
  20. السرخسي، المبسوط، ج 1، ص 149.
  21. الشهيد الأول، ذكرى الشيعة، ج 2، ص 323.
  22. السبحاني، «جمع میان دو نماز از دیدگاه کتاب و سنت»، ص 67.
  23. الآلوسي، روح المعاني، ج 8، ص 127.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن إدريس الحلي، محمد بن منصور بن أحمد، السرائر، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1410 هـ.
  • الآلوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني، بيروت، دار الكتب العلمية، 1415 هـ.
  • الأنصاري، مرتضى، كتاب الطهارة، قم، المؤتمر العالمي للشيخ الأعظم الأنصاري، ط 1، 1415 هـ.
  • البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، بيروت، دار الفكر، 1401 هـ.
  • الجزيري، عبد الرحمن بن محمد، الفقه على المذاهب الأربعة، بيروت، دار الكتب العلمية، 1424 هـ/ 2003 م.
  • السبحاني، جعفر، «جمع میان دو نماز از دیدگاه کتاب و سنت» (الجمع بين الصلاتين على ضوء الكتاب والسنة)، فصل نامه فقه أهل البيت، ربيع، ش 45، 1385 ش.
  • السبحاني، جعفر، الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف، قم، مؤسسة الإمام الصادقعليه السلام، 1381 ش.
  • السبحاني، جعفر، العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت عليهم السلام، قم، مؤسسة الإمام الصادقعليه السلام، 1419 هـ.
  • السرخسي، محمد بن أحمد، المبسوط، بيروت، دار المعرفة، 1414 هـ/ 1993 م.
  • الشهيد الأول، محمد بن مكي العاملي، ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة‌، قم، مؤسسة آل البيت عليها السلام لإحياء التراث، 1419 هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي، علل الشرائع، قم، كتاب فروشي داوري‏،‏ 1385 هـ/ 1966 م‏.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تصحيح: علي أكبر الغفاري ومحمد الآخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1407 هـ.
  • الموسوي، عبد الرحيم، الجمع بين الصلاتين، قم، المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، د.ت.
  • النووي، محيي الدين يحيى بن شرف، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 2، 1392 هـ.
  • مسلم، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1374 هـ.