صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة هي صلاة مشروعة عند مشهور علماء الشيعة؛ عبارة عن ركعتين يقول الإنسان بعدهما وهو ساجد: أستخير الله مئة مرة، ويسأل الله تعالى أن يجعل ما عزم عليه خيراً.
معنى الاستخارة والخيرة
في اللغة: الاستخارة بمعنى طَلَبُ الْخِيَرَةِ وَالخَيْرِ فِي الشَّيْءِ [١].
وفي الاصطلاح الشرعي: هي طلب الخير من الله تعالى، وفي الروايات اعتبرتها استشارة مع الله تعالى [٢].
كيفيتها في الروايات
- عن عمرو بن حريث قال: قال الإمام الصادق (ع):
- «صل ركعتين واستخر الله فوالله ما استخار الله مسلم إلا خار له البتة» [٣]
- عن علي بن فضال عن الإمام الكاظم قال:
- «ائت المسجد في غير وقت صلاة فريضة، فصل ركعتين واستخر الله مائة مرة، ثم انظر أي شيء يقع في قلبك فاعمل به» [٤]
- عن جابر، عن الإمام الباقر قال:
- «كان علي بن الحسين إذا هم بأمر حجٍ أو عمرةٍ أو بيعٍ أو شراءٍ أو عتقٍ، تطهّر ثم صلّى ركعتي الاستخارة، فقرأ فيهما بـسورة الحشر وبـسورة الرحمن، ثم يقرأ المعوذتين و «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ»، إذا فرغ وهو جالس في دبر الركعتين، ثم يقول:
- "اللهم إن كان كذا وكذا خيرا لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فصل على محمد وآله ويسره لي على أحسن الوجوه وأجملها . اللهم وإن كان كذا وكذا شرا لي في ديني ودنياي وآخرتي وعاجل أمري وآجله فصل على محمد وآله واصرفه عني، رب صلّ على محمد وآله، وأعزم لي على رشدي وإن كرهت ذلك أو أبته نفسي"» [٥].
- صلاة الاستخارة بالرقاع : عن هارون بن خارجة، عن الإمام الصادق قال:
- «إذا أردت أمرا فخذ ستّ رقاع، واكتب في ثلاث منها: "بسم الله الرحمن الرحيم، خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة إفعله". وفي ثلاث منها: "بسم الله الرحمن الرحيم، خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة لا تفعل" ، ثم ضعها تحت مصلاك ثم صل ركعتين، فإذا فرغت فاسجد سجدة وقل فيها مائة مرة: "أستخير الله برحمته خيرة في عافية" ثم استوِ جالساً وقل: "اللهم خر لي واختر لي في جميع أموري في يسر منك وعافية" ، ثم اضرب بيدك إلى الرقاع فشوشها وأخرج واحدة، فإن خرج ثلاث متواليات "إفعل" فافعل الأمر الذي تريده، وإن خرج ثلاث متواليات "لا تفعل" فلا تفعله، وإن خرجت واحدة "إفعل" والأخرى "لا تفعل" فاخرج من الرقاع إلى خمس فانظر أكثرها فاعمل به ودع السادسة لا تحتاج إليها» [٦].
رأي الفقهاء في صلاة الاستخارة بالرقاع
ذهب أكثر العلماء إلى مشروعيتها، ورماها ابن إدريس [٧] و المحقق الحلي [٨] بالشذوذ وأنها ساقطة عن الاعتبار. وأجاب عنهما الشهيد : بأن كلامهما لا مأخذ له مع اشتهارها بين الأصحاب وعدم راد لها سواهما [٩].
الهوامش
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، ذيل مفرة (خَيَرَ) .
- ↑ البرقي، المحاسن، ج 2، ص 598؛ الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 562.
- ↑ الكليني، الكافي ج 3 ص 470 باب صلاة الاستخارة ح 1 .
- ↑ الكليني، الكافي ج 3 ص 471 باب صلاة الاستخارة ح 4 .
- ↑ الكليني، الكافي ج 3 ص 470 باب صلاة الاستخارة ح 2 .
- ↑ الكليني، الكافي ج 3 ص 470 ـ 471 باب صلاة الاستخارة ح 3 .
- ↑ ابن إدريس، السرائر، ج 1، ص 313-314.
- ↑ المحقق الحلي، المعتبر، ج 2، ص 375.
- ↑ الشهيد الأول، ذكرى الشيعة ج 4 ص 266 ـ 267 .
المصادر والمراجع
- الشهيد الأول، محمد بن مكي، ذكرى الشيعة، قم، مؤسسة آل البيت، 1419 هـ.
- ابن إدريس الحلي، السرائر، قم، مؤسسة النشر الاسلامي، 1410 هـ.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران دار الكتب الإسلامية، 1407 هـ.
- البرقي، أحمد بن خالد، المحاسن، د. م، د. ن، د. ت.
- المحقق الحلي، جعفر بن الحسن، المعتبر، قم، مؤسسة سيد الشهداء، 1407 هـ.
- الشيخ الصدوق، محمد بن علي، من لا يحضره الفقيه، قم، مؤسسة النشر الاسلامي، ط 2، 1413 هـ.