سد الأبواب
الإمام علي عليه السلام | |
---|---|
ألقاب | |
أمير المؤمنين • يعسوب الدين • حيدر الكرار • المرتضى • زوج البتول • سيف الله المسلول • والوصي | |
الحياة | |
يوم الدار • ليلة المبيت • واقعة الغدير | |
التراث | |
نهج البلاغة • الخطبة الشقشقية • الخطبة الخالية من الألف • الخطبة الخالية من النقطة • الخطبة الخالية من الراء • مرقده | |
الفضائل | |
آية الولاية • آية أهل الذكر • آية أولي الأمر • آية التطهير • آية المباهلة • آية المودة • آية الصادقين-حديث مدينة العلم • حديث الثقلين • حديث الراية • حديث السفينة • حديث الكساء • خطبة الغدير • حديث الطائر المشوي • حديث المنزلة • حديث يوم الدار • سد الأبواب | |
الأصحاب | |
عمار بن ياسر • مالك الأشتر • أبوذر الغفاري • عبيد الله بن أبي رافع • حجر بن عدي • آخرون |
سد الأبواب إشارة إلی ما وقع في السنة الثالثة للهجرة وذلك بأمر من الله تعالى قام النبي الأعظم (ص) بسد الأبواب التي تفتح على مسجده في المدينة ما عدا باب دار الإمام علي عليه السلام، وهذا الحديث من الأحاديث المتواترة والصحيحة عن رسول الله (ص)، رواه الفريقان في مصادر عديدة، وهو من المناقب والفضائل التي اختص به الإمام علي عليه السلام دون غيره من الصحابة حتى تمناها بعضهم، وقد احتج عليه السلام بهذه الفضيلة في الشورى التي عقدت بعد عمر.
أحداث سد الأبواب
عندما هاجر النبي الأكرم إلى يثرب أمر ببناء المسجد وسمّاه مسجد النبي، ثم بنيت للرسول وأزواجه بيوت حول هذا المسجد، فلم يمض زمناً طويلاً حتى بنى الصحابة دوراً حول المسجد بصورة أنّ لها بابين، باب يفتح على المسجد، وذلك لتسهل عليهم الدخول إلى المسجد في أوقات الصلاة ومن ثم الرجوع إلى دورهم، وباب من جهة أخرى. في السنة الثالثة للهجرة وبأمر من الله تعالى قام النبي الأعظم بإغلاق وسد أبواب هذه البيوت جميعها إلاّ باب دار الإمام على عليه السلام. فبعض الصحابة احتجوا على هذا الأمر، فقال لهم:"والله ما أنا أدخلته وأخرجتكم بل الله أدخله وأخرجكم".[١]
فقد ورد أنّه قام إليه عماه حمزة والعباس فقالا يا رسول الله سددت أبوابنا وفتحت باب علي فقال رسول الله: ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم بل الله فتح بابه وسد أبوابكم.[٢]
وقد روى هذا الحديث الفريقان شيعةً وسنةً بصور متعددة وتفاوت يسير في الألفاظ إلاّ أن مضمونه واحد.
فضيلة مختصة بالإمام علي(ع)
قضية سدّ الإبواب فضيلة مختصة بالإمام علي (ع) ويدلّ عليه بعض الروايات منها:
- ما رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده:
- حدثنا نصر بن علي أخبرني عبد الله بن داود عن هشام بن سعد عن عمر بن أسيد عن بن عمر قال كنا نقول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: النبي ثم أبو بكر ثم عمر، ولقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن يكون في واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم تزوج فاطمة وولدت له وغلق الأبواب غير بابه ودفع الراية إليه يوم خيبر.[٣]
- وما رواه ابن أبي شيبة في المصنف:
- حدثنا وكيع عن هشام بن سعد عن عمر بن أسيد عن ابن عمر قال: قال عمر بن الخطاب أو قال: أبي لقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: زوجه ابنته فولدت له، وسد الأبواب إلا بابه، وأعطاه الحربة يوم خيبر.[٤]
- وما رواه ابن المغازلي في مناقب علي ابن أبي طالب:
- أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج الأزهريّ حدَّثنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ .... حدَّثني سعد بن أبي وقاص قال: كانت لعليِّ (عليه السلام) مَناقِبُ لم يكن لأحد: كان يبيت في المسجد، وأعطاه الرّاية يوم خَيْبَرَ، وسَدَّ الأبواب إلاّ باب عليِّ.[٥]
الاحتجاج بها في الشوری السداسية
يتضمن هذا الحديث إحدى خصائص أمير المؤمنين عليه السلام، وهو يدل على فضيلة جليلة تستلزم الإمامة والخلافة والعصمة؛ ولذا احتج به في الشورى حيث قال:
- أكان [فيكم] أحد مطهّر في كتاب اللّه غيري؟ حين سدّ النبي (ص) أبواب المهاجرين و فتح بابي.[٦]
صحة الرواية
تحدث الفريقان عن صحة هذا الحديث، فمنهم:
- وناقش هذا الحديث ابن حجر في كتابه القول المسدد في مسند أحمد مفصلاً، ويستنتج في آخره قائلاً: فهذه الطرق المتظاهرة من روايات الثقات تدل على أن الحديث صحيح دلالة قوية.[٨]
- وفي فتح الباري يقول: أخرجه أحمد وإسناده حسن.[٩]
- وورد في مجمع الزوائد: رواه البزار ورجاله ثقات.[١٠]
وأمّا مدرسة أهل البيت عليهم السلام فلم تكن أقل نصيباً من الأخرى:
- يقول المجلسي: "هذا الخبر من المتواترات ، ورواه ابن بطريق في العمدة من مسند أحمد ابن حنبل بثلاثة أسانيد عن زيد بن أرقم وعمر بن الخطاب وابنه ، ومن مناقب ابن المغازلي بثمانية طرق عن عدي بن ثابت، وحذيفة بن أسيد، وسعد بن أبي وقاص، والبراء بن عازب، وسعيد، ونافع، وابن عباس بسندين".[١١]
- واعتبر العلامة الحلي هذا الحديث من الأحاديث المتواتر في حق الإمام علي عليه السلام.[١٢]
- وكذلك نص على تواتر هذا الحديث الأميني في كتابه الغدير وذلك تحت عنوان "تواتر سد الأبواب وطرقه"، وفيه يناقش رجاله، ويثبت صحت سند الحديث.[١٣]
الرواية المشتبه
في مقابل هذا الحديث هناك حديث ينقل في بعض مصادر أهل السنة بأنّ النبي خطب الناس فقال : "سدوا هذه الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب أبي بكر...".[١٤]
- صاحب شرح النهج ابن أبي الحديد المعتزلي يفند هذا الحديث ويقول هي من الأحاديث التي وضعتها فرقة البكرية مقابل حديث الإخاء ونحو سد الأبواب فإنّه كان لعلي عليه السلام فقلبته إلى أبي بكر.[١٥]
- وكذلك السيد الميلاني يناقش هذا الحديث، ويفنده بالأدلة.[١٦]
الهوامش
- ↑ النسائي، خصائص أمير المؤمنين، ص 74؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، ج 9، ص 115؛ النسائي سنن الكبرى، ج 5، ص 118؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 2، ص 388 - 389؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج 42، ص 317 - 318؛ الأصفهاني، ذكر أخبار أصفهان، ج 2، ص 177.
- ↑ اب عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج 42، ص 435؛ الخوارزمي، المناقب، ص 315.
- ↑ أبو يعلى الموصلي، مسند أبي يعلى، ج 9، ص 453.
- ↑ ابن أبي شيبة، المصنف، ج 7، ص 50.
- ↑ ابن المغازلي، مناقب علي ابن أبي طالب، ص 208.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 42، ص 435؛ العلامة الأميني، الغدير، ج 3، ص 301.
- ↑ الأنصاري، الفضائل العددية، ص 228.
- ↑ ابن حجر، القول المسدد في مسند أحمد، ص 30.
- ↑ ابن حجر، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ج 7، ص 13.
- ↑ الهيثمي، مجمع الزوائد، ج 9، ص 115.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 39، ص 34 ــ 35.
- ↑ العلامة الحلي، الرسالة السعدية، ص 24.
- ↑ الأميني، الغدير، ج 3، ص 202.
- ↑ الجرجاني، الكامل في ضعفاء الرجال، ج 4، ص 207؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج 30، ص 249.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 11، ص 49.
- ↑ الميلاني، الرسائل العشر، ص 32 وما بعدها.
المصادر والمراجع
- ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، 1959 م.
- ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، المصنف، تحقيق: سعيد اللحام، بيروت، دار الفكر، ط 1، 1989 م.
- ابن البطريق، يحيى بن الحسن، عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار، قم، مؤسسة النشر الإسلامية، 1407 هـ.
- ابن المشهدي، محمد بن جعفر، المزار الكبير، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، قم، مؤسسة النشر الاسلامي، ط 1، 1419 هـ.
- ابن المغازلي، علي، مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام، انتشارات سبط النبي، الطبعة الأولى، 1426هـ.
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، القول المسدد في الذب عن المسند للإمام أحمد، د.م، عالم الكتب، ط 1، 1984 م.
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، بيروت، دار المعرفة للطباعة والنشر، ط 2، د.ت.
- ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1956 م.
- ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، مكتب الإعلام الإسلامي، ط 1، 1416 هـ.
- ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الفكر، 1415 هـ.
- أبو يعلى الموصلي، أحمد بن علي، مسند أبي يعلى الموصلي، تحقيق: حسين سليم أسد، دمشق، دار المأمون للتراث، د.ت.
- الأصفهاني، أحمد بن عبد الله، ذكر أخبار إصبهان، مدينة ليدن المحروسة، مطبعة بريل، 1934 م.
- الأميني، عبد الحسين، الغدير، بيروت، دار الكتاب العربي، ط 4، 1977 م.
- الأميني، عبد الحسين، الغدير، قم، مركز الغدير للدراسات الاسلامية، 1416 هـ.
- الأنصاري، الفضائل العددية، مكتبة أهل البيت، الأصدار الثاني.
- الجرجاني، عبد الله بن عدي، الكامل في ضعفاء الرجال، تحقيق: الدكتور سهيل زكار، بيروت، دار الفكر للطباعة والنشر، ط 3، 1988 م.
- الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، 1997 م.
- الخوارزمي، الموفق بن أحمد، المناقب، تحقيق: مالك المحمودي، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 2، 1411 هـ.
- العلامة الحلي، حسن بن يوسف، الرسالة السعدية، عبد الحسين محمد علي بقال، قم، مكتبة السيد شهاب الدين المرعشي، ط 1، 1410 هـ.
- الكوفي، محمد بن سليمان، مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، تحقيق: محمد باقر المحمودي، قم، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، ط 1، 1412 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، تحقيق: محمد باقر المحمودي، بيروت، مؤسسة الوفاء، ط 2، 1403 هـ.
- الميلاني، علي، الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السنّة، د.م، ط 1، 1418 هـ.
- النسائي، أحمد بن شعيب، السنن الكبرى، تحقيق: دكتور عبد الغفار سليمان البنداري وسيد كسروي حسن، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1991 م.
- النسائي، أحمد بن شعيب، خصائص أمير المؤمنين عليه السلام، تحقيق: محمد هادي الأميني، طهران، مكتبة نينوى الحديثة، د.ت.
- الهيثمي، علي، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، بيروت، دار الكتب العلمية، 1988 م.