آية صالح المؤمنين
الإمام علي عليه السلام | |
---|---|
ألقاب | |
أمير المؤمنين • يعسوب الدين • حيدر الكرار • المرتضى • زوج البتول • سيف الله المسلول • والوصي | |
الحياة | |
يوم الدار • ليلة المبيت • واقعة الغدير | |
التراث | |
نهج البلاغة • الخطبة الشقشقية • الخطبة الخالية من الألف • الخطبة الخالية من النقطة • الخطبة الخالية من الراء • مرقده | |
الفضائل | |
آية الولاية • آية أهل الذكر • آية أولي الأمر • آية التطهير • آية المباهلة • آية المودة • آية الصادقين-حديث مدينة العلم • حديث الثقلين • حديث الراية • حديث السفينة • حديث الكساء • خطبة الغدير • حديث الطائر المشوي • حديث المنزلة • حديث يوم الدار • سد الأبواب | |
الأصحاب | |
عمار بن ياسر • مالك الأشتر • أبوذر الغفاري • عبيد الله بن أبي رافع • حجر بن عدي • آخرون |
آية صالح المؤمنين، هي الآية الرابعة من سورة التحريم، وقد عرّفت صالحَ المؤمنين بأنه شخص يساند النبي وينصره، حيث قُرنت نصرته للنبي مع الله وجبرئيل وبقية الملائكة.
وهناك من المفسرين من يرون أن مصداقه شخص واحد فحسب، لكن البعض الآخر يعتقدون أنه اسم جنس ويشمل جميع المسلمين الذين يتصفون بالتقوى. أما مفسرو الشيعة وبالنظرة الأولى فيعتقدون أن الإمام علي هو المصداق الوحيد للآية، وفي الدرجة الثانية يرون أنه (ع) أفضل مصداقها، لكن مفسرو السنة يرون أن علياً وأبا بكر وعمر من مصاديقها.
نص الآية
ورد في الآية الرابعة من سورة التحريم:
﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذٰلِكَ ظَهِيرٌ﴾
وبناء عليه سميت هذه الآية بآية صالح المؤمنين.[١]
المصطلح والمفهوم
يعتقد بعض المفسرين أن كلمة صالح في هذه التركيبة اسم جنس،[٢] وبالتالي تشمل جميع المؤمنين الصالحين والذين يتصفون بالتقوى وبالإيمان الكامل،[٣] وهناك من يرفض العموم في صالح المؤمنين ويذهب إلى أن مصداق هذا اللفظ شخص واحد فحسب،[٤] ويقول العلامة الطباطبائي في الميزان أن معنى صالح المؤمنين يختلف عن الصالح من المؤمنين، وبما أن في التركيبة الثانية كلمة صالح محلاة بـ "ال" هي اسم جنس وتفيد العموم، لكن تركيب صالح المؤمنين لا تفيد العموم ولا الجنس.[٥]
شأن نزول الآية
وذكر في شأن نزول آية صالح المؤمنين أن النبي الأكرم (ص) تعرض للأذى من قبل بعض زوجاته،[٦] وبناء على الروايات الواردة أن النبي (ص) ذهب إلى إحدى زوجاته، وأكل بعضا من العسل عندها، ثم طال مقامه، فقررت عائشة مع بعض زوجات النبي (ص) أن يعتزلنه (ص)، وذلك بحجة أن فيه رائحة كرهية من العسل الذي أكله. فبعد هذا التعامل، حرّم النبي (ص) العسل على نفسه، وورد في بعض الروايات أنه اعتزل نساءه، وقرر أن يطلقهن، ثم نزلت آيات سورة التحريم، ونهت النبي (ص) على ما حرّمه على نفسه.[٧]
وطلبت الآية من زوجتي النبي (ص) أن تتوبا إلى الله لما أوردتا من الأذى على النبي (ص)، وحذرتهما من الإصرار على أذاه (ص)، ولتعلما أن الله هو من يتولى أمره في أي خطر يتعرض له ويهدده، وأنه سبحانه وجبرئيل وصالح المؤمنين والملائكة ينصرون النبي (ص) ويساندونه.[٨]
من هو صالح المؤمنين؟
وهناك خلاف وقع في مصداق صالح المؤمنين بين مفسري الشيعة وأهل السنة، وما يلي بعض مصاديقه:
- الإمام علي (ع): عدّ العلامة الطباطبائي الإمامَ علي (ع) هو المصداق الوحيد لصالح المؤمنين، ويستند في ذلك إلى الروايات الواردة عن الشيعة[٩] وأهل السنة[١٠] والتي بينت أن الإمام علي (ع) مصداقها الوحيد.[١١] وعن سببه ورد أنه يجب أن يكون صالح المؤمنين معصوما؛ إذ اصطحب اسمه مع جبرئيل وسائر الملائكة.[١٢]
- المسلمون الأتقياء: وهناك عدد من مفسري أهل السنة والشيعة يعتقدون أن صالح المؤمنين يشمل جميع المؤمنين الصالحين والمتقين الذين كمل إيمانهم.[١٣] وبيّن المفسر الشيعي آية الله مكارم الشيرازي أن الإمام علي (ع) هو مصداقه الأكمل والأتم،[١٤] وأورد المفسر السني الآلوسي أن عليا (ع)و أبا بكر وعمر هم من مصاديق صالح المؤمنين، لكن لا ينحصر مصداقه في هؤلاء.[١٥] وأيضا قال نقلا عن ابن عساكر أن أبا بكر وعمر هما مصداق صالح المؤمنين؛[١٦] إذ منعا ابنتيهما أي عائشة وحفصة واللتان كانتا زوجتي النبي (ص) من أذاه (ص).[١٧]
الهوامش
- ↑ العلامة الحلي، نهج الحق، 1407 هـ، ص 191.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، 1372 ش، ج 10، ص471؛ الآلوسي، روح المعاني، 1415 هـ، ج 14، ص348؛ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 446.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 446.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، 1390 هـ، ج 19، ص332.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، 1390 هـ، ج 19، ص332.
- ↑ الواحدي، أسباب نزول القرآن، 1411 هـ، ص 459-461.
- ↑ الواحدي، أسباب نزول القرآن، 1411 هـ، ص 459-461.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، 1390 هـ، ج 19، ص331.
- ↑ الصدوق، الأمالي، 1376 ش، ص31؛ الحويزي، تفسير نور الثقلين، 1415 هـ، ج 5، ص370.
- ↑ الحسكاني، شواهد التنزيل، 1411 هـ، ج 2، 341-352؛ أبو حيان الأندلسي، البحر المحيط، 1420 هـ، ج 5، ص332؛ السيوطي، الدر المنثور، 1404 هـ، ج 6، ص244.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، 1390 هـ، ج 19، ص332.
- ↑ ابن طاووس، سعد السعود، قم، ص181؛ الصادقي الطهراني، الفرقان، 1406 هـ، ج 28، ص438.
- ↑ الطبري، جامع البيان، 1412 هـ، ج 28، ص105؛ الآلوسي، روح المعاني، 1415 هـ، ج 14، ص349؛ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 446.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 18، ص 446.
- ↑ الآلوسي، روح المعاني، 1415 هـ، ج 14، ص349.
- ↑ الآلوسي، روح المعاني، 1415 هـ، ج 14، ص348-349.
- ↑ التستري، إحقاق الحق، 1409 هـ، ج 3، ص314.
المصادر والمراجع
- أبو حيان الأندلسي، محمد بن يوسف، البحر المحيط في التفسير، تحقيق: صدقي محمد جميل، بيروت، دار الفکر، 1420 هـ.
- الآلوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت، دار الکتب العلمية، 1415 هـ.
- الحسکاني، عبيد الله بن أحمد، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، تحقيق: محمدباقر محمودي، طهران، وزارة الإرشاد، 1411 هـ.
- السيد بن طاووس، علي بن موسى، سعد السعود للنفوس، قم، محمد کاظم الکتبي.
- الحويزي، عبد العلي، تفسير نور الثقلين، تحقيق: هاشم رسولي المحلاتي، قم، إسماعيليان، 1415 هـ.
- خداپرست، اعظم و دژآباد، حامد، «بررسي تطبيقي ديدگاه مفسران فريقين درباره مصداق صالحالمؤمنين» در مجله مطالعات تفسيري، شماره 22، 1394 ش.
- السيوطي، جلالالدين، الدر المنثور، قم، مكبتة السيد المرعشي النجفي، 1404 هـ.
- التستري، قاضي نور الله، إحقاق الحق وإزهاق الباطل، قم، مكبتة السيد المرعشي النجفي، 1409 هـ.
- الصادقي الطهراني، محمد، الفرقان في تفسير القرآن، قم، مؤسسة الثقافة الإسلامية، 1406 هـ.
- الطباطبائي، سيد محمدحسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1390 هـ.
- الطبرسي، فضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران، ناصرخسرو، 1372 ش.
- الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان في تفسير القرآن، بيروت، دار المعرفة، 1412 هـ.
- العلامه الحلي، الحسن بن يوسف، نهج الحق وکشف الصدق، تحقيق: عين الله الحسني الأرموي، قم، دارالهجرة، 1407 هـ.
- القرشي، علي أکبر، قاموس قرآن، طهران، دار الکتب الاسلامية، 1412 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل ، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، 1379 هـ ش.
- الواحدي، علي بن أحمد، اسباب نزول القرآن، تحقيق: کمال بسيوني زغلول، بيروت، دار الکتب العلمية، 1411 هـ.