النزول الدفعي

من ويكي شيعة

النُّزُول الدَّفعِيِّ أو النُّزُول الإِجمَاليِّ وهو نزول جميع القرآن الكريم في ليلة القدر. ورد في الروايات أنَّ القرآن نزل ليلة القدر في البيت المعمور، ومن ثم نزل تدريجياً على رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم، وأكثر المفسرين استدلوا على النزول الدفعي بالآية الثالثة من سورة الدخان، والآية الأولى من سورة القدر. ويعتقد البعض الآخر أنَّ القرآن نزل بالنزول التدريجي فقط.

المعنى

استدل المفسرون ببعض الآيات القرآنية، منها قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ،[١] وقوله: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ.[٢] لإثبات أنَّ القرآن نزل على رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم دفعة واحدة في ليلة القدر، وأطلقوا على هذا النزول اصطلاح النزول الدفعي أو الإجمالي.[٣]

النزول الدفعي في الروايات

يُعتبر الشيخ الصدوق أول من ذكر النزول الدفعي للقرآن الكريم، وأنَّه أحد معتقدات الشيعة، وأنَّ الحكمة من هذا النزول هو تعريف النبيصلی الله عليه وآله وسلم بشكل إجمالي على محتوى القرآن.[٤] وكما ورد في الروايات الشيعية أنَّ القرآن نزل في ليلة القدر إلى السماء الرابعة، واستقر في البيت المعمور، ومن ثم نزل باللفظ والتفصيل على النبيصلی الله عليه وآله وسلم طوال 20 عام،[٥] أو 23 عام.[٦] كما ورد في روايات أهل السنة أيضاً أنَّ القرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الأولى واستقر في مكان يُسمى ببيت العزة.[٧]

كيفية النزول الدفعي

قدم العلماء تفسيرات مختلفة في كيفية النزول الدفعي للقرآن، منها ما ذكره الفيض الكاشاني أنَّ المراد من البيت المعمور هو قلب النبيصلی الله عليه وآله وسلم.[٨] ومنها ما يراه العلامة الطباطبائي أنَّ القرآن نزل في ليلة القدر بوجوده الباطني الحقيقي, وخلال 23 عاماً نزل بوجوده الظاهري التفصيلي.[٩] وذهب آخرون إلى أنَّ الآيات التي لها أهمية وحاجة على مدار السنة تنزل على النبي في ليلة القدر من نفس العام.[١٠] وهناك مجموعة أخرى أيضاً لم تقبل بالنزول الدفعي وذهبوا إلى أنَّ الآيات التي تقول «إنَّ القرآن نزل في ليلة القدر»،[١١] تُشير إلى النزول التدريجي للقرآن.[١٢]

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. سورة القدر: الآية 1.
  2. سورة الدخان: الآية 3.
  3. انصاري، «نزول دفعی قرآن کریم»، ص2226.
  4. الصدوق، إعتقادات الإمامية، 1414هـ، ص 82.
  5. الكليني، الكافي، ج2، ص628.
  6. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج2، ص15.
  7. انصاري، «نزول دفعی قرآن کریم»، ص2226.
  8. الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، 1416هـ، ج1، ص65.
  9. الطباطبائي، الميزان، ج2، ص15 ـ 18.
  10. معرفة، تاريخ القرآن، 1383ش، ص41.
  11. سورة القدر: الآية 1؛ سورة الدخان: الآية 3.
  12. راميار، تاريخ القرآن، 1369ش، ص191.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط2، 1390هـ.
  • الفيض الكاشاني، محمد بن مرتضى، تفسير الصافي، بيروت، مؤسسة الأعلمي، 1399هـ.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تصحيح: علي أكبر الغفاري ومحمد الآخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1407هـ.
  • انصاري، مسعود، «نزول دفعی قرآن کریم»، در مجموعه مقالات دانشنامه قرآن، طهران، نشر دوستان، 1377ش.
  • راميار، محمود، تاريخ القرآن، طهران، مؤسسة انتشار أمير كبير، 1369ش،
  • الصدوق، محمد بن علي، إعتقادات الإمامية، بيروت، دار المفيد، 1414هـ.
  • معرفة، محمد هادي، تاريخ القرآن، طهران، انتشارات سمت، 1383ش.