تفسير علي بن إبراهيم القمّي (المتوفى 307 هـ) يعتبر من أقدم التفاسير الشيعية لمؤلفه علي بن إبراهيم القمي من فقهاء ومحدثي الشيعية في القرن الثاني والثالث، والمعاصر للإمامين الهادي (ع) والعسكري (ع) ومن مشايخ وأساتذة الشيخ الكليني. ويعدّ تفسير القمّي من أهم مصادر التفسير الشيعة الروائية.

تفسير علي بن إبراهيم القمي (كتاب)
المؤلفعلي بن إبراهيم القمي
اللغةالعربية
الموضوعتفسير القرآن الكريم
الناشرمؤسسة الأعلمي في بيروت
تاريخ الإصدارسنة 1412 هـ

ملامح المنهج التفسيري عند القمّي

يعد تفسير القمّي من أقدم مصادر التفسير الشيعية وأشهرها ومن المصادر المعتمدة في المجال التفسيري في المدرسة الإمامية، فيندر أن نجد تفسيراً لم يعتمد عليه في استقاء الروايات التفسيرية.

وقد اعتمد القمّي منهج التفسير الروائي الذي أشار إليه في مقّدمة تفسيره. ومن ملامح المنهج التفسيري عند القمّي، ما يلي:

  • اعتمد المفسر علي بن إبراهيم أسلوب التفسير الروائي مما جعل المؤلف يرفع اليد بسهولة عن الكثير من ظواهر الآيات.
  • طغت على تفسير علي بن إبراهيم وبكثرة ظاهرة التأويل [١] ومن هنا نراه يؤول كثيراً من الآيات بفضائل أهل البيت (ع) ومثالب أعدائهم تفسيراً باطنياً.
  • امتاز التفسير ببيان معاني المفردات، أسباب النزول، القصص القرآني، التعرض لذكر الغزوات وآيات الأحكام على نطاق محدود.
  • التعرض للأبحاث العقائدية وردّ الفرق الباطلة. وقد اعتمد الآيات في ردّ الاتجاهات غير الإسلامية كالوثنيين والزنادقة والدهريين.[٢] مع التعرض لنقد بعض الفرق الإسلامية كالمعتزلة والقدرية– التي يراها مرادفة للمجبرة- مع بيان عقائدهم الباطلة الأخرى.[٣]
  • تعرّض لمجموعة من العلوم القرآنية كالناسخ والمنسوخ، والحروف المقطّعة، والمحكم والمتشابه وعدم توقيفية الآيات.
  • الدفاع عن مدرسة الإمامة والولاية وذكر فضائل أهل البيت (ع) ومثالب أعدائهم في ذيل الكثير من الآيات.
  • يمثل التفسير دورة تفسيرية كاملة تبدأ من أولى السور القرآنية وتنتهي بآخر سورة قرآنية.
  • أكثر روايات علي بن إبراهيم رواها عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير ومشايخه. كما روى سائر الروايات عن أبي الجارود وروايات متفرقة.[٤]
علم التفسير
أهم التفاسير

الشيعية:

السنية:

المناهج التفسيرية
الاتجاهات التفسيرية
أساليب كتابة التفسير
اصطلاحات علم التفسير


نسبة التفسير إلى علي بن إبراهيم

اختلفت كلمة الأعلام والباحثين الشيعة في نسبة الكتاب إلى علي بن إبراهيم القمّي فذهب فريق منهم إلى القول بأنّ الكتاب مقطوع النسبة إلى القمّي فيما شكك الطرف الثاني في ذلك وساق مجموعة من الشواهد التي تدعم فكرة عدم انتسابه إلى القمّي وإنّما هو تلفيق من كتاب علي بن إبراهيم وروايات أخرى أدرجت فيه من قبل شخص آخر.

القائلون بثبوت نسبة الكتاب للقمي

ذهب كل من النجاشي[٥] والشيخ الطوسي [٦] إلى القول بثبوت نسبة الكتاب إلى القمّي في معرض ترجمتهم لعلي بن إبراهيم واصفينه بأنّ له مصنفا في التفسير.

وقد روى الكثير من القدماء عن التفسير المذكور كالشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام[٧] والعلامة الحلي في سعد السعود [٨] والشيخ الطبرسي في إعلام الورى [٩] وابن شهر آشوب في المناقب [١٠]، وهكذا استقت منه الكثير من المصادر التي صنفت بعده كالكتب الأربعة، ومجمع البيان، وتفسير الصافي، ووسائل الشيعة، وبحار الانوار و... وكثير من الأعلام المتقدمين.

النافون لنسبة الكتاب للقمي

شكك بعض أعلام الشيعة المعاصرين في نسبة الكتاب إلى القمّي منهم الأغا بزرك الطهراني الذي نفى انتساب تمام الكتاب إلى علي بن إبراهيم القمّي.[١١] ومنهم الشيخ محمد هادي معرفة[١٢] وهاشم معروف الحسني[١٣] حيث ناقشا- بعد دراسة تحليلية للقضية– في انتساب الكتاب إلى علي بن إبراهيم نافين تلك النسبة.

ولعل العمدة في مستند النافين أن التفسير المذكور من صنع أحد تلاميذه المجهولين وهو: أبو الفضل العباس بن محمد العلوي الذي أخذ شيئا من التفسير بإملاء شيخه علي بن إبراهيم، ومزجه بتفسير أبي الجارود.

يضاف إلى ذلك ما جاء في مقدمة الكتاب من أبحاث طرحت وكأن شخصاً آخر يرويها عن علي بن إبراهيم هذا فضلا عن اشتمالها على مباحث لا يمكن الجزم معها بنسبتها إلى علي بن إبراهيم كالقول بتحريف القرآن، ويرى هذا الفريق أن مقدمة تفسير القمّي مستلّة من تفسير النعماني.[١٤]

الأمر الثالث الدال على عدم النسبة عند هؤلاء الأعلام أن بعض الروايات نقلت عن إبراهيم بن هاشم والد المؤلف ومعاصريه محمد بن يحيى العطار القمّي وسعد بن عبد الله الاشعري بواسطة، ولو كان الرواي للتفسير علي بن إبراهيم لما احتاج إلى تلك الواسطة ولروى الحديث مباشرة عن أبيه، مما يكشف عن عدم نسبة تمام الكتاب إلى علي بن إبراهيم.[١٥]

الطباعة والنشر

صدر لتفسير القمّي أكثر من طبعة، أولى تلك الطبعات سنة 1313 هـ بتصحيح وتحقيق السيد طيب الجزائري؛ وصدرت له طبعة أخرى في النجف الأشرف سنة 1386 هـ، وطبعة محققة ومصححة سنة 1404 هـ و1367 هـ ش في مدينة قم.

وصدر أيضا عن مؤسسة الأعلمي في بيروت سنة 1412 هـ.

الهوامش

  1. القمي، تفسير القمي، ج 1، ص 35، 203.
  2. القمي، تفسير القمي، ج 1، ص 205، 236، ج 2، ص 78.
  3. القمي، تفسير القمي، ج 1، ص 17ـ 25، 212، ج 2، ص 60، 89، 398.
  4. كاظم قاضي زاده، دراسة حول تفسير علي بن ابراهيم القمي؛ مدخل "تفسير علي بن ابراهيم قمي" في دائرة معارف العالم الإسلامي.
  5. المجاشي، رجال النجاشي، ص 260.
  6. الطوسي، الفهرست، ص 152.
  7. تهذيب الأحكام، ج 4، ص 49 و 50.
  8. سعد السعود، ص 83 – 90.
  9. الطبرسي، إعلام الورى، ج 1، ص 296.
  10. ابن شهر آشوب، مناقب آل ابي طالب، ج 3، ص 33 و 313.
  11. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج4، ص 302.
  12. معرفة، صيانة القرآن من التحريف، ص 187.
  13. الحسني، بين التصوف والتشيع، ص 198.
  14. استادي، آشنايي با تفاسير و مفسران.[دراسة للتعرف على التفاسير والمفسرين].
  15. السيد احمد موسوي، پژوهشي پيرامون تفسير قمي.[بحث حول تفسير القمي].

المصادر والمراجع

  • ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل ابي طالب، النجف، المكتبة الحيدرية، 1376 هـ.
  • ابن طاووس، علي بن موسى، سعد السعود، قم، الرضي، 1363 هـ ش.
  • استادي، رضا، آشنايي با تفاسير و مفسران[دراسة للتعرف على التفاسير والمفسرين].
  • الطهراني، آقا بزرك، الذريعة الى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الاضواء، 1402 هـ.
  • الحسني، هاشم معروف، بين التصوف والتشيع، بيروت، دار التعارف.
  • الطبرسي، فضل بن الحسن، أعلام الورى بأعلام الهدى، قم، آل البيت، 1417 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الفهرست، نشر الفقاهة، 1417 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام، طهران، دار الكتب الاسلامية، 1364 ش.
  • معرفة، محمد هادي، صيانة القرآن من التحريف، قم، انتشارات التمهيد، 1386 ش.
  • النجاشي، أحمد بن علي، أسماء مصنفي الشيعة، قم، جامعة الـ مدرسين، 1416 هـ.

وصلات خارجية