المسبحات

قال الإمام الباقر (ع):

---

من قرأ بالمسبحات كلها قبل أن ينام لم يمت حتى يدرك القائم (ع)، وإن مات كان في جوار النبي (ص).

---

الكليني، الكافي، ج 2، ص 620.

المُسَبِّحات، هي السور القرآنية التي تبدأ بتسبيح الله، واختلف العلماء في عددها، وممّا ذكروا: الإسراء، والحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى؛ لأنها تبدأ بمشتقات "سبّح"، وتلتقي هذه السور في مضامين موحدة الدلالة، كأصول الدين.

التعريف

المُسَبِّحات هي السور التي تفتتح بتسبيح الله أي قوله تعالى: ﴿ سبّح لله﴾، أو ﴿يُسبِّح﴾، أو ﴿سُبحانَ﴾، والتسبيح يعني التنزيه، فتسبيح الله هو تنزيهه عن كلّ نقص.

السور المسبحات وعددها

لم تذكر الروايات أسماء السور المسبِّحات، ومن هنا اختلفت الآراء في عددها:

1. خمس: الحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن؛ فإنها تفتتح ب‍"سَبَّحَ"، أو "يُسَبِّحُ".
2. ست: الحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى؛ لأنها تبدأ بأحد الأفعال: "سَبَّحَ"، و"يُسَبِّحُ"، و"سَبِّحْ"، وكان السيد علي القاضي الطباطبائي يوصي تلامذته بالمواظبة على قراءة هذه السور بصفتها المسبحات كلّ ليلة.
3. سبع: الإسراء، والحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى؛ فإنها تبدأ بمشتقات "س ب ح".
4. تسع: قد ألحق محمد هادي معرفة -الباحث في علوم القرآن- الملك والفرقان إلى السور السبع المذكورة، مع أنهما تفتتحان بقوله تعالى: ﴿تبارك﴾.

خصائصها ومضامينها

• تشترك السور المسبحات في مضامينها؛ فإنها تدلّ على أصول الدين الخمسة: التوحيد، والعدل، والمعاد، والنبوة، والإمامة.
• الدور المحوري لسورة الإسراء: يعتقد البعض أن هناك علاقة خاصّة بين السور المسبحات، وأن سورة الإسراء تلعب دورا محوريا فيما بينها، وأن المسبحات ككتاب مقدمته سورة الإسراء، ونتيجته سورة الأعلى، وفصولها السور الخمس الأخرى.
• النطاق الزمني: تغطي السور المسبحات كلّ فترة نبوة النبي تقريبا؛ فإن سورة الأعلى هي السابعة النازلة في مكة، والإسراء هي الخمسون النازلة في مكة، والسور الخمس الأخرى هي السور الأخيرة التي نزلت على النبي؛ لأنها نزلت عليه في المدينة، ويتراوح ترتيب نزولها ما بين أربع وتسعين ومائة وعشر.

فضلها

• آية خير من ألف آية: روي أن النبي كان يقرأ المسبحات قبل أن ينام، ويقول إن فيهن آية خير من ألف آية.
• إدراك الإمام المهدي المنتظر: روي عن الإمام الباقر أن من قرأ بالمسبحات كلها قبل أن ينام لم يمت حتى يدرك القائم ، وإن مات كان في جوار النبي.