القرّاء السّبعة، هم القرّاء الأشهر من الّذين نُقلت عنهم قراءة القرآن الكريم، حيث اختلفت قراءة الكلمات في بعض الموارد، وقد وردت في كتب علوم القرآن أسماؤهم، وهم: عبد اللّه بن عامر، ابن كثير المكّيّ، عاصم بن بهدلة الكوفيّ، أبو عمرو البصريّ، حمزة الكوفيّ، نافع المدنيّ والكسائيّ الكوفيّ.[١] وهم ينتمون إلى الطبقة الثالثة من طبقات القرّاء.

صفحة من مصحف يعود للقرن التاسع الهجري _العصر التيموري_ بخط المحقق، ويظهر فيه القراءات السبع.

وهناك ثلاثة قرّاء آخرون يتمّ الإعتماد عليهم أيضاً وإن كان بدرجة أقلّ من الإعتماد على القرّاء السبعة وهم: خلف بن هشام البزار، يعقوب بن إسحاق ويزيد بن القعقاع.[٢] ولا بدّ من ذكر أنّه قد نُقلت قراءات أخرى بطرق متفرّقة عن الأصحاب وقراءات شاذّة لم يُعتنَ بها.[٣] ونظريّة الشيعة في قراءات القرآن هي عدم تواترها، بل إنّ بعضها تقول: إنها اجتهادٌ من القارئ نفسه وبعضها الآخر منقول بخبر الواحد.

أسماء القرّاء

هم جماعة من مشاهير القرّاء عاشوا بين القرن الأول و القرن الثاني للهجرة، بعضهم عاصر الأصحاب والبعض الآخر عاصر التابعين، وكانوا موزّعين على مكة، المدينة، الكوفة، البصرة و الشام؛ لأنه لكل واحد من هذه المدن كان لها قارئ خاص يعلّم أهلها القرآن، وهم:

  1. نافع المدني: بن عبد الرحمن بن أبي نعيم (70 - 169 هـ)، بلغ عدد شيوخه سبعين شيخاً وأقرأ الناس في المدينة حوالي سبعين سنة حتى انتهت إليه رئاسة القراءة فيها.
  2. ابن كثير المكي: عبد اللَّه، أبو معبد العطار الداري (45 - 120 هـ)
  3. أبو عمرو بن العلاء: زبان بن العلاء التميمي المازني البصري (68 - 154 هـ)، قرأ بمكة والمدينة، وقرأ أيضاً بالكوفة والبصرة على جماعة كثيرة.
  4. ابن عامر الدمشقي: عبد اللَّه أبو عمران اليحصبي (8 - 118 هـ)، إمام أهل الشام في القراءة، وإليه انتهت مشيخة الإقراء فيها.
  5. عاصم بن أبي النجود الكوفي: أبو بكر بن بهدلة الحناط (127 هـ).
  6. حمزة بن حبيب الزيات: أبو عمارة الكوفي (80 - 156 هـ).
  7. الكسائي: أبو الحسن علي بن حمزة ( 119 - 189 هـ ).[٤]

وكان القرّاء بحسب المدن على الشكل التالي: في مكة ابن كثير ، في المدينة نافع، في الكوفة عاصم و حمزة و الكسائي، في البصرة أبو عمرو وفي الشام ابن عامر.

القرّاء الثلاثة الآخرون

القرّاء الثلاثة الآخرون الذين يُعتمد عليهم ويبلغ بهم عدد القرّاء العشرة هم:

8. أبو جعفر يزيد بن القعقاع: المخزومي المدني (130 هـ)
9. يعقوب الحضرميّ: بن إسحاق بن زيد بن عبد اللَّه بن أبي إسحاق، أبو محمد (117 - 205 هـ)[٥]
10. خلف بن هشام البزار: أبو محمد الأسدي البزار البغدادي (150 - 229 هـ) [٦]

لماذا عدد القرّاء سبعة؟

ذكر السيد الطباطبائي في أن السبب الذي جعل الناس يتوجهون إلى هؤلاء القرّاء السبعة مع أنه كان بين القرّاء كثيرون مثلهم أو أفضل منهم هو أنه كان قد ازداد عدد رواة الأئمة   وقلّت الهمّة على ضبط وحفظ كل هذه القراءات ؛ فاختاروا أشخاص توافق قراءتهم خط المصحف ، وتكون أسهل من جهة الضبط، والحفظ. ومن هذه الناحية اختاروا المدن الخمسة التي أرسل إليها عثمان المصاحف الخمسة، وهي: مكة و المدينة و الكوفة و البصرة و الشام خمسة قرّاء مع مراعاة عدد المصاحف الخمسة، واستعملوا قراءاتهم.[٧] أمّا القارئين الآخرين، فقد ذكروا أن هناك مصحفين أُرسِلا إلى اليمن و البحرين ولا يوجد أية معلومات عنهما ، فحُدِّد شخصان من قرّاء الكوفة لإكمال العدد فصاروا سبعة.[٨]

 
توزيع القراء علي المناطق

الرواة الأربعة عشر

انتشرت هذه القراءات السبعة في مختلف أرجاء الوطن الإسلامي حينها بواسطة عدد من الرواة الذين نقل كل واحد منهم قراءة أحد من القراء السبعة. ورواة القراءات السبعة هم:

  • نافع: روى قراءته قالون (120 - 220 هـ) و ورش (110 - 197 هـ)
  • ابن كثير: روى قراءته البزي (170 - 250 هـ) و قنبل (195 - 291 هـ)
  • أبو عمرو: روى قراءته حفص الدوري (246 هـ) والسوسي (261 هـ)
  • ابن عامر: روى قراءته هشام بن عامر (153 - 245 هـ) و ابن ذكوان (173 - 242 هـ)
  • عاصم: روى قراءته شعبة (95 - 193 هـ) وحفص بن سليمان (90 - 180 هـ)
  • حمزة: روى قراءته خلف بن هشام (150 - 229 هـ) وخلاد (220 هـ)
  • الكسائي: روى قراءته أبو الحارث (240 هـ) و الدوري (246 هـ).[٩]

والقراءة الأكثر شهرة وانتشاراً في عصرنا الحاضر هي قراءة حفص عن عاصم.

هل القراءات متواترة؟

نظرية أهل السنة

لقد اختلفت الآراء حول القراءات السبع المشهورة بين الناس، فذهب جمع من علماء أهل السنة إلى تواترها عن النبي   وربما ينسب هذا القول إلى المشهور بينهم. ونقل عن السبكي القول بتواتر القراءات العشر وأفرط بعضهم فزعم أن من قال إن القراءات السبع لا يلزم فيها التواتر فقوله كفر. ونسب هذا الرأي إلى مفتي البلاد الأندلسية أبي سعيد فرج بن لب.[١٠]

ولمزيد من التفصيل يمكن مراجعة كتاب مناهل العرفان للزرقاني، فقد فصل في الجزء الأول من الصفحة 435 آراء علماء أهل السنة في تواتر القراءات.[١١]

نظرية الشيعة

المعروف عند الشيعة أنها غير متواترة ، بل القراءات بين ما هو اجتهاد من القارئ وبين ما هو منقول بخبر الواحد.[١٢]

ولا بد من الإشارة إلى أنّ هناك فرق بين تواتر القراءات و تواتر القرآن ؛ فتواتر القرآن أمر مُسلَّمٌ به عند جميع المسلمين ولعله السبب أيضاً الذي دفع البعض إلى القول بتواتر القراءات. والأدلة التي استعملها العلماء لإثبات تواتر القرآن لا تثبت تواتر القراءات بأيّ وجه.

أدلة عدم تواتر القراءات

ذكروا عدة أدلة أنكروا فيها تواتر القرآن، نذكر منها:

  1. إنّ استقراء حال الرواة يورث القطع بأنّ القراءات قد وصلت إلينا بأخبار الآحاد. ثمّ إن بعض هؤلاء الرواة لم تثبت وثاقته.
  2. إن التأمل في الطرق التي أخذ عنها القراء ، يدلنا دلالة قطعية على أن هذه القراءات إنما نقلت إليهم بطريق الآحاد.
  3. اتصال أسانيد القراءات بالقراء أنفسهم يقطع تواتر الأسانيد.
  4. إحتجاج كل قارئ بصحة قراءته وإعراضه عن قراءة غيره دليل على أنها من اجتهاد القرّاء أنفسهم.
  5. إنكار بعض المحققين جملة من القراءات دليل على عدم تواترها.[١٣]

الوصلات الخارجية

الهوامش

  1. الخوئي، البيان، ص 122.
  2. الخوئي، البيان، ص 122.
  3. الطباطبائي، القرآن في الإسلام، ص. 157.
  4. الغرناطي، التسهيل، ج 1، ص 51 - 57.
  5. الغرناطي، التسهيل، ج 1، ص 57 - 58.
  6. الغرناطي، التسهيل، ج 1، ص 56.
  7. الطباطبائي، القرآن في الإسلام، ص 195
  8. ن. م (بتصرّف)
  9. الغرناطي، التسهيل، ج 1، ص 51 -57.
  10. الخوئي، البيان، ص. 123
  11. الزرقاني، مناهل العرفان، ص. 435
  12. الخوئي، البيان، ص. 123
  13. الخوئي، البيان، ص 149 - 150.

المصادر والمراجع

  • الخوئي، ألسيد أبو القاسم، البيان في تفسير القرآن، بيروت، دار الزهراء، ط 4، 1395 هـ/ 1675 م.
  • الغرناطي، محمد بن أحمد بن جزي، التسهيل لعلوم التنزيل، بيروت، دار الأرقم بن أبي الأرقم، د.ت.
  • الزرقاني، محمد عبد العظيم، مناهل العرفان في علوم القرآن، د.م، د.ن، د.ت.