السيد جواد شبر

من ويكي شيعة
(بالتحويل من سيد جواد آل شبر)
السيد جواد شبر
معلومات شخصية
الاسم الكاملجواد علي محمد شبّر
أقارب
مشهورون
والده السيد علي محمد شبّر
تاریخ الميلاد1332هـ = 1913 م
مكان الولادةالنجف
مكان الدراسةالحوزة العلمية في النجف
تاریخ الوفاة1402 هـ= 1982 م
المدفنغير معلوم
معلومات علمية
الأساتذةالخطيب محمد حسين الفيخراني
مؤلفاتأدب الطف
نشاطات اجتماعية وسياسية
سياسيةناضل ضد النظام البعثي العراقي


السيد جواد علي شبّر (1332 - 1402هـ) هو عالم دين وخطيب وأديب، وله عدّة تألیفات، منها أدب الطف.

ينتمي السيد جواد إلى آل شبّر العائلة العلمية المشهورة في العراق. أسّس والده المدرسة الشبّرية المعروفة، والتي تولى بنفسه إدارتها من بعد أبيه. اشتُهر بمحاضراته وخطبه ومجالسه الحسينية. اعتُقل عدة مرات في زمن نظام صدّام حسين البعثي، وتعرّض للتعذيب والتنكيل، ولم يُعلم مصيره لسنوات، حتى سقوط النظام البائد سنة 2003م، فتبيّن أنّه قد أُعدم أثناء فترة اعتقاله، واعتُبر من شهداء مفقودي الأثر.

حياته ودراسته

وُلد السيد جواد سنة 1332هـ في مدينة النجف لأسرة معروفة بالعلم والأدب، فقد خرج من هذه الأسرة العديد من العلماء والفقهاء والأفاضل في الحوزة العلمية،[١]، والتي تنحدر من نسل الإمام موسى بن جعفرعليهما السلام، ويُقال بأنّ لقب العائلة جاء نسبة إلى جد الأسرة الأعلى السيد الحسن بن محمد بن حمزة بن أحمد بن علي الملقب بـ (شبّر). [٢] [ملاحظة ١] والده السيد علي من علماء النجف الأعلام في وقته، وهو فقيه وأُصولي درّس الفقه والأصول والحديث والرجال،[٣] وقد أسّس المدرسة الشبّرية المعروفة في النجف، والتي تخرّج منها العديد من العلماء والخطباء، ثمّ تولى نجله السيد جواد إدارتها من بعده، وعمل على إنشاء مكتبة فيها تحوي أشهر وأندر الكتب.[٤]

نشاطه العلمي والديني

تلقّى السيد جواد على يدي والده علوم اللغة العربية، وشرع في دراسته الحوزوية، فحضر عند كبار العلماء في النجف، غير أنّ المنبر والأدب الحسينيين كان لهما المكانة الأكبر في قلبه، فعكف بكلّه على فنّ الخطابة ودراسة الملحمة الحسينية، وكان أستاذه الشيخ الخطيب محمد حسين الفيخراني العامل الأساسي في تكوين شخصيته الخطابية، فقد عُرف في عصره بحسن تربيته وسلوكه.[٥] وذكرت الكتب التي تُعنى بترجمة العلماء أنه كان خطيباً مفوّهاً معروفاً بالذكاء والقدرة على التعبير وجذب الشباب،[٦] حيث كان ينتقد تأخّر المجتمع ويسعى من خلال خطاباته لمعالجة هموم الشارع. [٧] كما كان علماء ومراجع النجف يحترمونه ويجلّونه وكانت علاقته وطيدة بهم، وكانوا يحثّون الناس على حضور مجالسه والاستماع إلى محاضراته، ومن هؤلاء العلماء ذكروا المحقّق الشهير آغا بزرگ الطهراني والسيد محسن الحكيم والسيّد الخوئي والسيّد الخميني والسيّد الشاهرودي والسيّد عبد الأعلى السبزواري والشهيد الصدر والسيّد السيستاني وغيرهم. [٨]

مؤلفاته

  • أدب الطف أو شعراء الحسين: يتعرّض المؤلف في هذا الكتاب إلى ذكر نبذة مختصرة من سيرة الإمام الحسين وواقعة كربلاء، ثم يذكر الشعراء الذين رثوه عليه السلام منذ القرن الأول وحتى القرن الرابع عشر الهجري من خلال ذكر أسمائهم وترجمتهم، وقدّم لهذه الموسوعة المؤلفة من عشرة أجزاء الشيخ محمد جواد مغنية الذي أثنى على مؤلفها وجهوده.
  • إلى ولدي: كتاب في الأدب التربوي جمع فيه عيون الشعر لأساطين الشعراء ، طُبِع الطبعة الاُولى في النجف سنة 1954م، ثمّ أعيدت طباعته (مصوراً) في قم سنة 1984 م .
  • قبس مِن حياة أمير المؤمنين عليه السلام: وُزّع على الجمهور الذي شارك في الاحتفال بمناسبة ميلاد الإمام الحسين في النجف الأشرف .
  • أشعة مِن حياة الصّادق عليه السلام: قُدّمَ هدية للمحتفلين بمولد سيّد الشهداء سنة 1385 هـ ـ 1965 م في النجف الأشرف .
  • مقتل الحسين عليه السلام عبرة المؤمنين: والذي كتبه استجابة لطلب الكثيرين منه بأن يكتب عن واقعة الطف بأسنادها الصحيحة كما ذكر هو نفسه في مقدمة الكتاب.
  • المطالب النفيسة: يقع في ثلاثة مجلّدات في التراجم والأخلاق والفلسفة الإسلاميّة ـ مخطوط ـ .
  • شواهد الأديب: مختارات شعريّة في ثلاثة أجزاء ـ مخطوط ـ .
  • المقتطفات: نوادر وحكم وأدب في جزأين ضخمين ـ مخطوط ـ .
  • شعراء العصر الحاضر ـ مخطوط ـ .
  • سوانح الأفكار في منتخب الأشعار: ثلاثة مجلّدات ـ في مدح ومراثي أهل البيت (عليهم السلام) ـ مخطوط ـ .
  • المناهج الحسينيّة: مجموعة مجالس قرأها في لبنان ـ مجلد واحد طبع في بيروت ثمّ أُعيد طبعه في قم .
  • ديوان شعره: وفيه كثير من المراسلات والمساجلات والقطع المستملحة والأوصاف البديعة ـ مخطوط ـ .
  • الإسلام دين ودولة ـ 3 مجلّدات ـ مخطوط .
  • الأخلاق الإسلاميّة ـ 3 ـ مجلّدات ـ مخطوط .

نضاله واعتقاله

كان السيد جواد شبّر من الخطباء القلّة الذين تعرضوا بشجاعة من خلال المنبر للظلم الممارس في حق الناس من قبل السلطات الجائرة، سيما نظام البعث البائد في العراق، كما كانت له مواقف شديدة تجاه المدّ الشيوعي في العراق آنذاك، فتعرّض لعدّة محاولات اغتيال من قبل الحركات الشيوعية ونجا منها بأعجوبة.[٩] وكان من بين الذين نالتهم حملات الاعتقالات الجائرة في مطلع الثمانينات من القرن المنصرم على يد نظام البعث، فتعرّض السيد لعدّة اعتقالات كان آخرها سنة 1982م، واختفت بعدها آثاره ولم يُعلم خبره، حتّى سقوط نظام صدّام حسين عام 2003م، فعُلم حينها أنه قد تمّت تصفيته، ولم يُعلم مكان جثمانه ولم يُسلّم إلى أهله، ونُقل بأنّه قد ألقي في أحواض حامض النتريك أثناء اعتقاله. [١٠]

نماذج من شعره

ألّف السيد جواد شبّر عشرات القصائد في شتى المواضيع الدينية والأخلاقية، منها المواعظ العامة، ومنها مدائح ومراثي أهل البيت عليهم السلام وغير ذلك، ونذكر منها:[١١] يقول في مولد الرّسول محمد صلی الله عليه وآله وسلم بعنوان (أسرار المولد):

يا محفل الذكرى لسيّد البشرأذع فتاريخــك تاريــــخ أغــر
فإنّـما الـمـولود فـيـك أحـــمدمن حرّر العقل وأطلق الفـكر
أذع فهذا المنقـذ الأكبر والـــــمــشرّع الأعــظم والأب الأبـر
شــعّ على الـــعالم نـــوره فــذاالتمدين من لألاء عقله ازدهر


وفي احتفال بمولد الإمام الحسين عليه السلام يقول:

باسم الحسين حلتْ لنا الأشعاروسمتْ بفضلِ سموّه الأفكارُ
وتنبّــهــتْ آمــالنا وتـــفـتّحــتْفــرحاً كــما تتـفتّـــح الأَزهـــارُ
وتبسّمتْ دنيــا السّــرور مليئةًبالمبهجات وأشـــرقت أنــــوار
وتباشرت حورُ الجــنان وهلّلتْلجمال طلــعة وجهــه الأنظار


ولم يقتصر شعره على المواضيع الدينية والأخلاقية، بل له العديد من التصويرات الإبداعية التي تعكس إحساسه المرهف وذوقه الأدبي العذب الذي يحرّكه كل مشهد جميل حوله، وأيّ موقف يتعرّض له. فيقول في قصيدته (ذكريات مصطاف) التي نشرت في (مجلّة العرفان) يمتدح ربوة دمشق:

يا ربوةَ الشـــام يا رمـزَ المـســـرّاتعـلــى لــــيــالــــيـــك آلافُ التــحــيّــات
ملأت عاطـفتي لطفاً وقد طفحتكأســي بـــها فاستفاضــت اريحيــاتــي
مهما اتّجهت رأيتُ الحسْن منتثراًفي الورد في الناس في جمع وأشتات


الهوامش

  1. الأمين، محسن، أعيان الشيعة، ج8، ص82.
  2. ابن عنبة، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، ص344.
  3. الأميني، محمد هادي، معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج2، ص240.
  4. شبّر، جواد، مقتل الحسين عبرة المؤمنين، مقدمة الكتاب، ص10-11.
  5. الخاقاني، علي، شعراء الغري، ج2، ص472.
  6. الأميني، محمد هادي، معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج2، ص241.
  7. الخاقاني، علي، شعراء الغري، ج2، ص472.
  8. شبّر، جواد، مقتل الحسين عبرة المؤمنين، مقدمة الكتاب، ص15.
  9. شبّر، جواد، الحسين عبرة المؤمنين، مقدمة الكتاب، ص17.
  10. مؤسسة النور للثقافة والإعلام، مقابلة صحفية مع ولده السيد محمد أمين شبّر، بتاريخ: 5\3\2009م.
  11. شبّر، جواد، تقديم محمد أمين شبّر، الحسين عبرة المؤمنين، مقدمة الكتاب، ص15-19.

الملاحظات

  1. الحديث لأسماء: لَمَّا وَلَدَتْ فَاطِمَةُ الْحَسَنَ عليهما السلام جَاءَنِي النَّبِيُّصلی الله عليه وآله وسلم فَقَالَ يَا أَسْمَاءُ هَاتِ ابْنِي، فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ فِي خِرْقَةٍ صَفْرَاءَ فَرَمَى بِهَا وَقَالَ يَا أَسْمَاءُ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ أَنْ‌ لَا تَلُفُّوا الْمَوْلُودَ فِي خِرْقَةٍ صَفْرَاءَ فَلَفَّفْتُهُ فِي خِرْقَةٍ بَيْضَاءَ وَ دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ، فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ الْيُمْنَى وَ أَقَامَ فِي الْيُسْرَى، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ أَيَّ شَيْ‌ءٍ سَمَّيْتَ ابْنِي هَذَا؟ قَالَ مَا كُنْتُ لِأَسْبِقَكَ بِاسْمِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ قَدْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أُسَمِّيَهُ حَرْباً، فَقَالَ أَنَا لَا أَسْبِقُ بِاسْمِهِ رَبِّي، ثُمَّ هَبَطَ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، الْعَلِيُّ الْأَعْلَى يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولَ عَلِيٌّ مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى وَ لَا نَبِيَّ بَعْدَكَ سَمِّ ابْنَكَ هَذَا بِاسْمِ ابْنِ هَارُونَ، قَالَ وَ مَا اسْمُ ابْنِ هَارُونَ يَا جَبْرَئِيلُ؟ قَالَ شبَّر، قَالَ لِسَانِي عَرَبِيٌّ قَالَ سَمِّهِ الْحَسَنَ، فَسَمَّاهُ الْحَسَنَ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ سَابِعِهِ عَقَّ عَنْهُ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ وَأَعْطَى الْقَابِلَةَ فَخِذاً وَحَلَقَ رَأْسَهُ وَتَصَدَّقَ بِوَزْنِ الشَّعْرِ وَرِقاً وَطَلَى رَأْسَهُ بِالْخَلُوقِ، ثُمَّ قَالَ يَا أَسْمَاءُ الدَّمُ فِعْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَتْ فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ(ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج4، ص26). ومن معاني شُبّر : الخير والعطاء والجود . شُبّر (لغةً) : العظيم ، يقال شَبَّر فلاناً تشبيراً فتشبّر أي عظّمه فتعظّم (تاج العروس، ج12، ص127).

المصادر والمراجع

  • ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، قم، مطبعة علّامة، الطبعة الأولى، 1379هـ.
  • ابن عنبة، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، منشورات المطبعة الحيدرية، النجف، الطبعة الثانية، 1389هـ-1961م.
  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، تحقيق: حسن الأمين، د.ت.
  • الأميني، محمد هادي، معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام، النجف، مطبعة الآداب، 1384هـ.
  • الخاقاني، علي، شعراء الغري، قم، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، مطبعة بهمن، 1408هـ.
  • الزبيدي، مرتضى، تاج العروس، بيروت، دار الفكر، د.ت.
  • شبّر، جواد، تقديم محمد أمين شبّر، (مقتل) الحسين عبرة المؤمنين، مقدمة الكتاب، المكتبة الشاملة. كما توجد منه نسخة الكترونية نُشرت وأُخرجت فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليها ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة.
  • مؤسسة النور للثقافة والإعلام، مقابلة صحفية مع ولده السيد محمد أمين شبّر، بتاريخ: 5\3\2009م.