اللطم

من ويكي شيعة

اللطم، من أشهر المراسم التقليدية في مآتم الأئمةعليهم السلام بشكل عام، وفي مأتم الإمام الحسينعليه السلام بشكل خاص، ويقوم فيها المعزّون بلطم صدورهم أثناء سماعهم لقصيدة رثائية.

اللطم على الصدور في مراسم العزاء

لمحة تاريخية عن اللطم

كان اللطم على الصدور متَبعاً من صدر الإسلام، كصورة من صور التعبير عن الحزن، وقد نُقل أنّ بعض النساء لطمن على رؤوسهنّ وصدورهنّ في جنازة الرسولصلی الله عليه وآله وسلم.[١]

وبعد شهادة الإمام الحسينعليه السلام اعتمدت المآتم على الثقافات المختلفة، وبرزت مظاهر متنوعة للعزاء الحسيني ومن جملتها اللطم.

ويبدو أنّ اللطم -بالإضافة إلى أنه مظهر من مظاهر الحزن- يُعبّر أيضاً عن مواساة يشعر فيها اللاطم بشيء من الآلام التي تحملها الإمام الحسينعليه السلام.[٢]

وقد كان اللطم على الامام الحسينعليه السلام سائداً عند العرب[٣]، ثمّ انتقل إلى ايران في عصر الصفويين عندما أصبح التشييع المذهب الرسمي هناك، فكان الناس يضربون صدورهم بقبضاتهم من فرط تأثرهم بالسيرة الحسينية.[٤]

في عصرنا الحاضر، يشكل اللطم الجزء الأكبر من بعض المراسم الحسينية التي جذبت الشباب بسبب الحماس الشديد التي تتضمنه.

أنواع اللطم

تميزت بعض البلدان والمناطق، بأسلوب خاص من أساليب اللطم، فللشيعة الهنود أسلوب عاطفي وسريع ومثير، كما يتميز أهل البحرين بنمط خاص من اللطم، ذي النوبات الكثيرة المتواصلة بحماس وإيقاع خاص، بينما الهدوء سمة ظاهرة في اللطم الإيراني، كما وتوجد طرق مختلفة للطم بين مدينة وأخرى، وحتى في البلد الواحد، كاللطم الكربلائي، ونجفي و...

واللطم ظاهرة جديدة غير بعيدة الجذور في بعض المناطق، كما في لبنان وبعض القرى الشيعية في سورية، إذ برزت مع نجاح الثورة الإسلامية، وتتسم هناك ظاهرة اللطم بالسرعة والحماس.[٥]

أحكام اللطم

ذكر فقهاء الشيعة أن إحياء مصائب الأئمة المعصومين (ع) مستحب بأشكاله المختلفة. بل إن بعضهم شارك في مجالس اللطم. وفي معرض بيانه لإحدى الفتاوى إجاز السيد الخوئي اللطم على الامام الحسين(ع).[٦] وتبعه بذلك كثير من المراجع.[٧] ويرى السيد علي الخامنئي ان معيار جواز اللطم هو ان لا يصاحبه الضرر المعتنى به عند العقلاء.[٨] إلا أن السيد محمد حسين فضل الله رأى أن اللطم جائز إذا لم يكن استعراضياً ولا موجباً لأذى النفس.[٩]

الهوامش

  1. ابن حنبل، احمد، المسند، ج 6، ص 274.
  2. الحیدري، تاریخ و جلوه‌های عزاداری امام حسین(ع) در ایران، 1391 هـ.ش، ص 108.
  3. محدثي، فرهنگ عاشورا، 1388 هـ.ش، ص 257.
  4. فیگوئرا، سفرنامه فیگوئرا، 1363 ش، ص 309.
  5. صحيفة الوسط
  6. المسائل الشرعية، ج 2، ص 332.
  7. معتمدی کاشانی، عزاداری سنتی شیعیان، 1383 هـ. ش، ج 7، ص 253-278.
  8. أجوبة الاستفتاءات، ج 2، ص 129.
  9. موقع مؤسسة السيد محمد حسين فضل الله

المصادر والمراجع

  • ابن حنبل، أحمد، مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقیق: شعیب الارنوط، بیروت، موسسة الرسالة، 1414 هـ.
  • الحیدري، أصغر، تاریخ و جلوه‌های عزاداری امام حسین (ع) در ایران با تکیه بر دوره صفویه، طهران، مؤسسة الدراسات المعاصرة في تاريخ إيران، ط 1، 1391 ش.
  • فیگوئرا، گارسیا دسیلوا، سفرنامه فیگوئرا، ترجمة غلامرضا سعیدي، طهران، دار نو،1363 هـش.
  • کمبفر، انگلبرت، در دربار شاهنشاه ایران، ترجمة کیکاوس جهانداری، طهران، دار انجمن آثار ملی، 1350 هـ. ش.
  • محدثي، جواد، فرهنگ عاشورا، قم، دار معروف، ط13، 1388 هـ.ش.
  • مشحون، حسن، موسیقی مذهبی ایران، طهران، سازمان جشن هنر، 1350 هـ.ش.
  • مظاهري، محسن حسام، مدخل سینه‌زنی در کتاب فرهنگ سوگ شیعی، طهران، دار خیمه، ط1، 1395 هـ.ش.
  • معتمدي کاشاني، سید حسین، عزاداری سنتی شیعیان، قم، دار قلم مکنون، ط1، 1383 هـ.ش.
  • موقع مؤسسة السيد محمد حسين فضل الله
  • صحيفة الوسط
  • الخوئي، المسائل الشرعية، مؤسسة الخوئي الإسلامية،ط5، 1424هـ ، 2003 م.