مستخدمون مشرفون تلقائيون، confirmed، movedable، إداريون، templateeditor
٧٬٤٥٩
تعديل
(←حياته) |
|||
سطر ٢٤: | سطر ٢٤: | ||
| أهم الأحداث = | | أهم الأحداث = | ||
}} | }} | ||
'''يونس (ع)،''' هو أحد [[الأنبياء]] المنسوبين إلى [[بنو إسرائيل|بني إسرائيل]]، كانت بعثته في [[مدينة نينوى الأثرية|مدينة نينوى]] شمال [[العراق]]، وبعد عصيان قومه له والوعيد من [[الله|الله تعالى]] بتعذيبهم غادر المدينة حينما رأى علامات العذاب. وصل{{ع}} إلى البحر وركب سفينةً، ولما هجم الحوت عليهم قرر أصحاب السفينة رمي أحدهم طعاماً للحوت لنجاة الباقين، و<nowiki/>[[القرعة]] كانت باسم يونس ليصبح فريسة للحوت، فابتلعه وبقي في بطنه مدة. [[التوبة|تاب]] يونس{{ع}} إلى الله وهو في بطن الحوت بعد أن كان يعتبر نفسه مذنباً، وبأمر من الله أخلى الحوت سبيله، وألقاه على شاطئ البحر. | '''يونس (ع)،''' هو أحد [[الأنبياء]] المنسوبين إلى [[بنو إسرائيل|بني إسرائيل]]، كانت بعثته في [[مدينة نينوى الأثرية|مدينة نينوى]] شمال [[العراق]]، وبعد عصيان قومه له والوعيد من [[الله|الله تعالى]] بتعذيبهم غادر المدينة حينما رأى علامات العذاب. وصل{{ع}} إلى البحر وركب سفينةً، ولما هجم الحوت عليهم قرر أصحاب السفينة رمي أحدهم طعاماً للحوت لنجاة الباقين، و<nowiki/>[[القرعة]] كانت باسم يونس ليصبح فريسة للحوت، فابتلعه وبقي في بطنه مدة. [[التوبة|تاب]] يونس{{ع}} إلى الله وهو في بطن الحوت بعد أن كان يعتبر نفسه مذنباً، وبأمر من الله أخلى الحوت سبيله، وألقاه على شاطئ البحر. | ||
وردت قصته مع قومه في [[القرآن الكريم]]، كما ورد اسمه في القرآن أربع مرات، وسميت [[سورة يونس]] باسمه. وذُكر بأنه من أحفاد [[النبي يعقوب (ع)|النبي يعقوب]]{{ع}}، وكانت نبوته بعد [[النبوة|نبوة]] [[النبي سليمان|سليمان]]{{ع}} بفترة طويلة. | وردت قصته مع قومه في [[القرآن الكريم]]، كما ورد اسمه في القرآن أربع مرات، وسميت [[سورة يونس]] باسمه. وذُكر بأنه من أحفاد [[النبي يعقوب (ع)|النبي يعقوب]]{{ع}}، وكانت نبوته بعد [[النبوة|نبوة]] [[النبي سليمان|سليمان]]{{ع}} بفترة طويلة. | ||
سطر ٥٢: | سطر ٥٢: | ||
===بقاء يونس في بطن الحوت=== | ===بقاء يونس في بطن الحوت=== | ||
بعد أن وقعت [[القرعة]] على يونس ألقى بنفسه في البحر فابتلعه الحوت، فأمر [[الله]] ذلك الحوت أن لا يؤذي يونس وأن لا يكون طعاماً له، كما أن يونس وقف في بطن الحوت [[صلاة|يصلي]]. وقد جاء في [[القرآن الكريم|القرآن]] أنه لو لم يكن يونس من | بعد أن وقعت [[القرعة]] على يونس ألقى بنفسه في البحر فابتلعه الحوت، فأمر [[الله]] ذلك الحوت أن لا يؤذي يونس وأن لا يكون طعاماً له، كما أن يونس وقف في بطن الحوت [[صلاة|يصلي]]. وقد جاء في [[القرآن الكريم|القرآن]] أنه لو لم يكن يونس من العابدين؛ لبقي في بطن الحوت إلى [[يوم القيامة|يوم الدين]].<ref>البلعمي، تاريخ الطبري، ج1، ص585 - 587.</ref> وأما في بقاء يونس في بطن الحوت فهناك ثلاثة احتمالات ذكرها [[المفسرون]]: 1- لبقى كلاهما أحياءً ويونس {{ع}} واحداً منهما فيبقى سجيناً في بطن الحوت إلى [[يوم القيامة]]. 2- [[الموت|يموت]] يونس {{ع}} ويبقى الحوت حياً كمقبرةً له متنقلة. 3- يموت كلاهما فيكون الحوت [[القبر|قبراً]] ليونس {{ع}} وتكون الأرض قبراً للحوت إلى يوم القيامة.<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج19، ص174-175.</ref> | ||
بقي يونس في بطن الحوت 40 يوماً وليلةً، كما أن الحوت لم يأكل خلال هذه المدة حتى لا يؤذيه. وعندما حان يوم الأربعين [[الدعاء|دعا]] يونس [[الله]] مرة أخرى بعد أن واجه ثلاثة ظلمات: الليل والبحر وبطن الحوت، فاستجاب الله [[الدعاء|دعاء]]ه.<ref>البلعمي، تاريخ الطبري، ج1، ص585 - 587.</ref> | بقي يونس في بطن الحوت 40 يوماً وليلةً، كما أن الحوت لم يأكل خلال هذه المدة حتى لا يؤذيه. وعندما حان يوم الأربعين [[الدعاء|دعا]] يونس [[الله]] مرة أخرى بعد أن واجه ثلاثة ظلمات: الليل والبحر وبطن الحوت، فاستجاب الله [[الدعاء|دعاء]]ه.<ref>البلعمي، تاريخ الطبري، ج1، ص585 - 587.</ref> | ||
سطر ٦٠: | سطر ٦٠: | ||
===العودة إلى مهمته=== | ===العودة إلى مهمته=== | ||
في طريق | في طريق العودة إلى نينوى رأى يونس راعياً للغنم، فسأله عن أوضاع نينوى، فشرح له الراعي قصة العذاب و[[التوبة]] ورحمة [[الله]] عليهم، وتحدث عن جهود الناس في العثور على يونس. بعد ذلك أظهر يونس كرامة لديه فجعل خروفاً يُعطي اللبن بعد انقطاعه بسبب الجفاف، وعند رؤية هذا المشهد أدرك الراعي هوية يونس، ثم شربا كلاهما من حليب الغنم، وبعدها طلب يونس من الراعي أن يذهب إلى نينوى ويخبر الناس بعودته، وإذا لم يصدقوا ستتكلم الخراف بأمر الله وتشهد بهذا الأمر.<ref>ابنعساکر، تاریخ مدینة دمشق، ج74، ص290.</ref> | ||
==مكانته في الإسلام== | ==مكانته في الإسلام== | ||
سطر ٦٦: | سطر ٦٦: | ||
===احترام النبي (ص) ليونس في حديثه مع عداس المسيحي=== | ===احترام النبي (ص) ليونس في حديثه مع عداس المسيحي=== | ||
بعد أن اضطهد [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي]] {{ص}} في [[مدينة الطائف|الطائف]] جلس يستريح في بستان، فسأل {{ص}} [[عداس المسيحي]] خادم أهل البستان عن المدينة التي ولد فيها؟ فقال: من أهل نينوى، فقال له النبي {{ص}}: "فأنت من مدينة يونس بن متّى". وفي الحديث مع عداس عرّف النبي {{ص}} يونس {{ع}} بأنه نبياً لله وأنه أخيه وأنه رجلاً طيباً، مما أثار هذا الكلام تعجّب عداس، | بعد أن اضطهد [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي]] {{ص}} في [[مدينة الطائف|الطائف]] جلس يستريح في بستان، فسأل {{ص}} [[عداس المسيحي]] خادم أهل البستان عن المدينة التي ولد فيها؟ فقال: من أهل نينوى، فقال له النبي {{ص}}: "فأنت من مدينة يونس بن متّى". وفي الحديث مع عداس عرّف النبي {{ص}} يونس {{ع}} بأنه نبياً لله وأنه أخيه وأنه رجلاً طيباً، مما أثار هذا الكلام تعجّب عداس، فقبّل يدي النبي وقدميه.<ref>المقریزي، إمتاع الأسماع، ج9، ص180.</ref> | ||
===ذكر اليونسية=== | ===ذكر اليونسية=== | ||
{{مفصلة| الذكر اليونسي}} | {{مفصلة| الذكر اليونسي}} | ||
يُقال لجزء [[الآية 87 من سورة الأنبياء|الآية 87]] من [[سورة الأنبياء]]: {{قرآن|لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}} إنه [[الذكر اليونسي | يُقال لجزء [[الآية 87 من سورة الأنبياء|الآية 87]] من [[سورة الأنبياء]]: {{قرآن|لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}} إنه [[الذكر اليونسي]]، حيث تشير هذه [[آية (قرآن)|الآية]] إلى [[التوبة|توبة]] يونس ومناجاته لله في بطن الحوت، وبعد ذلك استجاب الله [[الدعاء|دعاءه]]، وبأمر منه سبحانه خرج من بطن الحوت وهو في حال ضعف ومرض. وفي بعض [[الحديث|الروايات]] أن للذكر اليونسي فوائد، منها: إزالة الغم والهم. وقد ورد أيضاً أن بعض [[العرفان|العرفاء]] اعتبروا الذكر اليونسي مناسباً لتقوية النفس والقلب وكذلك معرفة [[الله]].<ref>[http://www.yjc.ir/fa/news/5073844/ «ما هو ذکر الیونسیة؟»]، نادي الصحفيين الشباب.</ref> | ||
==شبهة ارتكاب يونس للذنوب == | ==شبهة ارتكاب يونس للذنوب == | ||
خروج يونس {{عليه السلام}} من مكان بعثته جعل الشكوك تُثار حول إنكار [[العصمة|عصمته]] مع كونه في مقام [[النبوة]]، فبعد أن ترك يونس قومه ومكان رسالته، وأدى في النهاية إلى ابتلاعه من الحوت، استعاذ بالله من أفعاله واعترف بأنه ظالم. وقد تسببت هذه القضية في اعتبار فعله [[الذنب|خطيئة]]، وعلى هذا الأساس تم الطعن في عصمة يونس {{ع}}.<ref>[https://article.tebyan.net/92004 «هل كان حضرة يونس معصوماً؟»]، معهد تبيان الثقافي.</ref> | خروج يونس {{عليه السلام}} من مكان بعثته جعل الشكوك تُثار حول إنكار [[العصمة|عصمته]] مع كونه في مقام [[النبوة]]، فبعد أن ترك يونس قومه ومكان رسالته، وأدى في النهاية إلى ابتلاعه من الحوت، استعاذ بالله من أفعاله واعترف بأنه ظالم. وقد تسببت هذه القضية في اعتبار فعله [[الذنب|خطيئة]]، وعلى هذا الأساس تم الطعن في عصمة يونس {{ع}}.<ref>[https://article.tebyan.net/92004 «هل كان حضرة يونس معصوماً؟»]، معهد تبيان الثقافي.</ref> | ||
وجواباً على هذه الشبهة يرى البعض أن ترك مهمة يونس لم يكن معصية، بل هو نوع ترك الأولى، أي: أن يونس ظن أن مهمته في قومه قد انتهت بعد أن أيقن | وجواباً على هذه الشبهة يرى البعض أن ترك مهمة يونس لم يكن معصية، بل هو نوع ترك الأولى، أي: أن يونس ظن أن مهمته في قومه قد انتهت بعد أن أيقن بالعقاب؛ ولذلك ترك أهل نينوى وحدهم ورحل عنهم، وقد اعتبر هذا الفعل بمثابة الفرار من العذاب. ولكن كان الأجدر ليونس أن يبقى في قومه ويصبر على معصيتهم.<ref>[https://www.shafaqna.com/persian/services/religious-questions/item/124460 «رد آية الله جوادي آملي على شبهة رتكب يونس الذنب»]، موقع شفقنا.</ref> | ||
== مدفنه== | == مدفنه== |