انتقل إلى المحتوى

ابن نوح

من ويكي شيعة
ابن نوح
صورة تمثّل النبي نوح وهو يدعو ابنه ليرکب معه في السفينة نوح در کشتی و دعوت از پسرش برای سوار شدن در کشتی-کتاب مجمع التواریخ متعلق به قرن نهم هجری.
صورة تمثّل النبي نوحعليه السلام وهو يدعو ابنه ليرکب معه في السفينة نوح در کشتی و دعوت از پسرش برای سوار شدن در کشتی-کتاب مجمع التواریخ متعلق به قرن نهم هجری.
الاسمكنعان
سبب وفاةالغرق بـطوفان نوح
دينالكفر
أقاربالنبي نوح (أبوه)


ابن نوح والذي أُشير إليه في القرآن الكريم، لم يؤمن بالنبي نوحعليه السلام، بل كان مع الكافرين، فغرق في العذاب الإلهي (طوفان نوح). وقد أشار القرآن الكريم في الآيات 40 إلى 47 من سورة هود إلى قصة ابن النبي نوح. وفي تفاصيل هذه القصة وقع خلاف بين المفسرين. ويرى كثير من المفسرين أنّه كان ابن نوح الحقيقي، وأنّ نوحاعليه السلام لم يكن على علم بـكفر ابنه؛ ولذلك دعاه ليركب السفينة.

قصة ابن نوح

كان للنبي نوحعليه السلام أربعة أبناء بأسماء سام، وحام، ويافث وكنعان. وكان كنعان الوحيد بينهم الذي لم يلتفت إلى مواعظ أبيه، ولم يؤمن به، وفي النهاية غرق مع الكافرين في العذاب الإلهي الذي نزل على شكل طوفان.[١] وقد وردت قصة ابن نوحعليه السلام في القرآن الكريم في سياق الأهداف التربوية للقصص القرآنية؛ ولذلك لم يتعرّض النصّ لتفاصيل الحادثة، ولا لذكر صفات ابن نوح.[٢]

والصورة الوحيدة لابن نوح في القرآن الكريم هي اللحظة التي بدأ فيها الطوفان، وكان ابن نوح خارج السفينة. وبحسب ما ورد في القرآن، دعا نوح ابنه؛ ليركب السفينة، لكنّه رفض، وقال: سأصعد إلى جبل؛ لأكون في مأمن من الطوفان. دعا نوح ابنه مرة أخرى؛ ليركب السفينة، وقال: هذا الطوفان عذاب، ولا يمكن لأحد أنّ يفر منه، إلا إذا شاء الله. وعندها جعل الله موجًا يفصل بين نوح وابنه، وفي النهاية غرق ابن نوح في الطوفان.[٣]

شبهة في نسب ابن نوح

أثارت الآية 46 من سورة هود ﴿يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ شبهة عند بعضهم حول نسب كنعان. فاستند بعضهم إلى هذه الآية وإلى الآية 10 من سورة التحريم التي وصفت زوجة النبي نوح بالخيانة، وقالوا إنّ ذلك الابن الغارق لم يكن ابن نوح، بل كان ابنًا غير شرعي لزوجة نوح.[٤] بينما أكد كثير من المفسرين من الشيعة والسنة، واستنادًا إلى الروايات الواردة في تفسير الآيتين 45 و46 من سورة هود، أنّ هذا القول باطل، وأن كلمة ﴿فَخَانَتَاهُمَا[٥] في القرآن الكريم لا تشير إلى زنا زوجة نوح، ولا إلى كون «ابن نوح» ابنًا غير شرعي، بل تعني مخالفة الحق بنقض العهد وكشف الأسرار.[٦]

ويرى العلامة الطباطبائي أنّ الابن الذي غرق في الطوفان كان ابنًا حقيقيًا وفعليًا لـنوحعليه السلام. ويُستنبط ذلك من نوع الخطاب في الآية 42: ﴿يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا؛ إذ إنّ هذا الخطاب يدلّ على شفقة ورحمة المتكلم، ويُفهم منه أنّ الأب يحبّ ابنه، ويريد له الخير.[٧] وفي تفسير الأمثل، ومجمع البيان، وتفسير الطبري أيضًا، عُدّ القول بأنّ ابن نوح ابنٌ حقيقيٌ، هو الرأي الأصح.[٨]

عدم علم نوح(ع) بكفر ابنه

ذهب كثير من المفسرين إلى أنّ كفر الابن لم يكن ثابتًا عند نوحعليه السلام؛ ولذلك دعاه ليركب السفينة؛[٩] لأنّه لو كان كفر الابن ثابتًا عنده، لما دعاه ليركب السفينة. فقد دعا النبي نوحعليه السلام من قَبل على الكافرين، وطلب من الله تعالى ألا يترك منهم أحدًا حيًا على الأرض، واستثناء الابن من هذا الدعاء بسبب علاقة البُنوّة غير مقبول.[١٠]

ويرى بعض المفسرين أنّ طريقة رواية الحوار بين نوحعليه السلام وابنه في القرآن الكريم دليل على عدم علمه بكفر ابنه، ويقولون: لو كان النبي نوحعليه السلام يعلم بكفر ابنه لقال «ولا تكن من الكافرين» بدلًا من قوله ﴿لَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ.[١١] فالجملة الأولى، أي الموجودة في القرآن الكريم، تفيد معنى المشاركة في البلاء، أو المعيّة والمجالسة، وهذا يدل على أنّ النبي نوحعليه السلام لم يكن يعلم بكفر ابنه؛ ولذلك قال له: لا تشارك الكافرين في العذاب.[١٢] واعتبر العلامة الطباطبائي أنّ ظاهر الآيات يدلّ على أنّ الله وعد نوحًا بإنقاذ أهله وأسرته من الطوفان، ولأن نوحًا لم يكن يعلم بكفر ابنه، فقد ذكر هذا الوعد في الآية 45 من سورة هود.[١٣]

مقالات ذات صلة

الهوامش

  1. ابن كثير، البداية والنهاية، 1407هـ، ج1، ص113؛ ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، 1408هـ، ج2، ص8-9؛ الطبري، تاريخ الطبري، 1375ش، ج1، ص191.
  2. بيومي مهرام، دراسة تاريخية لقصص القرآن، 1389، ج4، ص70.
  3. سورة هود، الآيات 42-48.
  4. بيومي مهران، دراسة تاريخية لقصص القرآن، 1389ش، ج4، ص17.
  5. سورة التحريم، الآية 10.
  6. الطبرسي، تفسير مجمع البيان، 1415هـ، ج5، ص284-285؛ بيومي مهران، دراسة تاريخية لقصص القرآن، 1389ش، ج4، ص17؛ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، 1379ش، ج6، ص549؛ الطبري، تفسير الطبري، 1412هـ، ج12، ص32؛ الآلوسي، روح المعاني، 1415هـ، ج6، ص266.
  7. الطباطبائي، تفسير الميزان، إسماعيليان، ج10، ص233.
  8. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، 1379ش، ج6، ص549؛ الطبرسي،‌ تفسير مجمع البيان، 1415هـ، ج5، ص285؛ الطبري، تفسير الطبري، 1412هـ، ج12، ص32؛ الآلوسي، روح المعاني، 1415هـ، ج6، ص266.
  9. الطبرسي، تفسير مجمع البيان، 1415هـ، ج5، ص284؛ الطباطبائي، تفسير الميزان، إسماعيليان، ج10، ص232-233؛ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، 1371ش، ج6، ص548؛ الآلوسي، روح المعاني، 1415هـ، ج6، ص266.
  10. الطباطبائي، تفسير الميزان، إسماعيليان، ج10، ص232-233
  11. سورة هود، الآية 42.
  12. الطباطبائي، تفسير الميزان، 1374، ج10، ص229؛ جوادي الآملي، سيرة الأنبياء في القرآن، 1389ش، ص273.
  13. الطباطبائي، تفسير الميزان، إسماعيليان، ج10، ص233.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم
  • ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، تاريخ ابن خلدون، تحقيق، خليل شحادة، بيروت، دار الفكر، الطبعة الثانية، 1408هـ.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، بيروت، دار الفكر، 1407هـ.
  • الآلوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت، دار الكتب العلمية، 1415هـ.
  • بيومي مهران، محمد، دراسة تاريخية لقصص القرآن، ترجمة، مسعود أنصاري، طهران، الشركة الإيرانية للنشر العلمي والثقافي، 1383ش.
  • جوادي الآملي، عبد الله، سيرة الأنبياء في القرآن، قم، مؤسسة الإسراء، 1389ش.
  • الطباطبائي، السيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم، إسماعيليان، د.ت.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1415هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان في تفسير القرآن (تفسير الطبري)، بيروت، دار المعرفة، 1412هـ.
  • مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب(ع)، 1379ش.