قوم نوح
منمنمةٌ تُصوّر النبيّ نوحًا | |
| الاسم في القرآن | قوم نوح |
|---|---|
| آيات ذات صلة | الآية 7 من سورة نوح - الآية 9 من سورة القمر - الآية 46 من سورة الذاريات |
| النبي | النبي نوح |
| الدين | عبادة الأوثان |
| العاقبة | العذاب الألهي |
قوم نوح أحد الأقوام المذكورين في القرآن، وقد تعرّضوا للعذاب الإلهي؛ بسبب مخالفتهم لنبيّهم. وقد وردت قصّة قوم نوح أكثر من سبعين مرّة في مختلف السور القرآنية.
ومع أنّ النبي نوح
دعا قومه أعواماً طويلة، فلم يؤمن به إلّا قليل منهم. وكان قومه يعبدون الأصنام، واتّهموه بـالكذب والجنون والجدال. وكانوا يرون المؤمنين به سذّجاً، ويحرّضون الناس على معارضته وإيذائه.
وبأمر الله، كُلّف نوح
ببناء سفينة. وكان قومه يسخرون منه، ولكن مع بدء الطوفان نجا المؤمنون معه، بينما غرق المنكرون، ومنهم زوجته وأحد أبنائه.
التعريف والمكانة
ذُكرت قصّة قوم نوح في القرآن أكثر من سبعين مرّة[١] في سُوَر مثل الأعراف، ويونس، وهود، والأنبياء، والمؤمنون، والشعراء، وكذلك في سورةٍ مستقلّة باسم نوح.[٢] كما رُويت قصّتهم في التوراة، والإنجيل، وفي أساطير العديد من الأمم.[٣] وكان قوم نوح يعيشون قبل أقوام عاد وثمود ولوط.[٤]
ويصف القرآن قوم نوح بأنّهم كانوا يعبدون الأصنام.[٥] وقد اتّخذوا لأنفسهم آلهةً متعدّدة، وكانت لهم خمسة أصنام مشهورة، وهي: وَدّ، وسُواع، ويَغوث، ويَعوق، ونَسْر، وكان لها احترام خاصّ بينهم.[٦] وقد نقل ابن الأثير المؤرّخ السنّي، رأيَين حول عقائد قوم نوح: أحدهما أنّهم كانوا يرتكبون الفحشاء وشرب الخمر، والآخر أنّ بعضهم اتّبعوا ديانة الصابئة.[٧]
ردّة فعل القوم تجاه دعوة نوح(ع)
يرى مفسّرو القرآن أنّ قوم نوح كانوا قوماً جهلة غافلين[٨] مصرّين على ارتكاب الذنوب.[٩] وكانوا يصفون نبيّهم بأنّه كذّاب،[١٠] ويتجاهلون تحذيراته. وكانوا يرونه بشراً عادياً ويقولون إنّ الرسالة الإلهية ينبغي أن تُوكَل إلى الملائكة.[١١] وكانوا يتّهمونه بالجدال،[١٢] ويهدّدونه أحياناً بـالرجم.[١٣] وقد نسبوا إليه الجنون.[١٤] وبحسب ما ورد في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل بلغ أذاهم حدّاً أنّهم كانوا يعمدون إلى خنق عنقه حتى يُغشى عليه.[١٥]
وكان قومه ينظرون إلى المؤمنين به على أنّهم أناس سُذّجٌ ضعيفو التفكير،[١٦] وكان كبار القوم وأغنياؤهم يمنعون من تبليغ دعوته، ويحثّون الناس على التمسّك بآلهتهم،[١٧] ويحرّضون الآخرين على معارضته وإيذائه.[١٨]
وذكر السيد محمد حسين الطباطبائي، مستنداً إلى الآية 7 من سورة نوح، أنّ القوم كانوا يضعون أصابعهم في آذانهم كي لا يسمعوا نوحاً
، ويغطّون ثيابهم على رؤوسهم كي لا يرونه، وكانوا يصدّون دعوته بعناد واستكبار.[١٩] وبالرغم من طول مدّة الدعوة التي بلغت 950 سنة بحسب القرآن،[٢٠] كان عدد المؤمنين قليلاً، ووردت روايات مختلفة تقدّرهم بين سبعة وثمانين شخصاً.[٢١] ولم يكذّب قومُ نوح نبيّهم فقط، بل كذّبوا جميع الأنبياء.[٢٢]
مصير قوم نوح
بعد أن سمع قوم نوح
وعيد العذاب من نبيّهم،[٢٣] طلبوا منه تعجيله.[٢٤] فلمّا يئس نوح من هدايتهم، دعا عليهم، وطلب الانتقام من الله.[٢٥] فأمره الله ببناء سفينة،[٢٦] وكان زعماء القوم يسخرون منه أثناء البناء.[٢٧]
وعندما صدر الأمر الإلهي بالعذاب، انفجر الماء من التنّور،[٢٨] وركب نوح
السفينة مع المؤمنين،[٢٩] بينما لم يركب قومه، ولا زوجته، ولا ابنه،[٣٠] فغرقوا جميعاً في الطوفان.[٣١] ويذكر الطباطبائي أنّ المطر انهمر بشدّة من السماء، فيما تفجّرت ينابيع الأرض، حتى التقت مياه السماء بالأرض،[٣٢] وغمرت المياهُ الجبال والأشجار والبيوت.[٣٣] ويروي الطبرسي عن الإمام الصادق
أنّ نساء قوم نوح أصبحن عقيمات قبل الطوفان بأربعين سنة، فلم يُولد لهنّ طفل، وكان ذلك تمهيداً للعقوبة الإلهية.[٣٤]
مقالات ذات صلة
الهوامش
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 1385هـ، ج1، ص102-105.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، بيروت، ج1، ص101.
- ↑ مهدوي راد وآخرون، «تحليل تطبيقي لطوفان نوح في التوراة والقرآن»، ص60.
- ↑ الطيب، أطيب البيان، 1378ش، ج8، ص233-234.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 1385هـ، ج1، ص67.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، 1390هـ، ج20، ص34.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 1385هـ، ج1، ص67.
- ↑ مكارم الشيرازي، قصص القرآن، 1382ش، ص44.
- ↑ قرائتي، تفسير نور، 1388ش، ج9، ص263.
- ↑ مكارم الشيرازي، قصص القرآن، 1382ش، ص43.
- ↑ مكارم الشيرازي، قصص القرآن، 1382ش، ص41.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، 1374ش، ج6 ص518-519.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير نمونه، 1371ش، ج23، ص30.
- ↑ مكارم الشيرازي، ج14، تفسير الأمثل، ص308، 1374ش، ج23، ص30.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، 1379ش، ج17، ص308.
- ↑ مكارم الشيرازي، قصص القرآن، 1382ش، ص43.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، 1390هـ، ج20، ص33.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، 1390هـ، ج20، ص33.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، 1390هـ، ج20، ص29.
- ↑ قرائتي، تفسير نور، 1388ش، ج9، ص263.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 1385هـ، ج1، ص70.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، 1390هـ، ج19، ص67.
- ↑ الميبدي، كشف الأسرار وعدّة الأبرار، 1371ش، ج10، ص244.
- ↑ مكارم الشيرازي، قصص القرآن، 1382ش، ص46.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، بيروت، ص109.
- ↑ مكارم الشيرازي، قصص القرآن، 1382ش، ص48.
- ↑ مكارم الشيرازي، قصص القرآن، 1382ش، ص48.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير نمونه، 1371ش، ج9، ص97.
- ↑ مكارم الشيرازي، قصص القرآن، 1382ش، ص51.
- ↑ مكارم الشيرازي، قصص القرآن، 1382ش، ص51.
- ↑ شاهعبدالعظيمي، تفسير اثني عشري، 1363ش، ج12، ص278.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، 1390هـ، ج19، ص68.
- ↑ الطيب، أطيب البيان، 1369ش، ج12، ص352.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج5، ص242.
المصادر والمراجع
- ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1385هـ.
- ابن كثير، الحافظ عماد الدين ابن كثير، البداية والنهاية، بيروت، دار الفكر، د.ت.
- شاه عبدالعظيمي، حسين، تفسير اثني عشري، طهران، ميقات، 1363ش.
- الطباطبائي، السيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، الطبعة الثانية، 1390هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقيق: فضل الله اليزدي الطباطبائي وهاشم الرسولي، طهران، ناصر خسرو، الطبعة الثالثة، 1372ش.
- الطيب، عبد الحسين، أطيب البيان في تفسير القرآن، طهران، دار إسلام للنشر، 1378ش.
- الحائري الطهراني، علي، مقتنيات الدرر، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الأولى، 1338ش.
- قرائتي، محسن، تفسير نور، طهران، المركز الثقافي للدروس القرآنية، 1388ش.
- قطب الدين الراوندي، سعيد بن هبة الله، قصص الأنبياء، تحقيق: غلام رضا عرفانيان اليزدي، مشهد، مركز البحوث الإسلامية، الطبعة الأولى، 1409هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، تحقيق: جماعة من المحققين، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثانية، 1403هـ.
- مهدي راد، محمد علي؛ وجليل بروين؛ وفريبا شجاعي، «تحليل تطبيقي طوفان نوح در تورات وقرآن»، مجلة پژوهشنامه تفسير وزبان قرآن، السنة السابعة، العدد 13، 1397ش.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسه الإمام على بن أبى طالب(ع)، الطبعة الأولى، 1371ش.
- مكارم الشيرازي، ناصر، قصص القرآن، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الثالثة، 1382ش.
- الميبدي، أحمد بن محمد، كشف الأسرار وعدّة الأبرار (المعروف بتفسير خواجة عبد الله الأنصاري)، تحقيق: علي أصغر حكمة، طهران، أمير كبير، الطبعة الخامسة، 1371ش.