محمد حسين كاشف الغطاء، (1294 - 1373 هـ) من علماء الشيعة، ذوي النزعة الإصلاحية، والداعين إلى وحدة الأمة الإسلامية. عمل على تصنيف الدراسات الأصولية والفقهية المقارنة في حوزة النجف، ووضع ما يقرب من ثمانين مؤلفاً في مسائل مختلفة؛ خاصة في ما يتعلق بالتعريف بمذهب الشيعة، وقد ترجم كتابه المعروف أصل الشيعة وأصولها إلى عدة لغات، كما كان حريصاً على وحدة المسلمين.
معلومات شخصية | |
---|---|
تاریخ الميلاد | 1294 هـ |
مكان الولادة | العراق - النجف الأشرف |
مكان السكن | النجف |
تاریخ الوفاة | 1373 هـ / 1954 م. |
المدفن | مقبرة وادي السلام |
معلومات علمية | |
الأساتذة | آقا رضا الهمداني، محمد تقي الشيرازي، المحدث النوري |
التلاميذ | السيد محسن الحكيم، محمد جواد مغنية |
مؤلفات | أصل الشيعة وأصولها، الأرض والتربة الحسينية، نبذة من السياسية الحسينية، الحكمة والسياسة، المثل العليا في الإسلام لا في بحمدون عین المیزان |
نشاطات اجتماعية وسياسية | |
سياسية | المواجهة المسلّحة ضد الإنجليز في الحرب العالمية الأولى |
اجتماعية | السعي في سبيل الوحدة الإسلامية |
اهتم محمد حسين آل كاشف الغطاء بالعمل الاجتماعي والسياسي وكانت له مشاركة في مواجهة الإنجليز في الحرب العالمية الأولى.
حياته وأسرته
ولد الشيخ محمد حسين بن علي بن محمد رضا بن موسى بن جعفر كاشف الغطاء في محلة العمارة في النجف الأشرف سنة 1294 هـ.[١]
جدّه آية الله الشيخ جعفر كاشف الغطاء المتوفى سنة 1228 هـ أحد مراجع التقليد في النجف.
ومن أعلام الأسرة والده آية الله الشيخ علي كاشف الغطاء المتوفى سنة 1320 هـ [٢] ومنهم أخوه الشيخ أحمد المتوفى سنة 1344 هـ الذي كان هو أيضاً من مراجع التقليد في النجف الأشرف،[٣] وقد أشرف أعلام أسرة آل كاشف الغطاء على مدرسة "معتمد" قرابة القرن، وكانت مدرسة مهمة في النجف، إلاّ أنّها عُطّلت إلى أن جاء الشيخ محمد حسين ليعيد تفعيلها مرّة أخرى[٤] ومن المعالم العلمية المنسوبة إلى أسرة آل كاشف الغطاء المكتبة العامة "مكتبة مدرسة آل كاشف الغطاء" التي تعدّ من أكبر المكتبات العامة في النجف والتي امتازت باحتوائها على مخطوطات نادرة.
المشاركة في الجهاد
استجاب الشيخ كاشف الغطاء لفتوى المرجع الكبير السيد محمد كاظم اليزدي في وجوب جهاد الانجليز فالتحق بساحات القتال جندياً مقاتلا فيها. وقد سجل بنفسه تلك الحوادث مشيراً إلى دور الانجليز، وانكسار المجاهدين، وانسحاب الجيش التركي من المعركة، كذلك اشار إلى ثورة أهالي النجف وكربلاء والحلة ومقتل المارشال الإنجليزي ومحاصرة النجف واحتلالها من قبل القوات الإنجليزية واعتقال بعض الثوار ونجاة البعض منهم من الإعدام وغير ذلك من الوقائع التاريخية التي عاشها العراق ودور الشيعة قبال تلك الواقع والاحداث الكبيرة[٥] .
أسفاره
سافر الشيخ إلى أقطار العربية والإسلامية، ومن بين البلدان التي زارها إيران والهند وبلاد الشام ومصر. واتصل بكبار العلماء وقادة الفكر والسياسة، وألقى المحاضرات والخطب، داعيا المسلمين إلى الوفاق وإلى اليقظة والنهوض.
وقد زار الشيخ كاشف الغطاء إيران مرّات عديدة منها الزيارة التي حصلت سنة 1946 م والتي رفض فيها لقاء الشاه محمد رضا بهلوي الا أنه وفي زيارة الثانية التي حصلت بعد سنتين وافق– بعد إلحاح وإصرار من قبل الشاه نفسه- على اللقاء به وبالفريق رزم آرا ووزير المعارف في حينه[٦] حصل اللقاء.
وقد التقى حينها كلا من الشيخ عبد الكريم الحائري وآية الله الكاشاني والميرزا خليل كمره اي وأحمد الشاهرودي والسيد حسين القمي وكثيراً من كبار العلماء. وسافر إلى كلٍّ من بلاد الشام ومصر . وفي عام 1350 هـ - 1931م عُقد المؤتمر الإسلامي في القدس الشريف. وبعد دعوات متكررة من لجنة المؤتمر توجّه في كانون الأوّل من تلك السنة إلى القدس وإئتمّ به في الصلاة جميع أعضاء المؤتمر مع وجود كبار العلماء السنة منهم رشيد رضا والسيد محمد زبارة والشيخ نعمان الأعظمي ومفتي فلسطين أمين الحسيني مع إمام المسجد الاقصى[٧] ، وقد التقى في سفره هذا بشخصيات مؤثرة في الساحة السنية[٨] .
مرجعية الشيعة
لم يتصد الشيخ كاشف الغطاء للمرجعية العامة للشيعة وإنما رجع إليه بعد وفاة كل من أخيه الشيخ أحمد آل كاشف الغطاء وآية الله السيد محمد كاظم اليزدي صاحب العروة الوثقى، ومع وجود مرجعية السيد أبو الحسن الاصفهاني، فقلده بعضُ الشيعة في الهند وإيران وافغانستان ومسقط وبعض العشائر العربية في العراق.
وفاته
سافر الشيخ كاشف الغطاء من بغداد إلى كرند الواقعة بين كرمنشاه وخانقين قرب حدود العراق، صباح الجمعة 16 تموز 1954م– المصادق للخامس عشر من ذي القعدة 1373هـ بعد إن مكث في بغداد في مستشفى الكرخ شهراً واحداً لمعالجة التهاب غدّة البروستات. وتوفي في كرند بعد صلاة الفجر يوم الاثنين 19 تموز 1954م– 18 ذي القعدة 1373هـ ونقل جثمانه إلى النجف الاشرف ودفن في وادي السلام بعد أن شيع تشييعا مهيبا اشترك فيه كبار الشخصيات واقيمت له مجالس التأبين في الكثير من المدن في إيران والعراق وباكستان ولبنان وغيرها من الدول الاسلامية.[٩]
حياته العلمية
التحق بحلقات الدراسة منذ أيام صباه حيث دخل الحوزة العلمية وهو في العاشرة من عمره مواصلاً دراسته ومنهمكا على تحصيل العلوم والمعارف الرائجة في زمانه كما هي الطريقة الجارية في النجف كالنحو والمنطق وعلوم البلاغة ولم يقتصر على الفقه والأصول بل شارك في جملة من الفنون كالحكمة والكلام والرياضيات كما توسّع في خصوص العربية من الشعر والنثر والخطب وغيرها. وقد لاحت عليه معالم النبوغ والذكاء في سن مبكرة حتى أنّه ألف كتاب "العبقات العنبرية" في ترجمة أسرة آل كاشف الغطاء وهو في الخامسة عشرة من عمره وحضر أبحاث الخارج فقها وأصولا عند كل من آية الله السيد محمد كاظم اليزدي وآية الله الآخوند الخراساني وهو في الثامنة عشرة من عمره.
اهتم بالاضافة إلى الفقه والأصول بالتفسير والفلسفة والعرفان حيث حظر عند أساتذة كبار في هذه الفنون بدأ بكتاب المشاعر والعرشية مرورا بالهداية ثم إلى الأسفار الأربعة للملا صدرا الشيرازي وشرح أصول الكافي وفصوص الحكم وديوان أشعار مولوي والجامي.
مشايخه وأساتذته
حضر الشيخ على أكثر مشاهير عصره من الأعلام ومراجع الدين الكبار في النجف الأشرف وممن حضر عنده: مصطفی التبريزي، الميرزا محمد باقر الإصطهباناتي، أحمد الشيرازي، علي محمد نجف آبادي، الملا علي أصغر المازندراني، الحاج آقا رضا الهمداني، محمد تقي الشيرازي والمحدث النوري[١٠] وكان شديد التأثر بأستاذه المحدث النوري معنويةً وأخلاقاً[١١] .
اما في مرحلة الدراسات العليا المعروفة بأبحاث الخارج فقد حضر فقها وأصولا عند كل من آية الله السيد محمد كاظم اليزدي وآية الله الآخوند الخراساني.[١٢] حتى نال مرتبة الإجتهاد. وله شرح لكتاب العروة الوثقى لأستاذه السيد اليزدي يتألف من أربعة إجزاء ولعله أوّل شرح دوّن حول كتاب العروة الوثقى[١٣] .
تلامذته
تتلمذ على يديه الكثير من الاعلام والباحثين كالسيد محسن الحكيم والشيخ محمد جواد مغنية والقاضي الطباطبائي (إمام جمعة تبريز السابق).
مؤلفاته
سجل ضراع الشيخ كاشف الغطاء ما يربو على ثمانين مؤلفاً في فنون مختلفة، لم يطبع الكثير منها. اتسمت كتبه بتوفرها على لغة أدبية رفيعة مما جلب اليها الكثير من القراء العرب ونالت اعجاب كبار الأدباء والشخصيات العلمية.
وقد توزعت كتبه على أكثر من فنون المعرفة فقها واصولا وحكمة وسياسية ونقدا لبعض النظريات الحديثة كنظرية داروين[١٤] والتعريف باصول الشيعية ومعالم مذهبهم الاساسية في كتابه أصل الشيعة وأصولها. فضلاً عن تصحيح وتنقيح بعض الدواوين الأدبية لما امتاز به من شاعرية عالية فهو شاعر مفلق وقد نظم الكثير من القصائد الشعرية في ردّ شبهات المخالفين منها ردّه على قصيدة شكري الآلوسي حول الإمام صاحب الزمان (عليه السلام)[١٥] [١٦].
فكر كاشف الغطاء
اعتماد منهج الفقه المقارن
يظهر من خلال رصد النتاج الفقهي من قبل الشيخ آل كاشف الغطاء أن الفقهاء أهملوا الدراسات المقارنة للفقه فلم يعتنوا– باستثناء بعض المحاولات القديمة- برصد وجهات نظر وفتاوى علماء سائر المذاهب الاسلامية. بل كان فقهاء النجف يطرحون على سبيل المثال متنا فقهيا شيعياً ثم يشرعوا بدراسته شرحا وتنقيحا ونقدا، ولم يكن متعارفا قبل كاشف الغطاء رصد الآراء الفقهية لعلماء المذاهب الاخرى أو إختيار متن غير شيعي والتعليق عليه مقارنا لها بنتاجات الفقه الامامي. غير أن كاشف الغطاء قام بخطوة مهمة ورائدة في هذا المجال حيث اتخذ من كتاب "تحريرالمجلة" الذي يختص بالاحكام العدلية للدولة العثمانية– وكانت المجلة بَنَت موادها على ضوء الفقه الحنفي لأنه المذهب الرسمي للدولة العثمانية- محوراً للبحث والدراسة والنقد والتحليل فكانت حركته هذه خطوة رائدة في مجال الدراسات المقارنة بين المدرستين الحنفية والإمامية الإثني عشرية.
وتعد مجلة الأحكام العدلية القانون المدني للدولة العثمانية، فقد أقرتها لجنة متخصصة في الفقه وقواعده لصياغتها صياغة قانونية حتى يمكن اعتمادها في القضاء، وكان ذلك في عام 1869م من قبل الحكومة نفسها، وأقرّت موادها سنة 1876م، واحتوت على (1851) مادة، ثم أقرت للتدريس في كليات الحقوق حتى بعد انهيار الدولة العثمانية، ويعد هذا العمل أول تقنين للشريعة الاسلامية في العصر الحديث تلتها محاولات أخرى وإلى اليوم، وقد تصدى العلماء من الفقهاء وأهل القانون لشرح موادها، وظهرت عدة شروح لها وبدراسات مقارنة، ولكن لم يظهر شرح يبين رأي الإمامية في هذه المواد- التي أعدت على شكل قانون للبلدان التابعة للدولة العثمانية المترامية الأطراف وكانت المادة الدراسية في الكثير من جامعات القانون- إلا من قبل العلامة الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء- رحمه الله- وبطلب من الشباب المؤمن من طلاب كلية الحقوق. وقد أشاد الشيخ كاشف الغطاء بالقيمة العلمية للكتاب مثنياً على الجهود الفقهية التي بذلها علماء سائر المذاهب الاسلامية وأنهم عملوا ذلك ابتغاء لوجه الله وأن سعيهم مشكور عند الله تعالى وسيثيبهم بكرمه ولطفه إن شاء تعالى[١٧] .
الإبداع والتجديد الفقهي
كان للشيخ كاشف الغطاء فتاوى ونظريات جديدة وإبداعية في أكثر من موضع، وتمثل نظرياته التجديدية هذه وفتاواه الابداعية النتاجَ الطبيعي لانفتاحه العلمي والإجتماعي وتواصله- بسبب كثرة أسفاره- مع الكثير من المدارس الفكرية والاجتماعية والسياسية وحواراته مع الكثير من الأعلام والشخصيات العلمية في شتى الاقطار الاسلامية وغير الاسلامية مع رصده للكثير من مشاكل العصر التي تعيشه الشعوب والمجتمعات وما تقتضية الحياة الاجتماعية المعاصرة.
إباحة الغناء والموسيقى
يمتاز بالجرأة العلمية في إعطاء الرأي الذي يراه قد ارتكز على الحجة ومساندة العقل. ومن بين النظريات الجرئية والفتاوى المثيرة للجدل التي اثارها إباحته الغناء المجرد عن الهوس والضوضاء كفن له قيمة، ولأنه أحد عناصر الحياة والمواهب التي يعسر على الكثير الوصول إليها، حيث قال: الغناء- سواء رافقته آلات الطرب "الموسيقى" أم لا - مباح ما لم يستخفف السامع إلى حد يخرج معه عن الكمال، فهو إذ ذاك غير مشروع[١٨] .
نظرية تغيّر بعض الأحكام
كان يرى أنه اذا كانت في الإسلام أحكام لا ينبغي أن تتبدل وتتغير على مدى الأيام، فإن هناك أحكاماً تستلزم التبديل والتغيير إذا تطلبها العقل والمنطق والمستلزمات الشرعية ولكن الكثير من المجتهدين تعوزهم السليقة ليجروا مثل هذا التبديل والتغيير فتظل تلك الاحكام جامدة وبعيدة عن الهدف الذي يرمي إليه الشرع.
منح المرأة حق الطلاق
يعد الشيخ كاشف الغطاء أوّل فقيه أخذ الحق - حق الطلاق المفروض أن يكون " بيد من أخذ بالساق أي الزوج" من الرجال - وطلق الزوجة دون أخذ موافقة الزوج عندما قال: أنا أوّل من حكم بطلاق امرأة من زوج مسلول. لكونه رحمه الله يرى للفقيه الجامع للشرائط دائرة كبيرة من الصلاحيات لا يراها غيره من الفقهاء والمجتهدين.
ولعله أيضا استند في ذلك إلى قاعدة " نفي الحرج" المستفادة من قوله تعإلى: "ما جعل عليكم في الدين من حرج"[١٩] .
الاهتمام بحقوق المرأة
من مصاديق التجديد والابداع في فكر الشيخ كاشف الغطاء إهتمامه بحقوق المرأة ومنها دعوته المرأة المسلمة إلى تعلم القراء والكتابة وتربية الجيل الاسلامي تربية تؤهله لتحمل المسؤولية التي ستلقى على كاهله، مع وجوب إلتزامهن بحقوق الزوجية. ولا شك أن دعوته هذه كانت مهمة جداً أذا ما قورنت مع المكان والزمان الذي صدرت فيه؛ يضاف إلى ذلك دعوته الرجال المسلمين إلى احترام المرأة واعتبارها شريكتهم في الحياة ولها حقوق خاصة موازية لحقوق الرجل ينبغي الالتزام بها.
وكان رحمه الله يرى أنّ الله تعالى لم يحصر العقل والكمال بالرجال فقط مؤولا الروايات التي تذم عقول النساء بالعقل التجريبي الناشئ من الإنزواء وعدم المخالطة والمعاشرة الواسعة فقط، لا العقل الفطري الغريزي الذي يحمله الإنسان بما هو إنسان[٢٠] .
علم الكلام الجديد
يرى بعض الباحثين أنّ الشيخ كاشف الغطاء يعد من الشخصيات التي تمكنت من إحياء علم الكلام والعقائد بعد الركود الذي أصابه بعد القرن الخامس الهجري حيث كان الكثير من المتكلمين يكررون نفس المباحث العقائدية المطروحة سابقا ويعالجون مشاكل كانت قد عولجت من قبل.
إلاّ أنّ كاشف الغطاء- وقبل قرن من الزمان تقريبا- بذل قصارى جهده لإيجاد حركة إحيائية وتجديدية في مجال علم الكلام ومعالجة قضايا كان لإهمالها الأثر في تزلزل عقيدة بعض المسلمين.
فقط ألف رحمه في عنفوان شبابه كتابه الموسوم بـ "الدين والاسلام" ضمّنه مباحث كلامية جديدة طبع قسمان منه وما زال القسمان الآخران في عداد المخطوطات. وقد تعرض الشيخ في كتابه هذا إلى الحديث عن فلسفة الدين وضرورة الدين مطلقا للبشر وإثبات الصانع والتوحيد والعدل وما يتعلق بهما؛ فيما استعرض أيضا بعض ما يذهب اليه الملحدون والماديون والمبشرون لغرض التشكيك بنبوة النبي الأكرم (ص) والحطّ من عقائد المسلمين. ومن هنا ذهب بعض الباحثين إلى القول بأنّ الشيخ كاشف الغطاء هو رائد هذه الحركة الكلامية الجديدة ولم يسبقه أي عالم من أعلام الطائفة الشيعية في هذا المضمار وإن سبقه من علماء العامّة محمد عبدة في كتابه رسالة التوحيد[٢١] .
وحدة الأمة الاسلامية ويقظتها
كان كاشف الغطاء- وانطلاقا من معرفة بهموم المسلمين ومشاكلهم الخاصة والتي خلقها لهم المستعمرون من جهة وتفككهم الداخلي من جهة أخرى؛ ومعرفته بقوتهم الذاتية من جهة أخرى التي كان قد رصدها في رحلاته الكثيرة وأثناء اسفاره واللقاءات التي اجراها مع كبار الشخصيات السياسية والاجتماعية والعلمية- يعيش هم الوحدة والإتحاد الاسلامي والتقريب بين المذاهب فكان يرى أنّ من الواجب على الأمة الاسلامية أن ترجع إلى ذاتها.
وكان له رحمه الله حضور واسع فعال في الساحة السياسية والاجتماعية والعلمية، وكان متتبعاً لجميع الأحداث التي مرت على المسلمين من خلال مواقفه وكتاباته وأسفاره. وقد أثمرت حركته الوحدوية تلك الكثير من التقارب حتى الأديب العربي شكيب ارسلان وأحد رواد النهضة الاسلامية وتلميذ محمد عبدة (1869- 1946 م) كان يرى اقتداء علماء المذاهب الاسلامية بصلاة الشيخ كاشف الغطاء في المسجد الاقصى مؤشراً على ولادة الوحدة الإسلامية[٢٢] ، وقد التقى في سفره هذا إلى فلسطين بالكثير من العلماء والشخصيات السنيّة الفاعلة[٢٣] .
وكان لحركته هذه– كما صرح بذلك - الدور الفاعل في إحداث تحول في النظرة إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام[٢٤] وما أن عاد الشيخ إلى النجف الاشرف حتى زار النجف وفد هيئة علماء المسلمين في فلسطين منهم السيد محمد أمين الحسيني وتشرفوا بالحضور في المرقد الطاهر لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام[٢٥] .
كتاب أصل الشيعة وأصولها
كتاب أصل الشيعة وأصولها كتاب تاريخي كلامي يتمحور حول التعريف بنشأة التشيع وخطوطه العامّة وأصوله الأساسية. وقد بذل الشيخ كاشف الغطاء جهوداً كبيرة للتعريف بتاريخ التشيع والأصول المجمع عليها بين أعلام الطائفة مع ردّ الشبهات المثارة منزها التشيع مما اتهم به من الغلو وغيره من التهم التي لا تستند إلى أي ركيزة علمية.
ومن الأمور التي بذل الشيخ جهودا لمعالجتها أنه حاول تغيير وجهة نظر بعض علماء أهل السنة حول المذهب الإمامي الإثني عشري، متجنبا الخوض في المسائل التي تذكي نار الخلاف وتؤجج العداوة بين الأخوة المسلمين.
يتوفر الكتاب على مقدمة مفصلة ثم الخوض في غمار أبحاث الكتاب وفصوله من قبيل الجذور التاريخية لنشأة التشيع واصول الدين عن الشيعة الإمامية، مع بيان رؤية الشيعة لكل من الصلاة والصوم والحج والزكاة والزواج المنقطع والقضاء والصيد والأطعمة والأشربة و.... فيما خص خاتمة الكتاب للحديث عن بعض الموضوعات التي تعدّ من الأبحاث الضرورية كالبداء والتقية.
صدرت الطبعة الأوّلى للكتاب سنة 1351هـ الموافق لسنة 1932م طبع صيدا.
الهوامش
- ↑ آواي بيداري (ويژه نامه روزنامه جمهوري اسلامي)، فروردين 1372، ص12.
- ↑ آواي بيداري (ويژه نامه روزنامه جمهوري اسلامي)، فروردين 1372، ص12.
- ↑ كاشف الغطاء، صص ۱۲۶ ـ ۱۲۷.
- ↑ ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 128 و129، 152، 153، 163، 164؛ موسوعة العتبات المقدسة، جعفر الخليلي، ج 6، ص 182؛ آواي بيداري، ص 32، 33، 34 و117.
- ↑ كاشف الغطاء، ۱۰۳ ـ ۱۰۹؛ و هشت دهه زندگي آيت الله شيخ محمد حسين كاشف الغطاء
- ↑ كاشف الغطاء، ۲۸۶.
- ↑ أمير شكيب أرسلان، ج۱، ص۱۹۳.
- ↑ كاشف الغطاء، ص۱۴۷.
- ↑ آواي بيداري، ص۱۵.
- ↑ كاشف الغطاء، ص۸۷؛ آواي بيداري، ص۱۲، ۱۵ و ۷۹؛ جنة المأوي، المقدمة
- ↑ آواي بيداري، ص۱۱۸.
- ↑ آواي بيداري، ص۷ و ۱۲.
- ↑ آواي بيداري، ص۳۱.
- ↑ هشت دهه زندگي آيت الله شيخ محمد حسين كاشف الغطاء
- ↑ كاشف الغطاء، ص۵۸
- ↑ راجع:مروري بر زندگاني علامه شيخ محمد حسين كاشف الغطا
- ↑ . راجع: منهج الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء في كتابه تحرير المجلة العدد 148)؛ مروري بر زندگاني علامه شيخ محمد حسين كاشف الغطا
- ↑ راجع: مروري بر زندگاني علامه شيخ محمد حسين كاشف الغطا
- ↑ راجع: مروري بر زندگاني علامه شيخ محمد حسين كاشف الغطا
- ↑ راجع: مروري بر زندگاني علامه شيخ محمد حسين كاشف الغطا
- ↑ راجع: مروري بر زندگاني علامه شيخ محمد حسين كاشف الغطا
- ↑ لأمير شكيب أرسلان، ج۱، ص۱۹۳.
- ↑ كاشف الغطاء، ص۱۴۷.
- ↑ كاشف الغطاء، ۱۵۸.
- ↑ كاشف الغطاء، ۱۶۳ و ۱۶۴.
المصادر والمراجع
- آل كاشف الغطاء، محمد حسين، عقود حياتي، تحقيق: أمير الشيخ شريف الشيخ محمد الحسين آل كاشف، النجف الأشرف، مدرسة ومكتبة الإمام كاشف الغطاء، ط 1، 1433 هـ.
- آواي بيداري، ويژهنامه روزنامه [صوت الصحوة، ملحق صحيفة] جمهوري إسلامي، [شهر] فروردين 1372 هـ ش.
- أمير شكيب أرسلان، حاضر العالم الإسلامي، بيروت، دار الفكر، ط 4، 1973 م.
- موقع دائرة المعروف طهور الإلكتروني.
- مروري بر زندگاني علامه شيخ محمد حسين كاشف الغطا [إطلالة على حياة العلامة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء] موقع حوزة نت الإلكتروني.
- الربيعي، د. حسن كريم ماجد، منهج الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء في كتابه تحرير المجلة مجلة المسلم المعاصر، العدد 148.
- هشت دهه زندگى آيت الله شيخ محمد حسين كاشف الغطاء [ثمانية عقود من حياة آية الله الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء].
- جعفر الخليلي، هكذا عرفتهم، بغداد-شارع المتنبي، مطبعة الزهراء، 1963 م.